هل الخصام يأخذ من ثواب الصلاة وسائر العبادات ؟.. الإفتاء توضح
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في سياق الأسئلة الشائعة حول تأثير الخصام على العبادات، أجاب الشيخ محمد عبدالسميع، أمين لجنة الفتوى بدار الإفتاء المصرية، عن سؤال حول ما إذا كان الخصام يبطل الصلاة وأعمال الخير. جاء ذلك خلال فتوى مسجلة له عبر منصات الإفتاء الرسمية.
أكد عبدالسميع أن الخصام لا يؤدي إلى بطلان الصلاة أو الأعمال الخيرية، لكنه قد يؤخر فضل الله على العبد.
وأضاف أن الخصام يعطل المغفرة الإلهية، ولكنه لا ينقص من صحة العبادات التي يؤديها المسلم. وبالتالي، فإن المسلم مطالب بإنهاء الخصام والسعي إلى التصالح من أجل الفوز بالمغفرة والرحمة.
هل يقبل صوم من يخاصم أهله؟
وفي سياق آخر، ورد سؤال إلى دار الإفتاء المصرية حول قبول الصوم لمن يخاصم أحدًا من أهله. فأوضحت الدار أن الصيام لله عز وجل، وهو الذي يجازي به، مشيرة إلى أن استيفاء أركان الصيام يسقط المطالبة بالقضاء. ومع ذلك، فإن ثواب الصيام قد ينقص بقدر ما يرتكب المسلم من معاصٍ أو أخطاء، مثل الخصام أو الشقاق.
سلوكيات المسلم خلال الصيام
أكدت دار الإفتاء على أهمية التزام المسلم بسلوكيات تتماشى مع مقاصد الصيام، ومنها البعد عن الخصام والشقاق وقطع صلة الأرحام. وأشارت إلى أن رمضان فرصة لإصلاح النفس والارتقاء بالأخلاق، داعية الصائمين إلى اتباع نهج التسامح وحب الخير للآخرين، حتى للمسيئين إليهم.
وأضافت أن المسلم يجب أن يحرص على أقواله وأفعاله لتكون متوافقة مع تعاليم الشريعة الإسلامية، مثل إمساك اللسان عن البذاءات، غض البصر عن المحرمات، والإكثار من ذكر الله وقراءة القرآن.
واستشهدت دار الإفتاء بقول الله تعالى: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا" (الأحزاب: 21)، مؤكدة أن الاقتداء برسول الله صلى الله عليه وسلم هو السبيل الأمثل لتهذيب النفس والتقرب إلى الله.
التصالح مع الآخرين مفتاح المغفرة
واختتمت دار الإفتاء بالتأكيد على أن الخصام والشقاق قد يكونا سببًا في نقصان الثواب أو تأخير المغفرة الإلهية، ولكن ذلك لا يؤثر على صحة الصيام أو الصلاة من الناحية الفقهية. ودعت الجميع إلى استغلال شهر رمضان للتصالح مع الآخرين وتطهير القلوب من الأحقاد، سعياً لنيل رضا الله وثوابه.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء المزيد دار الإفتاء
إقرأ أيضاً:
حكم الصيام في شهر رجب بين المباح والمستحب
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن شهر رجب يعد واحدًا من الأشهر الحرم التي يحسن بالمسلم استغلالها بالأعمال الصالحة، ومنها الصيام، لما للعمل الصالح فيها من أجر وثواب عظيم.
الصيام في شهر رجب: مشروعية واستحباب
استشهد المركز بما ورد في الحديث النبوي الشريف الذي رواه أبو داود عن أبي مجيبة الباهلية أو عمها رضي الله عنه: «صُم من الحُرُمِ واترك». كما ورد في سنن النسائي عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قوله: «يا رسول الله ما أراك تصوم شهرًا من الشهور ما تصوم من شعبان!»، فأجاب النبي ﷺ: «ذاك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان...».
وفي تفسير هذا الحديث، أوضح الإمام الشوكاني أن الحديث يشير إلى استحباب الصيام في شهر رجب، حيث يعظم الناس هذا الشهر بالصوم، مما يدل على مشروعية الصيام فيه.
أكد المركز أن الصيام في شهر رجب مباح ومستحب، وليس هناك ما يمنع المسلم من أداء العبادة في أي وقت من العام، ما لم يرد نص شرعي يمنع ذلك، مع الالتزام بالضوابط الفقهية.
أهمية الأشهر الحرم وأعمال البرأشار المركز إلى أن الأشهر الحرم، ومنها شهر رجب، تعد فرصة للمسلمين لزيادة الطاعات وتجنب المعاصي، استنادًا إلى قول الله تعالى: {إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا... مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ} [التوبة: 36].
وشدد المركز على أهمية استغلال هذه الأشهر في التقرب إلى الله بالأعمال الصالحة، ومنها الصيام، لما لها من أجر مضاعف.
دعا مركز الأزهر المسلمين إلى التمسك بسنة النبي ﷺ، وإحياء العبادات التي تقربهم من الله في الأشهر الحرم، ومنها الصيام في شهر رجب، وختم المركز بالدعاء قائلاً: "وَصَلَّىٰ اللَّه وَسَلَّمَ وبارَكَ علىٰ سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ، وَعَلَىٰ آلِهِ وصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ."