عائلة الشهيد حسام اسليم.. بيت مهدد بالهدم وآخر تحجبه السلطة
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
الضفة الغربية - خاص - صفا
لم تكن عائلة الشهيد حسام اسليم تعلم وهي تبحث عن بيت يؤويها بديلاً لبيتها الذي يعتزم الاحتلال هدمه، أن هناك من يقتفي أثرها ويفسد محاولاتها كلما أوشكت أن تثمر.
"وين النخوة يا أهل البلد.. هل ماتت النخوة؟" كلمات رددتها والدة الشهيد اسليم قبل أسبوعين بعد أن باءت جميع محاولاتهم بالفشل لإيجاد بيت، فحركت كلماتها الضمائر وأحيت مشاعر الوفاء لابنها الشهيد.
وفي حديثها، قالت والدته: "نعاني منذ فترة في العثور على بيت بعد أن أخذ الاحتلال قياسات بيتنا، وبحثنا عن بيت بديل لكننا لم نفلح حتى الآن".
وأردفت: "حتى عندما كنا نعثر على بيت للإيجار ونتفق مع صاحبه، كان يعود ويتصل بنا معتذرًا عن عدم تأجيره".
وعبرت عن قلقها من أن يُقدم الاحتلال ليهدم البيت قبل أن يجدوا بيتًا بديلاً.
وبدت مستغربة من سرّ امتناع الجميع عن تأجيرهم رغم المكانة التي يحتلها ابنها في قلوب شعبه، ولم يخطر ببالها أن أجهزة السلطة هي التي تقف خلف تخريب مساعيها، بالتهديد لكل من يوافق على تأجيرهم منزلا.
واستشهد اسليم، القيادي في مجموعات "عرين الأسود"، في الثاني والعشرين من فبراير، بعد محاصرة المنزل الذي تحصن بداخله مع الشهيد محمد الجنيدي في البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وينسب الاحتلال له المسؤولية عن عملية إطلاق النار قرب حاجز "شافي شمرون" غرب نابلس في أكتوبر2022، والتي قتل فيها أحد جنود الاحتلال.
وفي 30 مايو اقتحمت قوات الاحتلال منزل عائلة اسليم في الجبل الشمالي، وأخذت قياساته تمهيدًا لهدمه.
وبعد الضجة التي أثارتها كلمات والدة حسام، انتشرت إشاعات تفيد بتأمين منزل لعائلة الشهيد داخل البلدة القديمة، لكن العائلة نفت صحتها.
ونشرت والدته على صفحتها على فيسبوك منشورًا قالت فيه إنهم عثروا على بيت في شارع السكة بمجهود شخصي، وإنهم لم يسكنوا في البلدة القديمة، شاكرة كل من وقف معهم وساندهم.
وكاد الأمر ينتهي بمنشور والدة حسام، لولا أن داهمت قوة من الأمن الوقائي فجر الإثنين منزل الأسير المحرر عنان بشكار في حي المساكن الشعبية بنابلس، واعتقلته هو ونجله إسلام بعد الاعتداء على أفراد العائلة وإطلاق الرصاص.
وتبين أن اعتقال بشكار جاء على خلفية توفير بيت لعائلة اسليم قدمه ابن عمته المغترب عبد الرحمن أبو غضيب المقيم في النرويج والذي كان في زيارة لعائلته بمدينة نابلس.
وقال أبو غضيب في تسجيل مصور أنه تأثر بكلمات والدة حسام، فقرر تقديم منزل يملكه في نابلس يستخدمه للمبيت فيه خلال زياراته لمدينته، لصالح عائلة اسليم.
وأضاف: "سمعت مناشدة أم حسام اسليم، ولم يهن عليّ أن هذه العائلة التي قدمت ابنها شهيدا لهذا الوطن، لا تجد بيتا يؤويها".
وأوضح أنه تواصل مع ابن خاله عنان بشكار لمساعدته في الوصول لعائلة اسليم، وأنه قدم المنزل دون مقابل لكنه اضطر لكتابة عقد إيجار شكلي.
وشدد على أن هذا البيت ملك شخصي له، وأن ابن خاله كان مجرد شاهد على عقد الإيجار.
والمحرر بشكار اعتقل سابقا لمدة ٤ سنوات ودفع ثمن إيواء الشهيد أشرف نعالوة خلال مطاردته، ليدفع مجددا فاتورة إيواء عائلة الشهيد اسليم.
وتمثل حادثة عائلة اسليم واحدة من عدة شواهد تفضح دور أجهزة السلطة في التضييق على المقاومين وذويهم.
وتؤكد مصادر مطلعة أن السلطة عملت على إضعاف "الحملة الشعبية لإعمار منازل الأحرار" التي انطلقت أواخر الشهر الماضي لتوفير منزلين لعائلتي الأسيرين أسامة الطويل وكمال جوري منفذي عملية "شافي شمرون" بعد أن هدم الاحتلال منزليهما.
وأشارت المصادر إلى أن أجهزة السلطة مارست ضغوطا وتهديدات على الكثير من التجار ورجال الأعمال ليمتنعوا عن تقديم أي تبرعات للحملة.
كما عمدت وزارة الأوقاف لجمع التبرعات بعد صلاة يوم الجمعة بالتزامن مع الحملة الشعبية لإفشالها عبر تشتيت التبرعات.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: عائلة الشهید
إقرأ أيضاً:
رئيس المجلس القيادي لحماس: السلطة ترفض التعاون لإغاثة غزة
قال رئيس المجلس القيادي لحركة حماس، محمد درويش، إن السلطة الفلسطينية ترفض تشكيل حكومة وحدة وطنية، أو لجنة لإغاثة غزة.
ودعا دوريش، خلال حفل استقبال الأسرى المحررين في العاصمة المصرية القاهرة، الفصائل الفلسطينية للالتفاف حول هدف واحد، وهو التحرير من الاحتلال، وقال: "عجيب أمر حوارات المصالحة، حيث نتفق ثم يذهب كل منا في حاله".
وأكد أن الشعب الفلسطيني، رغم صغر عدده، يتمتع بإرادة قوية، مشيرا إلى أن 300 ألف فلسطيني عادوا إلى مناطقهم في اليوم الأول للعودة إلى الشمال، وتساءل: "هل هذا شعب يمكن تهجيره؟".
ودعا رئيس المجلس القيادي لحركة حماس "الأشقاء العرب" إلى دعم غزة في مرحلة الإغاثة والتعافي، قائلا: "تعالوا أيها الأشقاء لندعم غزة لتتعافى ولتكفكف دموعها، ويجب دعمها لنكمل مسيرة التحرير".
وأكد أن الشعب الفلسطيني قادر على تحرير وطنه، لكنه يحتاج إلى دعم الأشقاء العرب والعالم.
وشدد بالقول على أن "المستقبل لفلسطين الحرة والقدس العزيزة" وتابع: "لقد قدم الشعب الفلسطيني التضحية والدرس لكل الإنسانية، وهو يحتاج إلى دعمكم".
ولفت إلى أن معركة "طوفان الأقصى" كسرت أسطورة الاحتلال الإسرائيلي التي استمرت 76 عاماً، وأعادت القضية الفلسطينية إلى صدارة الاهتمام العالمي.
وأكد درويش أن صمود الشعب الفلسطيني في قطاع غزة جعلهم أيقونة عالمية للتحدي والمقاومة.
وأشار إلى أن الاحتلال حاول إبادة الشعب الفلسطيني في غزة، "لكن النتيجة كانت 15 شهرا من الصمود والتحدي والعطاء اللامتناهي من أبناء شعبنا في غزة والضفة وكل مكان".
وقال: "خلال 15 شهراً من النزوح والتشرد والويلات وأطنان من القنابل، برزت بطولات كتائب القسام التي قادت الشعب الفلسطيني نحو النصر والتحرير بإذن الله".
وأكد أن هذه الأيام المجيدة أثبتت أن الاحتلال فشل في كسر عزيمة الفلسطينيين وإيمانهم، مشيراً إلى أن المقاومة في الأشهر الأخيرة أذاقت العدو مقاومة عنيدة وصلبة.
وأشار درويش إلى أن معركة "طوفان الأقصى" حملت رسائل كبرى، أهمها أن المقاومة الصلبة القائمة على العقيدة والإيمان قادرة على مواجهة العدو النازي.
وقال درويش: "التاريخ علمنا أن النصر كان حليف المقاومين في كل مرة، مهما بلغت قوة الاحتلال".
وأوضحت أن المعركة كشفت زيف القوة الإسرائيلية، حيث انهارت منظومة رعاية دولة الاحتلال في ساعة واحدة يوم 7 أكتوبر، ثم هرعت أمريكا بحاملات طائراتها، وترسانتها لتوقف الاحتلال على قدميه.
وأكد أن رسالة الطوفان هي تأكيد أن الشعب الفلسطيني المناضل سيحقق النصر، وأن هذه الملحمة لن تتوقف حتى يعود المسجد الأقصى عزيزاً كريماً.
كما لفت إلى أن المعركة أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة العالمية، حيث أصبحت فلسطين القضية الأولى في العالم.