خلال ساعات.. شعلة شمسية تضرب الأرض وتقطع الاتصالات
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
خلال ساعات.. شعلة شمسية تضرب الأرض وتقطع الاتصالات.
المصدر: شفق نيوز
كلمات دلالية: العراق هاكان فيدان تركيا محمد شياع السوداني انتخابات مجالس المحافظات بغداد ديالى نينوى ذي قار ميسان اقليم كوردستان السليمانية اربيل نيجيرفان بارزاني إقليم كوردستان العراق بغداد اربيل تركيا اسعار الدولار روسيا ايران يفغيني بريغوجين اوكرانيا امريكا كرة اليد كرة القدم المنتخب الاولمبي العراقي المنتخب العراقي بطولة الجمهورية الكورد الفيليون الكورد الفيليون خانقين البطاقة الوطنية مطالبات العراق بغداد ذي قار ديالى حادث سير الكورد الفيليون مجلة فيلي عاشوراء شهر تموز مندلي
إقرأ أيضاً:
المعادلة المستحيلة
عندما قدمت قمة بيروت العربية عام 2002 مبادرة السلام التي تقوم على أساس الأرض مقابل السلام كان ذلك أقصى ما يمكن أن يقدمه العرب للوصول إلى تسوية للصراع مع إسرائيل، ووضع حل للقضية الفلسطينية الممتدة منذ عام 1948، على أن تنسحب من الأراضي العربية التي احتلتها خلال عدوان الخامس من حزيران (يونيو) 1967.
كان الاعتقاد السائد يومها أن إسرائيل أدركت بعد حرب 1973 أنها لن تحقق الأرض والسلام معاً، وأنها سوف تظل في حالة حرب طالما هي تعتمد على القوة لتحقيق أهدافها، وأن فكرها المتجذر في عقيدتها القائم على التوسع والتهويد لن يقودها إلا إلى مزيد من الحروب، وبالتالي فإن السلام وحده ينقذها من حروب لا نهاية لها، ويجعلها «دولة طبيعية» في محيط يرفضها.لهذا ارتضى العرب حلاً على جزء من أرضهم، تقام عليه دولة فلسطينية مستقلة إلى جوار إسرائيل رغم ما فيه من إجحاف وغبن، لكن إسرائيل اعتبرت يومها أن هذه المبادرة دليل ضعف، وليست جهداً من أجل السلام لها أولاً، ووضع حد لحروب لن تنتهي إذا ما واصلت نهجها التوسعي، الرافض لكل القرارات وللشرعية الدولية، ولكل ما له علاقة بحق تقرير المصير وحقوق الإنسان.
يومها قال رئيس الحكومة الإسرائيلية آنذاك أرييل شارون ساخراً: «إن هذه المبادرة لا تساوي الحبر الذي كتبت به»، وبعدها نفذت إسرائيل عشرات الاعتداءات على قطاع غزة والضفة الغربية ولبنان وارتكبت عشرات المجازر، وصولاً إلى حرب الإبادة الأخيرة في القطاع، والآن في الضفة الغربية، وما تخللها من مفاوضات عبثية استمرت أكثر من عشرين عاماً، استغلتها إسرائيل للتوسع والتهويد وفرض أمر واقع على الأرض لمنع قيام دولة فلسطينية.
ولأن إسرائيل ترفض من حيث المبدأ الانسحاب من الأرض الفلسطينية، وبالتالي ترفض الدولة الفلسطينية وتصر على موقفها الرافض للسلام إلا على أساس القوة والاستسلام الكامل لشروطها، فقد وجدت في إدارة الرئيس الأمريكي ترامب ملاذها الذي لجأت إليه في محاولة حمل الفلسطينيين والعرب على القبول بمخططاتها الجهنمية من تهجير وإلغاء لحق مصير دولة مستقلة، ومحاولة لنسف وكالة الأونروا، والإفلات من العقاب، وكل ما له علاقة بالقانون الدولي والشرعية الدولية.
لقد تعمد نتانياهو نسف كل جسور السلام من خلال مقترحات وحلول غريبة عجيبة ألغى فيها كل قانون دولي وكل مبادئ العدالة الدولية من خلال الدعوة إلى إخلاء قطاع غزة بالتهجير طوعاً أو قسراً، وبالترحيل إلى مصر والأردن، أو إلى السعودية، وهي خطط تم إدانتها خليجياً وعربياً ودولياً.
هي خطة مجنونة بالتأكيد لا يقبل بها عاقل، لأن العالم ليس مساحات خالية يمكن لأي كان أن يمنحها كما يشاء، أو يعطي صك ملكية لمن يريد على أي أرض عربية. ولم يصل العالم بعد إلى أن يتحمل حماقات، هي جرائم حرب موصوفة يعتبرها نتانياهو مبادرات سلام ومن أجل حماية سكان غزة، وهو الذي ارتكب بحقهم أبشع المجازر.
لم ينتصر نتانياهو في حربه حتى يفرض شروطه أو تحقيق «نصره المطلق»، فالشعب الفلسطيني لا يزال يقاتل، ويؤكد صموده على أرضه، وكل ما فعله أنه دمر وقتل عشرات الآلاف، وهذا جزء من ميراث طويل لهذا الشعب عمره أكثر من ثلاثة أرباع قرن، يتوارثه جيل عن جيل.