حكم قول "تقبل الله" بعد إتمام الصلاة
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قالت دار الإفتاء المصرية إن دعاء المصلين لبعضهم عقب الفراغ من الصلاة بما تيسر من عبارات الدعاء مشروعٌ، ولا يجوز إنكاره شرعًا؛ لأن الدعاء مشروع بأصله، وإيقاعه عقب الصلاة آكد مشروعيةً، وكان أشدُّ استحبابًا، وبذلك جرت سُنّةُ المسلمين سلفًا وخلفًا، وإنكارُ ذلك أمر لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله صلى الله عليه وآله وسلم.
وأوضحت الإفتاء أن دعاء المصلي بعد الصلاة لمن يجاوره أو لمن معه من المأمومين بالقبول؛ كأن يقول له: "تقبل الله" أو "بالقَبول"، فيرد عليه بقوله: "تقبل الله منا ومنكم" أو نحو ذلك، فهذا كله من الدعاء المستحسن شرعًا، والدعاء مأمور به على كل حال.
قال تعالى: ﴿وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ﴾ [غافر: 60]، وقال سبحانه: ﴿ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً﴾ [الأعراف: 55].
وعن النعمان بن بشير رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ الدُّعَاءَ هُوَ الْعِبَادَةُ» أخرجه ابن ماجة في "السنن" وأحمد، وأبو داود الطيالسي في "المسند"، والطبراني في "المعجم الكبير"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وصححه الحاكم في "المستدرك".
حث الشرع الشريف على دعاء المسلم لأخيه
وأضافت أن الشَّرع الشَّريف رغب في دعاء المسلم لأخيه، وبيَّن أنَّه مستجابٌ فعن عبد الله بن يزيد رضي الله عنه يقول: حدثَّني الصنابحي أنه سمع أبا بكر الصديق رضي الله عنه يقول: "إن دعاء الأخ لأخيه في الله عز وجل يستجاب" أخرجه الإمام أحمد في "الزهد"، والبيهقي في "شعب الإيمان"، والبخاري في "الأدب المفرد"، وابن المبارك في "الجهاد"، والدولابي في "الكُنَى والأسماء".
قال العلامة القاري في "مرقاة المفاتيح" (4/ 1526، ط. دار الفكر): [قيل: كان بعض السلف إذا أراد أن يدعو لنفسه يدعو لأخيه المسلم بتلك الدعوة ليدعو له الملَك بمثلها، فيكون أعون للاستجابة] اهـ.
فضل الدعاء بعد الانتهاء من العبادات والأدلة على ذلك
وإذا كان الدعاء في الأحوال والأوقات والأمكنة الفاضلة تأكد استحبابه وزادت فضيلتُه، ورُجِيَ قبولُه وإجابتُه ومن هذه الأوقات: الدعاء عقب الصلوات المكتوبات؛ قال الله تعالى: ﴿فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلَاةَ فَاذْكُرُوا اللهَ﴾ [النساء: 103]، وعن أبي أُمامة رضي الله عنه قال: قيل: يا رسول الله، أي الدعاء أسمع؟ قال: «جَوْفَ اللَّيْلِ الآخِرِ، وَدُبُرَ الصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَاتِ» أخرجه الترمذي وحسَّنه، والنسائي في "السنن الكبرى".
وجاءت النصوص الشرعية بمشروعية الدعاء بالقبول في خواتيم الطاعات والعبادات:
فقال تعالى حكاية عن سيدنا إبراهيم عليه السلام: ﴿وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [البقرة: 127].
وقال حكايةً عن السيدة مريم عليها السلام: ﴿إِذْ قَالَتِ امْرَأَتُ عِمْرَانَ رَبِّ إِنِّي نَذَرْتُ لَكَ مَا فِي بَطْنِي مُحَرَّرًا فَتَقَبَّلْ مِنِّي إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ﴾ [آل عمران: 35].
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الصلاة تقبل الله الإفتاء رضی الله عنه تقبل الله
إقرأ أيضاً:
هل يجوز طلب الطلاق من زوج لا يصلي ولا يصوم؟ الإفتاء تجيب
أثارت العديد من التساؤلات حول حكم العيش مع زوج لا يصلي ولا يصوم، ويتلفظ بألفاظ غير لائقة، ومدى جواز طلب الطلاق في هذه الحالة.
وفي هذا السياق، أوضح الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى مسجلة، أن هذه الأسباب بمفردها لا تجعل الطلاق ضرورة.
أكد عبدالسميع أن الامتناع عن الصلاة والصوم معصية، وكذلك التلفظ بألفاظ غير لائقة، لكنها لا تلزم الزوجة بالطلاق. وأشار إلى أن الطلاق يصبح واجبًا فقط إذا كانت العشرة مستحيلة نتيجة سوء المعاملة أو الأخلاق السيئة.
وأوضح أنه يجب على الزوجة أن تنظر في الجوانب الإيجابية الأخرى لشخصية الزوج، مثل الإنفاق عليها أو مراعاة احتياجاتها، قبل اتخاذ قرار كهذا.
هل تسقط الديون بعد الوفاة؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعيأمين الفتوى: المال الذي فيه شبهه حرام يجوز التصدق به بشرطأمين الفتوى: أرباح "تيك توك" حرام في هذه الحالةهل يجوز الإسراع في صلاة الظهر لادراكها قبل العصر.. أمين الفتوى يردنصيحة أمين الفتوى
من جانبه، نصح الشيخ عبدالله العجمي، أمين الفتوى بدار الإفتاء، خلال بث مباشر على صفحة الدار بموقع فيسبوك، الزوجة التي يرفض زوجها الصلاة بالتعامل معه بحكمة، ومراعاة حالته النفسية، ومحاولة تحفيزه وتشجيعه على الصلاة.
وأكد العجمي أن الدعاء له بالهداية هو أحد أفضل الطرق التي يمكن أن تؤدي إلى تغييره، مضيفًا: "إن الله إذا هداه، سينتظم في صلاته".
في سياق آخر، ورد سؤال مشابه إلى دار الإفتاء حول العيش مع زوج لا يؤدي الزكاة ولا الحج رغم الاستطاعة، ويخون الأمانة.
أجاب الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى، بالدعوة للزوج بالصلاح والاستقامة، موضحًا أن الدعاء حالة قلبية صادقة بين العبد وربه.
وأشار ممدوح إلى أهمية الاستمرار في الدعاء، خاصة في أوقات السجود، مستشهدًا بقصة سيدنا يونس -عليه السلام- الذي شفع له ذكر الله وتسبّحه في أحلك ظروفه.
خلصت الفتاوى إلى أن طلب الطلاق بسبب ترك الصلاة أو الصيام ليس واجبًا، بل يجب أن يكون القرار مدروسًا بناءً على حالة الزوج وسلوكياته العامة، مع التركيز على الدعاء والعمل على إصلاح الزوج بهدوء وحكمة.