في إطار أصعب شرط رضخت له حماس.. هل يتحقق الطموح نحو اتفاق حول غزة؟
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
يشهد قطاع غزة تطورات غير مسبوقة نحو التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، وذلك بعد موافقة حركة حماس على شروط وصفها المراقبون بـ "الأصعب". يأتي هذا التطور في ظل دمار هائل في القطاع ومعاناة إنسانية خانقة، حيث أكد وسطاء عرب أن حماس أبلغت الجانب الإسرائيلي موافقتها على وجود مؤقت للقوات الإسرائيلية في مناطق محددة بغزة عقب التهدئة.
وحسب تقرير صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، يعد هذا الإعلان تحولا كبيرا في موقف الحركة التي كانت ترفض هذا المطلب طوال جولات التفاوض السابقة. وتسعى الأطراف للوصول إلى اتفاق يعيد بعض الاستقرار للقطاع، بينما تستمر جهود الوسطاء المصريين والأميركيين لتحقيق انفراجة خلال الأيام القادمة.
رهائن وأسرى.. معادلة معقدةجزء أساسي من الصفقة يتضمن إفراج حماس عن ما يصل إلى 30 رهينة، من بينهم مواطنون أميركيون، مقابل إطلاق سراح إسرائيل دفعة من الأسرى الفلسطينيين. كما تشمل الخطة السماح بدخول مساعدات إنسانية موسعة إلى القطاع المحاصر.
ورغم حساسية هذه الخطوة، يرى الوسطاء أنها فرصة لبناء الثقة بين الطرفين، لا سيما بعد فشل العديد من المحاولات السابقة. وقد أشار مسؤولون إلى أن استمرار القصف والغارات يهدد بإفشال هذه المساعي إذا لم يتم التحرك سريعًا.
أصعب شرط: وجود إسرائيلي مؤقت في غزةمن بين النقاط الأكثر جدلًا، موافقة حماس على شرط يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء مؤقتًا في محور فيلادلفيا وممر نتساريم داخل قطاع غزة. يعتبر هذا البند بمثابة "الاختبار الأصعب" للحركة، التي ما دام عارضت أي وجود إسرائيلي على الأراضي الفلسطينية، لكنه يعكس مرونة غير معتادة في سبيل تحقيق وقف إطلاق النار.
إلى جانب ذلك، وافقت حماس على عدم توليها أي دور في الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وهو ما اعتبره البعض خطوة باتجاه تهدئة المخاوف الإقليمية والدولية من استغلال المعبر لأغراض عسكرية.
دور الوسطاء وزخم المفاوضاتاكتسبت المفاوضات زخمًا إضافيًا مع الزيارات المتبادلة للوفود الإسرائيلية والفلسطينية إلى القاهرة، والدعم الأميركي المباشر. ويُتوقع أن تكون زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان هذا الأسبوع إلى المنطقة عاملًا حاسمًا لدفع الأطراف نحو اتفاق نهائي قبل نهاية العام.
هل تقود المرونة إلى حل دائم؟في ظل هذه التطورات، تبدو حماس أكثر استعدادًا لتقديم تنازلات صعبة، بينما تأمل الأطراف الدولية أن تشكل هذه الهدنة خطوة أولى نحو حل دائم للأزمة. ومع ذلك، فإن التحديات الميدانية، وضمان الالتزام بالشروط المتفق عليها، تظل عقبات رئيسية أمام تحقيق الاستقرار.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: غزة حماس اسرائيل وقف اطلاق النار رهائن محور فيلادلفيا معبر رفح مفاوضات السلام المساعدات الانسانية
إقرأ أيضاً:
تقدم في مفاوضات غزة.. و"حماس" قد تتنازل عن بعض الشروط
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية عن مصادر إسرائيلية قولها إن مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس "تتقدم بهدوء".
ووفق المصادر الإسرائيلية التي تحدثت إلى "نيويورك تايمز" فقد تلقت إسرائيل معلومات استخباراتية تشير إلى أن حماس مستعدة للتنازل عن بعض شروطها من أجل صفقة لوقف إطلاق النار في غزة.
وأضافت المصادر أن إسرائيل "طالبت في إطار اقتراح وقف إطلاق النار بأن تبقى قواتها إلى حد كبير في محوري نتساريم ورفح".
وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل "قدمت تنازلات أيضا بشأن قضية الانسحاب من غزة"، دون ذكر مزيد من التفاصيل الإضافية.
وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الإثنين أنه لن يوقف الحرب في قطاع غزة "الآن"، مع استئناف الجهود الدبلوماسية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين الدولة العبرية وحركة حماس.
وقال نتنياهو خلال مؤتمر صحافي في القدس مع مرور 14 شهرا على بدء الحرب "إذا أوقفنا هذه الحرب الآن، ستعود حماس وتنهض وتعيد بناء نفسها وتهاجمنا مجددا. وهذا ما لا نريد العودة إليه".
وأضاف: "حددنا هدفا هو إفناء حماس، والقضاء على قدراتها العسكرية وسلطتها، بغرض ألا يكونوا قادرين على العودة، وألا تتكرر كارثة السابع من أكتوبر. لقد قاتلنا هناك حتى الآن من أجل ذلك، وطبعا من أجل إعادة رهائننا".
ورأى نتنياهو أن "عزل حماس يوفر فرصة جديدة للدفع نحو اتفاق يعيد رهائننا".
وأسفر هجوم حماس في السابع من أكتوبر 2023 عن مقتل 1208 أشخاص معظمهم مدنيون، بحسب تعداد لوكالة فرانس برس استنادا الى أرقام إسرائيلية رسمية.
وتشمل هذه الحصيلة رهائن قتلوا أو لقوا حتفهم أثناء الاحتجاز في القطاع الفلسطيني، وكانوا خطفوا خلال الهجوم.
وخلال الهجوم، خطف 251 شخصا من داخل إسرائيل، ولا يزال 96 منهم رهائن في غزة، بينهم 34 أعلن الجيش أنهم توفوا.
وفي الجانب الفلسطيني، قتل أكثر من 44758 شخصا، معظمهم مدنيون، منذ بدأت العملية العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، وفق بيانات لوزارة الصحة التابعة لحماس.
وباستثناء اتفاق هدنة في نوفمبر 2023 سمح بتهدئة لأسبوع والافراج عن رهائن، لم تثمر جهود الوساطة في تحقيق أي اختراق بين إسرائيل وحماس طوال الأشهر الماضية.
وأفادت مصادر قريبة من حماس أن وفدا قياديا في الحركة برئاسة خليل الحية أطلع وزير المخابرات في مصر خلال لقاء عقد الأحد في القاهرة، على جهودها لإعداد قائمة بأسماء الرهائن.
وأوضح مصدر قريب من الحركة أن حماس "تعدّ قائمة بأسماء الأسرى الذين ما زالوا على قيد الحياة، ومن بينهم عدد من الأسرى المزدوجي الجنسية الإسرائيلية والأميركية".