بغداد اليوم - دمشق 

بعد أيام من سقوط نظام الأسد في دمشق، والذي حكم لأكثر من نصف قرن، برزت هيئة تحرير الشام كقوة مسيطرة على الساحة السورية، ويقود هذه الهيئة أبو محمد الجولاني، المعروف حالياً بأحمد الشرع، والذي يُعتبر حاكم سوريا الجديد نتيجة نفوذه وسطوته من خلال إدارة أهم التنظيمات المسلحة التي بسطت سيطرتها على حوالي 70% من جغرافيا سوريا في الوقت الراهن.

وتثار العديد من التساؤلات لدى الرأي العام السوري حول الجولاني ومن يوفر له الحماية حالياً، فتاريخ الرجل معروف من خلال انخراطه في التنظيمات الارهابية المسلحة وانتقاله إلى العراق ثم عودته إلى بلاده وتشكيل جبهة النصرة وصولاً إلى هيئة تحرير الشام، لكن السؤال الذي أثير في الأيام الأخيرة هو: من يوفر الحماية للجولاني؟

تشير المصادر السورية إلى وجود فرقة نخبة تُدعى "العصائب الحمراء"، ظهرت لأول مرة في عام 2018، ويتدرب المقاتلون في هذه الفرقة على مهارات قتالية عالية ويضعون حول رؤوسهم عصابة حمراء. 

كانت هذه الفرقة تقوم بواجبات عالية الخطورة في مناطق متفرقة، وتستمد العصائب الحمراء اسمها من الصحابي "أبي دجانة"، الذي عُرف بالشجاعة والإقدام وكان يرتدي عصابة حمراء تميزه في المعارك.

ووفقاً للعديد من المصادر السورية التي تحدثت لـ"بغداد اليوم"، فأن" هذه الفرقة النخبوية تتولى حالياً حماية الجولاني، وعلى الرغم من أن أفرادها لا يضعون العصابة الحمراء بشكل دائم، إلا أنهم يتمتعون بتدريب عالٍ وقدرة على التكيف مع مختلف التحديات، وهم متواجدون بالقرب من الجولاني أينما ذهب. 

يُذكر أن موكب الجولاني ليس كما تنقله وسائل الإعلام بأنه متواضع وبسيط، بل بالعكس، هناك سلسلة من الإجراءات الاحترازية المشددة مع انتشار مقاتلي العصائب الحمراء المدربين على حماية الشخصيات والقيادات المسؤولة سواء في هيئة تحرير الشام أو بقية الألوية المتحالفة معها.

ويشير الخبير في الشؤون الأمنية حسن البياتي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إلى أن" الجولاني هو مشروع تحتضنه حالياً العديد من العواصم الغربية وبعض الدول الإقليمية لتنفيذ مخطط في سوريا يخدم مصالحها وبالتالي، فأن القول بأن الجولاني قاد هذه المعركة وأسقط النظام بمفرده أمر غير معقول في ظل زخم معلوماتي وتقني وتسليحي قاده إلى إسقاط النظام، خاصة وأن نظام الأسد كان يعاني من مشاكل داخلية كبيرة وفساد، مما أدى إلى عدم صموده أكثر من عشرة أيام أمام الانسحابات المتكررة من مراكز المدن الرئيسية.

ويكمل البياتي، أن" حماية الجولاني مهمة تشترك فيها هذه الدول لتحقيق مصالحها، لكن الجولاني يبقى ورقة لا يُعرف متى تحترق، وفي كل الأحوال، بقاء الجولاني على رأس المشهد السوري ربما يكون مؤقتاً في ظل بروز الخلافات الداخلية بين ألوية هيئة تحرير الشام، التي يعتنق أغلبها فكراً متطرفاً، لذا فانه أمام حكام سوريا الجدد مهام معقدة في كيفية ترميم الأوضاع ومحاولة احتواء تلك التنظيمات المتطرفة.

المصدر: وكالة بغداد اليوم

كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام بغداد الیوم

إقرأ أيضاً:

الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تخفيف العقوبات على سوريا بشكل تدريجي

أكدت مسؤولة ملف العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، اليوم الجمعة، أن التكتل الأوروبي قد يخفف تدريجيا العقوبات المفروضة على سوريا.

وقالت كالاس إن تخفيف العقوبات على سوريا، مرهون بحصول ما وصفته "تقدم ملموس" من جانب السلطات الجديدة، مشيرة إلى أنها شاركت في اجتماع في روما الخميس، لتنسيق الجهود للمرحلة الانتقالية في سوريا.

ولفتت إلى أن هذه الجهود سيتم تنسيقها مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة.

وكانت الولايات المتحدة قد صرّحت بأنه لا يوجد حاليا أي تغيير بشأن رفع "هيئة تحرير الشام" التي تقود الإدارة الجديدة في سوريا، من قائمة "المنظمات الإرهابية الأجنبية"، رغم رفع المكافأة التي وضعتها للوصول إلى قاعد الهيئة أحمد الشرع.

جاء ذلك على لسان مستشار الأمن القومي الأمريكي جون كيربي، في تقييمه لآخر التطورات في سوريا خلال إحاطة صحفية عبر تقنية "التيليكونفرانس".



وأشار كيربي إلى أن "هيئة تحرير الشام" التي تقود الإدارة في سوريا بعد انهيار نظام بشار الأسد ما زالت على القائمة الأمريكية للمنظمات الإرهابية الأجنبية.

وقال: "إن قرار تصنيف مجموعة كمنظمة إرهابية يقتضي عملية فيها جدية ودقة. وسنبقى مخلصين لهذه العملية حتى انتهاء ولايتنا".

وكان أحمد الشرع صرح بأن حل "هيئة تحرير الشام" سيكون قريبا خلال مؤتمر الحوار الوطني السوري.

من ناحية أخرى، قال مسؤولون أمريكيون رفيعو المستوى تحدثوا لصحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية بشأن هذه القضية، إن قرار رفع "هيئة تحرير الشام" من قائمة الإرهاب سوف يُترك لترامب، الذي سيتولى منصبه في 20 كانون الثاني/ يناير الجاري.

وقال المسؤولون الذين لم تكشف الصحيفة عن هويتهم إن إدارة الرئيس جو بايدن "لا تخطط لاتخاذ أي خطوات بشأن هذه القضية في الأيام الـ12 المتبقية".

والاثنين، أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية تخفيف العقوبات المفروضة على سوريا لـ6 أشهر، بهدف تسهيل استمرار الخدمات الأساسية في البلاد.

وفي 8 كانون الأول/ ديسمبر الماضي، بسطت فصائل سورية سيطرتها على العاصمة دمشق وقبلها على مدن أخرى، منهية بذلك 61 عاما من حكم حزب البعث، و53 عاما من سيطرة عائلة الأسد.

وفي اليوم التالي، أعلن قائد الإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع تكليف محمد البشير، رئيس الحكومة التي كانت تدير إدلب منذ سنوات، بتشكيل حكومة جديدة لإدارة مرحلة انتقالية.

مقالات مشابهة

  • الغرب يحذر سوريا من تعيين متطرفين أجانب في الجيش
  • سلطة وحكومة الجولاني في سوريا تفرض حذراً إقليمياُ أبرزها الإمارات التي تتبع سياسة التريث
  • الاتحاد الأوروبي يتجه إلى تخفيف العقوبات على سوريا بشكل تدريجي
  • خطط إسرائيلية لإنشاء منطقة نفوذ عميقة داخل سوريا.. صدمة من تعامل الغرب مع الجولاني
  • خبير في شئون الحركات الإسلامية: سوريا على شفى نزاعات داخلية بين الجولاني وأتباعه «فيديو»
  • سامح عيد: سوريا على شفى نزاعات داخلية بين الجولاني وأتباعه
  • آلاف العلويين يشيعون مدنيين قتلهم مسلحو تحرير الشام
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام ما زالت على قوائم الإرهاب
  • واشنطن: هيئة تحرير الشام لا زالت على قوائم الإرهاب
  • إدارة بايدن تقرر الإبقاء على تصنيف «تحرير الشام» جماعة إرهابية.. وتحيل الملف لترامب