د.تامر فايز: نجيب محفوظ كان ناقدا متمكنا من أدواته
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
قال الدكتور تامر فايز أستاذ الأدب العربي الحديث بجامعة القاهرة، متحدثا عن كتابه "نجيب محفوظ ناقدا"، إنه عرض في كتابه مقاربات نقدية لحوارات محفوظ خلال نصف قرن أظهرت صورة نجيب محفوظ الناقد.
متابعا: وقد خلصت إلى أن محفوظ كان ناقدا متمكنا وملما بأنساق نقدية خاصة به.
ويضيف د.تامر فايز: لم أكن أنوي كتابة كتاب كامل عن محفوظ؛ لأننى كتبت عنه في أحد الأبحاث التي نلت عنها ترقية، تناولت خلاله مسرحياته القصيرة وقصصه القصيرة وعلاقتها بالسينما، كما تناولت رواية الحرافيش، ضمن الأدب المقارن.
مؤكدا أن هذا الكتاب جاء مصادفة، فقد كُلفت ببحث عن محفوظ فأفاجأ بهذا الكم الهائل الذي تخطى 30 حوارا في صحف ومجلات، وكلها لم يجمع في كتاب واحد، لذا قررت جمعها، فجمعت ما استطعت الحصول عليه من مكتبات دار الكتب، والمكتبة المركزية بجامعة القاهرة، وغيرهما، لأكتشف أنني أمام مبدع يتميز بملمح لم يتكلم عنه أحد وهو محفوظ الناقد.
مضيفا، أن هناك علاقة وطيدة بين كون محفوظ ناقدا ودراسته للفلسفة، فالفلسفة ترتبط بالنظريات النقدية فهي تضاف للمصادر التي شكلت وعيه النقدي.
مؤكدا أن وعي محفوظ النقدي لم يقل في قيمته النقدية عن النقاد المشهورين مثل مندور وتليمة وغيرهما، فكانت آراؤه تتبع المناهج النقدية والنظريات النقدية المعروفة، كما حاولت تطبيق التأويل باكتشاف بعض سمات محفوظ عن طريق الضحك والإيماءات والصمت، ذلك أن محفوظ كان ذكيا يعرف متى يصمت ومتى يتكلم ومتى يومئ، ومتى يشير.
ويضيف: يمتلك محفوظ من المصطلحات النقدية ما يضاهي النظريات الغربية والإجراءات النقدية المتبعة، فكان على وعي كبير بها، ولذلك ظهر لي بوصفه ناقدا نظريا وتطبيقيا في فنون الرواية والمسرح والقصة القصيرة والسينما، كما يمكننا أن نطلق عليه الناقد الثقافي، وهذا لا علاقة له بمصطلح النقد الثقافي، ولكنني أعي بالناقد الثقافي هو أن محفوظ كان ممتلكا لاراء نقدية تجاه المجتمع تجاه الحالة الثقافية العامة في المجتمع والواقع، عن قضايا الزواج والفقر وغيرهما، فكان يرد بوصفه مثقفا واعيا.
ويتابع: واكتشفت أن آراء محفوظ النقدية قد أثرت كثيرا على نقاده، فمثلا في كتاب المنتمي لغالي شكري يذكر "أنا كمال عبد الجواد في الثلاثية" وبالتالي فقد اعتمدت بعض اراء النقاد على مقولته تلك.
من ناحية أخرى أكد د. تامر: إن تلك الحوارات التي أقمت عليها دراستي تمثل كنزا لي وللدارسين، فقد ذكر محفوظ جزءا كبيرا من سيرته الذاتية من خلال حواراته، فهو الذي قال أنا لم أخبئ شيئا، أنا رجل مسالم، وذلك عندما سئل لماذا لم تكتب سيرتك حتى الآن؟
ويختتم د.تامر فايز، قائلا: الجميل في تلك الحوارات هو أنني اكتشفت أن أجزاء من تلك الحوارات تحولت لأعمال أدبية، فبعض الأسئلة كانت تحوله إلى سارد وليست مجرد إجابة ، فعندما سئل عن ثوره 19 وكيف أثرت فيه رد في بقصة قصيرة جدا، وجدت فيها كل العناصر المكتملة التي وضعها النقاد لمثل هذا النوع الأدبي.
جاء ذلك خلال المائدة المستديرة التي أقيمت في إطار احتفال وزارة الثقافة بالذكرى ال١١٣ لميلاد الكاتب العالمي نجيب محفوظ.. حيث استضاف متحف نجيب محفوظ - بتكية محمد بك ابو الذهب بجوار الجامع الازهر- التابع لقطاع صندوق التنمية الثقافية، مجموعة من الفعاليات أمس الاربعاء، منها: معرض عالمي للرسوم الكاريكاتورية، افتتحه كل من المعماري/ حمدي السطوحى مساعد وزير الثقافة للمشروعات الثقافية والمشرف على قطاع صندوق التنمية الثقافية، والسيدة / س. شوشما القائم بأعمال سفيرة الهند بالقاهرة وبحضور ا.د. مينا رمزي رئيس دار الكتب و د. براكاش تشودهاري مدير المركز الثقافي الهندي والكاتب الصحفي طارق الطاهر المشرف على متحف نجيب محفوظ.
وقد جمعت الاعمال المعروضة بين نجيب محفوظ والاديب والشاعر الهندي الكبير "طاغور"، وذلك من خلال أكثر من خمسين لوحة، رسمتها أنامل فنانين من 12 دولة، من بينها مصر والهند، أشرف على تنظيم المعرض الفنان فوزي مرسي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المائدة المستديرة متحف نجيب محفوظ نجیب محفوظ محفوظ کان
إقرأ أيضاً:
قصور الثقافة تناقش مسيرة نجيب محفوظ بالدقهلية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
شهد فرع ثقافة الدقهلية عددا من اللقاءات الأدبية والتوعوية، ضمن أجندة فعاليات الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، وفي إطار برامج وزارة الثقافة.
وضمن برنامج الاحتفال بذكرى ميلاد نجيب محفوظ، شهد نادي الدراكسة الرياضي لقاء بعنوان "الأديب العالمي نجيب محفوظ"، استهله الشاعر محمود العزب بحديث عن نشأة الأديب الكبير بحي الجمالية بمحافظة القاهرة، والتحاقه بكلية الآداب قسم الفلسفة، كما تحدث عن أبرز مؤلفاته القصصية منها: عبث الأقدار، كفاح طيبة، خان الخليلي، زقاق المدق، قصر الشوق، بين القصرين، السكرية، أولاد حارتنا، اللص والكلاب، ثرثرة فوق النيل، الحرافيش، وحديث الصباح والمساء، وغيرها.
من ناحيته تحدث الشاعر سمير صبري عن أسلوب "محفوظ" في الكتابة، وكيف برع في مجال الرواية وتميز أسلوبه بالبساطة، ووصف الواقع، لذا صنف أدبه كأدب واقعي، الأمر الذي جعله الروائي العربي الأكثر شعبية.
واختتم اللقاء بالحديث عن الجوائز التي حصل عليها أهمها جائزة نوبل في الأدب، جائزة الدولة التقديرية في الآداب، وقلادة النيل العظمى، وغيرها الكثير من الجوائز والأوسمة.
واستمرارا للأنشطة المنفذة بإقليم شرق الدلتا الثقافي، بإشراف الشاعر أحمد سامي خاطر، عقد نادي الأدب ببيت ثقافة دكرنس لقاء بعنوان "الأدب النسوي بين الفصحي والعامية"، تحدثت خلاله الشاعرة سكينة جوهر، عن ذلك النوع الأدبي المعني بقضايا المرأة، موضحة أهم خصائصه.
وأشارت الشاعرة چيهان النجار، إلى أن الأدب النسوي تجربة إنسانية ترتبط بقضايا أدبية أو اجتماعية، لكنه لا يشمل كل ما تكتبه المرأة وهناك الكثير من الكُتّاب الذين رفضوا استخدام هذا المصطلح لقناعتهم بأن الأدب لا يصنف حسب الجنس، وانما يعبّر عن الإنسان ككل.
من ناحية أخرى، نظم فرع ثقافة الدقهلية برئاسة د. عاطف خاطر، يوما ثقافيا ببيت ثقافة زكريا الحجاوي بالتعاون مع مدرسة الشهيد محمود أحمد النجدي الثانوية للبنات، تضمن لقاء توعويا تحدثت خلاله خلاله سحر عبد الرحمن، من مديرية الصحة، عن قيمة النظافة، موضحة طرق الوقاية من الأمراض المعدية خلال الشتاء، أعقبه فقرة اكتشاف مواهب في مجالي الغناء والشعر.
70a45320-c300-4580-847a-16ab87c16778