أكد وزير خارجية جيبوتي محمود علي يوسف المرشح لمنصب رئيس المفوضية الأفريقية، أن أفريقيا تعاني من فراغات أمنية تستغلها القوى الخارجية للتدخل، والحالة السودانية تعتبر الأبرز، مؤكدا أن التعامل مع الأزمة في السودان يبدأ من مسؤولية دول جواره في إغلاق الحدود أمام المرتزقة.

جاء هذا الحديث، في الجلسة النقاشية التي عقدها المرشح الجيبوتي مع سفراء الدول الأفريقية أثناء حفل تدشين حملته الانتخابية بمقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا أول أمس الثلاثاء، حيث استعرض يوسف رؤيته وبرامجه المستقبلية لتطوير أداء الاتحاد وتعزيز دوره في مواجهة التحديات التي تواجه القارة.

وينظر إلى محمود علي يوسف -الذي يتنافس مع رئيس وزراء كينيا السابق رايلا أودينغا، ووزير مالية مدغشقر السابق ريتشارد راندريا- باعتباره "عميد وزراء الخارجية في أفريقيا"؛ حيث شغل منصب وزير الخارجية منذ عام 2005، في حين تحظى حملته بزخم كبير كونه مدعوما من دول الجامعة العربية ومنظمة التعاون الإسلامي والكتلة الفرنكوفونية.

جلسة نقاشية عقدها محمود علي يوسف مع سفراء الدول الأفريقية لتدشين حملته الانتخابية بمقر الاتحاد الأفريقي (الجزيرة) أولويات رئيسية

وزير الخارجية الجيبوتي تناول في رؤيته عدة مجالات كان أبرزها السلم والأمن، حيث أكد أنهما يعتبران من أولوياته الرئيسية إذا تم ترشيحه، من خلال التركيز على تعزيز آليات السلام الأفريقية، وتفعيل القوة الأفريقية الجاهزة، مشددا على أن النجاح يتطلب تنسيقا فعالا وتوحيد السياسات على المستويات الوطنية والإقليمية والتزاما بالشفافية والمساءلة على كل المستويات.

كما أكد أن الثورة الرقمية أصبحت جزءا أساسيا من الحياة اليومية، مشددا على ضرورة الانتقال بالأفارقة من دور المستهلكين السلبيين إلى الإسهام الفاعل في هذا المجال.

وأضاف أن القارة الأفريقية تمتلك شبابا موهوبين وباحثين مبدعين وأن المفوضية ستولي اهتماما خاصا لهم لكي يسهموا في تعزيز دور أفريقيا في التحول الرقمي العالمي.

إعلان

وحول الأزمة السودانية، قال يوسف إنها أزمة تختلف عن الأزمات الأخرى، حيث تواجه البلاد حربا شاملة بين جيشين، مما يزيد من تعقيد الوضع ويؤدي إلى عواقب إنسانية وخيمة، مشددا على ضرورة وقف التدخلات الخارجية ومنع تهريب الأسلحة.

كما أشار إلى أن تعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي ليس حلا كافيا، داعيا إلى تفعيل لجنة الرؤساء الأفارقة التي تضم 5 دول، للبدء فورا في معالجة الأزمة السودانية.

ويتخذ المرشح الجيبوتي موقفا قويا داعما للقضية الفلسطينية، وقد أعلن غير مرة أن الاتحاد لن يفتح أبوابه لأي دولة تضرب عرض الحائط بالمبادئ القانونية والأخلاقية المشتركة بين الدول الأفريقية، وفي مقدمتها إسرائيل، مشيرا إلى أنه سيراجع العلاقات بين الاتحاد الأفريقي وبعض الدول، التي وصفها بأنها "غير صحية".

محمود علي يوسف يعتبر "عميد وزراء الخارجية بأفريقيا" (الجزيرة) ميزة نسبية

وأوضح الباحث في الشأن الأفريقي، كيرام تادسي، أن محمود علي يوسف، مثّل بلاده في مفاوضات معقدة لاستضافة القواعد العسكرية، وهو ما منحه خبرة واسعة في مجال الدبلوماسية متعددة الأطراف.

وأشار -في حديثه للجزيرة نت- إلى أن إتقان محمود للغات الفرنسية والعربية والإنجليزية يمنحه ميزة نسبية عن منافسيه، لا سيما أن اللغة هي مفتاح لفهم أعمق للدول والمجتمعات وحلول أكثر فعالية.

وقال تادسي إنه إذا فاز يوسف بالمنصب فسيكون أول ممثل لدولة عربية يشغل منصب رئيس المفوضية الأفريقية منذ تأسيس المنظمة، لكنه توقع حدوث منافسة شرسة بينه وبين المرشح الكيني رايلا أودينغا، لا سيما مع وجود سابقة قد تدعم فرص كينيا، مستشهدا بانتخابات عضوية المقعد غير الدائم لأفريقيا في مجلس الأمن الدولي بين جيبوتي وكينيا، حيث حظيت الأخيرة بدعم واسع من الدول الأفريقية، وهذا منحها التفوق والظفر بالمقعد.

إعلان

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات الاتحاد الأفریقی الدول الأفریقیة محمود علی یوسف

إقرأ أيضاً:

رئيسة المفوضية الأوروبية تشدد على ضرورة إعادة تسليح أوروبا

ستراسبورغ (وكالات) 

أخبار ذات صلة الاتحاد الأوروبي: 3500 شخص غادروا غزة عبر معبر رفح قادة جيوش غربية يجتمعون في باريس لدعم كييف

شددت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورسولا فون دير لاين، في ستراسبورغ، أمس، على وجوب زيادة الاتحاد الأوروبي إنفاقه العسكري بشكل كبير، محذرة من أن زمن الأوهام ولّى.
وقالت فون دير لاين، أمام البرلمان الأوروبي: «نحن بحاجة إلى زيادة سريعة للغاية في القدرات الدفاعية الأوروبية. ونحن بحاجة إليها الآن».
وأكدت في معرض تقديمها نتائج القمة الأوروبية الأخيرة للدول الـ27 المخصصة للدفاع عن القارة: «حان الوقت لإنشاء دفاع مشترك». في هذا الخصوص، رحبت فون دير لاين بإجماع دول الاتحاد الأوروبي على ضرورة تعزيز القدرات الدفاعية للتكتل.
ولفتت إلى أن «ذلك لم يكن وارداً على الإطلاق قبل بضعة أسابيع فقط».
وقالت رئيسة المفوضية إن «النظام الأمني الأوروبي اهتز وسقط العديد من أوهامنا».
ورأت في هذا السياق أن على أوروبا «تحمل المزيد من المسؤولية في تأمين دفاعها».
وقدمت المفوضية الأوروبية خطة «لإعادة تسليح أوروبا» يفترض أن تسمح بجمع نحو 800 مليار على مدى أربع سنوات من ضمنها نحو 150 مليار يورو في شكل قروض يتم توفيرها للدول السبع والعشرين.
وأعطى قادة دول الاتحاد الضوء الأخضر للخطة، ومن المقرر أن تقدم المفوضية الآن مقترحات ملموسة قبل انعقاد قمة أوروبية الأسبوع المقبل.
وفي هذه المناسبة، وعد رئيس المجلس الأوروبي، أنطونيو كوستا، بأن القادة الأوروبيين «سيواصلون العمل على بناء ردعنا لتعزيز أمن قارتنا».
وفي المناقشة التي تلت ذلك، دعا نواب إلى اتخاذ إجراءات مالية من خلال إطلاق قرض أوروبي، وفق آلية تم تفعيلها سابقاً خلال جائحة كوفيد، كما أشارت النائبة الفرنسية في البرلمان الأوروبي فاليري هاير، زعيمة كتلة «رينيو» تجديد الوسطية في ستراسبورغ.
لكن رئيسة المفوضية الأوروبية أظهرت تحفظاً حتى الآن حيال مثل هذه المبادرة.

مقالات مشابهة

  • المفوضية الأوروبية تطرح حزمة دفاعية شاملة في يونيو 2025
  • الخارجية: عبد الفتاح صالح عضوا بمجموعة الذكاء الاصطناعي في الاتحاد الأفريقي
  • بمشاركة سوريا… الاتحاد العربي للأسر المنتجة والصناعات الحرفية والتقليدية يناقش سبل دعم الأسر المنتجة والحرفيين
  • الرئيس تبون يهنئ محمود علي يوسف رئيس مفوضية الإتحاد الإفريقي
  • بعد توقيع البروتوكول.. رئيس الأفريقي للبلياردو: هدفي زيادة شعبية اللعبة
  • دون موافقة البرلمان.. المفوضية الأوروبية تقر خطة لتسليح أوكرانيا بـ800 مليار يورو
  • الأسطورة رونالدو يحسم قراره بشأن الترشح لرئاسة الاتحاد البرازيلي
  • وزارة الخارجية ترحب ببيان مجلس السلم والأمن الأفريقي بشأن رفض الحكومة الموازية في السودان
  • المفوضية الأوروبية: نقترح حزمة جديدة من الإجراءات المضادة على الصادرات الأميركية
  • رئيسة المفوضية الأوروبية تشدد على ضرورة إعادة تسليح أوروبا