على الرغم من توقف الحرب، لا تزال التهديدات الرقمية الإسرائيلية تُلاحق اللبنانيين، حيث شهدت البلاد حربا الكترونية من طرف واحد أثّرت بشكلٍ أساسيّ على سير المعارك نسبةً إلى القدرات التكنولوجية الإسرائيلية الهائلة التي قلبت الموازين لصالحها، وأثّرت بشكل مباشر على مدى أيام معدودة على قدرات حزب الله. فخلال الأشهر الماضية، تصاعدت الهجمات الإلكترونية الإسرائيلية، بدءًا من التشويش على نظام تحديد المواقع العالمي، وصولا إلى اختراق الهواتف المحمولة، مما أدى إلى فوضى في الحياة اليومية للسكان.

كما تعرضت أجهزة اتصال مدنية لتفجيرات متعمدة وابرزها حادثة البيجرز، ما أثار مخاوف واسعة بشأن تسليح الأجهزة التكنولوجية في المستقبل. وترافقت هذه الهجمات مع مكالمات هاتفية ورسائل نصية تحث السكان على مغادرة مناطق محددة، مما أثار الذعر والارتباك بين الأهالي. ورغم الادعاء بأن هذه التحذيرات تهدف إلى حماية المدنيين، إلا أن العديد منها كان مضللاً ويفتقر إلى التفاصيل الدقيقة المطلوبة بموجب القانون الإنساني الدولي.

وإلى جانب ذلك، لم يكن قطاع الاتصالات والانترنت بعيدًا عن الحرب الطاحنة هذه، إذ بعيدًا عن تدمير المحطات التابعة لهيئة "أوجيرو"، وشركتي "ألفا" و "تاتش"، باتت كافة الهواتف اللبنانية تحت رقابة العدو، لا بل كل ما يمكن أن يتصل بالانترنت من أي جهاز كان، سواء كاميرات المراقبة، أو الحواسيب، أو حتى الأجهزة الذكية ومن بينها أجهزة التلفزة.

وحسب خبير سيبراني أكّد لـ"لبنان24" أنّ ما بدأت به إسرائيل منذ سنوات عديدة لناحية مراقبة اللبنانيين سيبرانيا، خاصة المناطق التي تشكّل معقل حزب الله أو نفوذه لا تزال مستمرة إلى حدّ اليوم، وهذا يعتبر من أهون الأمور بالنسبة إلى الإسرائيليين، إذ إنّ طبيعة الحياة اليومية تستدعي أن يكون هناك استعمال دائم لأجهزة الاتصالات، وعلى الرغم من الاحتياطات التي قد يتخذها الاشخاص، فقد جزم المصدر أنّ أهمّ البرامج الإسرائيلية يمكنها أن تخترق أقوى برامج الحماية، مؤكّدًا أنّ لا دولة في العالم تمتلك التقنيات الكبيرة التي تمتلكها إسرائيل.

ولفت إلى أنّه قبل الحرب كان لبنان يفتقر في شكل أساسي إلى قانون شامل لحماية البيانات وسلطة إشرافية، حيث تُركت المعلومات الشخصية للناس مكشوفة ومفتوحة أمام التدخلات العسكرية الإسرائيلية، ولفت إلى أنّه حتى لو تم معالجة هذا الأمر الآن فإنّ الضرر قد وقع، وإسرائيل تمكنت من الوصول إلى بيانات أكثر من 2 مليون لبناني تريد الوصول إليهم، وقامت بإستغلال هذه المعلومات على مدار سنوات طويلة، وهذا ما يوضح نسبة تأثير قدراتها على مسار الحرب. ويلفت الخبير إلى أنّه وعلى الرغم من تمكن حزب الله من تقليل الاعتماد على الأجهزة الإلكترونية على صعيد الاتصالات إلا أنّ البرامج الإسرائيلية لم توفر استهداف هواتف المقربين منه، لافتًا إلى أنّ اسرائيل على سبيل المثال استغلت صور النعي التي كان ينشرها حزب الله قبل أن يتوقف خلال الأشهر الماضية، لا وبل أشار إلى أنّ الجيش الإسرائيلي تعمّق أكثر في التعمّق في أخبار النعي التي كان ينشرها الحزب خلال خوضه الحرب في سوريا، وهذا ما مكّن إسرائيل من استغلال الموقف ومراقبة هواتف الأشخاص المتصلين بالشخصية أو العنصر الذي تمّ نعيه.

وأكّد الخبير السيبراني أنّه على الرغم من توقف إطلاق النار في لبنان، إلا أنّ طائرات الإستطلاع المتطورة لا تزال تحلق في الأجواء اللبنانية بشكل شبه يوميّ، لافتًا إلى أنّ هذه الطائرات قادرة اليوم على العمل بحرية أكبر طالما أن الحرب ليست دائرة اليوم، علمًا أنّها تستطيع أن تنقل خلال جولة واحدة مئات الآلاف لا بل الملايين من التحديثات خلال ثوان.

وتطرح هذه القدرات مجددا مخاوف المدنيين من الاختراق الاسرائيلي الذي بات يُعتبر بالامر الحتمي، إذ على الرغم من وقف إطلاق النار إلا أنّ إسرائيل تستطيع أن تستمر بحربها الرقمية من دون أن تظهر ذلك علنًا، وهذا ما يتطلب توفير حماية سيرانية عاجلة للإتصالات اللبنانية تنبّه على الاقل من أي خرق إسرائيلي في حال لم تتمكن هذه البرامج من صدّه. المصدر: خاص لبنان24

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: على الرغم من حزب الله لا تزال إلى أن إلا أن

إقرأ أيضاً:

الناطق باسم حماس: إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار

قال الناطق باسم حركة المقاومة الفلسطينية حماس إن إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار، وفق ما ذهبت إليه وسائل إعلام متفرقة.

وأوضح أن هذا يتناقض مع الإرادة الدولية وجهود كل الوسطاء لتثبيت الاتفاق وإنهاء الحرب.

وذكر ان حركة "حماس" قدمت مرونة وتعاملت بإيجابية في مختلف محطات التفاوض وهي على ذلك لإلزام الاحتلال بالاتفاق وإنجاز مطالب شعبنا.

أرفد، ننتظر خطوات جديدة من مفاوضات الدوحة للمضي نحو تطبيق المرحلة الثانية واستئناف إدخال المساعدات وضمان إنهاء الحرب.

مقالات مشابهة

  • كاتس: إسرائيل ستبقى في المواقع الخمسة التي أنشأتها في جنوب لبنان
  • الشيباني: مصائرنا مشتركة والبلدان يجب أن يقفا ضد التهديدات وضد التدخلات الخارجية التي يتعرضان لها كما أننا مستعدون للتعاون مع العراق في محاربة داعش فأمن سوريا من أمن العراق
  • شاهد بالصورة والفيديو.. بالتهليل والتكبير.. الفنان طه سليمان يصل مدينة بحري ويختبر معدات الصوت التي استجلبها لخدمة مساجد المدينة
  • وول ستريت جورنال: هل تستطيع أوروبا مواجهة روسيا بدون دعم أميركي؟
  • الشرعية تلوح مجددا بخيار الحرب وتتحدث عن الضرر الذي جاء من البحر الأحمر
  • كيف أدارت المقاومة حربا نفسية تفوقت على السردية الإسرائيلية؟
  • الناطق باسم حماس: إسرائيل تنصلت من اتفاق وقف إطلاق النار
  • المعارضة الإسرائيلية تحذر من موت الأسرى بحال عودة الحرب إلى غزة
  • الإعلام الأمريكي يشيد بالأسلحة الروسية التي تفوق قدرات قوات كييف
  • إسرائيل توافق على محادثات بشأن الحدود مع لبنان