بوابة الفجر:
2025-01-11@12:09:01 GMT

مؤمن الجندي يكتب: صدى الحب في محكمة الغياب

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

هناك وجع لا تصفه الكلمات، وجع يختبئ بين أنفاسك، يتسلل إلى نظراتك، ويستوطن صمتك.. هو وجع الغياب! حين يرحل أقرب الناس تاركين وراءهم فراغًا لا يملأه الزمن؛ الوفاء، في مثل هذه اللحظات، يصبح كالسيف ذي الحدين؛ يمنحك قوة الذكرى، لكنه يثقل كاهلك بحنين لا ينتهي.

في حضرة الغياب، تتحول كل التفاصيل الصغيرة إلى حكايات عظيمة، وكل اللحظات العابرة إلى أبدية تسكن في أعماقك؛ وبين الحنين والانكسار، يصبح الوفاء مرآة لروحك، يعكس ما فقدته وما لا تزال متمسكًا به! إنه وعد صامت، لا ينطق بالكلمات، لكنه يصرخ في داخلك بكل ما لم يُقال.

مؤمن الجندي يكتب: رهبة الضوء الأخير مؤمن الجندي يكتب: نشر الغسيل بالمقلوب

الوفاء.. كلمة تبتسم بها الشفاه، لكنها تخفي خلفها بحرًا من الانكسارات.. كيف للإنسان أن يستمر حاملًا حبًا لم يعد صاحبه حاضرًا؟ كأنك تسير في مدينة مليئة بالذكريات، ترى فيها كل ضحكة، كل همسة، وكل ظل لمن أحببت، فتبتسم أحيانًا وتنكسر أحيانًا أخرى!

شاهدت مقتطفات من حلقة النجم الكبير مصطفى عبده مع الإعلامي إبراهيم فايق، ورأيت بعيناي تجسيدًا لهذه المعاني بصدق نادر.. تحدث عن زوجته الراحلة، بروح تفيض بالوفاء والعرفان! كل كلمة قالها كانت كصفحة تُطوى من كتاب الحب الخالد، كتاب يعيد تعريف الوفاء.

لوحة افتقدناها وسط وهج زائف

شعرت من حديثه أن هذه الكلمات لم تكن مجرد سرد، بل كانت لوحة ترسم مشهدًا مليئًا بالقيم التي فقدناها، قيم الأصالة والاحترام التي ذكرنا بها مصطفى عبده لم تكن فقط عن علاقته بزوجته، بل عن زمن كان فيه العرف والتقاليد والأخلاق لغة حية، تتحدث بها القلوب قبل الألسنة، أعادنا لزمن كانت فيه القيم هي الحاكم، والأصالة هي اللغة المشتركة بين القلوب.. زمن كان فيه المصريون -بشكل عام- يحملون نورًا حقيقيًا، لا مجرد وهج زائف.

حديث مصطفى عبده كان أشبه بمرآة صافية عكست جوهر الإنسان الحقيقي، جوهر لم تلوثه صراعات الحاضر أو أضواء الشهرة! رأينا في عينيه دموعًا لم تسقط، وفي نبرات صوته شوقًا لم يخفت، وكأن الزمن توقف عند لحظة الفقد ليبقى هو، وحده، يحمل عبء الذكريات.

حلقة واحدة، لكنها كانت كافية لتعيد لنا شعور الزمن الجميل، زمن كانت فيه الرياضة ساحة للمبادئ قبل المهارات، وكانت العلاقات الإنسانية رمزًا للثبات والولاء.. جعلنا مصطفى عبده نتوقف لنتأمل، لنسأل أنفسنا: هل لا زال بإمكاننا أن نحب بهذه القوة؟ وهل لا زال بإمكاننا أن نكون أوفياء رغم انكساراتنا؟

في النهاية، أرى أن الوفاء هو المرآة التي تعكس عمق إنسانيتنا، وهو الصرح الذي لا تهدمه الأيام مهما اشتد عصفها؛ وفي كلمات مصطفى عبده، رأينا صورة رجل لم يهزم الفقد وفاءه، بل جعله شاهدًا على عظمة حب لا يزول، وذكرى لا تموت.

للتواصل مع الكاتب الصحفي مؤمن الجندي اضغط هنا

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: مصطفى عبده الكورة مع فايق مؤمن الجندی مصطفى عبده

إقرأ أيضاً:

خالد الجندي: ضعف الانتماء يزيد من التشدد

أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن هناك مشكلة حقيقية تتعلق بضعف الانتماء، وهو ما يسبب العديد من الأزمات الاجتماعية والفكرية.

وأوضح الجندي خلال حلقة خاصة تحت عنوان "حوار الأجيال"، ببرنامج"لعلهم يفقهون"، المذاع على قناة "dmc"، اليوم الأربعاء: "نحن نتحدث عن قضية كبيرة تتعلق بتنشئة الأجيال الحالية، وهذه المشكلة تنبع من ضعف الانتماء، سواء كان الانتماء للوطن أو للأسرة أو للمجتمع بشكل عام".

خالد الجندي يوضح أنواع هجر القرآن.. فيديو هل المسلم على ملة إبراهيم عليه السلام.. الشيخ خالد الجندي يجيب (فيديو)

وأضاف أن ضعف هذا الانتماء يؤدي إلى مشكلات عديدة، مثل التشدد الفكري الذي يظهر في عدة جوانب من الحياة اليومية.

وتطرق الجندي إلى تأثير ضعف الانتماء على العلاقة بين أفراد الأسرة، قائلاً: "عندما يضعف انتماؤك للأسرة، قد تجد نفسك تحترم أصدقاءك أكثر من أفراد أسرتك، وهذا أمر خطير". 
كما أشار إلى أن هذه الظاهرة تظهر بشكل أكثر وضوحا في المواقف الرياضية، وأن بعض الأشخاص يتعصبون للأندية الرياضية بشكل غير مبرر، ويصل الأمر إلى العنف والتشدد.

وأشار إلى حوادث العنف التي وقعت بين مشجعي الأندية الرياضية، والتي أسفرت عن العديد من الضحايا، قائلاً: "ما يحدث في الملاعب من تشاحن وعنف بين الجماهير هو نتيجة مباشرة لضعف الانتماء، نحن نشجع الألوان والشعارات، ولكننا لا نشجع على الروح الرياضية والتعاون المشترك".

وشدد على ضرورة تعزيز الانتماء الوطني داخل المجتمع، مشدداً على أهمية التربية السليمة والوعي الثقافي لتفادي هذه الآثار السلبية.

وفي حلقة أمس قال إن موضوع هام ورد في كتاب الإمام ابن القيم حول "أنواع هجر القرآن" مشيرًا إلى أن الكثير من المسلمين قد يغفلون عن هذه الأنواع رغم تأثيرها الكبير في حياتهم.

وأوضح، أن هجر القرآن ليس مقتصرًا على الابتعاد عن قراءته فحسب بل له عدة صور يجب أن يتفكر فيها المسلمون، موضحا أن هناك خمسة أنواع من هجر القرآن كما ذكرها الإمام ابن القيم.


وتابع: "أولاً هجر السماع حيث يتجنب بعض الناس الاستماع إلى القرآن أو لا يتحملون سماعه وهذا النوع من الهجر هو هجر في النفس ولا يقتصر على قراءة القرآن فقط بل يشمل الابتعاد عن سماعه أيضًا، ثانيًا هجر العمل وهنا بعض الناس يقرأون القرآن ولكنهم لا يعملون بما فيه مثل الذين يتبعون أفعالًا محرمة رغم أن القرآن يحث على اجتنابها".

وأضاف: "ثالثًا هجر التحكيم وهو عندما يرفض الإنسان تحكيم القرآن في مشاكله وحياته اليومية مثلًا عندما تواجهه مشكلة مع شخص آخر فيرفض أن يبحث عن الحلول التي يقدمها القرآن الكريم، ورابعًا هجر التدبر هو عدم التأمل في معاني القرآن والتفكر فيها حيث يجب على المسلم أن يتدبر آيات الله ويأخذ منها العبر والنصائح في حياته اليومية، وخامسًا هجر التداوي ويتعلق هذا النوع بعدم الاستفادة من بركة القرآن في الشفاء الروحي والجسدي فالقرآن الكريم يشتمل على شفاء للقلوب والأجساد كما قال الله تعالى "وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ" (الإسراء: 82)".

ووجه رسالة قائلا: "راجعوا حالكم مع القرآن هل أنتم حقًا تداومون على سماعه وتعملون به وتدبرون معانيه؟ هل تجلبون شفاء قلوبكم وأجسادكم من خلاله؟"

مقالات مشابهة

  • أمجد مصطفى يكتب: 50 عاماً على الميلاد الجديد لكوكب الشرق
  • سميرة سعيد: أيقونة الفن التي تجاوزت الحدود واحتضنها الزمن
  • وزراء سابقون وحاليون وبرلمانيون صرحوا بمليارات الكاش التي كانت مخزنة بمنازلهم في عملية المساهمة الإبرائية
  • هل يجوز الوفاء بالنذر عن الميت؟ الشيخ علي الشبل يجيب .. فيديو
  • حسين خوجلي يكتب: الحب في زمن الكوليرا
  • سمير فرج: 80% من المساعدات التي دخلت غزة كانت من الدولة المصرية
  • إبراهيم عيسى: وزير التعليم نجح في إعادة الطالب للمدرسة وأنهى مهازل الغياب
  • خالد الجندي: ضعف الانتماء يزيد من التشدد
  • الغياب يهدد بإقالة شباط وزوجته من مقاطعة زواغة بفاس
  • رعد استقبل لودريان في مقر كتلة الوفاء للمقاومة