العصائب الحمراء.. أول اسرار سطوة الجولاني تكشفها بغداد اليوم
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
بغداد اليوم - دمشق
بعد أيام من سقوط نظام الأسد في دمشق، والذي حكم لأكثر من نصف قرن، برزت هيئة تحرير الشام كقوة مسيطرة على الساحة السورية، ويقود هذه الهيئة أبو محمد الجولاني، المعروف حالياً بأحمد الشرع، والذي يُعتبر حاكم سوريا الجديد نتيجة نفوذه وسطوته من خلال إدارة أهم التنظيمات المسلحة التي بسطت سيطرتها على حوالي 70% من جغرافيا سوريا في الوقت الراهن.
وتثار العديد من التساؤلات لدى الرأي العام السوري حول الجولاني ومن يوفر له الحماية حالياً، فتاريخ الرجل معروف من خلال انخراطه في التنظيمات الارهابية المسلحة وانتقاله إلى العراق ثم عودته إلى بلاده وتشكيل جبهة النصرة وصولاً إلى هيئة تحرير الشام، لكن السؤال الذي أثير في الأيام الأخيرة هو: من يوفر الحماية للجولاني؟
تشير المصادر السورية إلى وجود فرقة نخبة تُدعى "العصائب الحمراء"، ظهرت لأول مرة في عام 2018، ويتدرب المقاتلون في هذه الفرقة على مهارات قتالية عالية ويضعون حول رؤوسهم عصابة حمراء.
كانت هذه الفرقة تقوم بواجبات عالية الخطورة في مناطق متفرقة، وتستمد العصائب الحمراء اسمها من الصحابي "أبي دجانة"، الذي عُرف بالشجاعة والإقدام وكان يرتدي عصابة حمراء تميزه في المعارك.
ووفقاً للعديد من المصادر السورية التي تحدثت لـ"بغداد اليوم"، فأن" هذه الفرقة النخبوية تتولى حالياً حماية الجولاني، وعلى الرغم من أن أفرادها لا يضعون العصابة الحمراء بشكل دائم، إلا أنهم يتمتعون بتدريب عالٍ وقدرة على التكيف مع مختلف التحديات، وهم متواجدون بالقرب من الجولاني أينما ذهب.
يُذكر أن موكب الجولاني ليس كما تنقله وسائل الإعلام بأنه متواضع وبسيط، بل بالعكس، هناك سلسلة من الإجراءات الاحترازية المشددة مع انتشار مقاتلي العصائب الحمراء المدربين على حماية الشخصيات والقيادات المسؤولة سواء في هيئة تحرير الشام أو بقية الألوية المتحالفة معها.
ويشير الخبير في الشؤون الأمنية حسن البياتي، في حديث لـ"بغداد اليوم"، إلى أن" الجولاني هو مشروع تحتضنه حالياً العديد من العواصم الغربية وبعض الدول الإقليمية لتنفيذ مخطط في سوريا يخدم مصالحها وبالتالي، فأن القول بأن الجولاني قاد هذه المعركة وأسقط النظام بمفرده أمر غير معقول في ظل زخم معلوماتي وتقني وتسليحي قاده إلى إسقاط النظام، خاصة وأن نظام الأسد كان يعاني من مشاكل داخلية كبيرة وفساد، مما أدى إلى عدم صموده أكثر من عشرة أيام أمام الانسحابات المتكررة من مراكز المدن الرئيسية.
ويكمل البياتي، أن" حماية الجولاني مهمة تشترك فيها هذه الدول لتحقيق مصالحها، لكن الجولاني يبقى ورقة لا يُعرف متى تحترق، وفي كل الأحوال، بقاء الجولاني على رأس المشهد السوري ربما يكون مؤقتاً في ظل بروز الخلافات الداخلية بين ألوية هيئة تحرير الشام، التي يعتنق أغلبها فكراً متطرفاً، لذا فانه أمام حكام سوريا الجدد مهام معقدة في كيفية ترميم الأوضاع ومحاولة احتواء تلك التنظيمات المتطرفة.
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: هیئة تحریر الشام بغداد الیوم
إقرأ أيضاً:
تعليق الخارجية الأمريكية على دعمها لـ «هيئة تحرير الشام» للسيطرة على حكم سوريا
أكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر، أن واشنطن لم تقدم الدعم لـ "هيئة تحرير الشام" خلال هجومها التي سيطرت فيه على سوريا، ولم يحدد ما إذا كانت دول أخرى فعلت ذلك.
لم ندعم حركة تحرير الشاموأجاب في مؤتمر صحفي عندما سُئل عما إذا كانت هذه المجموعة قادرة، في رأي واشنطن، أن تتدبر أمورها دون مساعدة دول أخرى: "الولايات المتحدة لم تدعمهم، وفي رأيي دع الدول الأخرى تتحدث عن نفسها".
إسرائيل للأمم المتحدة: اتخذنا إجراءات محدودة ومؤقتة لمواجهة التهديدات في سورياصحفي: ما يحدث في سوريا مخطط أمريكي
وصرح مسؤول رفيع المستوى في الإدارة الأمريكية، في 8 ديسمبر الجاري، بإمكانية رفع "هيئة تحرير الشام" من القائمة الأمريكية للجماعات الإرهابية.
لم نتوقع سقوط حكومة بشاركما أشار المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية يوم الاثنين، إلى أن الحكومة الأمريكية لم تتوقع سقوط حكومة الرئيس السوري السابق بشار الأسد.
محمد البشير رئيس الحكومةوأفادت وسائل إعلام سورية اليوم الاثنين بأن قيادة المعارضة المسلحة قررت تكليف رئيس حكومة الإنقاذ العاملة في إدلب محمد البشير بتشكيل حكومة تدير المرحلة الانتقالية في البلاد.
الخارجية السعودية: إسرائيل تخرب فرص استعادة سوريا لأمنها واستقرارهاخبير استراتيجي: سوريا تنقسم إلى 3 دويلات بعد سقوط نظام الأسد
ونشرت القيادة العامة للفصائل السورية، مقطع فيديو من اجتماع أحمد الشرع (الجولاني) مع رئيس الوزراء السوري محمد الجلالي لتنسيق انتقال السلطة بشكل سلمي في البلاد.
وشهدت سوريا تطورات دراماتيكية فجر الأحد، مع إعلان قوات المعارضة السورية دخولها العاصمة دمشق، ومغادرة الرئيس بشار الأسد البلاد بعد أن ترك منصبه مع إعطاء التعليمات بإجراء عملية نقل السلطة سلميًا وفقًا لما أعلنته وزارة الخارجية الروسية.
من جانبه، أعلن رئيس الحكومة السورية محمد الجلالي استعداده للتعاون مع أي قيادة يختارها الشعب السوري.
وأضاف الجلالي في كلمة بثها عبر “فيسبوك” الأحد: “هذا البلد يستطيع أن يكون دولة طبيعية تبني علاقات طيبة مع الجوار ومع العالم. نحن مستعدون لتقديم كل التسهيلات الممكنة للقيادة التي يختارها الشعب”.
فيما أصدر قائد "هيئة تحرير الشام"، أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، الأحد، بيانًا طالب فيه قواته في مدينة دمشق بعدم الاقتراب من المؤسسات العامة، مشيراً إلى أنها “ستظل تحت إشراف رئيس الوزراء محمد غازي الجلالي حتى يتم تسليمها رسمياً.
وفي أول مقابلة تليفزيونية رسمية معه، أكد الجولاني أن الأقليات في سوريا ستحظى بالحماية، لافتًا إلى أن البلاد ملك لجميع السوريين.
ودعا السوريين أيضاً إلى "حماية كافة المؤسسات الحكومية".
وأصدرت وزارة الخارجية المصرية بيانًا، قالت فيه إن البلاد تتابع باهتمام كبير التغير الذي شهدته الجمهورية العربية السورية الشقيقة، مؤكدة وقوفها إلي جانب الدولة والشعب السوري ودعمها لسيادة سوريا ووحدة وتكامل أراضيها.
ودعت الخارجية المصرية في بيان لها جميع الأطراف السورية بكافة توجهاتها إلي صون مقدرات الدولة ومؤسساتها الوطنية، وتغليب المصلحة العليا للبلاد، وذلك من خلال توحيد الأهداف والأولويات وبدء عملية سياسية متكاملة وشاملة تؤسس لمرحلة جديدة من التوافق والسلام الداخلي، واستعادة وضع سوريا الإقليمي والدولي.
وأكدت مصر في هذا السياق استمرارها في العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل علي إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار ودعم العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري الشقيق.