نجح علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تحقيق إنجاز علمي بارز من خلال تطوير طريقة جديدة لرصد أصغر الكويكبات المعروفة في حزام الكويكبات الرئيسي، وهو منطقة شاسعة بين كوكبي المريخ والمشتري تحتوي على ملايين الصخور الفضائية.

وباستخدام تقنيات معالجة الصور المتقدمة وبيانات من تلسكوبات قوية، تمكن الباحثون من تحديد أكثر من 100 كويكب غير مكتشف سابقًا، بعضها لا يتجاوز حجمه 10 أمتار.

وحتى وقت قريب، كانت أصغر الكويكبات التي تم رصدها في هذا الحزام تبلغ نحو كيلومتر واحد في الحجم.

وبحسب الدراسة الجديدة التي نشرت يوم 9 ديسمبر/كانون الأول في مجلة "نيتشر" تتيح الطريقة الجديدة للعلماء تحديد كويكبات أصغر بكثير، بحجم الحافلات أو الملاعب، مما يفتح الباب لدراسة هذه الأجرام الصغيرة بمزيد من التفصيل وتتبع مساراتها المحتملة نحو الأرض.

تمكن الباحثون من تحديد أكثر من 100 كويكب غير مكتشف سابقًا (مواقع التواصل الاجتماعي) استكشاف السماء بتقنيات "التحول والتكديس"

يقول الباحث الرئيسي في الدراسة "أرتيم بوردانوف" الباحث في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن الفريق البحثي كان قادرا على رصد الكويكبات القريبة من الأرض بحجم يصل إلى 10 أمتار عندما تكون قريبة جدا من كوكب الأرض، ويضيف في تصريحات للجزيرة نت: "الآن، يمكننا اكتشاف هذه الكويكبات الصغيرة عندما تكون على مسافة أبعد بكثير، مما يتيح تتبع مداراتها بدقة، وهو أمر بالغ الأهمية للدفاع الكوكبي".

إعلان

نظرا لحجمها الذي يبلغ عشرات الأمتار، فإن الكويكبات الصغيرة المعروفة باسم "الكويكبات العشرية" تعد أكثر شيوعا من الكويكبات الضخمة التي تسببت في أحداث كارثية مثل انقراض الديناصورات.

وعلى الرغم من أنها نادرا ما تشكل تهديدا عالميا، فإنها قد تسبب أضرارا إقليمية كبيرة، مثل حدث تونجوسكا في سيبيريا عام 1908، أو انفجار نيزك تشيليابينسك في روسيا عام 2013.

يضيف "بوردانوف" في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن الفريق البحثي قام بإعادة استخدام تقنية معالجة الصور المعروفة باسم "التحول والتكديس"، والتي طورت لأول مرة في التسعينيات، للبحث عن أجرام باهتة في صور التلسكوبات.

وتعتمد هذه الطريقة على محاذاة وتكديس صور متعددة لنفس المنطقة في الفضاء لتضخيم الإشارات الباهتة للكويكبات وجعلها مرئية وسط الضوضاء.

قبل سنوات، استخدم الفريق وحدات معالجة الرسومات الحديثة لمعالجة مجموعات البيانات الضخمة بكفاءة. اختبر الباحثون الطريقة أولا على بيانات من تلسكوبات أرضية ضمن مشروع "سبيكولوس"، الذي يبحث عن كواكب خارجية تدور حول نجوم قريبة. وبعد نجاحهم، طبقوا التقنية على صور من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أقوى مرصد في العالم.

كنز من الاكتشافات

حلل الفريق أكثر من 10 آلاف صورة لنظام النجم "ترابيست-1″، والتي جمعت لدراسة الكواكب البعيدة. تمكنوا من تحديد 8 كويكبات معروفة واكتشاف 138 كويكبا جديدا في الحزام الرئيسي، بحجم يتراوح بين عشرات الأمتار إلى بضع مئات من الأمتار. وتُعد هذه أصغر الكويكبات المكتشفة في الحزام الرئيسي حتى الآن.

يشير الباحث إلى أن هذه الكويكبات تظهر لمعانا أكبر في الأطوال الموجية تحت الحمراء، مما يجعل قدرات جيمس ويب في هذا المجال مثالية.

من بين الكويكبات المكتشفة، يعتقد الباحثون أن بعضها قد يكون في مسارات قد تقربه من الأرض في المستقبل، بينما يعتقد أن أحدها قد يكون "كويكب طروادة" يتبع كوكب المشتري في مداره.

إعلان

"تسلط هذه الاكتشافات الضوء على مجموعة غير مستكشفة من الكويكبات الصغيرة، التي يعتقد العلماء أنها تتشكل من خلال اصطدامات تؤدي إلى تفتيت الأجرام الأكبر حجما إلى شظايا أصغر. اعتقدنا أننا سنكتشف بضعة أجرام جديدة فقط، لكننا وجدنا عددا أكبر بكثير مما توقعنا، وخاصة الأجرام الصغيرة، وهذا يشير إلى أننا نستكشف مجموعة جديدة من الأجرام الصغيرة" يقول "بوردانوف".

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات

إقرأ أيضاً:

هجوم دموي على قطار في باكستان.. مقتل 50 رهينة وإنقاذ 190 راكبا

أعلن مسلّحون انفصاليون في إقليم بلوشستان الباكستاني، الأربعاء، مسؤوليتهم عن قتل 50 رهينة بعد اختطاف قطار "جعفر إكسبريس" الذي كان يقلّ أكثر من 400 راكب.

ووفقًا لمسؤول أمني، بدأ الهجوم عندما قام عشرات المسلّحين التابعين لحركة جيش تحرير بلوشستان بتفجير جزء من خط السكك الحديدية، قرب مدينة ماستونغ في إقليم بلوشستان، مساء الثلاثاء، ما أدّى إلى توقف القطار الذي كان متجهًا من كويتا إلى روالبندي.

وبعد توقف القطاع، أطلق المسلحون قذائف صاروخية ونيرانًا كثيفة على القطار، قبل أن يصعدوا على متنه ويأخذوا الركاب كرهائن.

وفي السياق نفسه، أكّد المسلحون، في بيان لهم، أنهم أعدموا 50 رهينة ردا على ما وصفوه بـ"الانتهاكات التي ترتكبها القوات الباكستانية ضد الشعب البلوشي"، ولم تتمكّن "رويترز" من التحقّق بشكل مستقل من عدد القتلى.

في المقابل، أعلنت السلطات الباكستانية، أنّ: "قوات الأمن نجحت حتى الآن في تحرير 190 راكبًا، بينما لا يزال مصير العشرات غير معروف".


وأدانت الحكومة الباكستانية الهجوم، فيما أعلنت عن فرض حالة التأهّب القصوى في إقليم بلوشستان، ونشر تعزيزات عسكرية لملاحقة منفذّي الهجوم. كما تم إرسال قوات خاصة لمحاولة استعادة السيطرة وتأمين باقي الرهائن.

وقال وزير الداخلية الباكستاني، إنّ: "الحكومة ستلاحق الجناة وسترد على هذا الهجوم: بيد من حديد"، مشيرًا إلى أنّ: "هذه العمليات لن تؤثر على جهود الدولة في بسط الأمن في الإقليم".

ويعدّ إقليم بلوشستان، الواقع جنوب غرب باكستان، الأكبر مساحة في البلاد، ويزخر بالموارد الطبيعية مثل الغاز الطبيعي والفحم والمعادن، ومع ذلك، يعاني الإقليم من نقص في التنمية والبنية التحتية، ما أدّى إلى تنامي النزعة الانفصالية بين بعض الجماعات المسلحة التي تطالب بحكم ذاتي أوسع وتوزيع عادل للثروات.


وشهدت السنوات الأخيرة تصاعدًا في الهجمات المسلحة التي تستهدف مشاريع البنية التحتية والسكك الحديدية وقوات الأمن، حيث تتّهم الجماعات البلوشية الحكومة الباكستانية بـ"تجاهل حقوقهم" واستغلال موارد الإقليم دون تقديم أي منافع حقيقية لسكانه.

هذا الحادث يعدّ واحدًا من أكثر الهجمات الدموية التي تشهدها باكستان في الفترة الأخيرة، ما يثير تساؤلات حول مدى قدرة الحكومة على احتواء التمرّد المتصاعد في بلوشستان.

مقالات مشابهة

  • بالإنفوجراف ..نشرة الحصاد الأسبوعي لرصد أنشطة وزارة التنمية المحلية
  • بدون بنزين ولا كهرباء.. تويوتا تطلق سيارة موفرة صغيرة
  • اندلاع حريق في لنش سياحي بمرسى علم وإنقاذ الركاب.. صور
  • السيطرة على حريق بلنش سياحي بمرسى علم وإنقاذ جميع الركاب
  • طلاب يبتكرون نظاماً مضاداً للسرقة لحماية المفاعلات النووية
  • هجوم دموي على قطار في باكستان.. مقتل 50 رهينة وإنقاذ 190 راكبا
  • رد ما لا يجاوز نصف قيمة الأرض المخصصة لها.. حوافز تشجيعية للمشروعات الصغيرة
  • السباق بين «المرشحين المحتملين»..أصغر 10 متوجين بـ «الكرة الذهبية»
  • دراسة: الحوت وحيد القرن يستخدم نابه للعب وجذب الإناث
  • في أي عُمر تتشكل صورة الجسم لدى الطفل؟