من الواضح أن الاتصالات على خطّ ملف رئاسة الجمهورية بدأت تتكثف في الساعات الماضية وتأخذ منحى أكثر جدية من السابق، وباتت القوى السياسية تتعاطى مع الاستحقاق الرئاسي على على أنه حاصل لا محالة وأن تأجيله يبدو أمراً صعباً في هذه المرحلة الحساسة بالذات التي تمرّ على البلد لذلك أصبح من الضروي الاستعداد له.
تقول مصادر سياسية مطّلعة أن حظوظ رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية تراجعت بشكل كبير، وهذا التراجع غير مرتبط بالحرب الاسرائيلية على لبنان وحسب إنما أيضاً بسقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد الذي كان حليفاً وثيقاً لفرنجية وصديقاً مقرّباً للعائلة.
مقابل تراجع أسهم فرنجية، لا يبدو أن أسهم مرشح آخر قد ارتفعت. وإذا كان المرشح الأبرز اليوم لتسلّم الرئاسة هو قائد الجيش العماد جوزاف عون فإنّ المعارضة وتحديداً "القوات اللبنانية" لم تُبدِ أي حماسة لانتخابه وخوض معركة إيصاله الى قصر بعبدا. وهذا الأمر يترافق أيضاً مع رفض عوني له متمثل برئيس "التيار الوطني الحر" جبران باسيل بشكل علني وواضح.
وما بين انعدام الحماسة والتردّد يصبح عون بحاجة للغطاء المسيحي اللازم لا سيما في ظل الرفض الشيعي المُعلن وغير المُعلن لوصوله الى سدة الرئاسة . وعليه يصبح الحديث اليوم عن أن المرشح الأوفر حظاً لن يكون من قيادات الصف الأول بل سيكون من الشخصيات الأساسية المعروفة لا أكثر ولا أقل.
وترى المصادر أن فكرة إيصال رئيس قوي، بمعنى أنه يتمتع بقاعدة جماهيرية واسعة، ليس أمراً منطقياً في ظلّ التوازنات الراهنة التي تضاف اليها كل التجارب السابقة، ما دفع بالقوى السياسية الى عدم تكرار أخطائها من جديد. لذلك فإنّ المسار السياسي والنيابي لانتخاب رئيس للجمهورية قد بدأ، لكنّه وفق المصادر، قد لا يؤدي بالضرورة الى نتائج إيجابية. المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
عودة العلاقات اللبنانية الخليجية من بوابة الرئاسة
كتب جو رحال في" نداء الوطن":مع التطورات التي تشهدها الساحة السورية وتحسن فرص الاستثمار الخليجي في الأسواق السورية، يواجه لبنان تحديات كبيرة في جذب الاستثمارات الخليجية. أما على الصعيد الداخلي، فإن عدم القدرة على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة، وتأخر تشكيل حكومة جديدة بسبب عرقلة بعض القوى الداخلية، يعيق عملية تحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي الضروري لجذب الاستثمارات وإحقاق المعادلة الثلاثية: استثمار، نمو، ازدهار.
لذلك، تعد زيارة الرئيس عون المرتقبة إلى السعودية نقطة محورية لإعادة بناء الثقة بين لبنان ودول الخليج حيث، وبحسب رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية الخليجية الدكتور ايلي رزق، سيتم توقيع 22 اتفاقية اقتصادية، ثقافية، أمنية وتربوية، ليصار بعد ذلك إلى فتح المجال أمام رفع الحظر عن سفر السياح السعوديين إلى لبنان، واستعادة الحركة التجارية بين البلدين. في هذا السياق، من المهم أن تعمل السلطات اللبنانية على تطبيق القرارات الدولية، وتعزيز سلطة الدولة على كامل الأراضي اللبنانية، بما في ذلك إغلاق المعابر غير الشرعية وحصر السلاح بيد القوى الشرعية. إن إجراء الإصلاحات الضرورية في جميع القطاعات سيسهم في خلق بيئة مواتية للتعاون مع دول الخليج، ويعيد الثقة في قدرة لبنان على تحقيق الاستقرار. إن المرحلة القادمة تحمل فرصاً وتحديات كبيرة للبنان، ولا سيما في علاقاته مع دول الخليج. إن فتح آفاق التعاون المشترك مع هذه الدول يتطلب إصلاحات جذرية على الصعيدين السياسي والاقتصادي. فبإرساء أسس الاستقرار السياسي، وتفعيل الإصلاحات الاقتصادية، وتحسين البيئة السياسية والأمنية، يمكن للبنان أن يستعيد مكانته في المنطقة كوجهة استثمارية وسياحية. ومن خلال شراكات استراتيجية مع دول الخليج، يمكن للبنان أن يشهد فترة جديدة من النمو والازدهار، مما يعزز موقعه في العلاقات الإقليمية والدولية.