فلكيون يبتكرون نهجا لرصد أصغر الكويكبات وإنقاذ سكان الأرض
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
نجح علماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في تحقيق إنجاز علمي بارز من خلال تطوير طريقة جديدة لرصد أصغر الكويكبات المعروفة في حزام الكويكبات الرئيسي، وهو منطقة شاسعة بين كوكبي المريخ والمشتري تحتوي على ملايين الصخور الفضائية.
وباستخدام تقنيات معالجة الصور المتقدمة وبيانات من تلسكوبات قوية، تمكن الباحثون من تحديد أكثر من 100 كويكب غير مكتشف سابقًا، بعضها لا يتجاوز حجمه 10 أمتار.
وحتى وقت قريب، كانت أصغر الكويكبات التي تم رصدها في هذا الحزام تبلغ نحو كيلومتر واحد في الحجم.
وبحسب الدراسة الجديدة التي نشرت يوم 9 ديسمبر/كانون الأول في مجلة "نيتشر" تتيح الطريقة الجديدة للعلماء تحديد كويكبات أصغر بكثير، بحجم الحافلات أو الملاعب، مما يفتح الباب لدراسة هذه الأجرام الصغيرة بمزيد من التفصيل وتتبع مساراتها المحتملة نحو الأرض.
يقول الباحث الرئيسي في الدراسة "أرتيم بوردانوف" الباحث في قسم علوم الأرض والغلاف الجوي والكواكب في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إن الفريق البحثي كان قادرا على رصد الكويكبات القريبة من الأرض بحجم يصل إلى 10 أمتار عندما تكون قريبة جدا من كوكب الأرض، ويضيف في تصريحات للجزيرة نت: "الآن، يمكننا اكتشاف هذه الكويكبات الصغيرة عندما تكون على مسافة أبعد بكثير، مما يتيح تتبع مداراتها بدقة، وهو أمر بالغ الأهمية للدفاع الكوكبي".
إعلاننظرا لحجمها الذي يبلغ عشرات الأمتار، فإن الكويكبات الصغيرة المعروفة باسم "الكويكبات العشرية" تعد أكثر شيوعا من الكويكبات الضخمة التي تسببت في أحداث كارثية مثل انقراض الديناصورات.
وعلى الرغم من أنها نادرا ما تشكل تهديدا عالميا، فإنها قد تسبب أضرارا إقليمية كبيرة، مثل حدث تونجوسكا في سيبيريا عام 1908، أو انفجار نيزك تشيليابينسك في روسيا عام 2013.
يضيف "بوردانوف" في تصريحات لـ"الجزيرة نت" أن الفريق البحثي قام بإعادة استخدام تقنية معالجة الصور المعروفة باسم "التحول والتكديس"، والتي طورت لأول مرة في التسعينيات، للبحث عن أجرام باهتة في صور التلسكوبات.
وتعتمد هذه الطريقة على محاذاة وتكديس صور متعددة لنفس المنطقة في الفضاء لتضخيم الإشارات الباهتة للكويكبات وجعلها مرئية وسط الضوضاء.
قبل سنوات، استخدم الفريق وحدات معالجة الرسومات الحديثة لمعالجة مجموعات البيانات الضخمة بكفاءة. اختبر الباحثون الطريقة أولا على بيانات من تلسكوبات أرضية ضمن مشروع "سبيكولوس"، الذي يبحث عن كواكب خارجية تدور حول نجوم قريبة. وبعد نجاحهم، طبقوا التقنية على صور من تلسكوب جيمس ويب الفضائي، أقوى مرصد في العالم.
كنز من الاكتشافاتحلل الفريق أكثر من 10 آلاف صورة لنظام النجم "ترابيست-1″، والتي جمعت لدراسة الكواكب البعيدة. تمكنوا من تحديد 8 كويكبات معروفة واكتشاف 138 كويكبا جديدا في الحزام الرئيسي، بحجم يتراوح بين عشرات الأمتار إلى بضع مئات من الأمتار. وتُعد هذه أصغر الكويكبات المكتشفة في الحزام الرئيسي حتى الآن.
يشير الباحث إلى أن هذه الكويكبات تظهر لمعانا أكبر في الأطوال الموجية تحت الحمراء، مما يجعل قدرات جيمس ويب في هذا المجال مثالية.
من بين الكويكبات المكتشفة، يعتقد الباحثون أن بعضها قد يكون في مسارات قد تقربه من الأرض في المستقبل، بينما يعتقد أن أحدها قد يكون "كويكب طروادة" يتبع كوكب المشتري في مداره.
إعلان"تسلط هذه الاكتشافات الضوء على مجموعة غير مستكشفة من الكويكبات الصغيرة، التي يعتقد العلماء أنها تتشكل من خلال اصطدامات تؤدي إلى تفتيت الأجرام الأكبر حجما إلى شظايا أصغر. اعتقدنا أننا سنكتشف بضعة أجرام جديدة فقط، لكننا وجدنا عددا أكبر بكثير مما توقعنا، وخاصة الأجرام الصغيرة، وهذا يشير إلى أننا نستكشف مجموعة جديدة من الأجرام الصغيرة" يقول "بوردانوف".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
فليتشر: دور الأمم المتحدة الأساسي هو مساعدة المحتاجين وإنقاذ الأرواح
أكد توم فليتشر، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الإغاثة الطارئة، أن دور الأمم المتحدة الأساسي هو مساعدة المحتاجين وإنقاذ الأرواح، مشددًا على أهمية توثيق ما يجري رغم أن بعض الأطراف لا ترغب في ذلك، في إشارة إلى عدم ترحيب إسرائيل بوجود فرق الإغاثة والشهود الدوليين.
وأضاف فليتشر، في لقاء خاص مع الإعلامية فيروز مكي، على قناة "القاهرة الإخبارية"، أن المجتمع الدولي، وخاصة الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، يجب أن يُسائل الجهات المسؤولة عن الانتهاكات، لأن العاملين في المجال الإنساني ليسوا طرفًا في النزاع، بل يقومون بدورهم في توثيق الحقيقة وتقديم المساعدات.
وفيما يتعلق بالاتهامات التي تواجه الأمم المتحدة من قبل إسرائيل، شدد فليتشر على ضرورة أن يتحرك المجتمع الدولي بشكل أكثر فاعلية لحماية العاملين في المجال الإنساني، مؤكدًا أنه خلال جلسات مجلس الأمن، طُرحت تساؤلات حول كيفية توفير الدعم لهؤلاء العاملين وضمان سلامتهم، مضيفًا: "منذ بداية هذا العام، كان من أصعب الأمور التي مررت بها هو إبلاغ زملائي بضرورة التوجه لإنقاذ الأرواح رغم المخاطر الكبيرة، إذ يجب أن يحظوا بالحماية تمامًا مثل المدنيين".
وعن زيارته الأخيرة إلى سوريا، أشار فليتشر إلى أن الوضع الإنساني هناك لا يزال مأساويًا، حيث تحمل الشعب السوري معاناة طويلة على مدار سنوات من الصراع، مما أدى إلى تهجير الملايين وفقدانهم لمنازلهم، مضيفًا أن الكثيرين لجأوا إلى تركيا ولبنان والأردن، فيما تعرضت المدن والمناطق السكنية للتدمير الكامل، مما يتطلب استجابة إنسانية عاجلة.
وأكد أن الأولوية الآن هي إعادة بناء حياة السوريين وتوفير المساعدات اللازمة لهم، مشيرًا إلى أن هناك لحظة أمل وإمكانية لإعادة الاستقرار، لكن هذا يتطلب تقييمًا دقيقًا للوضع الغذائي، ووقف أي تصعيد عسكري، إضافة إلى توفير الموارد الضرورية لإعادة الإعمار وضمان حياة كريمة للنازحين والمشردين.