أزمة تنتظر أطفال السودان.. منظمات تنتقد “عنصرية صارخة” في توزيع المساعدات مقارنة بأوكرانيا
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
يتحسر عمال الإغاثة من نقص التمويل والدعم للعمليات الإنسانية في السودان مقارنة بالدعم المقدم في أوكرانيا، ودانوا “العنصرية” في الاستجابة لأزمات متشابهة من ضحاياها الأطفال في دول أخرى.
وتنقل صحيفة “الغارديان” أن الأشهر الأربعة الماضية من القتال في السودان دفعت بالملايين إلى انعدام الأمن الغذائي، وتقول وكالات الإغاثة إنها تكافح للوصول إلى الناس، فيما من المتوقع أن يعاني 1.
وذكرت إذاعة دبنقا السودانية المستقلة أن 132 طفلا لقوا حتفهم بسبب ظروف مرتبطة بسوء التغذية في ولاية القضارف الشرقية.
وأسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الذرة الرفيعة والقمح، مرتفعة بالفعل ولكن من المرجح أن يزداد النقص سوءا مع اضطرار المزارعين إلى ترك أراضيهم بسبب القتال.
وعلى عكس ما يعيشه السودان، فالوضع ليس مشابها في أوكرانيا، حيت تقديم الدعم أسرع، بحسب ما يراه عمال الإغاثة.
وقال مدير مجلس اللاجئين النرويجي (إن آر سي) في السودان، وليام كارتر، إن نظام التمويل الإنساني العالمي “عنصري بشكل صارخ” كما هو الحال في نظام الحماية الدولية.
وقارن كارتر عبر حسابه في إكس، تويتر سابقا، بين الاستجابة المختلفة للحرب بين السودان وأوكرانيا، مشيرا إلى أنه في أوروبا يتم الترحيب باللاجئين الفارين من الهجوم الروسي، وقُدِّمت مليارات المساعدات، فيما في السودان تحتاج منظمات الإغاثة إلى “التوسل” لأشهر للحصول على ملايين الدولارات من المساعدات، ولا يُرحب باللاجئين.
وقال: “إنها حكاية عاصمتين، كلتاهما ضربتهما غارات جوية مع انفجار حرب واسعة النطاق. واحدة في أوروبا. حيث لا تدخر نفقة وعرضت مليارات الدولارات من المساعدات خلال أيام. اللاجئون مُرحّبٌ بهم”.
وأضاف “أما الأخرى في أفريقيا. نحن بحاجة إلى التوسل لأشهر من أجل ملايين الدولارات من المساعدات للاستجابة. واللاجئون غير مرحب بهم، وجوازات سفرهم ممزقة والتأشيرات لم تصدر، وتقلصت الإقامة القانونية في بلدان أخرى، و(يواجه اللاجئون) عمليات الإعادة والترحيل، ولا تتوفر وسيلة أو مساعدة للخروج من منطقة القتل”.
وأشار إلى أن مجموعة العشرين والجمعية العامة للأمم المتحدة بحاجة إلى “تصحيح ذلك. ويتعين على الهيئات الحكومية الدولية المكلفة بالإشراف على المعونة والحماية أن ترفع صوتها”.
واختتم بالقول: “لا تكمن النقطة هنا في أن الاستجابة لإحدى هاتين الأزمتين يجب أن تنخفض وأن تزيد الأخرى على حسابها – فكلتاهما تواجهان نقص التمويل وتحتاجان إلى المزيد. بل فقط، من الواضح أن إحداهما تعاني من حزن ويئس وموت، لكنها مهملة بشدة”.
وحذرت منظمة “أنقذوا الأطفال”، الثلاثاء، أنه مع نزوح 4 ملايين شخص حتى الآن، يواجه المزيد من الناس الجوع في السودان أكثر من أي وقت مضى منذ بدء النزاعات هناك، في عام 2012.
ودعت رسالة مفتوحة من قادة المساعدات الإنسانية، صدرت هذا الأسبوع، إلى وقف فوري للأعمال العدائية وحذرت المجتمع الدولي من أنه “لا يوجد عذر للانتظار” للعمل على وقف الصراع “بينما يضيع أطفال السودان”.
وإضافة إلى التمييز في المساعدات، يشتكي عمال الإغاثة أيضا من محدودية العمليات في السودان، إذ أجبر مؤخرا المجلس النرويجي للاجئين على إغلاق عملياته في العاصمة، الخرطوم، وإقليم دارفور، فضلا عن تأخير منح التأشيرات.
وهناك ما لا يقل عن 120 تأشيرة للعاملين في المجال الإنساني في انتظار الموافقة، وفقا لمنتدى السودان الدولي، الذي يمثل 70 مجموعة إغاثة تعمل في البلاد.
وقال منسق المنظمة، أنتوني ني،ل إن 15 على الأقل ممن ينتظرون تأشيرات، منذ يونيو، كانوا جراحين وصيادلة وأطباء تخدير. وقال إنه حتى أولئك الذين لديهم تأشيرات يواجهون قيودا على السفر.
كما تنتظر منظمة “أطباء بلا حدود” تأشيرات لموظفيها، وقالت إن هذا يهدد قدرتها على الاستمرار في دعم المستشفى التركي لدى الخرطوم، وهو واحد من عدد قليل جدا من المستشفيات في المدينة التي لا يزال بإمكانها تقديم الرعاية الصحية على مدار الساعة.
وقالت منظمة “أطباء بلا حدود”: “إذا لم نتمكن من جلب موظفين جدد، فسنضطر إلى الانسحاب من المستشفى. وسيكون لهذا تأثير مدمر على الأشخاص الذين سيبقون في الخرطوم، والذين سيحتاجون إلى رعاية صحية مُنقذة للحياة خلال الأشهر المقبلة”.
الحرة
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: فی السودان
إقرأ أيضاً:
“دبي ميراكل جاردن”.. سياحة خضراء بين أريج ملايين الزهور
رسّخت دولة الإمارات العربية المتحدة نموذجاً رائداً في مفهوم السياحة الخضراء على مستوى المنطقة والعالم، عن طريق المزج الإبداعي بين متطلبات الوجهات السياحية المستدامة واللمسات الجمالية الفنية الساحرة التي جسدتها العديد من الحدائق النوعية الفريدة، ولعل من أبرزها حديقة “دبي ميراكل جاردن” أو “حديقة الزهور المعجزة” في دبي، التي تعد إحدى أبرز الوجهات السياحية الساحرة في دبي، بما تضمه من ملايين الأزهار المنسقة بأنامل فنانين مبدعين جعلت منها لوحة فنية بديعة.
فعلى مساحة تصل إلى 72,000 متر مربع، في قلب دبي لاند، وبتصميمات إبداعية شكّلتها أكثر من 150 مليون زهرة، تتألق “دبي ميراكل جاردن”؛ أكبر حديقة زهور طبيعية في العالم، لتقدم للعائلات والمقيمين والسياح وجهة ترفيهية رائدة، تنقل الداخلين إليها نحو عوالم من الخيال بتصميماتها الساحرة التي تجمع بين جمال الطبيعة، وروعة الإبداعات الفنية.
تجربة لا تنسى
ومنذ افتتاحها في عام 2013 استطاعت “دبي ميراكل جاردن” عبر مواسمها المتتالية استقطاب ملايين الزوار، كما أسهمت في تقديم تجربة سياحية لا تنسى بين أحضان ملايين الزهور، مرسخة حضورها كأبرز الوجهات السياحية الخضراء في دبي، فضلاً عن مبادراتها المستدامة التي تحافظ على البيئة، والمتمثلة في أنظمة الري المتقدمة، والإضاءة العاملة بالطاقة الشمسية، إلى جانب برنامج إعادة التدوير لإعادة استخدام النفايات العضوية وتحويلها إلى سماد يستخدم لتغذية الزهور، في حين يتناغم ما تقدمه الحديقة مع ما توفره دبي من خيارات واسعة للترفيه العائلي وما تتمتع به من بنية تحتية سياحية وخدمية تُعد من الأفضل عالمياً.
وتحرص النسخة الخامسة لحملة أجمل شتاء في العالم تحت شعار “السياحة الخضراء” على إبراز مكامن الجمال في المقاصد السياحية المستدامة التي تنتشر في دولة الإمارات، وتسليط الضوء عليها، بوصفها متنفساً يعزز مقاصد السياحة في الإمارات. وقد انطلقت الحملة بالتعاون بين وزارة الاقتصاد والمركز الزراعي الوطني، والهيئات السياحية المحلية في الدولة، بهدف تحفيز الزيارات السياحية في إطار استراتيجية السياحة الداخلية في الدولة التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي “رعاه الله”، والهادفة إلى تطوير منظومة سياحية تكاملية على مستوى الدولة.
عروض نابضة بالحياة
تتميز “دبي ميراكل جاردن” بعرضها النباتات والزهور النابضة بالحياة ضمن أكثر من 120 صنفاً مختلفاً بعضها لا يزرع في منطقة الخليج العربي، بحيث تحاكي مجسماتها المصنوعة من الزهور والنباتات عدداً من أشهر المعالم، والقلاع الشاهقة، والشخصيات الكرتونية الشهيرة والتي صُممت جميعها بدقة لتُحوّل الحديقة إلى لوحة فنية من الألوان والعطور والإبداع، تقدم للزائرين رحلة استكشافية ساحرة وتجربة مليئة بالجمال والإلهام، مؤكدة موقعها بين أهم مناطق الجذب السياحي والترفيهي في دبي، الأمر الذي أهلها، من خلال هذه العروض، لدخول موسوعة “غينيس” للأرقام القياسية العالمية مرات عدة، كان أبرزها في العام 2016 مع تدشين أكبر مجسم من الزهور لطائرة “طيران الإمارات” العملاقة من طراز A380، حيث استخدم في تصميمه أكثر من 500 ألف زهرة نضرة ونباتات حية.
ومنذ انطلاقها في عام 2013 تحرص “دبي ميراكل جاردن”، على إبهار الزوار بعروض فنية وتشكيلات باستخدام الزهور تبرهن على ريادتها السياحية وتميزها على مستوى الوجهات الترفيهية في دبي، حيث قدمت الحديقة على مدار مواسمها المختلفة مجموعة من التحف الفنية المصممة بالزهور الزاهية، ومنها “ممر القلوب”، و”قرية السنافر”، و”قلعة الزهور”، و”حديقة البحيرة”، و”الدبدوب الكبير” و”السيدة العائمة” و”الساعة الزهرية”، “كما تميزت “أنفاق الزهور” بتوفيرها مساحة هادئة للجلوس برفقة الأهل والأصدقاء والاستمتاع بوجبة شهية في أجواء استثنائية، إضافة إلى المجسمات ثلاثية الأبعاد، وطواحين الماء المثبتة في البحيرات، ومجسمين كبيرين، كل منهما عبارة عن يدين ضخمتين تمسكان بقلب، رمزاً لمشاعر الحب والود والوئام التي دائماً ما ترتبط بالورود والأزهار، مع وجود الأراجيح المميزة المستوحاة من الطراز الكاريبي والآسيوي، حيث يمكن للضيوف أخذ قسطٍ من الراحة والاسترخاء والاستمتاع بالجمال الأخاذ من حولهم.
في حين اختارت إدارة الحديقة خلال الموسم الحالي للحديقة، الذي انطلق في مطلع أكتوبر 2024، أن يكون موضوع الموسم تحت عنوان “عالم من الخيال”، داعية الزوار لاستكشاف مناظر خيالية للزهور الطبيعية تنقلهم إلى عالم من الدهشة والفرح، وروائع من التشكيلات الكبيرة للزهور والنباتات الجديدة ترافقهم عبر مسيرتهم في المسارات الملونة التي تمزج بين الفن والطبيعة والتكنولوجيا، كما يقدم الموسم الجديد الكثير من معالم الجذب الجديدة ومنها ملعب جولف مصغر معزز بالزهور، مع تحديثات جديدة مثيرة لأكبر مجسم زهور في العالم على شكل طائرة “إيرباص A380 “، إلى جانب تجديد لقلعة الزهور التي تتزين بملايين الأزهار الزاهية، كما جرى تحديث عرض الأضواء التفاعلي ليتيح للزوار الاستمتاع بعرض مذهل يجمع بين الزهور والأضواء والموسيقى فيما تمت إعادة تصميم ساعة الزهور بأنواع جديدة من الزهور مع عودة قرية السنافر التي تعد الوجهة المثالية للزوار الصغار.
مرافق راقية
ولا تكتفي حديقة الزهور “دبي ميراكل جاردن” بإبهارها الفني الجمالي فحسب، بل عززت ذلك بجملة من المرافق الخدمية التي تلبي أذواق الزائرين، مع الاستمتاع بتجربة تسوق جديدة، حيث توفر خيارات طعام موسعة تتضمن تشكيلة متنوعة من المأكولات المحلية والدولية، والأنشطة الملائمة للأطفال، كما تم تطوير جميع المرافق داخل الحديقة لضمان راحة الزوار، فضلاً عن تطوير بوابات آلية لتسهيل عملية الدخول، وتقليل أوقات الانتظار، كما توفر في أرجائها مساحات منوعة للترفيه، والاسترخاء والتمتع بالأجواء الطبيعية الساحرة، مع تقديم مجموعة واسعة من الفعاليات في الهواء الطلق، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من الأكشاك والمتاجر والمقاهي التي تقدم أطيب المأكولات والمشروبات، فضلاً عن المسرح المميز والذي يحتضن الفعاليات الموسيقية والاستعراضية والفنية، لا سيما خلال الأجواء الشتوية الساحرة في دولة الإمارات في هذه الفترة من العام، مع الحرص على تطوير الإضاءة في مختلف جنبات الحديقة وذلك لضمان راحة الراغبين في زيارتها ليلاً، حيث تفتح أبوابها يومياً من 9 صباحاً وحتى 9 مساءً خلال أيام الأسبوع، وحتى الساعة 11 مساءً في العطلات الرسمية وعطله نهاية الأسبوع، ما يتيح التنزه في أرجائها الغنية والاستمتاع بتشكيلات الزهور البديعة من كافة الألوان والأشكال التي تبعث في النفس الشعور بالراحة والطمأنينة، مع توفير العديد من منافذ البيع لخدمة زوار الحديقة وضمان راحتهم، مع توفير موقف سيارات ضخم يتسع لما يصل إلى 2000 سيارة، فضلاً عن الحمامات وقاعات الصلاة ودورات المياه المنتشرة في جميع أنحاء الحديقة.