كتبت كارولين عاكوم في" الشرق الاوسط": يُجمع كل الأفرقاء في لبنان على أهمية الاتصالات واللقاءات الحاصلة اليوم فيما بينهم بشكل مباشر أو غير مباشر، للتوصل إلى نتيجة إيجابية في الملف الرئاسي قبل أسابيع قليلة من الموعد المحدد لجلسة انتخاب الرئيس في 9 كانون الثاني المقبل. لكنَّ إيجابية هذا الحوار لم تؤدِّ حتى اللحظة إلى نتائج نهائية لناحية التوافق على عدد من المرشحين أو مرشح لانتخابه في جلسة 9 يناير، التي لا يزال رئيس البرلمان نبيه بري يتمسك بموعدها ويعوّل عليها لإنجاز الاستحقاق.



وفي وقت يتعامل الجميع على مبدأ "سقوط" المرشحين السابقين، وبشكل أساسي مرشح "الثنائي الشيعي" رئيس "تيار المردة" سليمان فرنجية ، والوزير جهاد أزعور الذي سبق أن تقاطعت المعارضة مع رئيس "التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل على ترشيحه سابقاً... لم يعلن "الثنائي" رسمياً حتى اللحظة هذا الأمر، رامياً الكرة في ملعب فرنجية نفسه الذي لم يعلن انسحابه.

ورغم أن رئيس البرلمان نبيه بري كان واضحاً في دعوته إلى انتخاب رئيس توافقي، فإن مصادر نيابية في كتلة "التنمية والتحرير" التي يترأسها، تقول لـ"الشرق الأوسط": "لا يمكننا القول إن ترشيح فرنجية سقط ما دام لم يتم التوصل حتى الآن إلى مرشح توافقي". وتعول المصادر في الوقت عينه على الاتصالات والقنوات المفتوحة بين كل الأفرقاء للتوصل إلى هذا المرشح التوافقي، مؤكدةً: "هناك الوقت الكافي، وما يجري اليوم لا بد أن يوصل إلى نتيجة إيجابية قبل 9 كانون الثاني". لكن في المقابل ترفض المصادر وضع فريق "الثنائي" في خانة الخاسر اليوم بعد كل المستجدات الإقليمية التي حصلت، مذكِّرةً بأن موازين القوى في البرلمان اللبناني لم تتبدل، وتقول: "فريقنا يملك الفيتو الميثاقي المتمثل في الطائفة الشيعية، والفيتو العددي المتمثل بالثلث المعطل"، مع تجديدها تأكيد أن التواصل الحاصل اليوم دليل على نية هذا الفريق التوصل إلى نتيجة توافقية.
في المقابل، يتعامل فريق المعارضة مع "الثنائي" على أنه "الخاسر" إقليمياً، وبالتالي ينتظر منه أن يتوقف عن "المكابرة" ويراجع حساباته رئاسياً وسياسياً، وهو ما تعكسه مواقف المعارضة التي ترفض أن يبقى "حزب الله" متحكماً في الدولة كما كان سابقاً. وهذا الأمر تتحدث عنه مصادر نيابية في المعارضة، وتقول لـ"الشرق الأوسط": "المعارضة وضعت مواصفات الرئيس قبل اتفاق وقف إطلاق النار وقبل سقوط النظام السوري، مع التأكيد أنه لا عودة إلى ما قبل 8 تشرين الأول)"، ورغم نفي البعض الحديث عن مباحثات حول "رزمة تجمع الرئاسة ورئيس الحكومة والحكومة"، تؤكد المصادر أن "التوجه واضح، وهو أن الرئاسة يجب أن تكون مدخلاً لبناء دولة فعلية وليست شكلية صورية على غرار ما اعتدنا عليه سابقاً، وأن يكون رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة كما مجلس الوزراء من الفئة نفسها".
وفي ردٍّ على سؤال عمَّا إذا كانت المعارضة لمست تبدلاً في مقاربة "الثنائي الشيعي" للاستحقاق الرئاسي بعد الخسائر التي مُني بها "محور المقاومة" في لبنان وسوريا، تقول المصادر: "ما زلنا نستكشف نيات الفريق واستعداده للتوافق، والأيام المقبلة تثبت لنا ما إذا كان لا يزال يكابر أم بدأ التعامل بواقعية مع الأمور" وتؤكد في المقابل: "طبيعة المرحلة اختلفت، وعلى الفريق الآخر التعامل بتواضع بناءً على كل المتغيرات والوضع الإقليمي المستجدّ".
 

المصدر: لبنان ٢٤

إقرأ أيضاً:

لبنان.. البرلمان يصوت غدًا على انتخاب رئيس جديد للبلاد.. قائد الجيش جوزيف عون المرشح التوافقي.. وقوى المعارضة تعلن دعمه

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يصوت البرلمان اللبناني على انتخاب رئيس جديد للدولة، غدًا الخميس، حيث يرى المسؤولون احتمالات أفضل للنجاح في المشهد السياسي، بحسب ما ذكرت "رويترز" اليوم الأربعاء.

وأعلنت قوى المعارضة اللبنانية توافقها على انتخاب قائد الجيش جوزيف عون رئيسا للبلاد. كما دعت قوى المعارضة القوى الوطنية لتحمل مسؤولياتهم تجاه اللبنانيين وإنقاذ البلاد، بحسب ما ذكرت "سكاي نيوز".

كما أعلن رئيس تيار "المردة" اللبناني سليمان فرنجية، اليوم الأربعاء، سحب ترشيحه من السباق الرئاسي في لبنان، ودعمه الكامل لترشيح جوزيف عون، وفق ما أفادت قناة القاهرة الإخبارية.

وقال فرنجية في بيان: "إزاء ما آلت إليه الأمور، فإنني أعلن عن سحب ترشيحي الذي لم يكن يوما هو العائق أمام عملية الانتخاب".

وتابع: "أشكر كل من اقترع لي، فإنني وانسجاما مع ما كنت قد أعلنته في مواقف سابقة، داعم للعماد جوزيف عون الذي يتمتع بمواصفات تحفظ موقع الرئاسة الأولى. إنني أتمنى للمجلس النيابي التوفيق في عملية الانتخاب، وللوطن أن يجتاز هذه المرحلة بالوحدة والوعي والمسؤولية".

وستكون جلسة البرلمان غدًا الخميس هي الجلسة الثالثة عشر ضمن محاولات انتخاب رئيس جديد للبلاد منذ مغادرة ميشال عون منصبه بعد انتهاء ولايته في نهاية شهر أكتوبر 2022، وهو الذي شهدت البلاد خلال ولايته أزمة اقتصادية ومالية وصفها البنك الدولي بأنها "إحدى أشد ثلاث أزمات على مستوى العالم منذ منتصف القرن التاسع عشر".

وقال رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي، اليوم الأربعاء، إنه للمرة الأولى، منذ الفراغ في منصب الرئاسة، يشعر بالسعادة "لأنه سيكون لدينا غدا رئيس جديد للجمهورية".

كما قال وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، إن بلاده قامت بجهود مشتركة مع واشنطن لانتخاب رئيس لبناني جديد، بحسب ما ذكرت قناة "سكاي نيوز".

وأضاف خلال مؤتمر صحفي مشترك مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أن: "هناك مساع فرنسية أمريكية حثيثة لدعم استقرار لبنان، ونتمنى انتخاب رئيس للبنان غدا،" وفق ما أفادت قناة "الحدث".

ومن المتوقع فوز جوزيف عون برئاسة البلاد، خاصة في ظل الدعم الكبير من قوي المعارضة ومختلف القوي السياسية الأخري.

من هو جوزيف عون؟

اللواء جوزيف عون، 60 عاما، هو قائد الجيش اللبناني المدعوم من الولايات المتحدة منذ عام 2017، وقاد الجيش خلال أزمة مالية مدمرة أصابت الدولة اللبنانية بالشلل بعد انهيار النظام المصرفي في عام 2019.

وتحت إشراف عون، استمرت المساعدات الأمريكية في التدفق إلى الجيش، كجزء من سياسة أمريكية تركز على دعم مؤسسات الدولة.

وبعد فترة وجيزة من تعيينه، شن الجيش هجوما ضد مقاتلي تنظيم داعش الإرهابي على الحدود مع سوريا، مما أثار إشادة السفير الأمريكي في ذلك الوقت الذي قال إن الجيش قام "بعمل ممتاز."

وشمل تدريبه دورتين لضباط المشاة في الولايات المتحدة.

وقال سياسيون لبنانيون إن ترشيح عون يحظى بموافقة الولايات المتحدة. 

مقالات مشابهة

  • آخر رئيس حكومة للنظام المخلوع يكشف كواليس الأيام الأخيرة قبل سقوط الأسد
  • تحديات كبرى أمنية واقتصادية وخارجية تنتظر رئيس لبنان جوزيف عون
  • الثنائي: خطاب القسم .. إصلاحي ولكن
  • الشيخ أحمد الطلحي: تواضع سيدنا النبي ليس له مثيل
  • عون رئيسًا للجمهورية في لبنان.. تحديات مصيرية تنتظر الجنرال الصارم
  • نواب من الثنائي الشيعي يجتمعون مع جوزيف عون
  • اليوم.. البرلمان اللبناني ينتخب رئيسا جديدا للبلاد
  • انتخاب عون يقف عند عتبة الثنائي:73 نائباً أيّدوا قائد الجيش و55 أجّلوا قرارهم إلى اليوم
  • لبنان.. البرلمان يصوت غدًا على انتخاب رئيس جديد للبلاد.. قائد الجيش جوزيف عون المرشح التوافقي.. وقوى المعارضة تعلن دعمه
  • من عبد المسيح.. نداءٌ إلى الثنائي الشيعي