إسرائيل لا تزال تلاحق اللبنانيين رقميًا: التهديدات تُحاصركم!
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
على الرغم من توقف الحرب، لا تزال التهديدات الرقمية الإسرائيلية تُلاحق اللبنانيين، حيث شهدت البلاد حربا الكترونية من طرف واحد أثّرت بشكلٍ أساسيّ على سير المعارك نسبةً إلى القدرات التكنولوجية الإسرائيلية الهائلة التي قلبت الموازين لصالحها، وأثّرت بشكل مباشر على مدى أيام معدودة على قدرات حزب الله. فخلال الأشهر الماضية، تصاعدت الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية، بدءًا من التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وصولا إلى اختراق الهواتف المحمولة، مما أدى إلى فوضى في الحياة اليومية للسكان.
كما تعرضت أجهزة اتصال مدنية لتفجيرات متعمدة وابرزها حادثة البيجرز، ما أثار مخاوف واسعة بشأن تسليح الأجهزة التكنولوجية في المستقبل. وترافقت هذه الهجمات مع مكالمات هاتفية ورسائل نصية تحث السكان على مغادرة مناطق محددة، مما أثار الذعر والارتباك بين الأهالي. ورغم الادعاء بأن هذه التحذيرات تهدف إلى حماية المدنيين، إلا أن العديد منها كان مضللاً ويفتقر إلى التفاصيل الدقيقة المطلوبة بموجب القانون الإنساني الدولي.
وإلى جانب ذلك، لم يكن قطاع الاتصالات والانترنت بعيدًا عن الحرب الطاحنة هذه، إذ بعيدًا عن تدمير المحطات التابعة لهيئة "أوجيرو"، وشركتي "ألفا" و "تاتش"، باتت كافة الهواتف اللبنانية تحت رقابة العدو، لا بل كل ما يمكن أن يتصل بالانترنت من أي جهاز كان، سواء كاميرات المراقبة، أو الحواسيب، أو حتى الأجهزة الذكية ومن بينها أجهزة التلفزة.
وحسب خبير سيبراني أكّد لـ"لبنان24" أنّ ما بدأت به إسرائيل منذ سنوات عديدة لناحية مراقبة اللبنانيين سيبرانيا، خاصة المناطق التي تشكّل معقل حزب الله أو نفوذه لا تزال مستمرة إلى حدّ اليوم، وهذا يعتبر من أهون الأمور بالنسبة إلى الإسرائيليين، إذ إنّ طبيعة الحياة اليومية تستدعي أن يكون هناك استعمال دائم لأجهزة الاتصالات، وعلى الرغم من الاحتياطات التي قد يتخذها الاشخاص، فقد جزم المصدر أنّ أهمّ البرامج الإسرائيلية يمكنها أن تخترق أقوى برامج الحماية، مؤكّدًا أنّ لا دولة في العالم تمتلك التقنيات الكبيرة التي تمتلكها إسرائيل.
ولفت إلى أنّه قبل الحرب كان لبنان يفتقر في شكل أساسي إلى قانون شامل لحماية البيانات وسلطة إشرافية، حيث تُركت المعلومات الشخصية للناس مكشوفة ومفتوحة أمام التدخلات العسكرية الإسرائيلية، ولفت إلى أنّه حتى لو تم معالجة هذا الأمر الآن فإنّ الضرر قد وقع، وإسرائيل تمكنت من الوصول إلى بيانات أكثر من 2 مليون لبناني تريد الوصول إليهم، وقامت بإستغلال هذه المعلومات على مدار سنوات طويلة، وهذا ما يوضح نسبة تأثير قدراتها على مسار الحرب. ويلفت الخبير إلى أنّه وعلى الرغم من تمكن حزب الله من تقليل الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية على صعيد الاتصالات إلا أنّ البرامج الإسرائيلية لم توفر استهداف هواتف المقربين منه، لافتًا إلى أنّ اسرائيل على سبيل المثال استغلت صور النعي التي كان ينشرها حزب الله قبل أن يتوقف خلال الأشهر الماضية، لا وبل أشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي تعمّق أكثر في التعمّق في أخبار النعي التي كان ينشرها الحزب خلال خوضه الحرب في سوريا، وهذا ما مكّن إسرائيل من استغلال الموقف ومراقبة هواتف الأشخاص المتصلين بالشخصية أو العنصر الذي تمّ نعيه.
وأكّد الخبير السيبراني أنّه على الرغم من توقف إطلاق النار في لبنان، إلا أنّ طائرات الإستطلاع المتطورة لا تزال تحلق في الأجواء اللبنانية بشكل شبه يوميّ، لافتًا إلى أنّ هذه الطائرات قادرة اليوم على العمل بحرية أكبر طالما أن الحرب ليست دائرة اليوم، علمًا أنّها تستطيع أن تنقل خلال جولة واحدة مئات الآلاف لا بل الملايين من التحديثات خلال ثوان.
وتطرح هذه القدرات مجددا مخاوف المدنيين من الاختراق الاسرائيلي الذي بات يُعتبر بالامر الحتمي، إذ على الرغم من وقف إطلاق النار إلا أنّ إسرائيل تستطيع أن تستمر بحربها الرقمية من دون أن تظهر ذلك علنًا، وهذا ما يتطلب توفير حماية سيرانية عاجلة للإتصالات اللبنانية تنبّه على الاقل من أي خرق إسرائيلي في حال لم تتمكن هذه البرامج من صدّه. المصدر: خاص لبنان24
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: على الرغم من حزب الله لا تزال إلى أن إلا أن
إقرأ أيضاً:
خضر مترئسا مجلس الأمن الفرعي: لترسيخ حضور الدولة لطمأنة المواطنين اللبنانيين وإعادة الحياة إلى طبيعتها
ترأس محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر مجلس الأمن الفرعي في مركز المحافظة، بحضور المحامي العام الإستئنافي القاضي كمال المقداد، العميد عبد الكريم شومان عن فرع مخابرات الجيش في البقاع، رئيس دائرة أمن عام البقاع الإقليمية الثانية العقيد غياث زعيتر، المدير الإقليمي لمديرية أمن الدولة في بعلبك الهرمل العقيد حسين الديراني، قائد سرية بعلبك المقدم جوزيف الحجار ممثلا قائد منطقة البقاع الإقليمية في قوى الأمن الداخلي، رئيس شعبة الاستقصاء والتحقيق في دائرة أمن عام البقاع الثانية المقدم علي مظلوم، آمر مفرزة بعلبك القضائية المقدم خليل ناصر، رئيس مكتب معلومات قوى الأمن الداخلي في بعلبك الرائد مصطفى الجباوي، عن دائرة الأمن القومي في شعبة البقاع الرائد مجدي عباس، آمر مفرزة الاستقصاء في البقاع الرائد علي الحاج دياب، ورئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك بالتكليف سلمان سليمان.
وجرى التباحث بالأوضاع الأمنية في محافظة بعلبك الهرمل بصورة عامة بعد الحرب الإسرائيلية وتداعياتها، وبالإجراءات والتدابير الواجب اتخاذها لضبط الحدود اللبنانية جراء تدفق النازحين السوريين إلى المحافظة بسبب الأحداث الجارية في سوريا.
وأشار المحافظ خضر إلى أن "مجلس الأمن الفرعي في محافظة بعلبك الهرمل عقد اليوم اجتماعه الأول، عقب وقف إطلاق النار الذي تم قبل حوالي الأسبوعين. وبدأنا الاجتماع بالوقوف دقيقة صمت إجلالا لروح الشهيد بلال رعد، رئيس مركز الدفاع المدني الإقليمي في بعلبك. ثم انتقلنا إلى مناقشة المواضيع المدرجة على جدول الأعمال".
وتابع: "تناولنا تداعيات الحرب على منطقة بعلبك-الهرمل، حيث تعرضت المنطقة لأكثر من 1500 غارة جوية، مما تسبب في أضرار جسيمة وسقوط عدد كبير من الشهداء والجرحى. كما ناقشنا ضرورة تعزيز الأمن وترسيخ حضور الدولة بشكل واضح وفعّال لضمان الطمأنينة للمواطنين اللبنانيين في محافظة بعلبك-الهرمل، والعمل على إعادة الحياة إلى طبيعتها".
وأضاف: "كما تطرقنا إلى دور الأجهزة الأمنية في حماية المواطنين وممتلكاتهم خلال الحرب وبعدها، مع تقديم الشكر الكبير للجيش اللبناني والأجهزة القضائية في المحافظة، الذين بذلوا جهوداً جبارة للحفاظ على الأمن وحماية منازل المواطنين من أي اعتداءات أو سرقات، حتى تحت القصف".
وأردف: "ناقشنا أيضاً قضية تدفق النازحين السوريين إلى المنطقة، حيث دخل نصفهم بطريقة غير شرعية نتيجة إغلاق المعابر، والنصف الآخر يحمل الجنسية اللبنانية. ورغم الجهود الكبيرة التي يبذلها الجيش اللبناني لضبط الحدود ضمن إمكاناته البشرية واللوجستية، فإن ضبط الحدود بشكل كامل يتطلب تنسيقاً مع الجهة المقابلة، حيث لا وجود للسلطات أو الأجهزة الأمنية هناك".
ولفت إلى أن "بلدة عرسال شهدت عودة طوعية لحوالي 2500 نازح سوري إلى بلادهم، وتمت إزالة الخيام التي كانوا يقيمون فيها باعتبار أن عودتهم إلى بلدهم هي نهائية".
وقال: "نأمل أن تسارع الدولة إلى وضع خطة واضحة لإعادة الإعمار، خاصة أن هناك مئات العائلات التي فقدت منازلها، ومن حقها أن تعرف ما هي الخطوات القادمة لتتمكن من إعادة بناء بيوتها واستعادة حياتها الطبيعية".
وختاما أكد خضر أن "المرحلة دقيقة للغاية، وأن الأجهزة الأمنية مستنفرة للحفاظ على الأمن ومنع أي خروقات. كما نعمل حالياً بكل ما أوتينا من جهد لإعادة الحياة إلى طبيعتها في محافظة بعلبك- الهرمل بعد الحرب والعدوان الأخير، وهو ما كان الهدف الأساسي من هذا الاجتماع".