غارديان: أطفال غزة يعيشون صدمات نفسية حادة بسبب الحرب
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
كشفت دراسة حديثة أجراها مركز التدريب المجتمعي لإدارة الأزمات (سي تي سي سي إم)، بدعم من تحالف أطفال الحرب، أن أكثر من عام من النزوح والقصف المتواصل ترك أطفال غزة الأكثر ضعفا يعانون من أزمات نفسية حادة، حيث أصبحت عائلاتهم على حافة الانهيار، بحسب ما ذكرته صحيفة غارديان البريطانية.
وشملت الدراسة -التي نشرتها الصحيفة ذاتها- مقابلات مع 504 أسر تضم أطفالا ذوي إعاقة أو مصابين أو منفصلين عن عائلاتهم، وخلصت إلى نتائج مروعة بشأن الصحة النفسية للأطفال، حيث أفادت الدراسة بأن:
96% من الأطفال يشعرون بأن الموت وشيك.92% لا يتقبلون الواقع. 87% يظهرون خوفا شديدا. 79% يعانون من الكوابيس. 77% يتجنبون الحديث عن الأحداث الصادمة. 73% يظهرون سلوكا عدوانيا. 49% يتمنون الموت بسبب الحرب. الوضع الإنساني المتفاقم
أظهرت الدراسة أن 88% من العائلات تعرضت للنزوح عدة مرات، في حين أن 21% من الأسر قد انتقلت 6 مرات أو أكثر. وتعيش معظم الأسر على دخل يومي يعادل 4.19 دولارات، مع وجود 80% من المعيلين عاطلين عن العمل. كما أن نحو 24% من الأسر يديرها أطفال لا تتجاوز أعمارهم 16 عاما.
وقالت الرئيسة التنفيذية لمنظمة أطفال الحرب (وور تشايلد) في المملكة المتحدة، هيلين باتينسون، إن التقرير "يظهر غزة كأحد أخطر الأماكن للأطفال في العالم. وقد يؤدي الدمار النفسي للحرب إلى صدمة متعددة الأجيال ما لم يتصرف المجتمع الدولي الآن. يجب أن يكون وقف إطلاق النار هو الخطوة الأولى الفورية للسماح لمنظمة أطفال الحرب والوكالات الأخرى بالاستجابة بفعالية للأضرار النفسية الشديدة التي يعاني منها الأطفال".
إعلانوبدأت منظمة أطفال الحرب وشركاؤها معالجة الصدمات النفسية التي يعاني منها أطفال غزة بسبب الحرب، حيث استطاعت الوصول إلى أكثر من 17 ألف طفل لدعم صحتهم النفسية حتى الآن.
بدوره، أكد الدفاع المدني في غزة أن نقص المعدات والوقود يهدد بتوقف خدماته الأساسية. وقال المتحدث باسم الدفاع المدني، محمود بصل، إن "أكثر من مليوني مواطن في غزة مهددون بالموت إذا لم تدخل الموارد اللازمة".
وأضاف بصل أن الأوضاع تتطلب تحركا عاجلا لضمان استمرار الخدمات الأساسية، داعيا المنظمات الإنسانية والأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية للضغط على الاحتلال لإدخال الوقود والمعدات اللازمة.
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية على قطاع غزة، مما أسفر عن استشهاد وإصابة أكثر من 151 ألف فلسطيني، معظمهم من النساء والأطفال، وما يزيد على 11 ألف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات أطفال الحرب أکثر من
إقرأ أيضاً:
الصليب الأحمر: المدنيون في السودان يعيشون كابوساً
أشارت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر، ميريانا سبولياريتش إيغر، إلى أنّ الصراع في السودان انتشر في كلّ أنحاء البلاد، مبيّنةً أنّ المدنيين يعيشون "كابوساً". وجاء تصريح سبولياريتش إيغر في بيان مكتوب نشرته اليوم الاثنين، بشأن الاشتباكات المستمرّة ما بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، عشيّة الذكرى الثانية لاندلاع الحرب في السودان التي تسبّبت في أزمة إنسانية غير مسبوقة وبلا حدود.
وأوضحت سبولياريتش إيغر أنّ الحرب المدمّرة المستمرّة منذ منتصف إبريل/ نيسان 2023 أثّرت في حياة ملايين السودانيين، مؤكدةً أنّ "الصراع اشتعل في كلّ أنحاء البلاد، واجتاح المناطق الحضرية ومراكز المدن". وشدّدت على أنّ "المدنيين يعيشون كابوساً من الموت والدمار". وأضافت المسؤولة في اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنّ أهل السودان شهدوا، في العامين الماضيَين، صراعات "غير إنسانية"، إذ قُتل وأصيب مدنيون ونُهبت منازلهم ودُمّرت سبل عيشهم.
ولفتت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى تعرّض العاملين في المجال الإنساني والإغاثة في السودان لهجمات متعمّدة خلال الحرب القائمة. وأردفت أنّ "الصراع يزداد فتكاً مع الهجمات المتعمّدة على البنية التحتية المدنية، مثل المستشفيات ومحطات المياه والكهرباء".
يُذكر، في هذا الإطار، أنّ هجوماً على مخيّم زمزم الواقع في ولاية شمال دارفور غربي السودان أودى بحياة عاملين صحيين خلال قيامهم بواجبهم أخيراً. ولا يُعَدّ هذا الهجوم حادثة معزولة، فقد سقط، خلال الحرب المتواصلة في السودان منذ عامَين، عدد كبير من العاملين الصحيين والإنسانيين في مختلف أنحاء البلاد. وقد علّقت منظمة الصحة العالمية على ذلك، في تدوينة نشرتها على حسابها على موقع إكس أوّل من أمس السبت، بأنّ "الهجمات على المدنيين والعاملين في المجال الصحي تُعَدّ انتهاكات جسيمة للقانون الإنساني الدولي"، ومشدّدةً على "وجوب أن تتوقّف".
وفي بيانها الصادر اليوم، شدّدت رئيسة اللجنة الدولية للصليب الأحمر على أنّ الأهوال التي يتعرّض لها المدنيون في السودان لا ينبغي النظر إليها بوصفها "عواقب حتمية للحرب"، مشيرةً إلى أنّ من شأن وقف إطلاق النار أن يمنح الناس فرصة لتلبية ما يحتاجون إليه. ودعت سبولياريتش إيغر إلى احترام قوانين الحرب قبل وقف إطلاق النار، مضيفة: "كان من الممكن تجنّب كثير من معاناة العامَين الماضيَين لو اتُّبعت قواعد الحرب".
في سياق متصل، كانت اللجنة الدولية للصليب الأحمر قد أصدرت، يوم الخميس الماضي، تقريراً استعرضت فيه "الوضع الإنساني الكارثي" الناجم عن النزاع المستمرّ منذ منتصف إبريل 2023. وإذ بيّنت اللجنة أنّ "التجاهل الصارخ لمبادئ القانون الدولي الإنساني ساهم في تعميق هذه الأزمة الفظيعة"، حذّرت من أنّ "الانخفاض الحاد في تمويل المساعدات الإنسانية يُنذر بتفاقم الأزمة أكثر فأكثر".
ومنذ منتصف إبريل من عام 2023، يخوض الجيش السوداني، بقيادة عبد الفتاح البرهان، وقوّات الدعم السريع بقيادة نائبه السابق محمد حمدان دقلو (حميدتي)، حرباً مدمّرة خلّفت أكثر من عشرين ألف قتيل ونحو 15 مليون نازح ولاجئ، وفقاً لبيانات الأمم المتحدة والسلطات المحلية، في حين كان بحث صادر عن جامعات أميركية قد قدّر عدد القتلى في حرب السودان بنحو 130 ألفاً.
(الأناضول، العربي الجديد)