هل سينتج عن الاتصالات بين بري والقوات رئيس وفاقي؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
لم يستوعب كثيرون بعد معاني سقوط نظام البعث في سوريا بهذه السرعة القياسية، وما يمكن أن تكون عليه وضعيتها بعد 55 سنة من حكم كان فيه الرئيسان حافظ وبشار الأسد لولب الحركة في المنطقة حتى قبل عودة دمشق إلى حضن جامعة الدول العربية. وعلى رغم عدم قدرة الأسد الأبن على بسط سيطرته على كامل الأراضي السورية، وعلى رغم الانهيار الاقتصادي، بقي النظام صامدًا طوال ثلاث عشرة سنة.
إلاّ أن هذا السقوط الدراماتيكي نتيجة توافق أميركي – روسي – تركي سيكون له من دون أدنى شك تداعيات على المنطقة، وبالأخصّ على لبنان، الذي تربطه علاقات تاريخية بسوريا، وإن شابها الكثير من التوترات في مراحل ما بعد خروج الجيش السوري من لبنان أو حتى أثناء فترة الوصاية. وقد يكون تاريخ 9 كانون الثاني من العام 2025 مفصليًا في مدى "تحرير" الانتخابات الرئاسية من "السطوة السورية"، التي كانت لدمشق كلمة الفصل في انتخابات ما بعد الطائف، ولاسيما عندما تدّخلت سوريا مباشرة في انتخاب الرئيسين اميل لحود والياس الهراوي والتمديد لهما ثلاث سنوات برفع الأصابع في المجالس النيابية التي انبثقت عن "قانون غازي كنعان"، ولم تكن بعيدة عن الأجواء التي توافرت لوصول ميشال عون إلى القصر الرئاسي.
وعلى وقع هذا المعطى الجديد يعتقد كثيرون من المعنيين بالشأن الانتخابي أن جلسة 9 كانون الثاني ستكون حاسمة وسيكون للبنان رئيس وفق مواصفات محدّدة وتنطبق على عدد محدود من المرشحين، الذين يمكنهم أن يتأقلموا مع المتغيرات السريعة في المنطقة، والذين يمكنهم أن يجمعوا جميع المكونات السياسية في حكومة فاعلة وقادرة على مواجهة التحديات، وهي أكثر من كثيرة.
وقد تكون الاتصالات المكثفة التي تُجرى هذه الأيام بين جميع الأفرقاء، وبالأخص بين "القوات اللبنانية" والرئيس نبيه بري والحزب التقدمي الاشتراكي، وإن بعيدًا من الاعلام، مقدمة لإعادة بناء جسور الثقة بين جميع المكونات السياسية، وذلك بعد مراجعة ذاتية ودقيقة لكل ما حصل في لبنان وما يحصل في المنطقة من تغيّرات تتطلب التوافق على اسم رئيس للجمهورية يكون على مستوى خطورة المرحلة الآتية، مع إقرار ضمني من قبل الجميع بأن يدًا واحدة لا تقدر أن تصفق، وبالتالي يجب على الجميع، بحسب مصادر نيابية، قراءة التطورات المتسارعة في المنطقة بعقلانية وموضوعية على أساس الأحجام الوازنة في المعادلات الرئاسية.
فالرئيس بري بات مقتنعًا أكثر من أي وقت مضى بأن لكل حزب أو لكل تيار أو لكل حركة موقع خاص يُفترض عدم تجاهله أو عدم عزله. فأي رئيس لا يكون حاصلًا على تأييد "القوات اللبنانية" و"التيار الوطني الحر"، ولو بالحدّ الأدنى من التوافق الضمني، لن يبصر النور، خصوصًا أن "حزب الله"، وفق مقربين منه، بات ينظر إلى الواقع من منظار مختلف، وهو لا يزال يحتاج إلى بعض الوقت لكي "يعقلن" خطابه السياسي ويعدّل شعاراته، وبالتالي التعاطي بانفتاح مع التحوّلات الدراماتيكية التي طرأت في الآونة الأخيرة، وأن المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان على وقع التطورات الإقليمية تفرض على الجميع التعاطي مع الاستحقاق الرئاسي على أسس واضحة، مع ما تحتاج إليه من جهد يبذل من أجل إرساء تجربة تفاهمية من شأنها أن تفتح أفقا أوسع.
وعندما يدعو الرئيس بري إلى رئيس قادر على أن يجمع فإنه يقصد بأن تكون لهذا الرئيس القدرة الفعلية على جمع "القوات" و"الحزب" على طاولة واحدة لمناقشة تحديات المستقبل والاستفادة من إخفاقات الماضي. فهل ينجح الرئيس بري هذه المرّة بإخراج أكثر من أرنب من أكمامه، وهل ستكون جلسة 9 كانون الثاني على توقيت ساعة "ساحة النجمة" أم على التوقيت الأميركي بعد استلام الرئيس المنتخب دونالد ترامب مقاليد السلطة في 20 من الشهر ذاته؟ المصدر: خاص "لبنان 24"
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: فی المنطقة
إقرأ أيضاً:
ما هي أبرز التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد؟
سرايا - مع انتخاب جوزاف عون، رئيسا جديدا للبنان، تتركز الأنظار على المرحلة المقبلة التي تضعه أمام تحديات كبيرة، أبرزها تشكيل حكومة جديدة، وضمان انسحاب الجيش الإسرائيلي من الجنوب، وإعادة إعمار ما دمره خلال حربه الأخيرة، وفق خبيرين سياسيين.
وأضاف الخبيران أن التحديات التي تواجه عون تشمل كذلك وضع برنامج إصلاحي شامل للبلاد، وبناء مؤسسات الدولة، وتعزيز قدرات الجيش والأجهزة الأمنية، والعمل على استقلالية القضاء، والحفاظ على التوازنات السياسية في الداخل.
إضافة إلى تثبيت عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا، وإعادة لبنان إلى الانفتاح على المجتمعين العربي والدولي.
وبعد شغور دام أكثر من عامين جراء خلافات سياسية، انتخب البرلمان، الخميس، عون رئيسا للبلاد بأغلبية 99 نائبا من أصل 128.
وقبل انتخابه رئيسا، كان عون قائدا للجيش منذ 2017، وأصبح خامس قائد جيش في تاريخ لبنان يصل إلى رئاسة الجمهورية والرابع تواليا، والرئيس الـ14 للبلاد على العموم.
** تشكيل حكومة وترسيم الحدود
متحدثا عن التحديات التي تواجه الرئيس اللبناني الجديد، قال منير الربيع، رئيس تحرير جريدة "المدن" اللبنانية (خاصة) إن الرئيس جوزاف عون رسم في خطاب أداء القسم خارطة طريق شاملة للمرحلة المقبلة تهدف إلى إعادة لبنان إلى دائرة الانفتاح على المجتمعين العربي والدولي.
وأضاف الربيع، للأناضول، أن التحدي الأول يتمثل في تشكيل حكومة جديدة.
وأشار إلى أن شكل هذه الحكومة سيعكس رؤية الرئيس الجديد، مع احتمال أن تكون حكومة تكنوقراط تضم مستقلين عن الأحزاب السياسية لوضع برنامج إصلاحي شامل.
ومن المقرر أن يبدأ عون، اعتبارا من الاثنين المقبل، استشارات مع نواب البرلمان لاختيار رئيس مكلف بتشكيل الحكومة الجديدة.
وبعد اختيار رئيس الحكومة، تبدأ مرحلة تشكيلها، التي قد تستغرق وقتا طويلا، نظرا للتعقيدات السياسية والطائفية في البلاد.
وأشار الربيع، إلى أن التحديات الأخرى أمام عون تشمل إعادة إعمار الجنوب اللبناني، والانسحاب الإسرائيلي من المناطق المحتلة، وتثبيت عملية ترسيم الحدود مع إسرائيل وسوريا.
ومنذ 27 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، يسود وقف هش لإطلاق النار أنهى قصفا متبادلا بين إسرائيل و"حزب الله" بدأ في 8 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، ثم تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/ أيلول الفائت.
ومن أبرز بنود اتفاق وقف إطلاق النار انسحاب إسرائيل تدريجيا إلى جنوب الخط الأزرق (المحدد لخطوط انسحاب إسرائيل من لبنان عام 2000) خلال 60 يوما، وانتشار قوات الجيش والأمن اللبنانية على طول الحدود ونقاط العبور والمنطقة الجنوبية.
وبموجب الاتفاق، سيكون الجيش اللبناني الجهة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح في جنوب البلاد، مع تفكيك البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة الأسلحة غير المصرح بها.
وأكد الربيع، أن الحفاظ على التوازنات السياسية الداخلية يمثل تحديا بارزا في المرحلة المقبلة أيضا، خاصة أن عهد عون يُعد انتقالًا من مرحلة سابقة إلى أخرى جديدة.
وختم بالقول إن "العهد الجديد يحتاج إلى وضع اللبنات الأساسية لهذه المرحلة عبر الخطوات الأولى التي تحدد ملامح انطلاقته".
** الانسحاب الإسرائيلي وإعادة الإعمار
من جهته، اعتبر غسان ريفي، رئيس تحرير جريدة "سفير الشمال"، أن الرئيس الجديد يواجه تحديات كبرى، أولها انتهاء مهلة الستين يوما وفق اتفاق وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، في 27 يناير/كانون الثاني الحالي.
وأوضح ريفي، أن الاتفاق ينص على انسحاب إسرائيل من القرى التي احتلتها في جنوب لبنان، ما يتطلب من الرئيس عون التواصل مع المجتمع الدولي للضغط على إسرائيل لضمان انسحابها الكامل من الأراضي اللبنانية والعودة إلى ما بعد الخط الأزرق.
وأشار إلى أن أي بقاء إسرائيلي بالأراضي التي احتلتها بالجنوب اللبناني مؤخرا بعد هذا التاريخ قد يؤدي إلى انهيار وقف إطلاق النار.
وأشار ريفي، إلى أن ملف إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل يمثل تحديا آخر، نظرا لأهميته وحساسيته، خاصة مع وجود مواطنين بلا مأوى.
وأكد أهمية التحرك العاجل للحصول على مساعدات دولية لإنجاز هذا الملف بسرعة.
كما تحدث ريفي، عن تحديات أمنية أمام عون، أبرزها بناء مؤسسات الدولة وتعزيز الجيش اللبناني الذي يتولى مهام الانتشار في الجنوب، إلى جانب دعم الأجهزة الأمنية وضمان استقلالية القضاء بعيدا عن التجاذبات السياسية.
وأوضح أن خطاب القسم الذي ألقاه الرئيس عون أمام البرلمان الخميس يعكس رؤية نموذجية، لكنه يتطلب جهودا استثنائية لتطبيقه على أرض الواقع.
وختم ريفي، بالتشديد على أن "العبرة في التنفيذ"، مشيرا إلى أن الجميع يأمل في أن يتمكن الرئيس الجديد من قيادة لبنان نحو النهوض وإنقاذ البلاد، التي لم تعد تحتمل المزيد من الأزمات.
تابع قناتنا على يوتيوب تابع صفحتنا على فيسبوك تابع منصة ترند سرايا
طباعة المشاهدات: 876
1 - | ترحب "سرايا" بتعليقاتكم الإيجابية في هذه الزاوية ، ونتمنى أن تبتعد تعليقاتكم الكريمة عن الشخصنة لتحقيق الهدف منها وهو التفاعل الهادف مع ما يتم نشره في زاويتكم هذه. | 11-01-2025 12:35 AM سرايا |
لا يوجد تعليقات |
الرد على تعليق
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * | |
رمز التحقق : | تحديث الرمز أكتب الرمز : |
اضافة |
الآراء والتعليقات المنشورة تعبر عن آراء أصحابها فقط
جميع حقوق النشر محفوظة لدى موقع وكالة سرايا الإخبارية © 2025
سياسة الخصوصية برمجة و استضافة يونكس هوست test الرجاء الانتظار ...