قام محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بحضور السفير إيريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، بزيارة مدرسة العائلة المقدسة لتفقد سير العملية التعليمية بها.

ورافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى، خلال زيارتهما، دانييل ريجنو، ملحق التعاون التربوي بسفارة فرنسا، وفرانك توريس، ملحق تعاون اللغة الفرنسية بالمعهد الفرنسي، ومنال جندي، مساعدة قطاع التعليم بالمعهد الفرنسي، والأب رومان أمين، مدير مدرسة العائلة المقدسة “الجزويت”.

وحضر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والسفير الفرنسى طابور الصباح، وتحية العلم، كما ألقى الوزير محمد عبد اللطيف كلمة عبر فيها عن سعادته بتواجده بمدرسة العائلة المقدسة بالقاهرة، التي تمثل صرحًا تعليميًا عريقًا، ترجع جذوره إلى قرن ونصف من الزمن، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ التعليم، ورمزًا للتعليم الهادف الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة.

وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عمق العلاقات المصرية الفرنسية؛ حيث يرتبط البلدان الصديقان بروابط جغرافية، وتاريخية وحضارية وثقافية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات المتميزة شهدت تطورًا ملموسًا، منذ تولي  الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من إرادة سياسية مشتركة من الجانبين.

وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا تتميز بتاريخ طويل من التعاون والتفاعل الإيجابي الذي ساهم في تعزيز التفاهم المشترك بين البلدين والشعبين الصديقين، وساهمت الثقافة بدور محوري في بناء جسور التواصل بينهما، وتتواصل هذه العلاقات اليوم، من خلال المبادرات الثقافية المشتركة مثل، برامج تعليم اللغة الفرنسية، والتبادلات الطلابية، وإقامة المعارض الفنية، إلى جانب مشاركة المؤسسات الثقافية المصرية في الفعاليات الثقافية الفرنسية، حيث تعكس تلك الشراكات الناجحة بين البلدين التزامهما بتعزيز الحوار الحضاري، والحفاظ على التراث الثقافي.

وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف: "لقد ساهمت المدارس الفرنسية، منذ نشأتها بمصر، بدور بارز في تعزيز الثقافة، ونشر التعليم باللغة الفرنسية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، والاهتمام بالقيم الثقافية والإنسانية التي تعكس التنوع والانفتاح، والتفاعل العميق بين الثقافتين، وتخرجت منها أجيال تمتلك رؤية عالمية، وتمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون التربوي، والتعليمي، والثقافي المثمر، مما ساهم في إيجاد بيئة تعليمية تثري الطلاب بتجارب حضارية متعددة، وتشحذ الفكر النقدي البناء".

وأوضح أن مدارس العائلة المقدسة تُعد نموذجًا بارزًا للمدارس الفرنسية في مصر، حيث تسهم بشكل ملموس في تعزيز الثقافة ونشر اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى إسهامات تعليمية رائدة، ما يتيح الجمع بين جودة التعليم وتنمية الهوية الوطنية، وتعزيز التواصل الثقافي، وقيم روح التسامح والتفاهم بين الطلاب، وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداع وجعلهم أكثر احترامًا وقبولًا لثقافة الآخر، مشيدًا بخريجي هذه المدارس ونجاحاتهم في حياتهم العملية على مدار 145 عامًا، داعيًا الطلاب إلى مواصلة مسيرة التعلم، والاجتهاد، والتفوق، واحترام معلميهم، واستثمار فرص جديدة للاطلاع، والمعرفة، والإبداع، واكتشاف الذات.

وفي ختام كلمته، تقدم وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالشكر والتقدير للسفارة الفرنسية، وكل من ساهم في وضع لبنة في هذا الصرح التعليمي العريق، ولإدارة المدرسة المتميزة، وأعضاء هيئة التدريس الأكفاء الذين قدموا نموذجًا مشرفًا في التفاني والإخلاص، متمنيًا لهم المزيد من التوفيق والنجاح.

من جانبه، أعرب إيريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أنها فرصة لتعزيز العلاقات بين السفارة ووزارة التربية والتعليم، وتعزيز أواصر التعاون القائم بينهما.

وأكد السفير الفرنسى أن مدرسة العائلة المقدسة تعد من أعرق المدارس الفرنسية في مصر فقد نشأت منذ 145 عامًا، وتقدم تعليمًا متميزًا يؤهل الطلاب لدراسة ثلاث لغات بشكل عالي الجودة، مشيرًا إلى أن الطلاب يتقنون لدى تخرجهم اللغات العربية والفرنسية والانجليزية، وأحيانًا لغات أخرى مثل الأسبانية، وغيرها.

كما أكد السفير الفرنسى مواصلة تقديم الدعم لجميع المدارس الفرنسية فى مصر، والتى يحرص على زيارتها بشكل دائم، والعمل على دعم المبادرات التعليمية وبرامج التبادل الثقافي، بما يعود بالنفع على المجتمع المدرسي.

من جهته، رحب الأب رومانى أمين مدير المدرسة بالحضور، مشيرًا إلى أن مدرسة العائلة المقدسة المعروفة أيضًا باسم مدرسة "الجزويت" تهدف لتنشئة أبنائها تنشئة متكاملة تمكنهم من خدمة مجتمعهم وانفتاحهم على العالم المحيط بهم ثقافيًا وعلميًا وإنسانيًا، مشيرًا إلى أن المدرسة تعد واحدة من بين 3730 مدرسة يدرس فيها مليونان ونصف مليون طالب من مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن 189 جامعة ومعهد متخصص عالميًا.

وأضاف مدير المدرسة أن مدرسة العائلة المقدسة تقدم رسالتها التي تندرج في إطار سياسة مصر التي تضع ضمن أولوياتها التربوية والوطنية الإنسان قبل أي اعتبار آخر، وتعد هذه تحديدًا رسالة المدرسة الأولى، وهي تكوين عناصر فعالة في المجتمع، تتسم بالكفاءة الدراسية، ونزاهة الضمير، وأمانة الالتزام.

وأوض أن هذه المبادئ التربوية، التي تضع الشخص محور التربية والتعليم، يتم ترجمتها على أصعدة متعددة في إطار اليوم الدراسي منها استخدام الطرق والأدوات والأساليب والوسائل التربوية المتجددة في العصر الرقمي الذي نعيشه ويعيشه أبناؤنا، كما يهدف إلى اكتشاف القدرات العقلية للطلاب ليكونوا قادرين على التحليل والفهم والنقد واتخاذ القرار والابتكار.

وخلال زيارة وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى للمدرسة، استعرض عدد من طلاب المدرسة الأنشطة الدراسية الصفية واللاصفية، من رحلات ثقافية، ومعسكرات تكوينية، ورحلة الدراجات السنوية، بجانب الرحلات العلمية، كما تم استعراض الأعمال الخيرية التى يقوم بها طلاب المدرسة فى خدمة المجتمع.

وقد أشاد الوزير بعرض الطلاب، وبالأنشطة التى يقومون بها، كما أثنى على أدائهم في العرض، كما تحدث معهم عن تطلعاتهم فى المستقبل، وقال لهم: “أنتم وجه مشرف للطلاب وعليكم مسئولية كبيرة فى بناء الوطن”.

وخلال الزيارة، تفقد وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى، مكتبة المدرسة التى تحتوى على كتب عريقة، ومنها كتاب "وصف مصر" وبعض الاحجار التى تعود تاريخها إلى العصور المختلفة.

كما تفقد الوزير والسفير الفرنسى عددًا من فصول المدرسة للمرحلة الثانوية والإعدادية، وتابعا شرح المعلمين أثناء حصص التاريخ، والعلوم، والرياضيات، كما تفقدا معرضًا يحتوى على أعمال الطلاب الفنية،  والرسومات، وكتب فنون الخط العربى، وأعمال من الصلصال، وفن طى الورق، والرسم على الزجاج والنحاس.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: فرنسا التربية والتعليم التعليم وزير التربية والتعليم الفرنسية المزيد وزیر التربیة والتعلیم والتعلیم الفنی مدرسة العائلة المقدسة المدارس الفرنسیة مشیر ا إلى أن

إقرأ أيضاً:

الانصهار المذهبي في الهوية الوطنية

9 يناير، 2025

بغداد/المسلة: زكي الساعدي

تشهد بعض الدول تنوعًا مذهبيًا ودينيًا، وقد تصبح الهوية الوطنية أحيانًا عرضة للتأثيرات السلبية التي تفرزها الانقسامات الطائفية وغالبا ما تتراجع الهوية الوطنية وتصبح في ادنى سلم الأوليات وتتقدم الهويات الفرعية على الهوية الوطنية وبهذا تكون الدولة في اسوء حالات التشظي الطائفي او العرقي او القومي او الديني

إلا أن مفهوم “الانصهار المذهبي” يمثل نهجًا استراتيجيًا لتجاوز هذه الانقسامات، من خلال تعزيز المواطنة المشتركة وإعلاء الانتماء للوطن فوق أي انتماء مذهبي أو طائفي. هذا المفهوم يركز على الاعتراف بالتنوع الثقافي والديني كقوة إيجابية، لا كعامل تفريق وصراع.

ان ما تشهده بعض الدول التي تعاني من فقدان الهوية الوطنية او تراجعها لحساب الهويات القومية او الدينية او المذهبية تجعلنا نستشعر الخطر الكبير الذي من الممكن ان يتكرر وخصوصا ما يحدث في لبنان وسوريا واليمن والبحرين وافغانستان ونيجريريا وميانمار .

حيث تشتد بين الحين والآخر انقسامات كبيرة تخلف بعدها مجازر بشرية تضطهد الأقليات وتشكل الفوضى الداخلية التي تعزز من الانقسامات داخل الدول وبالتالي تضعفها وتوقف عجلة التطور لان البيئة المضطربة طاردة للاستثمار وقد تصل إلى مرحلة تهجير لأبناء البلد ..

ان من أولى الخطوات الفاعلة في البدء بعملية الانصهار المذهبي في الهوية الوطنية هو تعزيز المواطنة والعدالة في الفرص بتحقيق المساواة بين جميع المواطنين بغض النظر عن انتماءاتهم المذهبية أو الطائفية، وإعلاء الانتماء للوطن كأولوية مطلقة

والاعتراف بالتنوع وقبول واحترام اختلاف المذاهب كجزء طبيعي من النسيج الاجتماعي والثقافي، والعمل على توجيه هذا التنوع نحو تعزيز الوحدة الوطنية.وبالتالي فان بناء الثقة المتبادلة تتم من خلال الحوارات المجتمعية بين مختلف الفئات، وتشجيع الممارسات التي تدعم التضامن الاجتماعي.
ومن الضروري جدا ايضا التركيز على المصالح الوطنية العليا

حيث ان تقديم المصلحة العامة للوطن على المصالح الطائفية أو الفئوية الضيقة، مما يضمن توحيد الرؤية الوطنية.
ومن الدول التي نجحت في انصهارها القومي او الديني او المذهب هي ماليزيا ، الإمارات ،جنوب أفريقيا ، كندا ، سنغافورة، نيوزلندا

لأنها جعلت التنوع الديني او المذهبي او القومي مصدر قوة بجمع كل الثقافات المتنوعة وعززت من اقتصادها ولكن ضمن آليات كان البعض منها
تجريم الخطاب الطائفي او الديني الذي يحرض على الانقسامات
ونهج سياسة تعزز المساواة في الحقوق والواجبات بين كل المواطنين دون تفرقة .

وان أهمية الانصهار المذهبي ليس مجرد شعار، بل يمثل حجر الزاوية لتحقيق استقرار المجتمعات المتنوعة.وان تحقيق الاستقرار السياسي والاجتماعي سيدعم التطور الاقتصادي لان العامل الاقتصادي يرتبط ارتباطاً وشيكا بالاستقرار الأمني .

ولابد من الإشارة أن الدول التي تعاني من انقسامات طائفية فإنها دول رخوة من الممكن ان تتقسم او تحتل او تكون تحت مرمى اطماع الدول الأخرى ..

التحديات التي تواجه الانصهار المذهبي
رغم أهمية الانصهار المذهبي، إلا أن تطبيقه يواجه تحديات عديدة، من أبرزها: الخطابات الطائفية والتحريضية

فان انتشار الخطابات التي تزرع الفرقة والكراهية بين أبناء الوطن خطر كبير وتهدّد الهوية الوطنية وهنا قد يكون ضعف السياسات التعليمية والإعلامية
وغياب المناهج والسياسات الإعلامية التي تعزز مفهوم المواطنة والوحدة الوطنية اثرا كبيرا على الوحدة الوطنية ومن الجدير بالذكر ان المصالح السياسية لبعض الفئات

قد تسعى لاستغلال المذهبية والطائفية لتحقيق مكاسب سياسية أو نفوذ شخصي على حساب وحدة المجتمع ولكن ما أن تصل الانقسامات ذروتها اي تصل الدول إلى مرحلة ( الدولة الرخوة ) سيسقط الجميع في بئر الانقسام وستضيع معها مكتسبات المرحلة.

الانصهار المذهبي ليس دعوة لإلغاء الهويات الفرعية، بل هو مشروع وطني يهدف إلى تحويل التنوع إلى مصدر قوة يوحّد المجتمع بدلاً من أن يفرّقه. ومن هنا يجب ان يبدا بالعدل والمساواة بين الجميع وإعلام مسؤول يعمل ببرامج توعية وتجريم الخطابات الطائفية او القومية او الدينية الموجهة للضد النوعي ومن خلال تعزيز قيم المواطنة والعدالة،

الانصهار المذهبي في الهوية الوطنية
هو السبيل الوحيد لتجنب الانزلاق نحو الدولة الرخوة، حيث تندثر الهوية الوطنية أمام الهويات الفرعية، مما يؤدي إلى التشظي والانقسام واضطراب الأوضاع السياسية.

ومع غياب الاستقرار، تصبح البيئة طاردة للاستثمار، وتبدأ ملامح الانهيار الاقتصادي في الظهور .. وما أن يسوء الوضع الاقتصادي فان الدول تكون على حافة التقسيم والاحتلال.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author moh moh

See author's posts

مقالات مشابهة

  • محافظ بني سويف يصدر قراراً باعتماد ترقية 9234 من أعضاء هيئة التعليم بمديرية التربية والتعليم
  • وزارة التعليم السورية تلغي مادة التربية الوطنية وتعتمد "علم الثورة"
  • محافظ أسيوط يوجه بالاستعداد لامتحانات نصف العام.. ومدير التربية والتعليم يعقد إجتماعًا مع القيادات
  • سوريا.. وزارة التعليم تُعلن إلغاء مادة التربية الوطنية بشكل كامل واعتماد علم الثورة
  • أخبار سوريا .. وزارة التربية والتعليم تحذف مادة التربية الوطنية
  • الانصهار المذهبي في الهوية الوطنية
  • بسبب نظام البكالوريا| تساؤلات صادمة تحرج وزير التربية والتعليم
  • رئيس جامعة دمياط يشيد بانتظام سير الامتحانات بكلية التربية النوعية
  • محافظ الفيوم يشيد بجهود مديرية التربية والتعليم خلال عام 2024
  • بشرى سارة بشأن ترقيات موظفي "التربية والتعليم"