"عبدالعزيز": محفوظ كان متواضعا لا ينسى أساتذته.. وإهداء حواراته الصحفية لمتحفه
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قال الكاتب الصحفي، دكتور ابراهيم عبد العزيز إنه عرف نجيب محفوظ في ظروف صعبة، فقد كان صحفيا تحت التمرين بمجلة المصور، وقرر أن يجري حوارا مع مشاهير الأدب، وكان ذلك عام ١٩٨٣، فاتصل بنجيب محفوظ الذي لم يرفض إجراء الحوار مع صحفي في بداياته، بل عامله كصحفي شهير، ولم يبخل عليه بالإجابات الوافية لكل أسئلته.
ويضيف د. إبراهيم، أنه وبعد انتهاء الحوار طلب من محفوظ أن يوقع بإمضائه عليه حتى يصدق الناس انه وهو ذلك الصحفي الصغير تحت التمرين قد اجرى حوارا مع نجيب محفوظ، وبتواضع شديد وقع عليه بامضائه، لكن وللاسف فإن هذا الحوار لم ينشر سوى منذ سنتين فقط.
ويتابع عبدالعزيز، واصفا نجيب محفوظ بالمتواضع، فهو كان الأقرب للناس البسطاء من بين كتاب مصر، وتلك صفة يتشابه فيها مع طه حسين، بل إن من اقترب من محفوظ كان يشعر انه هو المقرب والصديق الوحيد له، فكان متواضعا جدا يسلم على الآخرين بحماسة شديدة وكأنه صديقه المقرب حتى لو كان لا يعرفه ولو كانت هي المرة الاولى التي يراه فيها.
مؤكدا أنه لم يرفض إجراء اي حوار أو تصريح معه، مهما كانت الظروف، حتى يوم نوبل ورغم الزحام الشديد حوله فقد سجل معه حوارا استمر لربع ساعة ثم طلب منه مقابلة أخرى وسجل معه ساعتين أخريين جمع في ذلك الحوار الذي عده مميزا، كما كبيرا من الأسئلة من شخصيات فكرية وأدبية، وتوجه بها لمحفوظ الذي أجاب عنها بكل أريحية.
وعن علاقة محفوظ بالحكيم، يؤكد د.ابراهيم عبدالعزيز، أنها كانت علاقة صداقة، وهو ما جعله يطلب من محفوظ باعتباره صديقا للحكيم أن يكتب مقدمة كتابه الذي كتبه عن توفيق الحكيم وهو "الملف الشخصي للحكيم"، وبالفعل أملاه محفوظ مقدمة الكتاب وأعاد هو صياغتها ووافق محفوظ عليها بإمضائه ايضا.
ويتابع د.ابراهيم ان علاقته القوية بأديب نوبل قد شجعته على أن يكتب عنه كتابا، وحينها قال له محفوظ إن رجاء النقاش قد كتب كل شيء، ومن هنا جاءت فكرة أن يكتب عن أساتذة نجيب محفوظ وتأثيرهم فيه، وأعجب محفوظ بالفكرة كثيرا، فكان كل اسبوع يذهب ابراهيم اليه ليتحدث معه عن شخصية استاذ أثر عليه، فكان كتابه "أساتذتي".
ويؤكد د.إبراهيم أن معنى اعتراف اديب نوبل بأن له أساتذه مؤثرين في حياته الأدبية أنه لا ينسى الفضل أبدا ويعترف بان له اساتذة، رغم أن هناك الكثيرين ممن يصلون إلى اقل من نوبل لا يعترفون بأن لهم أساتذة.
وعن الكتب الأخرى للدكتور إبراهيم عبدالعزيز والتي تناولت أديب نوبل، تابع أن لديه كتابا بعنوان "ليالي محفوظ في شيبرد".
وعن كتاب اخر له بعنوان "أنا نجيب محفوظ"، يؤكد عبدالعزيز أن حياة محفوظ وسيرته كانت متناثرة في الصحف والدوريات والحوارات، فعكفت على قراءة احاديثه وتصريحاته في الصحف وأعدت ترتيبها وصياغتها، وكأن محفوظ هو الذي يتكلم عن نفسه في الطفولة وفي الصبا وفي الشباب وفي الكهولة، لدرجة أن مصادر تلك الحوارات قد ابتلعت 20 صفحة كاملة من الكتاب، وطبع هذا الكتاب أربع طبعات.
واختتم د.إبراهيم عبدالعزيز حديثه عن محفوظ وكتاباته عنه، أن آخر كتبه عنه هو كتاب تحت الطبع بعنوان "رسائل نجيب محفوظ" جمع فيه كل رسائله الموجهة للاصدقاء ولغيرهم.
وأكد الكاتب الصحفي طارق الطاهر مسؤول متحف نجيب محفوظ أنه اتفق مع الدكتور ابراهيم عبد العزيز على أن يعرض نسخا من الحوارات المسجلة بصوت نجيب محفوظ وتوقيعاته على تلك الحوارات في متحفه، وقد وافق دكتور ابراهيم على ذلك.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي أقيمت في إطار احتفال وزارة الثقافة بالذكرى ال١١٣ لميلاد الكاتب العالمي نجيب محفوظ.. حيث استضاف متحف نجيب محفوظ - بتكية محمد بك ابو الذهب بجوار الجامع الازهر- التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الفعاليات اليوم الاربعاء، منها: معرض عالمي للرسوم الكاريكاتورية، افتتحه كلا من المعماري/ حمدي السطوحى مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، والسيدة / س. شوشما القائم بأعمال سفيرة الهند بالقاهرة وبحضور ا.د. مينا رمزي رئيس دار الكتب و د. براكاش تشودهاري مدير المركز الثقافي الهندي والكاتب الصحفي طارق الطاهر المشرف على متحف نجيب محفوظ.
وقد جمعت الاعمال المعروضة بين نجيب محفوظ والاديب والشاعر الهندي الكبير "طاغور"، وذلك من خلال أكثر من خمسين لوحة، رسمتها أنامل فنانين من 12 دولة، من بينها مصر والهند، أشرف على تنظيم المعرض الفنان فوزي مرسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: نجيب محفوظ متواضع أنا نجيب محفوظ نجیب محفوظ
إقرأ أيضاً:
نجيب محفوظ.. أيقونة الأدب المصري ومُجسد حكايات الوطن
في مثل هذا اليوم، 11 ديسمبر 1911، وُلد نجيب محفوظ عبد العزيز الباشا بحي الجمالية في القاهرة القديمة، ليصبح رمزًا خالدًا في الأدب العربي والعالمي. نشأ في أحياء القاهرة العريقة، متنقلًا بين العباسية، الحسين، والغورية، مما صاغ وجدانه الأدبي الذي عبّر عن روح الطبقة المتوسطة وأحلامها، مستلهِمًا عبق التاريخ وأصالة المجتمع المصري.الرحلة التعليمية وتأثير العمالقة
حصل محفوظ على ليسانس الآداب في الفلسفة عام 1934، متأثرًا بعمالقة الفكر مثل عباس العقاد وطه حسين. شكلت دراسته الفلسفية قاعدة أساسية لرحلته الأدبية، حيث انعكست أفكاره العميقة في أعماله التي مزجت بين الواقع والحلم.
المناصب الثقافية ودور الأديب الوطنيتقلد نجيب محفوظ عدة مناصب ثقافية، أبرزها مدير الرقابة على المصنفات الفنية ومستشار وزير الثقافة لشؤون السينما، لكنه ظل يحمل هموم الوطن وينقلها بصدق عبر قلمه، مُجسدًا صوت مصر في أدبه.
البداية الأدبية والتحليق نحو العالميةبدأ محفوظ رحلته الأدبية عام 1936 بكتابة القصة القصيرة، وقدم أولى رواياته عن التاريخ المصري القديم. ولكن شهرته بلغت أوجها مع ثلاثيته الشهيرة: بين القصرين، قصر الشوق، والسكرية، التي صوّرت ببراعة تحولات المجتمع المصري.
لم يكتفِ بذلك، بل ترك بصمة سينمائية بكتابة سيناريوهات خالدة مثل: بداية ونهاية، ثرثرة فوق النيل، واللص والكلاب.
التكريم العالمي وإرث لا يُنسىفي عام 1988، حصل نجيب محفوظ على جائزة نوبل في الأدب، ليكون أول أديب مصري وعربي يحظى بهذا التكريم. تجاوزت أعماله الأدبية الخمسين عملًا، تُرجمت إلى لغات العالم كافة، وتحولت إلى أفلام ومسلسلات خالدة.
نهاية الجسد وبقاء الروحفي 30 أغسطس 2006، غادر نجيب محفوظ عالمنا، لكنه ترك إرثًا أدبيًا خالدًا ينبض بالحياة، تظل كلماته شاهدة على عبقرية أديب عشق مصر ووثق حكاياتها بحب وإبداع، ليبقى اسمه منارة للأدب والفكر على مر العصور.