الضفة الغربية - خاص - صفا

لم تكن عائلة الشهيد حسام اسليم تعلم وهي تبحث عن بيت يؤويها بديلاً لبيتها الذي يعتزم الاحتلال هدمه، أن هناك من يقتفي أثرها ويفسد محاولاتها كلما أوشكت أن تثمر.

"وين النخوة يا أهل البلد.. هل ماتت النخوة؟" كلمات رددتها والدة الشهيد اسليم قبل أسبوعين بعد أن باءت جميع محاولاتهم بالفشل لإيجاد بيت، فحركت كلماتها الضمائر وأحيت مشاعر الوفاء لابنها الشهيد.

وفي حديثها، قالت والدته: "نعاني منذ فترة في العثور على بيت بعد أن أخذ الاحتلال قياسات بيتنا، وبحثنا عن بيت بديل لكننا لم نفلح حتى الآن".

وأردفت: "حتى عندما كنا نعثر على بيت للإيجار ونتفق مع صاحبه، كان يعود ويتصل بنا معتذرًا عن عدم تأجيره".

وعبرت عن قلقها من أن يُقدم الاحتلال ليهدم البيت قبل أن يجدوا بيتًا بديلاً.

وبدت مستغربة من سرّ امتناع الجميع عن تأجيرهم رغم المكانة التي يحتلها ابنها في قلوب شعبه، ولم يخطر ببالها أن أجهزة السلطة هي التي تقف خلف تخريب مساعيها، بالتهديد لكل من يوافق على تأجيرهم منزلا.

واستشهد اسليم، القيادي في مجموعات "عرين الأسود"، في الثاني والعشرين من فبراير، بعد محاصرة المنزل الذي تحصن بداخله مع الشهيد محمد الجنيدي في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.

وينسب الاحتلال له المسؤولية عن عملية إطلاق النار قرب حاجز "شافي شمرون" غرب نابلس في أكتوبر2022، والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال.

وفي 30 مايو اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة اسليم في الجبل الشمالي، وأخذت قياساته تمهيدًا لهدمه.

وبعد الضجة التي أثارتها كلمات والدة حسام، انتشرت إشاعات تفيد بتأمين منزل لعائلة الشهيد داخل البلدة القديمة، لكن العائلة نفت صحتها.

ونشرت والدته على صفحتها على فيسبوك منشورًا قالت فيه إنهم عثروا على بيت في شارع السكة بمجهود شخصي، وإنهم لم يسكنوا في البلدة القديمة، شاكرة كل من وقف معهم وساندهم.

وكاد الأمر ينتهي بمنشور والدة حسام، لولا أن داهمت قوة من الأمن الوقائي فجر الإثنين منزل الأسير المحرر عنان بشكار في حي المساكن الشعبية بنابلس، واعتقلته هو ونجله إسلام بعد الاعتداء على أفراد العائلة وإطلاق الرصاص.

وتبين أن اعتقال بشكار جاء على خلفية توفير بيت لعائلة اسليم قدمه ابن عمته المغترب عبد الرحمن أبو غضيب المقيم في النرويج والذي كان في زيارة لعائلته بمدينة نابلس.

وقال أبو غضيب في تسجيل مصور أنه تأثر بكلمات والدة حسام، فقرر تقديم منزل يملكه في نابلس يستخدمه للمبيت فيه خلال زياراته لمدينته، لصالح عائلة اسليم.

وأضاف: "سمعت مناشدة أم حسام اسليم، ولم يهن عليّ أن هذه العائلة التي قدمت ابنها شهيدا لهذا الوطن، لا تجد بيتا يؤويها".

وأوضح أنه تواصل مع ابن خاله عنان بشكار لمساعدته في الوصول لعائلة اسليم، وأنه قدم المنزل دون مقابل لكنه اضطر لكتابة عقد إيجار شكلي.

وشدد على أن هذا البيت ملك شخصي له، وأن ابن خاله كان مجرد شاهد على عقد الإيجار.

والمحرر بشكار اعتقل سابقا لمدة ٤ سنوات ودفع ثمن إيواء الشهيد أشرف نعالوة خلال مطاردته، ليدفع مجددا فاتورة إيواء عائلة الشهيد اسليم.

وتمثل حادثة عائلة اسليم واحدة من عدة شواهد تفضح دور أجهزة السلطة في التضييق على المقاومين وذويهم.

وتؤكد مصادر مطلعة أن السلطة عملت على إضعاف "الحملة الشعبية لإعمار منازل الأحرار" التي انطلقت أواخر الشهر الماضي لتوفير منزلين لعائلتي الأسيرين أسامة الطويل وكمال جوري منفذي عملية "شافي شمرون" بعد أن هدم الاحتلال منزليهما.

وأشارت المصادر إلى أن أجهزة السلطة مارست ضغوطا وتهديدات على الكثير من التجار ورجال الأعمال ليمتنعوا عن تقديم أي تبرعات للحملة.

كما عمدت وزارة الأوقاف لجمع التبرعات بعد صلاة يوم الجمعة بالتزامن مع الحملة الشعبية لإفشالها عبر تشتيت التبرعات.

المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية

كلمات دلالية: عائلة الشهید

إقرأ أيضاً:

حماس: اعتقال السلطة للمتضامنين مع غزة طعنة جديدة لشعبنا

دانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) اعتقال أجهزة أمن السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية مشاركين في مسيرات نصرة غزة.

وقالت الحركة في بيان إن "حملة الاعتقالات التي شنتها أجهزة أمن السلطة ضد أبناء شعبنا في الضفة عقب مشاركتهم في مسيرات وفعاليات نصرة غزة، هو مؤشر خطير وسلوك يخدم أهداف الاحتلال الإسرائيلي ويشكل طعنة جديدة لشعبنا وقضيتنا التي تمر في أخطر مراحلها".

وأكدت حماس أن اعتقال أمن السلطة لعضو مجلس بلدية "بيتا" جنوب نابلس وقمع مسيرة في رام الله واعتقال مشاركين فيها، يؤكد أن السلطة تسعى بشكل مباشر وواضح لإفشال أي حراك جماهيري لنصرة غزة ورفض جرائم الاحتلال، مما يعد جريمة وطنية وأخلاقية، تستدعي تحركا وطنيا واسعا يضع حدا لما يجري في الضفة الغربية من قتل وتهجير وتخريب.

ودعت حماس أهالي الضفة لإعلان رفضهم لممارسات أمن السلطة القمعية، ومواصلة الحراك الجماهيري بوجه الاحتلال نصرة لغزة وللتصدي لمخططاته بتهويد القدس وضم الضفة ونهب الأراضي وتهجير أهلها وتمرير مخططاته الخبيثة.

وأمس الاثنين، قمعت أجهزة أمن السلطة مسيرة للتضامن مع غزة قرب دوار المنارة في مدينة رام الله، واعتقلت عددا من المتظاهرين بعد الاعتداء عليهم بالضرب.

إعلان

وترتكب إسرائيل منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 166 ألفا بين شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

مقالات مشابهة

  • ‎إصابة ربة منزل بطلق ناري خلال مشاجرة بين زوجها وآخر
  • مجزرة عائلة العقاد.. حين مزق الصاروخ قلب العائلة وتناثرت الأرواح تحت الركام
  • العدو الصهيوني يفجر منزل الشهيد مجاهد منصور بقرية دير بزيع
  • بالفيديو: مجزرة الشجاعية - أكثر من 20 شهيدا في قصف منزل عائلة أبو عمشة
  • باحثون: لماذا فضّ أمن السلطة مسيرات الإضراب والتضامن مع غزة؟
  • الفضيحة الجديدة للسلطة الفلسطينية
  • حماس: اعتقال السلطة للمتضامنين مع غزة طعنة جديدة لشعبنا
  • منهم 9 من عائلة واحدة.. استشهاد 15 فلسطينيًا في قصف إسرائيلي على شمال ووسط قطاع غزة
  • 4 شهداء في قصف منزل عائلة غراب بدير البلح
  • ثنائي الاتحاد مهدد بالغياب أمام العروبة بسبب الإصابة