تمضي الدولة المصرية قدمًا نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية للنهوض بالقطاع الصحي، حرصًا منها على تحسين جودة حياة المواطنين، حيث عكفت على تعزيز الإنفاق على هذا القطاع الحيوي، وتنفيذ خططها الطموحة لتوفير التغطية الصحية الشاملة وفق أعلى المعايير، وتطوير البنية التحتية الصحية من خلال إنشاء وتطوير المستشفيات والمراكز الطبية، ورفع كفاءة الخدمات الصحية بها، علاوة على التوسع في تغطية منظومة التأمين الصحي الشامل وإطلاق المبادرات الصحية لمختلف فئات المجتمع، وذلك سعيًا من الدولة لتوفير نظام صحي متكامل ومستدام، كركيزة أساسية لتحقيق التنمية الشاملة، وضمن جهودها لبناء الإنسان، وهو ما لاقى إشادة من جانب المؤسسات الدولية لجهود مصر في هذا الملف.

البرازيل: الرئيس لولا يخضع لعملية جراحية جديدة في الدماغ

وفي هذا الصدد، نشر المركز الإعلامي لمجلس الوزراء تقريرًا، تضمن إنفوجرافات تسلط الضوء على جهود مصر المتواصلة نحو الارتقاء بالمنظومة الصحية باعتبارها ركيزة أساسية لبناء الإنسان، وذلك بمناسبة اليوم العالمي للتغطية الصحية الشاملة.

واستعرض التقرير تطوير القطاع الصحي وتحسن مؤشراته، موضحًا أن قيمة الإنفاق على القطاع الصحي بلغت تريليون جنيه خلال الفترة من 2014 حتى 2024، فيما بلغت تكلفة الجهود المبذولة في منظومة العلاج على نفقة الدولة 107.6 مليار جنيه خلال الفترة من2014 حتى 2024.

يأتي هذا فيما بلغت نسبة زيادة عدد المواطنين الذين تم علاجهم على نفقة الدولة بالداخل 23.5%، حيث بلغ عددهم 2.1 مليون مواطن حتى أكتوبر من عام 2024، مقابل 1.7 مليون مواطن عام 2014، كما بلغت نسبة زيادة إجمالي أعداد المستشفيات 61.4%، حيث بلغ عددها 2700 مستشفى عام 2024 مقابل 1673 مستشفى عام 2014.

كما تناول التقرير الحديث عن منظومة التأمين الصحي الشامل الجديد، لافتاً إلى أنها تهدف إلى تحسين صحة جميع المواطنين من خلال تغطية صحية تأمينية شاملة في إطار العدالة والجودة، ويتم تنفيذها من خلال 6 مراحل.

وبشأن المرحلة الأولى لمنظومة التأمين الصحي الشامل، أوضح التقرير أن السيد رئيس الجمهورية أطلقها في يوليو 2019، وتم الانتهاء من تطبيقها في محافظات، (بورسعيد – الأقصر – الإسماعيلية - جنوب سيناء – السويس - أسوان)، وذلك بتكلفة 51.2 مليار جنيه، وسجل بها أكثر من 5 ملايين مواطن، وتم تقديم أكثر من 57 مليون خدمة من خلالها.

وفي السياق ذاته، تطرق التقرير إلى المرحلة الثانية لمنظومة التأمين الصحي الشامل، والتي تشمل محافظات (دمياط – مطروح - كفر الشيخ - شمال سيناء - المنيا)، بتكلفة 151 مليار جنيه، ومن المستهدف أن ينتفع بها 12.8 مليون مواطن.

أما عن المبادرات الرئاسية، ذكر التقرير أن تكلفة تنفيذ 14 مبادرة رئاسية تم إطلاقها في كافة التخصصات الطبية قد بلغت 32.2 مليار جنيه، مشيراً إلى أن تلك المبادرات قدمت 212.9 مليون خدمة لـ 94 مليون مواطن.

واستعرض التقرير أبرز هذه المبادرات الرئاسية، منها مبادرة القضاء على فيروس سي والكشف عن الأمراض غير السارية، والتي تم خلالها فحص 63 مليون مواطن وعلاج 4.6 مليون مواطن، فضلاً عن مبادرة دعم صحة المرأة، حيث تم خلالها استقبال55.5 مليون زيارة من السيدات لتلقي خدمات الفحص والتوعية.

يأتي هذا فيما تم فحص 16.4 مليون مواطن ضمن مبادرة فحص وعلاج الأمراض المزمنة والكشف المبكر عن الاعتلال الكلوي، كما استفادت 2.4 مليون حالة من خدمات مبادرة إنهاء قوائم الانتظار، بينما تم فحص أكثر من 7 ملايين طالب من خلال مبادرة الكشف المبكر عن الأنيميا والسمنة والتقزم بالمدارس الابتدائية.

وبجانب ما سبق، رصد التقرير رؤية المؤسسات الدولية لتطور القطاع الصحي في مصر، مشيرًا إلى تحسن مجموع نقاط مصر بمؤشر التغطية الصحية الشاملة ليتخطى المتوسط العالمي، حيث وصل إلى 70 نقطة عام 2021، مقابل 65 نقطة عام 2015، علماً بأن المتوسط العالمي بلغ 68 نقطة عام 2021.

كما ذكرت اليونيسف أن نظام الرعاية الصحية في مصر يشهد العديد من مبادرات التغيير الإيجابي مدفوعة بالقيادة القوية للحكومة المصرية والتعاون مع مختلف شركاء التنمية والمجتمعات المحلية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: جودة المواطنين البنية التحتية الصحية منظومة التأمين الصحي الشامل المبادرات التنمية الشاملة الإنسان التأمین الصحی الشامل القطاع الصحی ملیون مواطن ملیار جنیه من خلال

إقرأ أيضاً:

المساجد والكنائس.. رفع الوعي وتعزيز القيم لبناء مجتمع متماسك

تلعب المساجد والكنائس دوراً محورياً فى رفع الوعى، حيث لا تقتصر مهمتها على الجانب الدينى فحسب، بل تتجاوز ذلك إلى كونها مراكز فكرية وثقافية تسهم فى تعزيز الهوية الوطنية وتوجيه الشباب نحو القيم الإنسانية المشتركة.

ومن خلال برامجها التربوية والفكرية، تعمل هذه المؤسسات على تربية جيل قادر على مواجهة التحديات الفكرية والمساهمة الفاعلة فى مسيرة التنمية الشاملة، ليكون شريكاً حقيقياً فى بناء مجتمع يسعى نحو مستقبل أفضل.

بدوره أكد الإمام الأكبر د. أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، فى أكثر من مناسبة، أن الأزهر يولى أهمية كبيرة فى رفع الوعى العام بالقضايا المجتمعية المعاصرة، ويستعد لتصميم مقررات دراسية جديدة تتناول تلك القضايا بما يواكب التحديات الحالية، موضحاً أن الأزهر يهدف من خلال هذه الخطوات إلى تعزيز الهوية الدينية والأخلاقية، خاصة فى ظل انتشار الأنماط الثقافية الغريبة التى باتت تؤثر فى شبابنا وتعزلهم عن هويتهم الثقافية والدينية، ما يجعلهم عرضة للاستقطاب الثقافى. وأوضح «الطيب» أن الأزهر يسهم بشكل فعال فى تحقيق أهداف مبادرة «بداية جديدة لبناء الإنسان»، التى تستهدف قضية الوعى بالمقام الأول، وتسعى إلى تحسين مستوى المواطن المصرى فى مجالات التعليم والصحة والثقافة، بما ينسجم مع الاحتياجات المتجددة لسوق العمل.

وأوضح الإمام الأكبر أن الأزهر يشارك بفاعلية فى هذه المبادرة، من خلال قطاعاته المنتشرة فى جميع أنحاء الجمهورية، إيماناً بدوره الوطنى فى تعزيز القيم الأخلاقية، خاصة فى مواجهة ما وصفه بالغزو الثقافى المسموم الذى يستهدف الشباب.

وأكد البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، فى تصريحات له، على دور الكنيسة القبطية فى التوعية بالقيم الإنسانية والمفاهيم البناءة، مشيراً إلى أنه يجب مواجهة الأزمات بالوعى والترشيد والتكاتف، مشدداً على ضرورة إطلاق حملات توعوية وتثقيفية تستهدف رفع الوعى لدى أبناء الوطن جميعاً، خصوصاً الأطفال والشباب. وأعرب البابا تواضروس عن استعداد الكنيسة الكامل للمشاركة فى دعم الفعاليات التى تهدف إلى زيادة الوعى وبناء الإنسان والمجتمع. وحرصت الكنيسة على المشاركة فى مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان، التى أطلقتها الدولة من أجل تقديم إنسان واعٍ ومتعلم ومثقف للمجتمع، من خلال تقديم عدة نشاطات فى القطاعات الصحية، التعليمية، الثقافية، السلوكية.

من جانبه أكد د. أسامة الأزهرى، وزير الأوقاف، أن المساجد تلعب دوراً حيوياً فى رفع وتنمية الوعى المجتمعى، مشيراً إلى أن الوزارة تعمل بشكل مستمر على تعزيز هذا الدور، من خلال برامج دعوية تهدف إلى نشر القيم الأخلاقية وتعزيز الوعى الثقافى والدينى لدى أفراد المجتمع. ولفت «الأزهرى» إلى أن المساجد أصبحت منابر أساسية لتوجيه الأفراد نحو التمسك بالقيم الإنسانية والإسلامية التى تساهم فى بناء مجتمع متماسك ومؤثر. وأوضح «الأزهرى»، فى تصريحات له، أن الوزارة أطلقت عدة مبادرات تهدف إلى تعزيز دور المساجد فى المجتمع، ومن أبرزها حملة لمواجهة التفكك الأسرى التى تم إطلاقها عبر مجلة «وقاية»، التى تناولت قضايا مهمة، مثل التفكك الأسرى وأثره السلبى على الأفراد والمجتمع. وأوضح الوزير أن هذه المبادرات تركز على تقديم حلول فكرية وفلسفية لتعزيز تماسك الأسرة المصرية، ما يسهم بشكل مباشر فى التنمية المستدامة وبناء الوطن.

وشدد وزير الأوقاف على أهمية الاستفادة من وسائل التواصل الاجتماعى والقنوات الفضائية كأداة لتوجيه الأفراد وتعزيز التفاعل المجتمعى الإيجابى. كما أكد ضرورة التعاون بين جميع الوزارات المعنية لتحقيق تكامل الجهود نحو بناء الشخصية المصرية والوعى المجتمعى، مع توظيف السوشيال ميديا بشكل إيجابى لتعزيز القيم الإنسانية والاجتماعية.

وأشار «الأزهرى» إلى أن المساجد تعد الوسيلة المثلى لتعزيز الوعى المجتمعى، من خلال خطب ودروس دعوية، وهو ما يعزز الروابط بين أبناء المجتمع. كما أشار إلى ضرورة توعية الأفراد بمخاطر الانغماس فى وسائل التواصل الاجتماعى دون وعى، مع التأكيد على أهمية استخدامها فى رفع الوعى الدينى والثقافى. وسلط «الأزهرى» الضوء على المبادرة الجديدة المتعلقة بعودة الكتاتيب، التى تأتى ضمن خطة الوزارة لإحياء هذا النظام التعليمى التقليدى، وتهدف هذه الكتاتيب إلى تعليم الأطفال القرآن الكريم وتربيهم على الأخلاق الإسلامية، مع غرس حب الوطن وتدعيم المبادئ الإنسانية فى وجدانهم. وقال «الأزهرى»: «الهدف من هذه الكتاتيب ليس فقط حفظ القرآن، بل بناء وعى حقيقى لدى الأجيال القادمة وتزويدهم بالقيم الأساسية التى تشكل شخصيتهم». وأكد وزير الأوقاف أن الكتاتيب ستكون منارة للعلم والمعرفة، تسهم فى بناء شخصية الإنسان على الخلق القويم، وترسخ معانى الصلة والود بين أفراد المجتمع، مشيراً إلى أن الوزارة تنسق مع مؤسسات الدولة المختلفة لعودة هذه الكتاتيب إلى القرى والمدن لتكمل دور وزارة التربية والتعليم فى تعليم الأطفال.

وأكد الدكتور القس أندريه زكى، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، والهيئة القبطية الإنجيلية للخدمات الاجتماعية، أن الهيئة تحرص على المشاركة فى بناء الوعى المجتمعى، وتسليط الضوء على قضايا معاصرة، وإبراز الدور الفاعل للكنيسة فى التنمية، بما يتسق مع رؤية الدولة المصرية فى دعم مصادر المعرفة وبناء الإنسان. فيما قال الأنبا باخوم، النائب البطريركى لشئون الإيبارشية البطريركية للأقباط الكاثوليك، مسئول اللجنة الأسقفية للإعلام بالكنيسة الكاثوليكية بمصر، أن الكنيسة تعمل على بناء الإنسان وتشكيل الوعى بصفة عامة بما لا يقتصر على الجانب الروحى فقط وإنما يمتد ليشمل الجانب الاجتماعى والثقافى والنفسى، مشيراً إلى ضرورة نشر الروح الوسطية فى المجتمع من قبول الآخر واحترام الحقوق.

مقالات مشابهة

  • المساجد والكنائس.. رفع الوعي وتعزيز القيم لبناء مجتمع متماسك
  • وزير الصحة: نظم الضمان الاجتماعي ركيزة أساسية للتنمية والاستقرار الاقتصادي
  • الرعاية الصحية: الاستثمار في العنصر البشري ركيزة أساسية للارتقاء بالقطاع
  • رئيس هيئة الرعاية الصحية: الاستثمار في العنصر البشري ركيزة أساسية للارتقاء بالقطاع
  • محافظ بني سويف: تمكين المرأة في المناصب التنفيذية ركيزة أساسية للتنمية المحلية
  • محافظ بني سويف: تمكين المرأة في المناصب التنفيذية ركيزة أساسية للتنمية
  • القطن المصري ينافس الأمريكي على الساحة العالمية.. والحكومة تواصل جهودها لدعم المزارعين
  • الشيخة جواهر تعتمد 751 مليون درهم لبناء الإنسان والارتقاء بالمجتمع
  • الصحة: المرحلة القادمة من التأمين الصحي الشامل ستغطي 13 مليون مواطن
  • تكريم المعلمات المتميزات في مبادرة "بداية جديدة لبناء الإنسان"