هل تبكي أفريقيا على رحيل بايدن؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
مع اقتراب رحيل الرئيس الأميركي جو بايدن عن البيت الأبيض في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، يدور تساؤل في ذهن بعض الأفارقة، حول ما إن كان هذا الرجل يستحق البكاء عليه، لأن له بصمات في القارة، أم يذهب غير مأسوف عليه، لأنه لم يقدم شيئا يذكر لشعوبها؟ وأي كانت الإجابة، فالجميع يتساءل حول عهد الرئيس المنتخب دونالد ترامب وهل سيكون أفضل للقارة السمراء؟
تتطلب الإجابة عن السؤال الأول عقد مقارنة سريعة بين نهج ترامب في فترة حكمه الأولى بين عام 2017 و2021، ونهج خلفه بايدن في التعامل مع القارة، فترامب لم تطأ قدماه أفريقيا، وهو ما يعد خروجا عن الأعراف الدبلوماسية الأميركية لقارة تعد الأكبر دون منازع من حيث ثقلها التصويتي في الأمم المتحدة، بواقع 54 دولة.
ولم يكتفِ ترامب بهذا التجاهل وإدارة ظهره، بل وصف هذه الدول بـ"الحثالة"، رافعا شعار "أميركا أولا"، في حين أن بايدن اهتم مبكرا بالقارة، كما أنه زار أنغولا مؤخرا أوائل شهر ديسمبر/كانون الأول الجاري، في زيارة هي الأولى والأخيرة له خلال حكمه.
كشف حسابيمكن رصد الاهتمام الذي أولاه بايدن لقارة أفريقيا في عدة مؤشرات: أولها حرصه على عقد القمة الأميركية الأفريقية الثانية أواخر عام 2022، بعد توقف دام 8 سنوات، 4 منها كانت خلال حقبة ترامب الأولى، وهي القمة التي أقر خلالها حزمةً ضخمة من المساعدات بقيمة 55 مليار دولار لدعم النمو الاقتصادي في القارة.
إعلانكما وعد الرؤساء الأفارقة خلال زيارتهم لواشنطن بأن بلاده ستبذل قصارى جهدها لدعم جهود التنمية في أفريقيا، وبحث تمديد العمل بقانون "النمو والفرص في أفريقيا" والذي ينتهي عام 2025؛ ويعزز فرص الدول الأفريقية بالحصول على الإعفاء الجمركي لنحو 6500 منتج يتم تصديره للسوق الأميركية.
أما المؤشر الثاني فيتعلق بتدشينه مبادرة "الشراكة العالمية في مجال الاستثمار والبنية التحتية" مع القارة، فمنذ عام 2021، تم إبرام أكثر من 800 صفقة تجارية واستثمارية مع 47 دولة أفريقية من إجمالي 54 دولة، بقيمة إجمالية تقدر بأكثر من 18 مليار دولار.
كما تم مؤخرا عقد شراكة لبناء توسعة في ميناء برايا عاصمة جزيرة جمهورية الرأس الأخضر، بمبلغ 150 مليون دولار، ويذكر أن بايدن توقف فيها كـ"ترانزيت" خلال زيارته لأنغولا. وفي ديسمبر/كانون الأول 2023، أعلنت واشنطن عن 550 اتفاقية تجارية واستثمارية جديدة مع الدول الأفريقية، بزيادة قدرها 67% على الأعوام الماضية.
المؤشر الثالث هو تأكيد بايدن ضرورة أن يكون لأفريقيا مقعد دائم في مجلس الأمن، في إطار خطة إصلاح الأمم المتحدة، ووعد بالسعي لتحقيق ذلك، مع ضرورة أن تكون أفريقيا عضوا بمجموعة العشرين، وهو ما تحقق لاحقا.
أما المؤشر الرابع والأخير فهو تدشين الإستراتيجية الأميركية صوب القارة، التي أعلن عنها وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن عام 2022، حيث تقوم تلك الإستراتيجية على عدة محاور سياسية وأمنية واقتصادية، أبرزها: دعم عملية التحول الديمقراطي عبر مؤسسات المجتمع المدني، والانتخابات الحرة النزيهة.
هذا بالإضافة إلى مواجهة كل من الأنشطة الصينية في أفريقيا، والمعلومات التي دفعت العديد من دول القارة لتصديق الرواية الروسية في تبرير حربها على أوكرانيا، واتخاذ بعض هذه الدول، موقف عدم الانحياز في الأمم المتحدة عند طرح الموضوع للنقاش.
أحد أكبر مناجم النحاس والكوبالت في الكونغو (الفرنسية) ممر لوبيتووفي إطار حرص إدارة بايدن على مواجهة الاستثمارات الصينية الضخمة في أفريقيا كإحدى ركائز إستراتيجيته، ولرغبتها في الحصول موارد طبيعية بأسعار تفضيلية، دعمت الولايات المتحدة ودشنت خط سكة حديد بطول 1300 كيلومتر.
إعلانينطلق الخط من مواقع التعدين في جمهورية الكونغو الديمقراطية، التي زارها وزير الخارجية بلينكن في أغسطس/آب 2022، ويمر بزامبيا التي زارتها نائبة الرئيس كامالا هاريس في مارس/آذار 2023، وهي الدولة التي رغم غناها بمعدن النحاس باتت أول بلد أفريقي يعجز عن سداد ديونه بعد أزمة وباء كورونا.
ويصل خط سكة الحديد إلى المحيط الأطلسي في ميناء لوبيتو في أنغولا، التي زارها بلينكن أيضا ووزير الدفاع لويد أوستن، حيث سمي المشروع على اسم الميناء ويعرف بـ"ممر لوبيتو".
ويجري الحديث عن امتداد الممر من أنغولا إلى تنزانيا نحو المحيط الهندي، ليحقق تواصلا بين دول الجنوب والشرق الأفريقي، وليكون مشروعا مضادا لمبادرة "الحزام والطريق" التي تربط بين الصين وأوروبا عبر موانئ شرق أفريقيا في كينيا، مرورا بالبحر الأحمر وقناة السويس المصرية، وصولا للدول الأوروبية.
ويهدف هذا المشروع بحسب الباحث حكيم نجم الدين في مقال له بالجزيرة نت، إلى الربط بين الصناعات الأميركية والمعادن الإستراتيجية والحيوية في أفريقيا، مثل: الكوبالت، والليثيوم، والنحاس، والألمنيوم، والمنغنيز، والتي تعدّ ضرورية للصناعات التي تعتمد على التكنولوجيا المكثفة، ولتأمين المعادن الإستراتيجية التي تحتاج إليها لتشغيل أنظمة الأسلحة المتطورة، وتكنولوجيا الطاقة المستدامة.
وبحسب كلمة لبايدن في أنغولا، فقد استثمرت الولايات المتحدة ما يقرب من 4 مليارات دولار على طول "ممر لوبيتو"، كما يصل هذا الرقم إلى 6 مليارات عند إضافة التمويل الأوروبي، وتمويل مجموعة الدول السبع الصناعية.
كما أعلن بايدن أن الولايات المتحدة ستستثمر ما يقرب من 600 مليون دولار في استثمارات إضافية لتوسيع البنية الأساسية الزراعية، وبناء شبكات الهاتف المحمول عالية السرعة، ومواصلة تحديث خط سكة حديد لوبيتو، ومن جانبها قدمت مؤسسة تمويل التنمية الأميركية قرضًا بقيمة 550 مليون دولار لتجديد شبكة السكك الحديدية.
إعلان ترحيب أفريقيورغم الأهداف الأميركية الواضحة في استغلال الثروات الأفريقية، فإن هذا المشروع لاقى ترحيبا كبيرا من الدول الأفريقية التي يمر بها، وهي كل من أنغولا، والكونغو الديمقراطية، وزامبيا، وتنزانيا، وهي الدول نفسها التي شاركت في القمة الأميركية الأفريقية المصغرة التي استضافتها أنغولا خلال زيارة بايدن الأخيرة.
فقد أشار رئيس أنغولا جواو لورينسو، إلى الأهمية الإستراتيجية لممر لوبيتو، بمينائه وخط سكة حديد بنجويلا، والذي كان في سبعينيات القرن الماضي أحد أكثر خطوط السكك الحديدية ربحية على مستوى العالم، من خلال نقل 3.3 ملايين طن من البضائع سنويا.
في حين أشار رئيس الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، إلى أن تصميم هذا الخط الحديدي الذي يربط مناطق التعدين في بلاده بكل من زامبيا وميناء لوبيتو، يهدف لنقل ما يصل إلى 20 مليون طن من البضائع سنويا بحلول عام 2030، وسيوفر نحو 30 ألف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة، فضلا عن تعزيز التبادل التجاري داخل أفريقيا، بما يتماشى مع أجندة الاتحاد الأفريقي لعام 2063، علاوة على تقليل مدة النقل من ما يزيد على 30 يومًا إلى 10 أيام فقط.
أما رئيس زامبيا هاكيندي هيتشيليما، فأشار إلى أن الممر أمر جيد لمجموعة دول جنوب أفريقيا للتنمية "سادك" ومجموعة شرق أفريقيا، كونه ممرا عابرا للقارات، ويمتد من المحيط الأطلسي إلى المحيط الهندي، حيث تكون نقطة النهاية هي تنزانيا.
موقف ترامبورغم كل هذا الترحيب الأفريقي، يبقى السؤال مطروحا حول وقع موقف ترامب من المشروع، خصوصا أن المرحلة الثانية لتنفيذه بين الكونغو وزامبيا ستبدأ عام 2026، أي خلال العام الثاني لحكم ترامب، هذا عدا عن تنفيذ المرحلة الثالثة بين زامبيا وتنزانيا.
يرى خبراء في العلاقات الأميركية الأفريقية، أن ترامب بالأساس رجل أعمال، وسيواصل دعم هذا المشروع لعوائده الكبيرة على الاقتصاد الأميركي، فضلا عن أنه مشروع منافس للصين، التي يعتبرها ترامب "العدو الاقتصادي الأول لواشنطن".
إعلانوسيستغل ترامب هيمنة حزبه الجمهوري على الكونغرس بمجلسيه، عدا عن توافق نواب الحزبين الجمهوري والديمقراطي على ضرورة تطويق النفوذ الصيني عالميا، وربما تكون أفريقيا أحد مجالات عملية التطويق هذه.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
5 مصادر تكشف عن جهود إدارة بايدن الحثيثة لإنهاء حرب غزة بدعم ترامب
واشنطن، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)-- يعمل البيت الأبيض بقيادة الرئيس الأمريكي، جو بايدن بشكل وثيق ومتزايد مع مسؤولي الإدارة القادمة، حيث يسابق الزمن لمحاولة التوصل إلى اتفاق بشأن وقف إطلاق النار والرهائن لوقف الحرب بين إسرائيل وحماس في غزة.
ويأتي ذلك قبل تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب، دونالد ترامب في 20 يناير/كانون الثاني المقبل، وفقا للعديد من الأشخاص المطلعين على المناقشات.
وعقب وقف إطلاق النار الأخير بين إسرائيل وحزب الله في لبنان، استُؤنفت المحادثات بشأن اتفاق غزة بسرعة ولكن بهدوء، مع مخاوف لدى المسؤولين الأمريكيين بعد عام من الجهود المتعثرة التي لم تسفر عن أي شيء.
ولا يريد البيت الأبيض في عهد بايدن التوصل في النهاية إلى وقف إطلاق النار في أسابيعه الأخيرة في منصبه فحسب، لكن رغبة ترامب في بدء ولايته الثانية مع حل الصراع في لبنان وغزة وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين لدى حماس، بثت حياة جديدة في المقترح الذي انهار قبل عدة أشهر.
وقالت خمسة مصادر مطلعة على المحادثات إنه كان هناك تنسيق وثيق، وتم إطلاع فريق ترامب على العمل الحساس والدؤوب الذي قامت به إدارة جو بايدن.
ولا يزال فريق بايدن يقود الجهود الأساسية، وخاصة المسؤولين اللذين يقودان جهود التوصل لاتفاق وقف إطلاق النار، مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، بيل بيرنز، وبريت ماكغورك من البيت الأبيض، مع نظيرهم ستيف ويتكوف، من معسكر ترامب، الذي عينه ترامب مؤخرا إلى الشرق الأوسط.
وقال مصدران مطلعان على سفره إن ويتكوف زار كلا من إسرائيل وقطر في نهاية نوفمبر/تشرين الثاني. وخلال اجتماعه مع رئيس الوزراء القطري، الوسيط الرئيسي في المحادثات، ناقشا الحرب في غزة واحتمال التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وفي منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، الأسبوع الماضي، أعلن ترامب أنه يريد إطلاق سراح الرهائن بحلول الوقت الذي يتولى فيه منصبه، محذرا من أنه بخلاف ذلك: "سيكون هناك جحيم شامل يدفعه الشرق الأوسط، والمسؤولون الذين ارتكبوا هذه الفظائع ضد الإنسانية".
وخلال مؤتمر حول البيتكوين في أبوظبي، ردد ويتكوف ما قاله رئيسه، قائلا لرويترز: "استمع إلى ما يقوله الرئيس. إنه لن يكون يوما جميلا إن لم يتم إطلاق سراحهم (الرهائن)".
حتى أن وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكين سعى إلى التذكير بتحذير ترامب القوي، حيث قال لوكالة "رويترز" أيضا إن منشور الرئيس المنتخب كان "انعكاسا قويا لحقيقة أننا كأمريكيين عازمون على استعادة الرهائن".
وأضاف بلينكن: "أعتقد أنه موقف قوي من جانب جميع الأطراف التي تتبناه الولايات المتحدة، وسنسعى بكل الطرق الممكنة خلال الوقت المتبقي لنا لمحاولة إطلاق سراح الرهائن والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار. وأعتقد أن بيان الرئيس المنتخب يعزز هذا الموقف".
مسؤولو بايدن يرحبون بدعم ترامب
رغم الاختلافات السياسية الحادة بين بايدن وترامب بشأن عدد لا يُحصى من القضايا، رحب مسؤولو الإدارة الحالية بدعم الرئيس المنتخب بدلا من التضارب في العمل، في محاولة دعم صفقة الرهائن.
وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي، جيك سوليفان، الاثنين، لشبكة CBS: "كل من الفريقين المنتهية ولايته والفريق القادم على اتصال دائم، لذلك سيكون هناك انتقال سلس"، مضيفا أنه أمضى "وقتا طويلا" في إطلاع خليفته المتوقع، النائب مايك والتز، بشأن الوضع في سوريا خلال عطلة نهاية الأسبوع.
وخالف ترامب التكهنات بأنه قد يفضل أن يتم إنهاء الحرب التي استمرت 14 شهرا تحت إشرافه، مما أثار دهشة البعض ممن اعتقدوا أن هذا يعني مزيدا من الفضل للرئيس الأمريكي السابع والأربعين.
ولم يرد ويتكوف على طلب التعليق. وتواصلت شبكة CNN مع فريق ترامب الانتقالي.
وبعد مرور عام منذ انهيار الهدنة الأخيرة في غزة، أصبح المشاركون في المحادثات واضحين بشأن جهودهم لكنهم واقعيون بشأن احتمالات نجاحهم.
وقال جون فينر، نائب مستشار الأمن القومي لبايدن لشبكة CNN، الاثنين: "لن أجلس هنا وأصف تعقيدات المفاوضات علنا، لكننا نعتقد بشدة أن وقف إطلاق النار ممكن، ومحاولة التوصل لاتفاق تمثل أولوية كبيرة لهذه الإدارة".
وقال مسعد بولس المستشار عينه ترامب للشرق الأوسط مؤخرا، إن الحرب "انتهت عمليا"، وإن صفقة الرهائن فقط لا تزال قائمة، والتي يجب أن تتم "على الفور" دون أن ترتبط بأي خطط لـ"اليوم التالي".
وأضاف بولس لصحيفة "لو بوان" الفرنسية: "قد يكون هناك بعض الخلاف بشأن بعض الفلسطينيين (الذين سيتم إطلاق سراحهم في الصفقة)، ولكن بغض الطرف عن ذلك، فقد اتفق المعسكران على الخطوط العريضة للاتفاق".
وتشمل سلسلة الاتصالات والسفر لمسؤولي إدارتي بايدن وترامب قريبا زيارة يقوم بها سوليفان إلى إسرائيل هذا الأسبوع لإجراء محادثات حول مجموعة من القضايا تشمل غزة. ويأتي ذلك بعد زيارة قام بها جيمس روبين، النائب الأول لبلينكن، إلى القدس الأسبوع الماضي.
مسؤولون في إدارة ترامب يتواصلون مع الإسرائيليين
كما تواصل أعضاء رئيسيون في فريق الأمن القومي التابع لترامبـ والرئيس المنتخب نفسه- مع أعضاء في الحكومة الإسرائيلية، بينهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو. وبحسب مصدر مطلع على الاجتماع، فقد التقى مستشار الأمن القومي الأمريكي الجديد والتز مؤخرا في واشنطن مع رون ديرمر، أقرب مساعدي نتنياهو.
ويُعتقد أن حماس وجماعات أخرى تحتجز 100 رهينة في غزة، تم اعتقالهم جميعا باستثناء أربعة منهم في 7 أكتوبر/تشرين الأول عام 2023. ويُعتقد أن حوالي نصفهم ما زالوا أحياء، بحسب أشخاص مطلعين على المعلومات الاستخباراتية.
ويعكس مقترح الإطار الذي يجري مناقشته مرة أخرى، الجهود السابقة التي قادتها إدارة بايدن وقطر ومصر، ومن المقرر أن تشهد المرحلة "الإنسانية" الأولى فيه إطلاق سراح الرهائن الإناث وكبار السن والجرحى المتبقين مقابل مئات السجناء الفلسطينيين.
وتشارك تركيا حاليا في المناقشات منذ أن أغلقت قطر المكتب السياسي لحماس في الدوحة وانتقل جزء كبير من فريق التفاوض إلى تركيا، وفقا لدبلوماسي مشارك في المحادثات.
ومن النقاط الشائكة الأساسية في المناقشات هي إصرار حماس على عدم وقف إطلاق النار دون وجود ضمانات مسبقة بأن تنهي إسرائيل الحرب بشكل تام، وهو ما رفض نتنياهو القيام به. وتراجعت حماس عن هذا الشرط قبل انهيار المحادثات، ومن غير الواضح موقفها حاليا، خاصة بعدما قتلت إسرائيل زعيم الحركة، يحيى السنوار.
وقال مصدر مطلع على المفاوضات لشبكة CNN إن إسرائيل ترى مزيدا من المرونة من حماس، وأن قطر تمارس المزيد من الضغوط على الحركة المسلحة التي تتخذ من غزة مقرا لها، حيث تتطلع الدوحة إلى كسب ود ترامب قبل تنصيبه.
وقال وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، الاثنين، إن "المفاوضات غير المباشرة جارية. يمكننا أن نكون أكثر تفاؤلا من ذي قبل - لكننا لم نشارك فيها بعد. ونأمل أن نكون هناك".
وعين ترامب آدم بوهلر، الذي عمل في إدارته الأولى وهو صديق جامعي لصهره جاريد كوشنر، ليكون كبير مسؤوليه لشؤون الرهائن.
وقال مسؤول سابق في الأمن القومي الأمريكي عمل في الإدارة الأولى للرئيس المنتخب إنهم يتوقعون أن يقوم بوهلر بدور أكثر نشاطا في مفاوضات غزة من خلال المكتب الموجود تحت قيادة بايدن، والذي يُسمى SPEHA.
وقال روبي تشين، الذي اُحتجز نجله إيتاي تشين كرهينة وتأكد في وقت لاحق أنه قُتل في 7 أكتوبر، لشبكة CNN، إنه يأمل أن يمنح اختيار بوهلر "تفويضا للنجاح في قضيتنا".
وأضاف روبي تشين: "يمكن لـ SPEHAأن يكرس 100% من وقته" للرهائن الأمريكيين، مشيرا إلى أن المكتب "حصل على موافقة الكونغرس لإجراء محادثات مع المنظمات الإرهابية".
وقال: "لذلك قد يكون هناك دور لآدم بوهلر في مكتب SPEHA ليتولى زمام المبادرة في إجراء محادثات مباشرة مع حماس لمناقشة إطلاق سراح الرهائن في الإدارة الجديدة".