كفى هروبا من الواقع المرّ نحو التساؤل.. اين المشروع العربي ؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كفى هروبا من #الواقع المرّ نحو التساؤل.. اين #المشروع_العربي .
ا.د #حسين_محادين*
(1)
ان مجموع #الحريات في #الوطن_العربي لا تكفي أديبا واحداً كي يتنفس – الروائي يوسف ادريس على الارجح.
(2)
في علم اجتماع السياسة باجتهادي؛ دور المفكر التنويري الواثق من وعيه وادواته العلمية كالطبيب تماما ،إن احسن تشخيص المرض الفكري والسياسي في مجتمعه، اجاد في وصف الدواء الشافي لواقعه المريض ومستقبله المُتمنى.
هكذا فعل ونجح تاريخيا علي سبيل المثال العلامة والمفكر المسلم أبن رشد “القرن الخامس هجري” في إشهاره الناجز للوعي التفكري الناقد كضروة لإعمال العقل اولا واول. وبالتالي ودفع اثمان هذا الوعي الناهض بأن تم حرق كتبه كي لا يخلخل الركود الفلسفي والحياتي الجمعي الاسن في عهده.
وكذلك نجح
المؤرخ والقاضي والسياسي العلامة مؤسس “علم العمران” وليس علم الاجتماع كما هو متداول خطئا، واقصد ابن خلدون منذ القرن الرابع عشر ؛ منتصف القرن الخامس هجري في مجتمعه .
وكذلك نجح عالم الاجتماع العراقي والعربي ا.د علي الوردي في تعميم الوعي في كتبه مثل”وعاض السلاطين، الشخصية العراقية، وتاسيس علم البارسيكوجي او الحاسة السادسة.. الخ” الذي توفي في عمان 1995 عندما استضافته الدولة الاردنية للعلاج بالضد من مرض السلطان في مدينة الحسين الطبية.
فأي هي جرأة مفكرونا المعاصرون على ندرتهم وشُح تاثيراتهم في العقل الجمعي العربي المسلم عبر تشخيصهم المشتهى لواقعنا المأزوم والمهزوم غير المجامل لامراض واقعنا العربي الراهن ..؟.
(2)
غالبا ، العرب حُكاما ومحكومين، ربما بحكم ثقافتهم الصحراوية الجافة وعقلية الفارس القصام المُغالِبة اي غير المُحاوِرة وعياّ وممارسات نتيجة لتضخم منطق “الانوية-من الانا ” لديهم لا يحبون المرايا او حتى ضرورة النظر اليها باستمرار ،لان المرايا كالعلِم تماما، كلاهما محايدان ،بلا قلب او عواطف لذا فانها تُريّنا انفسنا وذاتنا الجمعية كشعوب عربية ومسلمة على حقيقتها دون فلترة او نفاق… فعن اي مشروع عربي نهرب من مرارات واوجاع حياتنا المعاصر للتغني به وبضرورة وجوده ومجموع ما ينفق على العام والبحث العلمي رذاذ من الاموال، وفي ظل مؤسسات تعليم اساسية وعليا قطرية العلم والمعارف نتيجة لتسيسها من قبل السلطات الحاكمة هنا او هناك ، حيث غدت جراء ذلك التسيس الوساطات تفتقد الى كُريات الدم البيضاء المحصنة لها في فكرها وخريجيها للأسف، هذه الكريات التي تُحصنها من سطوة امراض مجتمعاتنا عليها من جهويات، وغيبيان ومحسوبيات مع قصور في الوعي ادوارها القائدة للمجتمع وليست منقادة له كما هو الحال راهنا، وكيف تكون قائدة وهي- رؤى فلسفية ، مناهج تدريس، وجل التدرسين- لاتعرف او تتلمس او تختلط مع اوجاع وطموحات انساننا العربي المسلم، ومع كل هذا المرار والغموض المعرفي تطالعنا اصوات تبريرية وهروبية من الواقع وتساؤلية عزوّية/من عزو صارخة بصوت أخن يعرف تماما مبررات عدم وجود مشروع عربي في واقع يكرس فكر ووقائع كل ما هو طائفي و قُطري قاصر في مفردات واقعنا الحالي …
لن يكون هناك مشروع نهضوي عربي اقصد في الاقل”ولايات عربية متعاونة” في المدى القرب..مادام الانسان العربي المسلم يعيش امراض الجهل والفقر والغيبيات، جراء تراجعنا في توظيف العِلم الحقيقي والنافعة كما في المجتمعات المتقدمة واستمرار إستئثار القِلة القليلة في غياب دول القوانيين العادلة والمؤسسية الحقة التي يجب ان تدير بشفافية الثروات والقرارات الحياتية والسيادية لولاياتنا، بعد ان نقلص في عقولنا وبلداننا اي شلة تؤمن بانها ملهمة تصل حد القداسة لا يجب مناقشتها او حتى انتقاد قراراتها او سياستها غير الحصيفة غالبا بدليل ما وصلنا اليه من هزائم وتخلف ..ومع هذا كله ، نحن اقوام. مازلنا، لا نرغب او حتى نحب للآن ان ننظر الى المرايا التي تصارحنا بواقعنا القاتم من دون تورية او تزييف…
اخيرا….
لنتصالح مع المرايا فهي كحقيقة انفسنا عربيا ومسلمين لذا فهي ايضا صديقتنا الاصدق.. فهل نحن فاعلون افراد ودول…؟.
*قسم علم الاجتماع -جامعة مؤتة -الأردن.
المصدر: سواليف
كلمات دلالية: الواقع المشروع العربي الحريات الوطن العربي
إقرأ أيضاً:
دبلوماسية البلقان التي تنتهجها إدارة ترامب الجديدة في كوسوفو تثير التساؤل والحيرة
انتقد المبعوث الأمريكي السابق لكوسوفو وصربيا، ريتشارد غرينيل، الذي عُيّن مؤخرًا مبعوثًا خاصًا لترامب للمهام الخاصة، رئيس وزراء كوسوفو، مما أثار التساؤلات في بريشتينا عشية الانتخابات البرلمانية في البلاد.
زجّت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بنفسها فجأة في شؤون كوسوفو بينما دخلت الدولة الواقعة غرب البلقان المرحلة النهائية من السباق الانتخابي المقرر إجراؤه هذا الأحد.
وبينما اختتم ألبين كورتي رئيس الوزراء الحالي المحسوب على يسار الوسط،، حملته الانتخابية للفوز بأغلبية واضحة في ولايته الثانية، فإن انتقادات واشنطن اللاذعة قد تقوض مكانته السياسية في البلاد.
وكان كورتي قد صرح الجمعة أمام الإعلام في بريشتينا أن "علاقة كوسوفو مع واشنطن في أفضل مستوياتها حاليًا منذ بدايتها"، فتفاجأ بردّ ريتشارد غرينيل، المبعوث الأمريكي السابق لصربيا وكوسوفو في إدارة ترامب الأولى، على منصة "إكس" قائلاً إن كلام كورتي "وهم".
وأضاف: "العلاقات لم تكن أبدًا بهذا المستوى من التدني. إدارة ترامب الأولى أدانت ألبين كورتي، وإدارة بايدن، وحلف شمال الأطلسي، والاتحاد الأوروبي، والسفارة الأمريكية، وأنتوني بلينكن".
وفي منشور سابق على موقع X في بداية هذا الأسبوع، وصف غرينيل كورتي بأنه "شريك غير موثوق به لواشنطن".
تغيير اللهجة الأمريكية "محيّربالنسبة لكوسوفو هذا البلد ذي الأغلبية الألبانية، كانت العلاقات مع الولايات المتحدة حيوية منذ الصراع مع بلغراد في أواخر التسعينيات، والذي أعقبه تدخل حلف شمال الأطلسي عام 1999، والقيادة الرئيسية للقوات العسكرية الأمريكية التي شنت الحرب على صربيا التي كان يحكمها آنذاك الرئيس سلوبودان ميلوشيفيتش.
هذا التحول في موقف واشنطن يتناقض مع الوضع السابق. إذ أن العاصمة بريشتينا، تعجّ بشوارع ونصب تذكارية مخصصة للشخصيات البارزة في إدارة كلينتون التي بادرت بالتدخل ضد بلغراد.
وبالتالي فإن علاقة سيئة مع الولايات المتحدة هي بلا شك خسارة سياسية لأي زعيم ألباني من كوسوفو، خاصة في الوقت الذي تتفاقم فيه التوترات العرقية مع الأقلية الصربية ومع بلغراد، وتثير الأزمة الاقتصادية استياءً متزايدًا ضد الحكومة الحالية.
وقال إيرالدين فازليو، المحرر السياسي في قناة كوهافيزيون أو قناة KTV الإخبارية: "بدا الهجوم الدبلوماسي لإدارة ترامب ضد رئيس الوزراء المنتهية ولايته مقلقًا إلى حد ما في بريشتينا بعد عقود من العلاقات الممتازة مع الولايات المتحدة.
وأضاف: "غرينيل، الذي يشغل الآن منصبًا مهمًا جدًا في إدارة ترامب، كان لديه نهج متنمر حقًا تجاه كورتي هذه الأيام".
وأضاف: "لقد رأينا أنه تدخل في انتخاباتنا من خلال قوله أساسًا أن كورتي لم يكن شريكًا جيدًا للولايات المتحدة".
Relatedفنان الفسيفساء بوزيغو يكرم ترامب وهاريس من خلال عمل فني بديع في كوسوفوصربيا تعلن خفض عدد جنودها على الحدود مع كوسوفو إلى الوضع "الطبيعي" وواشنطن ترحبكوسوفو تجري تعدادًا سكانيًا يشمل الأقلية الصربية خلال قمة البلقان.. الأوروبيون يحثون صربيا وكوسوفو على الحوار قلق صربي وغربي من قرار كوسوفو فرض استخدام اليورو على الأقلية الصربية في شمال البلاد كوسوفو تتهم صربيا بالضلوع في انفجار قطع إمدادات المياه والكهرباء.. وبلغراد ترد الصرب يتوقعون إيجابيات من ترامبعلى عكس بريشتينا، حيث أثارت دبلوماسية واشنطن الجديدة في البلقان حالة من الفوضى السياسية، تسود في الجزء الصربي من مدينة ميتروفيتسا، حالة من التفاؤل ببداية عهد جديد من العلاقات الجيدة بين الصرب وإدارة ترامب، كما يقول ألكسندر راباجيتش العضو في منظمة غير حكومية صربية.
"نتوقع أن تعطي الإدارة (الأمريكية) الجديدة دفعا جديدا لهذه العملية وستبدأ في إيجاد بعض الحلول، وليس فقط عقد اجتماعات ومناقشات. لذا، يمكنني القول إن توقعات بلغراد من المجتمع الصربي في كوسوفو عالية جدًا بأن هذا سيحسن وضعهم في هذا البلد".
وكانت بلغراد وبريشتينا قد فشلتا في تنفيذ اتفاقات بروكسل المتعلقة بتطبيع العلاقات بينهما.
فوفقًا لتلك الاتفاقيات المبرمة عام 2013، ينبغي على صربيا اتخاذ خطوات نحو الاعتراف بكوسوفو كدولة مستقلة. وفي المقابل، يُفترض أن تمنح بريشتينا الصرب الذين يعيشون لديها الحق في إنشاء رابطة للبلديات الصربية تتمتع بدرجة معينة من الحكم الذاتي.
وتتمركز الكتيبة الأمريكية والعمود الفقري لبعثة حفظ السلام التي يقودها حلف شمال الأطلسي في كوسوفو، قوة كوسوفو، في معسكر بوندستيل.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية تظاهرات حاشدة في ألمانيا ضد صعود اليمين المتطرف "انتهى وقتكم": قادة اليمين المتطرف يتحدّون الأحزاب التقليدية في الاتحاد الأوروبي حكومة لبنانية جديدة تشق طريقها بين أثقال الماضي وتحديات المستقبل دونالد ترامبسياسة كوسوفوصربياحلف شمال الأطلسي- الناتو