شددت صحيفة "معاريف" العبرية على أن التطورات الأخيرة في سوريا، المتمثلة في نجاح المعارضة بإسقاط نظام بشار الأسد، وضعت الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمام مفاجأة غير متوقعة، رغم الدعم التركي لبعض الفصائل.

وأوضحت الصحيفة أن هذه التطورات تأتي في وقت بدأت فيه تركيا تشديد مواقفها تجاه الاحتلال الإسرائيلي، منذ السابع من أكتوبر، بأساليب تتجاوز ما اعتادت عليه في فترات التوتر السابقة مع "إسرائيل".



وأشارت الصحيفة إلى أن أحد أبرز هذه الخطوات تمثل في قرار تركيا قطع العلاقات التجارية مع "إسرائيل"، ولفتت إلى أن أنقرة أصدرت إدانة مشتركة مع قطر لتوغل جيش الاحتلال الإسرائيلي في سوريا، معتبرة أن إسرائيل تستغل الوضع لتوسيع الاحتلال في انتهاك واضح لسيادة سوريا.


ذكرت الصحيفة أيضًا أن الرئيس التركي سبق وهدد في تموز /يوليو الماضي بغزو إسرائيل، قائلًا: "كما دخلنا إلى ناغورنو-كاراباخ، وكما دخلنا إلى ليبيا، سنفعل الشيء نفسه مع إسرائيل".

وبينما بدا هذا التهديد حينها مجرد تصريح عديم الأثر، أشارت الصحيفة إلى أن النجاح السريع للمعارضة في سوريا جعل هذا السيناريو أكثر واقعية.

وأوضحت الصحيفة أن تركيا لها دور كبير في التطورات الأخيرة في سوريا، لكنها شددت على صعوبة الجزم بأن المبادرة جاءت مباشرة من أنقرة. وأشارت إلى أن تركيا تقوم بتدريب وتسليح بعض "جماعات المتمردين"، إلا أنه لا يمكن تأكيد أن الجماعة الرئيسية التي تقود العمليات، وهي "تحرير الشام"، تتلقى أوامر مباشرة من تركيا. كما لفتت إلى أنه من غير المرجح أن أردوغان كان يتوقع أن يحقق المتمردون نجاحًا كبيرًا في فترة قصيرة كهذه.

رأت الصحيفة أن الرئيس التركي قد يحقق مكاسب استراتيجية كبيرة من انهيار النظام السوري المدعوم من إيران وروسيا وحزب الله، خاصة إذا استُبدل بحكم سني. وأوضحت أن أبرز المصالح التركية في سوريا تشمل تقويض الاستقلاليات الكردية هناك، وإعادة ملايين اللاجئين السوريين الذين فروا إلى تركيا منذ اندلاع الحرب الأهلية.

بالرغم من ذلك، أشارت الصحيفة إلى أن تركيا ليست بمنأى عن المخاطر، حيث يتسم الوضع في سوريا بتعقيد شديد نتيجة تنوع الجماعات المسلحة التي لا تعمل ككتلة واحدة، ما قد يؤدي إلى تأخر طويل، وربما استحالة، في تشكيل نظام موالٍ لتركيا في سوريا.

وأضافت الصحيفة أن أردوغان يواجه خطر تسرب الصراعات إلى الداخل التركي، خاصة إذا رد حزب العمال الكردستاني على الإجراءات التركية ضد الأكراد في سوريا.

فيما يتعلق بالاحتلال الإسرائيلي، لفتت الصحيفة إلى أن تركيا قد تستخدم نفوذها المتزايد في سوريا لدعم ما وصفته بـ"الجماعات الجهادية" العاملة في المنطقة الحدودية مع إسرائيل، مما يجعل تهديد أردوغان لإسرائيل أكثر واقعية. لكنها أكدت أن مثل هذه الخطوة ستضع تركيا في مواجهة مباشرة مع الولايات المتحدة وحلف الناتو، خاصة في ظل الإدارة الأمريكية الحالية التي قد لا تتسامح مع تصعيد بهذا الحجم.


وأشارت الصحيفة إلى أن دولة الاحتلال استعدت للتطورات الأخيرة بنشر دباباتها وقوات المشاة على الحدود مع سوريا لأول مرة منذ خمسين عاما، موضحة أن "إسرائيل" تكثف هجماتها على أهداف في سوريا لتقليص قدرات إيران وحزب الله، وتسعى لتعزيز وجود القوات الأمريكية في المنطقة، خصوصا في مثلث الحدود بين سوريا والعراق والأردن.

وذكرت الصحيفة العبرية أن هذا الانتشار يهدف إلى منع تشكيل قوى إسلامية موالية لتركيا في سوريا، أو أي تهديدات من إيران وحلفائها للأردن المجاور، الذي يواجه أصلاً محاولات إيرانية للإطاحة بنظامه وتنفيذ هجمات على "إسرائيل" من أراضيه.

اختتمت الصحيفة بالإشارة إلى أن أردوغان يواجه معضلة استراتيجية كبيرة، حيث إن التصعيد في سوريا قد يجلب له مكاسب قصيرة المدى، لكنه يحمل مخاطر كبيرة قد تضعف موقفه الدولي وتزيد من تعقيد المشهد الداخلي في تركيا.

من جهة أخرى، شددت الصحيفة على أهمية أن تستمر دولة الاحتلال في الاستفادة من الزخم العسكري الحالي لتحجيم التهديدات الإقليمية، مع التركيز على تعزيز التحالفات الدولية لضمان أمنها على المدى الطويل.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية سوريا الأسد أردوغان تركيا الاحتلال سوريا الأسد تركيا أردوغان الاحتلال صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الصحیفة إلى أن الصحیفة أن أن ترکیا فی سوریا

إقرأ أيضاً:

أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية في سوريا، في الوقت الذي تمر فيه المنطقة بأوقات صعبة.

وأضاف، خلال كلمة له أمام البرلمان التركي اليوم الأربعاء، أن هناك من يحاول استغلال ما يحدث لفلول النظام في سوريا بهدف تخريب مشاعر الأخوة والاستقرار في تركيا.

يُشار إلى أنه بعد إسقاط نظام الأسد في الثامن من ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة مبادرة لتسوية أوضاع عناصر النظام السابق من الجيش والأجهزة الأمنية، شريطة تسليم أسلحتهم وعدم تلطخ أيديهم بالدم.

واستجاب عشرات الآلاف لهذه المبادرة، في حين رفضتها بعض المجموعات المسلحة من فلول النظام، لا سيما في الساحل السوري حيث كان يتمركز كبار ضباط نظام الأسد.

ومع مرور الوقت، اختارت هذه المجموعات الفرار إلى المناطق الجبلية، وبدأت بإثارة التوتر وزعزعة الاستقرار وشن هجمات متفرقة على القوات الحكومية خلال الأسابيع الماضية، خلّفت مئات القتلى من الطرفين.

كما قالت وزارة الدفاع السورية إن قواتها أعادت السيطرة على مناطق بالساحل شهدت "اعتداءات غادرة" على الأمن العام، ونفذت عمليات تطويق محكمة ضيقت فيها الخناق على من تبقى من عناصر فلول النظام المخلوع.

إعلان

مقالات مشابهة

  • ماذا تريد إسرائيل من سوريا؟
  • أردوغان يؤكد اقتراب بلاده من هدفها المتمثل في تركيا خالية من الإرهاب
  • بلومبيرج: أردوغان يستغل قوة تركيا في الناتو مع التراجع الأمريكي
  • بولندا: انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي أصبح واقعيًا
  • أردوغان عن الاتحاد الأوروبي: لن يتمكن من عكس تراجع نفوذه دون عضوية تركيا
  • جيش الاحتلال : 22 طائرة شاركت بالهجوم على جنوب سوريا
  • أردوغان: هناك من يرغب في إشعال الفتنة الطائفية بسوريا
  • أردوغان يحذر من زرع التفرقة في تركيا بإثارة نعرات عرقية وطائفية
  • النفوذ التركي وتطورات المشهد في سوريا تثير مخاوف إسرائيل
  • مصادر لـعربي21: تركيا كانت مطلعة على اتفاق قسد ودمشق.. تفاصيل هامة