بوابة الوفد:
2025-01-11@23:00:35 GMT

ما هو اليمين الغموس؟ خطورته وكيف يتجنبها المسلم؟

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

الحلف بالله كذبًا هو من الذنوب العظيمة التي حذّر منها الشرع الحنيف، ويُعرف هذا الفعل بـ"اليمين الغموس"، لأنه يغمس صاحبه في الإثم والنار.

 

 وقد ورد عن النبي ﷺ قوله: «مَن حَلَفَ علَى يَمِينٍ يَسْتَحِقُّ بهَا مَالًا وهو فِيهَا فَاجِرٌ، لَقِيَ اللَّهَ وهو عليه غَضْبَانُ» (رواه البخاري)، مما يُبرز عِظم هذه المعصية وخطرها على دين المرء وآخرته.

تعريف اليمين الغموس

"اليمين الغموس" هي الحلف بالله كذبًا على أمر ماضٍ بقصد الخداع أو تحقيق منفعة باطلة، كمن ينكر فعلًا قام به، أو يثبت أمرًا كذبًا. وقد وصفها العلماء بأنها من الكبائر لأنها تمثل استهانة بجلال الله وكذبًا متعمدًا يُلحق الأذى بالغير.

حكم اليمين الغموس

أجمع جمهور الفقهاء على أن اليمين الغموس لا تُكفَّر بالكفارة المعتادة (إطعام عشرة مساكين أو صيام ثلاثة أيام)، وإنما تستوجب توبة نصوحًا، وذلك لعِظم الذنب. ويشترط في التوبة:

الإقلاع عن الذنب: الامتناع عن الحلف الكاذب مستقبلًا.

الندم على ما فات: استشعار خطورة ما ارتكبه من إثم.

رد الحقوق: إعادة الحقوق المادية أو المعنوية التي أُخذت بسبب اليمين الكاذب.


بينما ذهب الشافعية إلى وجوب الكفارة بالإضافة إلى التوبة، والجمع بينهما أحوط وأسلم.

عاقبة اليمين الغموس

بيَّن الله تعالى عاقبة الحلف الكاذب بقوله:
{إِنَّ الَّذِينَ يَشْتَرُونَ بِعَهْدِ اللَّهِ وَأَيْمَانِهِمْ ثَمَنًا قَلِيلًا أُو۟لَٰئِكَ لَا خَلَٰقَ لَهُمْ فِى ٱلْـَٔاخِرَةِ وَلَا يُكَلِّمُهُمُ ٱللَّهُ وَلَا يَنظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ ٱلْقِيَٰمَةِ وَلَا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران: 77].
وهذا دليل قاطع على أن الحلف الكاذب قد يؤدي بصاحبه إلى غضب الله وعذابه في الدنيا والآخرة.

كيف يتجنب المسلم اليمين الكاذب؟

1. تعظيم الحلف بالله: إدراك أن الحلف بالله أمر جليل لا يجوز الاستهانة به.


2. الصدق: الحرص على قول الحق في جميع الأحوال.


3. الامتناع عن كثرة الأيمان: لقول النبي ﷺ: «لا تحلفوا بالله كثيرًا» (رواه النسائي).

 

 

الحلف بالله كذبًا ليس مجرد ذنب بسيط يمكن التغاضي عنه، بل هو أمر يستوجب توبة صادقة ورد الحقوق لأصحابها. ويجب على المسلم أن يُعظّم الله في قلبه، وأن يلتزم بالصدق في قوله وأفعاله، امتثالًا لأوامر الله وسنة نبيه ﷺ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: اليمين الغموس حكم اليمين الغموس الكاذب الكذب عن النبي خطورة الیمین الغموس الحلف بالله

إقرأ أيضاً:

في حال اختلاف الفتاوى.. كيف يختار المسلم الرأي الصحيح؟ المفتي يجيب

قال الدكتور نظير عياد، مفتى الديار المصرية، إن الفطرة السوية التي فطر الله عليها الإنسان هي القاسم المشترك بين جميع البشر، وهي السبيل الأصيل للوصول إلى الحق والاطمئنان النفسي، مشيرا إلى أن الفطرة هي هبة إلهية موجودة في كل إنسان منذ خلق الله عز وجل، وأنه رغم اختلاف مستويات العلم بين الناس، إلا أن الفطرة تمكنهم من إدراك الحقائق الكونية والدينية.

وأضاف «المفتي» في إجابته عن سؤال:في حال اختلاف الفتاوى.. كيف يختار المسلم الرأي الذي يعمل به؟»، أن الله تعالى أكد في كتابه الكريم على أن الفطرة هي أساس المعرفة، مستشهدًا بقول الله تعالى: "وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ ۖ قَالُوا بَلَىٰ»، حيث يوضح الله تعالى أن الفطرة السليمة هي الطريق إلى الإيمان به والإقرار بوجوده، لافتا إلى حديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: «كل مولود يولد على الفطرة»ن حيث يشير هذا الحديث إلى أن الإسلام هو الفطرة، وأن الإنسان إذا حافظ على نقاء فطرته، فإنه سيسير في الطريق المستقيم دون الحاجة إلى مرشد.

وذكر  حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقول: "إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسدت ألا وهى القلب"، مضيفا أن هذه الفطرة يجب أن تبقى نقية لكي يتمكن الإنسان من التمييز بين الحق والباطل، مؤكدًا أن الشكوك أو القلق الذي قد يشعر به الإنسان في مسألة دينية يجب أن يدفعه للرجوع إلى العلماء الثقات الذين يمكنهم توجيههم نحو الصواب.

وأوضح أن من أهم مقاصد الشريعة الإسلامية هي جلب المصالح ودفع المفاسد، وهي المقاصد التي يجب أن يتم احترامها في الفتاوى والتفسيرات الشرعية، مشيرا إلى أن الإنسان، سواء كان عاميًا أو من أهل العلم، ينبغي عليه أن يطهر فطرته ويعزز إيمانه بالأعمال الصالحة والعبادات، مما يساعده على التمييز بين الصواب والخطأ.

ودعا إلى ضرورة أن يتبع المسلم الفطرة السليمة ويعزز من طاعته لله، مشيرًا إلى أن الرجوع إلى العلماء الثقات وتفعيل الفطرة من خلال الاجتهاد في العبادة والابتعاد عن المنكرات هو السبيل الأمثل للاطمئنان النفسي والفكري.
 

مقالات مشابهة

  • هل تحتار بين فتاوى العلماء.. تعلم كيف تصل إلى الرأي الصحيح؟
  • خير الأصحاب.. وصية النبي الذهبية في العلاقات الإنسانية
  • علي جمعة: طوبى لمن شغله عيبه عن عيوب الناس
  • كيفية التعامل في الأزمات وأهمية القضاء بالله وقدره
  • في حال اختلاف الفتاوى.. كيف يختار المسلم الرأي الصحيح؟ المفتي يجيب
  • أذكار المساء... حماية وبركة في دقائق معدودة
  • علي جمعة: جوهر الإصلاح في تحويل العادات إلى عبادات
  • الإفتاء: اللجوء إلى الدجالين والمشعوذين أمر منهي عنه شرعًا
  • الإفتاء: حالتان تجوز فيهما الصلاة بدون وضوء
  • أذكار الصباح.. طريق الطمأنينة والبركة في يومك