أحمد الشرع والعربدة الإسرائيلية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
هل يعقل أن تدين الأمم المتحدة وعدد من الدول العربية؛ العربدة الإسرائيلية بتدمير مقدّرات الدولة السورية العسكرية، واجتياحها للمنطقة العازلة في الجولان، فيما يصمت "الشرع" ورئيس حكومته على ذلك، ويتحدث الأخير مع "الجزيرة" كأنه رئيس بلدية؟!
من الواضح أن هاجس رفع "هيئة تحرير الشام" من لوائح الإرهاب، هو المُسيطر على عقل القوم راهنا، وهذا تكرار لأخطاء الإسلاميين التقليدية بكل ألوانهم، عبر الاعتقاد أن أمريكا والغرب سيغيّرون مواقفهم بناء على مطلب أو اثنين.
إنها لائحة مطالب لا تنتهي.
الإرهاب هو سرقة أمريكا للنفط السوري عبر قادة الأكراد، والإرهاب هو وجود قواتهم في سوريا، والإرهاب هو منح الرخصة للعربدة الصهيونية في غزة ولبنان وسوريا، وليس تحرير بلد من نظام طاغية حكمه كأنه مزرعة ورثها عن أبيه، وكان يعتمد على تجارة المخدرات في تحصيل المليارات.
العالم اليوم يمرّ بحالة سيولة استثنائية، ولم يعد الغرب هو المتحكّم بالمشهد، وها إن "طالبان" تفرض نفسها وتمارس مهامها من دون اعتراف أمريكا ودول الغرب بحكومتها. ندرك أن هناك أولويات كثيرة تنتظر العهد الجديد، لكن ذلك لا يتناقض مع اتخاذ موقف من العربدة الصهيونية.
لا أحد يتحدث عن خوض حرب، وكل ما هنالك أن يسمع الصهاينة ورُعاتهم موقفا واضحا وصريحا مما يجري، ولا يعتقدوا أن سوريا ستبقى مُستباحة لهم، حتى دفعوا قواتهم راهنا إلى مسافة 30كم من العاصمة دمشق.
إسقاط النظام المجرم هو إنجاز رائع وعظيم، ويستحق التحية كل من ساهم فيه، لكن ذلك لا يحول دون وضوح الموقف.
لا تكرّروا ذات الأخطاء التقليدية، فالقوة هي من تفرض نفسها، وإذا كانت للعدو خياراته، فلكم خياراتكم أيضا، وشرعيتكم تأخذونها من الشعب الذي يلتف حولكم راهنا، وليس من أمريكا أو الغرب.
أدعو الله أن يحفظ سوريا وشعبها، وأن يعين القائمين على الأمر في مهمّتهم التاريخية لتعويضه عن عقود البؤس في ظل عصابة مُجرمة لم ترقب في السوريين إلّا ولا ذمة، فباءت أخيرا بالذلّ والخسران.
تلك نصيحة إنسان لم يتردّد لحظة في الوقوف بجانب الشعب السوري وثورته، وأعتذر عن حجب التعليقات حتى لا نكثر الجدل، والله يتولّانا، ومنه سبحانه السداد.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات كاريكاتير بورتريه الشرع سوريا سوريا الشرع ردع العدوان مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة سياسة صحافة اقتصاد سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
هل تنضم سوريا إلى اتفاقيات ابراهام؟
القاهرة (زمان التركية)ــ تبدي الولايات المتحدة رغبة قوية في رؤية التطبيع في العلاقات بين إسرائيل وسوريا. وقد أعرب مبعوث ترامب الخاص لشؤون الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، عن هذا الأمر.
وإذا انضمت الحكومة السورية الجديدة إلى اتفاقيات أبراهام، فسيتعين فهم ذلك في سياق نقاط ضعف البلاد ورغبة دمشق في اكتساب الشرعية في نظر الولايات المتحدة والقوى الغربية الأخرى، إذ يبدو أن رفع العقوبات الأمريكية والأوروبية هو الأولوية القصوى للزعيم السوري أحمد الشرع والمقربين منه. وهذا يتطلب تحسين صورة الحكومة السورية، التي تهيمن عليها هيئة تحرير الشام، لدى واشنطن والعواصم الأوروبية.
لذلك ليس من المستبعد أن يجبر الضغط الغربي والإسرائيلي دمشق على قبول شكل من أشكال التطبيع مع تل أبيب.
ويوضح مهران كفراما، الأستاذ الحكومي في جامعة جورج تاون في قطر، أن الإدارة السورية الجديدة أظهرت ترددا واضحا أو افتقار للقدرة فيما يتعلق بالاعتداءات الاسرائيلية أو سرقة المعدات العسكرية السورية وما يعكس اهتمام دمشق في الوقت الراهن على الأقل بتعزيز قوتها السياسية أكثر من الدفاع عن المصالح الوطنية للبلاد قائلا: “إذا كان هذا هو الحال بالفعل، فيمكننا أن نرى أن تطبيع في العلاقات بين سوريا وإسرائيل بحوافز اقتصادية ودبلوماسية كافية من واشنطن “.
إذا وافقت دمشق على التطبيع مع إسرائيل، فستكون هناك تكاليف عالية تدفعها حكومة الشرع. ويؤكد شعار أنه حتى وإن أبدت اسرائيل استعدادا لإبرام اتفاق سلام مع دمشق، فإن الشرع سيكون “مترددا جدا” في قبوله نظرا لمعرفته برد الفعل على مثل هذا الاتفاق للسلام.
وأضاف كرم شعار، مدير الاستشارية المحدودة وكبير الباحثين غير المقيمين في معهد نيو لاينز، أنه لا يعتقد أن تقترح إسرائيل هذا إن لم تسترد سوريا جميع الأراضي المحتلة نظرا لأن هذا الأمر سيضع الشرع في مأزق.
هذا وأفاد جان أن استمرار احتلال إسرائيل للأراضي السورية “أزال محادثات السلام السورية الإسرائيلية من على الطاولة” حتى وإن أعلن الشرع انفتاحه بشكل عامعلى التطبيع مع تل أبيب مشيرا إلى أن عدوان إسرائيل بعد الأسد على سوريا “قضى على أي فرصة للتطبيع مع دمشق على الأقل في المدى القصير”.
وشدد يوسف جان، المحلل في برنامج الشرق الأوسط في مركز ويلسون، أن هضبة الجولان لا تزال تشكل عقبة أساسية قائلا: “وكما ذكر الشرع في فبراير، فإن هذه القضية حساسة من الناحية السياسية لدرجة لا يمكن حتى طرحها في ظل مواصلة إسرائيل لاحتلال أراضي سورية. ولم تحتفظ إسرائيل بالجولان فحسب، بل توسّعت إلى ما أبعد من ذلك “.
وأكد جان أن كل صاروخ يسقط على الأراضي السورية يزيد من غضب الشعب ويجعل التطبيع انتحارا سياسيا لدمشق وأنه لا يمكن لأي زعيم سوري، وخاصة زعيم يحاول تعزيز شرعيته بعد الحرب، أن يتحدث عن السلام في ظل الطائرات الإسرائيلية لبلاده وهو ما يجعل التطبيع غير ممكن على المدى القريب.
Tags: اتفاقيات ابراهامالتطبيع بين سوريا وإسرائيلتركياسوريا وتركيا