بوابة الوفد:
2024-12-12@01:57:06 GMT

حكم صلة الرحم في حال أخلاق الأهل سيئة

تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT

قالت دار الإفتاء المصرية إن بر الوالدين وصِلَتُهُما والإحسان إليهما فرضٌ على ابنهم في حدود طاعة اللهِ ورسولِه صلى الله عليه وآله وسلم، ولا يعني الطاعة العمياء، بل على الولد أن يجتنب مواطنَ الشُّبهة، وألَّا يطيعَ أيًّا منهما فيما فيه معصية لله.

صلة الرحم 

وأوضحت الإفتاء أنه من المقرر شرعًا أنَّ صلة الرحم ليست مكافأة على معروف، ولا جزاء على إحسان، وإنَّما هي واجب ديني وإنساني حثت عليه الشرعية الإسلامية.

وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿ وَلَا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلَا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ ۝ وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ﴾ [فصلت: 33- 34].

ويقول صلوات الله وسلامه عليه سيدنا محمد: «لَيْسَ الوَاصِلُ بِالْمُكَافِئِ، وَلَكِنِ الوَاصِلُ الَّذِي إِذَا قُطِعَتْ رَحِمُهُ وَصَلَهَا» رواه البخاري.

وورد في "صحيح مسلم" جاء رجل إلى رسول الله صلَّى الله عليه وآله وسلَّم فقال: "يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ لِي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إِلَيْهِمْ وَيُسِيئُونَ إِلَيَّ، وَأَحْلُمُ عَنْهُمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ.." فامتدحه صلوات الله وسلامه عليه وحثه على التزامه وعدم العدول عنه، وفي "صحيح ابن حبان": «ومَنْ أَحَبَّ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ وَيُنْسَأَ لَهُ فِي أَجَلِهِ فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ».


وقد أمر الله سبحانه وتعالى بطاعة الوالدين؛ قال تعالى: ﴿ ۞ وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا (23)﴾ [الإسراء: 23.

وورد عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا» رواه الترمذي في "سننه" واللفظ له، والإمام أحمد في "مسنده"، ومعنى التوقير المأمور به في هذا الحديث الشريف أن يُعطيَ الإنسان لِذَوِي الشرف والمنزلة حقَّهم؛ بما يتناسب مع أقدَارِهم، سواء كان هذا الشرف وتلك المكانة لنحو سِنٍّ أو عِلمٍ أو غير ذلك.
قال العلامة زين الدين المناوي في "فيض القدير" (5/ 388، ط. المكتبة التجارية الكبرى): [(لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيُوَقِّرْ كَبِيرَنَا) الواو بمعنى أو، فالتحذير من كل منهما وَحْدَه، فيتعيَّن أن يُعامِل كلًّا منهما بما يليق به؛ فيُعطي الصغير حقه من الرفق به والرحمة والشفقة عليه، ويُعطي الكبير حقه من الشرف والتوقير] اهـ.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: صلة الرحم حكم صلة الرحم الإفتاء

إقرأ أيضاً:

عضو بـ«الأزهر للفتوى»: من الخطأ استخدام الأبناء كوسيلة للانتقام من الطرف الآخر

قالت الدكتورة هبة إبراهيم، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، إنه من الضروري على الأمهات والآباء الحفاظ على مسؤوليتهم في رعاية الأولاد بشكل متوازن، حتى في حال انفصالهم، لأن الانفصال بين الزوجين قد يكون بسبب قضاء الله وقدره، ولكن يجب أن نتذكر دائمًا أن الأبناء أمانة في أيدينا، وعلينا الحفاظ على صحتهم النفسية وتربيتهم بطريقة سليمة.

حكم استخدام الأبناء كوسيلة للانتقام من الطرف الآخر

وأوضحت «إبراهيم» ردًا على سؤال متصل يقول: «منفصل عن زوجتي وأنفق على أولادي وطليقتي تمنعهم من رؤيته وتعاقبهم إذا حاولوا الاتصال به، فهل عليه وزر في صلة الرحم؟» أنه من الخطأ أن نستخدم الأبناء كوسيلة للانتقام من الطرف الآخر، فحتى وإن كانت العلاقة بين الوالدين قد انتهت، يجب أن يبقى التواصل بين الأب والأبناء قائمًا، لأن ذلك جزء من رعايتهم النفسية والصحية».

وأضافت عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، خلال حوار مع الإعلامية سالي سالم، ببرنامج «حواء»، المذاع على قناة «الناس»، اليوم الاثنين، أنه «لا يجوز أن نعاقب الأولاد بسبب مشاكلنا الشخصية، وإذا كانت هناك صعوبة في العلاقة بين الوالدين، يجب أن يتم حلها بطريقة لا تضر بالأبناء، نحن لا نحق لنا أن نمنعهم من التواصل مع والدهم أو تقطع صلتهم به».

حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة الرحم

وتطرقت إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم عن صلة الرحم، حيث قال: «ليس الواصل بالمكافئ، ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها» وبذلك، الأبناء سنهم يسمح لهم ببر أبيهم ومن يسعى لبر والديه ويعمل على صلة الرحم، فإنه يلقى أجرًا عظيمًا من الله تعالى.

وأشارت إلى أنه في حالة وجود أي خلافات، يمكن للأب التوجه إلى مركز الأزهر العالمي للفتوى عبر رقم 19906، للحصول على مساعدة لحل المشكلات وتوجيهه لكيفية التعامل مع أولاده بما لا يضرهم.

مقالات مشابهة

  • معنى الاستئناس في قوله تعالى: ﴿حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا﴾
  • حكم الحلف على المصحف بقطع صلة الرحم
  • السويد تخوض معركة ضد فيروس الورم الحليمي: هل تكون الأولى عالميًا في القضاء عليه؟
  • الإفتاء: صلة الرحم ليست مكافأة على معروف وإحسان إنما واجب ديني
  • حكم مناداة الإنسان لوالده باسمه مجردًا
  • علامات دخول وقت صلاة الفجر بالدلائل
  • دعاء السفر.. «اللهم إني استودعك أهلي»
  • رأي بعض العلماء الأحبار في موالاة الطغاة والكفار
  • عضو بـ«الأزهر للفتوى»: من الخطأ استخدام الأبناء كوسيلة للانتقام من الطرف الآخر