زلزال سوريا .. زمكانية تاريخ ودلالة حدث !
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بقلم : حسين الذكر ..
في التاريخ الموغل بالقدم السياسي حتى اليوم لم تتغير كثيرا سبل ترابط الاحداث في ما اصطلح عليه بالهلال الخصيب .. فحينما كان تحت السيطرة العثمانية – على سبيل المثال – خلال قرون خلت سبقت الحرب الكونية الأولى لم يشذ عن قاعدة التاريخ الأسبق ولا نريد الخوض با بعد من هذه النقطة التي تسمى بالتاريخ الحديث .
ما بعد العثمانيين مع تباشير الثورة العربية الكبرى التي تبين انها مجرد وسيلة لتنفيذ اتفاق سايكس بيكو التي تم بموجبها إعادة رسم الشرق الأوسط العربي للقرن العشرين .. ثم الحرب الثانية وما تلاها من حرب باردة .. وحرب الخليج الأولى والثانية والثالثة .. الى اليوم .. برغم تبدل العناوين الحاكمة والمرجعيات الموجهة والمتحكمة للسياسات النافذة بهذه المنطقة الا ان التاثير لا يصيب جزء دون غيره بمختلف التوجهات وليس الأمنية والعسكرية فحسب .. بل حتى الثقافية بابعادها العولمية التي لم تعد محصورة بالشعر والفن والصحافة .
حينما يحدث تغير في لبنان تتاثر فيه سوريا ثم العراق والعكس صحيح وان اختلفت نسب التاثير وزمكانيتها .. الا ان التوجه العام للقوى العظمى في التعاطي مع هذه البقعة ( الخصيبة ) قائم ومثر جدا . فما يجري وجرى لا يعد الا جزء من ترتيبات تندرج أهمها تحت عناوين منها :-
الأول : انها خطط معدة وتنفذ بالاتفاق مع القوى العظمى والإقليمية وفقا لميزان القوى والمصالح المشتركة وبما تقتضيه المصالح الاستراتيجية .
الثانية : ان شعوب المنطقة تستقبل ما يرجي كما ينزل المطر بعضهم مع والأخر ضد ونسب حيادية تنسجم مع كل واقع علما ان ردات الفعل الشعبية مع الاحداث الكبرى تقاس مع المعايير المصلحية الضيقة وقصيرة الأمد .
ثالثا : ان القوى العظمى تخطط وتنفذ وفقا للعقلية الاستراتيجة ولا تأخذ اذن من الشعوب لكنها تنسق مع قوى محلية لتبرير سياساتها واعطاؤها شرعية ما .
من هنا وبناء على خلفية تاريخية وتجارب حياتية وعقلية سياسية ينبغي على القوى العراقية بمختلف توجهاتها ان تعي الدرس السوري وكذا اللبناني الأخير .. وان تتعاطى مع الواقع وفقا للاستنباطات السياسة الحكيمة .. والتجرد قدر الإمكان من نرجسية المصالح الضيقة الكتلوية او المذهبية او القومية … وغيرها .
لا مناص من ( الوحدة السياسية المسؤولة ) التي تعي بان العراق للعراقيين جميعا حقا وحكما وحرية .. تقيم على ارض الواقع ولا تقاس في ما يطرح بالاعلام … وان يعوا تماما بان فتح أي ثغرة تبريرية طائفية او قومية ستلحق الضرر بالجميع .. وان يكون الوعي المجتمعي متصاعد الوتيرة منسجم مع تيار الحرص على المصالح الوطنية الكبرى .. اذا ما اردنا الإفادة من عقدين من زمن خلف لنا كم من التجارب ينبغي ان تتحول الى عقلنة ما توظف لصالح الاستراتيج الوطني قبل غيره . حسين الذكر
المصدر: شبكة انباء العراق
كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة تظاهرات ايران رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات
إقرأ أيضاً:
وُلدت تحت الأنقاض ونجت بأعجوبة.. كيف تعيش الطفلة عفراء بعد عامين على زلزال سوريا الكارثي؟
منذ عامين، كانت عفراء رضيعة حديثة الولادة تحارب للبقاء على قيد الحياة تحت أنقاض زلزال السادس من شباط/فبراير 2023، الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، مخلّفًا دمارًا واسعًا وآلاف القتلى. اليوم، تعيش عفراء في كنف عائلة عمها خليل السوادي، الذي احتضنها بعد أن فقدت والديها وإخوتها في الكارثة.
وبعد عامين على الزلزال، أصبحت عفراء تمشي وتتحدث، تملأ المنزل بحضورها البريء. يقول عمها: "الآن تقول 'بابا' و'ماما'، وهي التي تحظى بكل الاهتمام هنا في البيت". لكنها تبقى الذكرى الوحيدة الحية لعائلتها، تذكرهم في كل لحظة بمن فقدوا تحت الأنقاض.
في ذلك اليوم المشؤوم، ضرب المنطقة زلزال بقوة 7.8 درجات على مقياس ريختر، أعقبه زلزال آخر بقوة 7.5 درجات، مما أدى إلى انهيار آلاف المباني في لحظات.
في سوريا وحدها، لقي ما لا يقل عن 4500 شخص حتفهم، وأُصيب أكثر من 10 آلاف آخرين، وفقًا للأمم المتحدة. وكانت بلدة جنديرس في ريف حلب من أكثر المناطق تضررًا، حيث فقدت نحو 1200 شخص من سكانها تحت الأنقاض.
ووسط هذا الدمار، جاءت معجزة من تحت الركام. وُلدت عفراء تحت الأنقاض، متصلة بوالدتها المتوفاة عبر الحبل السري. أمضت ساعاتها الأولى محاصرة بين الركام، بينما كان جسدها الصغير يفقد حرارته تدريجيًا في برد شباط القارس.
وكانت فرص نجاتها شبه معدومة، قبل أن يعثر عليها رجال الإنقاذ، كان جسدها متجمدًا تقريبًا، لكنها كانت تتشبث بالحياة. حملت اسم والدتها، وبعد أيام فقط، انتقلت إلى أحضان عائلة عمها، التي منحتها الدفء الذي فقدته في أولى لحظاتها.
ولكن رغم نجاتها، فإن الفاجعة لا تزال ثقيلة على العائلة. يقول عمها: "في كل مرة أنظر إليها، أفكر في والدها وإخوتها وأخواتها". يوم الزلزال لم يكن مجرد كارثة طبيعية، بل كان لحظة انهار فيها كل شيء. في ذلك اليوم، فقدت العائلة 33 فردًا من أحبائها.
ولم يكن الزلزال الضربة الأولى للمدينة. فقد سبقته سنوات من الحرب والدمار، لتأتي الكارثة وتضاعف المعاناة. اليوم، وبعد مرور عامين، لا تزال جنديرس مدمرة إلى حد كبير.
لم يُعد بناء سوى القليل من المنازل، وما زالت عشرات العائلات تعيش في الخيام، غير قادرة على العودة إلى منازلها، التي لم تعد آمنة. حتى عائلة عفراء نفسها لا تزال تخشى النوم تحت سقف منزل، وكأن الأبنية لم تعد تمنحهم الأمان.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عامان على زلزال تركيا: جراحٌ لم تندمل وأمل لم ينطفئ خبراء يحذرون: تقديرات بانهيار 100 ألف مبنى في حال وقوع زلزال قوي في إسطنبول بعد مرور عامين على زلزال تركيا المدمر.. معاناة الناجين تتواصل بلا انقطاع سورياولادةكارثة طبيعيةزلزالزلزال تركيا وسوريا