"عمالقة التكنولوجيا في إدارة ترامب".. تحول في معادلة النفوذ السياسي بواشنطن
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تشهد العاصمة الأمريكية واشنطن تحولًا ملحوظًا في طبيعة الشخصيات المؤثرة مع دخول مجموعة جديدة من مليارديرات التكنولوجيا إلى المشهد السياسي.
اختار الرئيس المنتخب دونالد ترامب شخصيات بارزة من وادي السليكون، مثل إيلون ماسك ومارك أندرسن، في محاولة لإعادة تشكيل السياسات الأمريكية، خصوصًا تلك المتعلقة بالتكنولوجيا والابتكار.
على عكس الأجيال السابقة من أصحاب النفوذ، الذين عملوا خلف الكواليس، يتسم الجيل الحالي من عمالقة التكنولوجيا بانفتاحهم في التعبير عن آرائهم عبر منصات مثل X وSubstack والبودكاست.
يُعد مارك أندرسن، مؤسس شركة Andreesen Horowitz، من أبرز الأصوات التي دعت علنًا لتقليل القيود التنظيمية على التكنولوجيا، مؤكّدًا أن تلك القيود تهدد الابتكار الأمريكي.
يسعى فريق ترامب التكنولوجي إلى تنفيذ عدة إصلاحات تشمل:
تقليل القيود على العملات الرقمية والذكاء الاصطناعي.زيادة إنتاج الطاقة لدعم الصناعات التكنولوجية.تعزيز الهجرة للعمال المهرة، رغم التضارب مع أجندة ترامب التقليدية المناهضة للهجرة.التحديات الداخلية والخارجيةرغم الطموحات الكبيرة، يواجه تيار التكنولوجيا عدة عقبات:
قوانين مكافحة الاحتكار:
التي قد تُخضع الشركات الكبرى مثل جوجل ومايكروسوفت للتدقيق التنظيمي.
الهجرة:
بينما يدعو عمالقة التكنولوجيا إلى تسهيل هجرة العمال المهرة، يتمسك فريق ترامب بتشديد القيود على الهجرة، مما يخلق تضاربًا داخل الإدارة.
الصراعات التنظيمية:
هناك قلق متزايد بين التيارات المختلفة بشأن مدى قدرة الإدارة الجديدة على التوفيق بين دعم الابتكار التكنولوجي وتجنب تأثيره السلبي على العمالة والأسواق.
أهداف ماسك وفريقه
يقود إيلون ماسك لجنة إدارة الكفاءة الحكومية (DOGE)، التي تهدف إلى:
تقليل البيروقراطية الحكومية.تحرير الاقتصاد من "القواعد الزائدة وغير المشروعة".تعزيز الشفافية والكفاءة في إدارة الموارد.المستقبل تحت إدارة ترامبإذا نجحت إدارة ترامب في تنفيذ أجندة تقليل القيود التنظيمية، فقد يشهد الاقتصاد الأمريكي تحولات كبيرة، لكن الخلافات الداخلية بين تيارات التكنولوجيا والجناح التقليدي الجمهوري قد تشكل تحديًا كبيرًا.
التساؤل الأساسي:هل ستتمكن شخصيات مثل إيلون ماسك ومارك أندرسن من توجيه سياسات ترامب نحو رؤية وادي السليكون؟ أم أن المصالح التقليدية للحزب الجمهوري ستفرض نفسها؟
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ايلون ماسك دونالد ترامب وادي السليكون الذكاء الاصطناعي سياسة التكنولوجيا مكافحة الاحتكار الهجرة
إقرأ أيضاً:
"لوموند": على الاتحاد الأوروبي أن يقف في وجه إيلون ماسك ومارك زوكربيرج
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
يشعر الأوروبيون بالفزع إزاء الهجوم الأيديولوجي المفاجئ القادم من الغرب، فمع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الامريكي المنتخب دونالد ترامب في البيت الأبيض في العشرين من يناير، أصبحت القارة العجوز ومؤسستها السياسية ورؤيتها لشبكات التواصل الاجتماعي هدفًا لوابل من الهجمات والتهديدات الصادرة أحيانًا من الرئيس المنتخب نفسه، وأحيانا أصدقائه في قطاع التكنولوجيا.
وأشارت صحيفة "لوموند" الفرنسية في افتتاحيتها إلى أن الأكثر ضراوة بلا شك هو إيلون ماسك، بطل الصناعة ومالك شبكة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا، والتي استحوذ عليها مقابل 44 مليار دولار (44 مليار يورو)، حيث يهاجم من خلالها الحكومتين البريطانية والألمانية. وباستخدام قوة خوارزمياته، وجه الى رئيس الوزراء البريطاني العمالي كير ستارمر اتهامات كاذبة بأنه قام بحماية عصابات المهاجرين المتحرشين بالأطفال، ودعا إلى استقالته.
وفي ألمانيا، وفي خضم الحملة الانتخابية، دعا إلى التصويت لحزب البديل من أجل ألمانيا اليميني المتطرف؛ ومنح إيلون ماسك الخميس الماضي ساعة وربع من المحادثة الترويجية على منصة اكس لأليس فايدل، زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، وهو الحزب الذي قدمته فايدل بشكل مفاجئ باعتباره "ليبرالي ومحافظ".
كما واجه الزعماء الأوروبيون نوعًا آخر من الهجوم، ذو طابع إقليمي، عندما كرر دونالد ترامب رغبته في احتلال جرينلاند، وهي منطقة خاضعة للسيادة الدنماركية. ثم جاء مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي لشركة ميتا، الذي يتحكم في فيسبوك وإنستجرام، ليهاجم ما أسماه بـ"الرقابة المؤسسية" التي تفرضها "القوانين الأوروبية" للحد من حرية التعبير.
ويبدو أن ما يحدث أصاب القادة الأوروبيين بالذهول ما حال دون اتخاذهم موقفا جماعيا تجاهه. لقد كانوا يتوقعون قيام إدارة ترامب المستقبلية بفرض سلسلة من الرسوم الجمركية، ولكن بدلا من ذلك تعرضوا لقصف أيديولوجي. ويعبر البيان الصحفي الذي نشرته رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، ورئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، مساء الخميس على منصة اكس بوضوح عن حرجهما حيث كتبا "الولايات المتحدة هي واحدة من أقرب شركائنا ونحن ملتزمون بتعزيز الرابط عبر الأطلسي"، كما ذكرا بـ"القيم الديمقراطية الأساسية" الأوروبية.
ودعت الصحيفة الفرنسية في افتتاحيتها الى ضرورة التمييز بين العلاقة مع الرئيس المستقبلي للقوة العظمي التي تضمن أمن حلفائها الأوروبيين والرد الذي يجب ان يتم توجيهه لرئيسي مواقع التواصل الاجتماعي، مهما كانت درجة قربهم من الرئيس المذكور. وأكدت انه من الضروري اتخاذ موقف حازم ازائهما. يجب التذكير اولا بمبدأ السيادة الإقليمية الذي يمثل الحد الأدنى للتضامن الذي ينبغي إظهاره تجاه الدنمارك، العضو في الاتحاد الأوروبي.
ومن ثم، فإن تبني موقف اوروبي موحدا تجاه إيلون ماسك ومارك زوكربيرج سيكون بمثابة تحذير لدونالد ترامب مفاده بأن أوروبا ليست مستباحة. إن هجوم إيلون ماسك هو هجوم سياسي، كما أشار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو يعد تدخلا في عملياتنا الانتخابية. كما ان الاتحاد الأوروبي يمتلك أدوات تنظيمية تجعل من الممكن التوفيق، على أراضيه السيادية، مع الأخذ في الاعتبار تاريخه وثقافته، بين حرية التعبير والقيم الديمقراطية. لذا علينا أن نستخدمها بلا هوادة.