مكتبة الشيخ الخليلي منارة للعلم والمعرفة في القدس
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
مكتبة أسسها الشيخ محمد الخليلي في البلدة القديمة للقدس عام 1727م، واحتوت على نحو 7 آلاف كتاب، منها 500 مخطوط، ووضع لها صاحبها معايير صارمة للحفاظ على محتوياتها.
الموقعتقع مكتبة الشيخ الخليلي في المدرسة البلدية التي تعود إلى العهد المملوكي وتقع إلى الشمال من باب السكينة، أحد أبواب المسجد الأقصى المبارك، أنشأ الشيخ الخليلي مكتبة وقفها بموجب وثيقة وقفية مؤرخة في عام 1727م.
وقد أشار أحمد الحسيني في أحد كتبه إلى هذه المكتبة بقوله "وجمع مولانا الشيخ خزانة كتب علم فريدة، من الكتب الصحيحة المجيدة، أوقفها وسلبها، وهي للآن نفع نافع لكل طالب، وصدقة جارية كافية لكل راغب".
مكتبة الشيخ الخليلي كانت تضم آلافا من الكتب والمخطوطات (الجزيرة) تاريخ مكتبة الخليليكانت مكتبة الشيخ محمد الخليلي مخزّنة في المتحف الإسلامي في صناديق وخزائن، ثم نقلت إلى دار كتب المسجد الأقصى سنة 1776م، وتم ترتيبها ترتيبا أوليا في تلك الفترة، وتركت على حالها إلى حين الانتهاء من مخطوطات مكتبة المسجد الأقصى.
وبقيت مكتبة الشيخ الخليلي في المدرسة البلدية المجاورة للمسجد الأقصى، وهذا سهل على طلاب العلم -والراغبين في الإفادة منها من المذاهب الأربعة- الوصول إليها.
إعلانأراد الشيخ الخليلي من إنشاء مكتبة في القدس الشريف أن يكون قدوة لأهالي المدينة في التنافس على تحصيل العلوم والكتب. وفي عام 1786م، عُيّن الشيخ محمد بن يوسف بن محمد الخليلي متوليا لأوقاف جده محمد الخليلي في القدس وخارجها، إضافة إلى المكتبة الموقوفة على طلبة العلم في المدرسة البلدية. وبذلك استمر آل الخليلي في نشاطهم العلمي ورعاية المكتبة.
من الشيخ محمد الخليلي؟الشيخ محمد الخليلي من كبار علماء وأعيان القدس في القرن الـ18 الميلادي. وكان تاجرا، وهو ما مكنه من شراء كميات كبيرة من الكتب حينئذ، فأسس لنفسه مكتبة ضخمة.
وقد وصل الخليلي إلى بيت المقدس عام 1692، وسكن في المدرسة البلدية، وبدأ يعظ ويدرّس فيها وفي المسجد الأقصى، كما عُيّن مفتيا للشافعية في القدس، وكان من مشايخ الطريقة القادرية، ودوّن الفتاوى الكبرى في مجلدين، والصغرى في مجلد واحد.
نظّم الشيخ محمد الخليلي الشعر الديني بلغة بسيطة، وأجازه الشيخ عبد الغني النابلسي، ولقبه بـ"علامة البلاد المقدسية" و"فخر العلماء الصالحين" و"عمدة الفقهاء الكاملين".
معايير صارمةوفقا لما ورد في كتاب "القدس في العهد العثماني" لأحمد حسين عبد الجبوري، وضع الشيخ الخليلي شروطا ومعايير دقيقة وصارمة، أوجب على متولي وقف مكتبته اتباعها للحفاظ على الكتب وضمان ديمومتها، وهذا يحقق النفع الذي قصده الواقف. هذه المعايير تشبه إلى حد كبير ما أصبح يُطبق فيما بعد في المكتبات العامة، وهي:
حظر البيع والإهداء: إذ لا يجوز بيع هذه الكتب أو إهداؤها أو رهنها، كما لا يمكن تقديمها هدية لأحد من الحكام أو الأعيان، أو استبدالها. صيانة الكتب: يجب على من يتولى مسؤولية هذه الكتب أن يصونها ويحافظ عليها، ويجب عليه تجليد ما يحتاج إلى تجليد وترميم ما يحتاج إلى ترميم، وذلك باستخدام عائدات الوقف. الإعارة: من يعين ناظرا على هذه الكتب يحق له إعارة الكتب، ولكن لا يجوز إعارة أي كتاب كاملا. وتكون الإعارة فقط لطلبة العلم المعروفين بالصلاح في بيت المقدس، والمجاورين لها، سواء كانوا من أهلها أو من غيرهم، وفقا للمذاهب الأربعة، شرط أن يكون الهدف من الإعارة الاستفادة. منع الإعارة للمقصرين: لا يسمح بالإعارة لمن يعرف عنه التقصير في الحفاظ على الكتب أو إتلافها. إرجاع الكتب: يجب إعادة الكتب عند الانتهاء منها لضمان استفادة أكبر عدد ممكن من طلبة العلم. تطبيق الشروط: يجب تطبيق الشروط المتعلقة بالإعارة على الجميع من دون استثناء أو محاباة. تعيين النظار: اشترط الشيخ الخليلي أن يكون له النظر في حياته، ثم ينتقل للأرشد فالأرشد من أهل العلم من الذكور من ذريته الموقوف عليهم، وإذا انقرضوا، فيكون الأمر للفقهاء الشافعية، وفقا للأفضل فالأفضل في الفقه والورع. حفظ الكتب: يجب أن تبقى الكتب تحت أيدي الموقوف عليهم في المدرسة البلدية ما داموا فيها، وإذا غادروها، تكون تحت يد الناظر في مسكنه، ولا يُخرج منها شيء إلا لضرورة التجليد أو الترميم. التقوى في الإعارة: من يتولى أمر هذه الكتب أو يستعير منها، عليه أن يتقي الله في السر والعلانية، ويراقب الله في تصرفاته، ولا يتساهل في شروط وقفها. بيت شعر بخط الشيخ الخليلي وجد ضمن مخطوطاته التي رُممت وحُفظت في مكتبة المسجد الأقصى (الجزيرة) وقف الشيخ الخليليأوقف الشيخ الخليلي جميع ما يملكه من كتب متنوعة في العلوم الشرعية والأدبية على نفسه مدة حياته، ثم بعده على أولاده وأولاد أولاده بطنا بعد بطن، طبقا بعد طبق، وعلى طلبة العلم منهم. وإذا انقرضوا، يكون الوقف للزاوية المحمدية (تسمى أيضا قبة الشيخ محمد الخليلي) المشهورة في صحن الصخرة الشريفة، وللفقهاء الشافعية، حتى يرث الله الأرض ومن عليها.
إعلانوقد عيّن الشيخ عبد المعطي بن محيي الدين الخليلي متوليا وناظرا على أوقاف الشيخ محمد الخليلي، بما في ذلك مكتبته، للإشراف عليها وإدارتها.
محتويات المكتبةبلغ عدد الكتب الموقوفة في مكتبة الشيخ الخليلي عند وقفه إياها حوالي 650 كتابا، من ضمنها مجاميع تحتوي على أكثر من 200 مخطوط. وفي نهاية القرن الـ18 وبداية القرن الـ19، بلغ عدد الكتب 7 آلاف كتاب، منها 500 مخطوط، وتم ترتيب الكتب في الوقفية في 20 علما وفنا من فنون المعرفة.
وعند إحصاء الكتب في كل موضوع منها، تبين أن اهتمامه كان منصبا بالدرجة الأولى على كتب الحديث وكتب الفقه. كما كان له اهتمام بكتب النحو والتاريخ والتصوف بدرجات متفاوتة، وكان متبحرا في علوم اللغة العربية، وهذا يشير إلى مدى اهتمام العلماء والفقهاء بهذه اللغة.
وبوقف مكتبة الشيخ محمد الخليلي على طلبة العلم، حُفّز بعض العلماء ومقتني الكتب والمخطوطات في فترات لاحقة على إيداع ما لديهم من كتب في هذه المكتبة، سواء وقفا أو هبة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات المسجد الأقصى طلبة العلم الخلیلی فی هذه الکتب فی القدس
إقرأ أيضاً:
مزيج موسيقى لكايرو كافيه في الأوبرا
تواصل وزارة الثقافة الأنشطة الهادفة لعرض وتقديم الألوان الفنية المميزة تقيم دار الأوبرا المصرية برئاسة الدكتورة لمياء زايد حفلاً لفرقة كايرو كافيه يقيادة عازف البيانو والموزع الموسيقى على شرف ومشاركة المغنيتين ليديا وأمنية وعازف القانون على محمود وذلك فى الثامنة مساء الجمعة ١٣ ديسمبر على المسرح الصغير .
يتضمن البرنامج مجموعة من المؤلفات العربية والغربية التى اعيد صياغتها برؤية موسيقية جديدة منها كوكبة من أعمال بليغ حمدى وفريد الأطرش وطير بينا يا قلبى - دارى العيون - يا مصطفى لـ محمد فوزى ، القمح الليلة - أهواك لـ محمد عبد الوهاب ، خمسة فى ستة لـ منير مراد يتم مزج عدد منها بمختارات من أغانى الأفلام العالمية منها صوت الموسيقى وسيدتى الجميلة إلى جانب نماذج من مؤلفات على شرف الخاصة منها تخيل ولونجاية .
يذكر أن الفنان على شرف مؤلف وموزع موسيقي وعازف بيانو ، تخرج فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام ١٩٨٥ ومن أكاديمية الفنون عام ١٩٨٦ ثم حصل على دبلوم الدراسات العليا في علوم الموسيقى ، بدأ حياته المهنية بالتوزيع الموسيقي لمجموعة من المطربين منهم مدحت صالح ، محمد فؤاد، على الحجار كما قام بتأليف العديد من الألحان الإستعراضية لفوازير نيللي وتعاون مع عدد من الفرق الواعدة ، شارك في تأليف الموسيقى التصويرية وتلحين وتوزيع تترات الكثير من المسلسلات الدرامية منها رياح الغدر ، بابا في تانية رابع كما قام بتأليف الموسيقى التصويرية وتلحين وتوزيع التترات لمسلسلات أدهم وزينات والثلاث بنات ، فجر ليلة صيف ، المنادي ، أغلى الناس ، شغل عفاريت الى جانب فيلم شباب على الهوا ، أسس فرقة "كايرو كافيه"لتقديم صياغة موسيقية جديدة لروائع زمن الفن الجميل .