مونديال 2030 في المغرب وإسبانيا والبرتغال.. و34 بالسعودية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
تستضيف السعودية مونديال 2034م بعد حصول ملفها للاستضافة على التقييم الأعلى في تاريخ بطولات كأس العالم.
التغيير: وكالات
أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) اليوم الأربعاء رسميًا، منح حق تنظيم مونديال 2030م إلى المغرب وإسبانيا والبرتغال. بينما تستضيف السعودية مونديال 2034م.
وأكد رئيس (فيفا) جياني إنفانتينو خلال كونجرس الاتحاد الدولي لكرة القدم، الذي أقيم عن بعد في زيوريخ بمشاركة الدول الأعضاء، أن بعض مباريات البطولة ستقام في الأرجنتين وأوروجواي وباراجواي، احتفالًا بمرور 100 عام على إقامة أول مونديال في أوروجواي.
وسبق لمجلس فيفا أن صادق بالإجماع في أكتوبر 2023م على اعتماد الملف الثلاثي المشترك كملف ترشح وحيد لاستضافة مونديال 2030م.
ثلاث قاراتوبات المغرب ثاني مستضيف أفريقي لكأس العالم بعد جنوب أفريقيا 2010م، وكذلك ثاني مستضيف عربي بعد قطر 2022م.
وجمع ملف الترشيح المشترك بين المغرب وإسبانيا والبرتغال ضفتي الجانب الغربي من البحر الأبيض المتوسط مجسداً أبعاداً تاريخية وجغرافية وقواسم حضارية مشتركة بين شعوب المنطقة المتوسطية.
فوز المغرب وإسبانيا والبرتغال- موقع كووورةومن هذا المنطلق يمثل مونديال 2030م امتدادا للعلاقات الثقافية التي كرستها ديناميكية التواصل شمالاً وجنوباً على امتداد قرون من الحضارة الإنسانية.
وفي عالم يتزايد فيه الاستقطاب يقدم المغرب وإسبانيا والبرتغال ملفهم المشترك بشعار “يلا فاموس/ هيا بنا” تأكيداً للتكاتف بين الدول الثلاث التي تقول إن لديها حمضاً نووياً مشتركاً، وتسعى من خلال مونديالها المشترك إلى توحيد الناس وتجاوز الحدود والاحتفال بإنسانيتنا المشتركة وفق رؤية توثق الروابط بين أفريقيا وأوروبا في عالم أكثر إنصافاً وعدلاً.
ويتوافق هذا الأمر بشكل وثيق مع شعار فيفا “كرة القدم توحد العالم”، لذلك سيكون أول مونديال كروي ينظم في قارتين، بل في ثلاث قارات، أخذاً بعين الاعتبار الاحتفال بالذكرى المئوية للبطولة في أوروجواي والأرجنتين وباراجواي بأمريكا الجنوبية.
السعودية.. أعلى تقييموفي السياق، أعلن (فيفا) كذلك، عن منح السعودية حق استضافة بطولة كأس العالم 2034م، بعد سلسلة من النجاحات المستمرة التي حققتها المملكة خلال السنوات الماضية.
وكان (فيفا) أعلن حصول الملف السعودي على التقييم الأعلى في تاريخ بطولات كأس العالم (4.2 من 5)، بعد الرؤية المذهلة التي أوضحتها المملكة بعد 10 سنوات من العمل حتى 2034م.
وحظيت السعودية بدعم قوي من مختلف بلدان العالم، نظراً للثقة الكبيرة في قدرتها على تنظيم الحدث العالمي، بعدما جذبت أنظار الجميع طوال السنوات الماضية.
ونجحت السعودية في تنظيم العديد من الفعاليات المختلفة في كافة المجالات، وخاصة على المستوى الرياضي، باستضافة بطولات كبرى مثل كأس العالم للأندية والسوبر الإيطالي والإسباني والأفريقي.
وتجهز السعودية نفسها للحدث بالعديد من الملاعب التاريخية التي يصل عددها إلى 15 ملعباً، بجانب 134 منشأة تدريبية، بالإضافة إلى 230 ألف وحدة فندقية موزعة على المدن المضيفة والأخرى الداعمة.
وستقام بطولة كأس العالم بنظام مشاركة 48 منتخباً على أرض دولة واحدة للمرة الأولى على الأراضي السعودية، وهو ما سيجعلها نسخة تاريخية واستثنائية.
الوسومأوروغواي الأرجنتين الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا البرتغال السعودية المغرب باراجواي جياني إنفانتينو قطر كأس العالمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: أوروغواي الأرجنتين الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا البرتغال السعودية المغرب باراجواي جياني إنفانتينو قطر كأس العالم المغرب وإسبانیا والبرتغال کأس العالم
إقرأ أيضاً:
«الشراكة».. الهُوية التي نذهب بها نحو العالم
أبرز أمرين في تدشين الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عمان اليوم تمثلا في أن يدشن الهُوية حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- بنفسه؛ وفي ذلك تقدير كبير واهتمام من جلالته بالمشروع والدور المنوط به في رسم صورة ذهنية إيجابية عن سلطنة عمان. وهذا المشروع هو جزء من استراتيجية تم تطويرها لتقود المنظومة الترويجية المتكاملة لسلطنة عمان.
أما الأمر الثاني، وهو لا يقل أهمية عن الأمر الأول، فيتعلق بالمواطنين والمقيمين على أرض سلطنة عُمان أو من صوتوا من خارجها حيث إنهم اختاروا الهُوية التي تشير إلى دلالة «الشراكة» وفي هذا تأكيد جديد على أن العمانيين يحتفون «بالشراكة» مع الآخر ويقدرون العلاقات الاستراتيجية القائمة على فكرة الشراكة المنبثقة من أصولهم الحضارية، ولكن الساعية نحو مستقبل أكثر حداثة ووضوحا. والمثير في الأمر أن يصوت غير العمانيين لهذا الشعار في إشارة إلى الصورة المتشكلة في أذهانهم عن عُمان أنها بلد «الشراكة» وبلد «التسامح» و«تقبل الآخر».. وهذا أمر مبشر بالخير للهُوية نفسها وقبول الآخر لها حيث إن نجاحها بدأ من لحظة التصويت عليها وعلى القائمين على الأمر والمعنيين بموضوع رسم الصورة الذهنية في وعي الآخر عن عُمان أن ينطلقوا من هذا النجاح.
والموضوع برمته متأصل في الثقافة العمانية، فالعمانيون شعب يملك قيم الترابط والاندماج مع شعوب العالم، بل هو شعب قادر على التأثير المقبول في الآخر لأسباب تتعلق بالشخصية والثقافة العمانيتين وأصولهما الحضارية.
وإذا كانت الهوية الجديدة معنية في المقام الأول بالترويج التجاري والاستثماري إلا أن هذا لا يتحقق عبر الخطاب الاقتصادي أو الاستثماري وحده ولكن يتحقق عبر كل الخطابات بما في ذلك الخطاب السياسي والدبلوماسي والثقافي، وهذه الخطابات الأخيرة يمكن أن تنضوي تحت مصطلح «القوة الناعمة» التي شكلها العمانيون عبر قرون طويلة وحان الوقت لتحويلها إلى قيمة مضافة للمسارات السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ومن الصعب النظر إلى مشروع الهوية الترويجية الموحدة لسلطنة عُمان في معزل عن جهود كبيرة وعميقة تبذل في سلطنة عمان ليس من أجل بناء صورة ذهنية عن عُمان فقط، ولكن -وهذا مهم جدا- من أجل بناء صورة عُمان الجديدة الدولة الحديثة ولكنها المتمسكة بأصولها الحضارية، الدولة المنفتحة على الآخر ولكن دون أن تنْبتَّ عن قيمها ومبادئها السياسية والثقافية، الدولة الذاهبة لبناء علاقات استراتيجية مع العالم ولكن القائمة في الوقت نفسه على مبدأ الشراكة التي تعود بالنفع على الوطن والمواطنين.
ومع تنامي هذا الجهد وبدء بروزه شامخا فوق السطح بفضل الفكر والجهود التي يقودها حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم بنفسه سيستطيع العالم أن يعيد رسم الصورة الذهنية عن عُمان عبر تجميع الكثير من المقولات والصور والمبادئ والسرديات التاريخية والثقافية والسياسية التي ستشكل مجتمعة الصورة التي هي نحن، والقصة التي هي قصتنا، والسردية التي تمثل أمجاد قرون من العمل الإنساني الحضاري. وحين ذاك، وهو قريب لا شك، سيعرف العالم عُمان الجديدة القادمة من أصولنا الحضارية والذاهبة باطمئنان نحو المستقبل الذي نريده.