في حادثة مثيرة ومؤلمة، انتشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024 مقطع فيديو يظهر قيام فصائل مسلحة بإشعال النيران في قبر الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد في محافظة اللاذقية شمال غرب سوريا. هذه الواقعة تأتي بعد عدة أيام من سقوط نظام بشار الأسد، وإعلان الفصائل المعارضة عن سيطرتها على دمشق.

الحادثة في بلدة القرداحة: حرق ضريح العائلة


يقع قبر حافظ الأسد في بلدة القرداحة، مسقط رأسه في محافظة اللاذقية، ويعد هذا الموقع رمزًا للعائلة الحاكمة في سوريا. الضريح يضم قبور العديد من أفراد الأسرة، ومن بينهم باسل الأسد، الابن الأكبر لحافظ الأسد، الذي كان يُعتبر وريثًا محتملًا للسلطة قبل وفاته في حادث عام 1994. القبر كان في الماضي مقصدًا للمؤيدين للنظام السوري الذين يزورون الضريح لتكريم الزعيم الراحل وتأكيد ولائهم للنظام.

في الفيديو الذي انتشر، ظهرت النيران مشتعلة حول القبر، ما يعتبره البعض إشارة رمزية لنهاية عصر طويل من حكم عائلة الأسد. أحد التعليقات على الفيديو جاء فيه: "نار الأرض ونار جهنم"، وهو تعبير يوحي بالانتقام من النظام الذي استمر في حكم سوريا بقبضة حديدية طوال أكثر من أربعة عقود.

التغيرات الميدانية والسياسية بعد سقوط النظام


لم تكن الحادثة مجرد رد فعل على حرق قبر حافظ الأسد، بل جاءت بعد أيام قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، في تحول مفصلي شهدته سوريا بعد سنوات من الحرب الأهلية. في السياق نفسه، اجتمع وفد من قوات المعارضة مع شيوخ العشائر في منطقة القرداحة العلوية، وهي معقل مؤثر للنظام السوري، حيث عبر هؤلاء الشيوخ عن دعمهم للفصائل المعارضة في سعيها لتغيير السلطة. هذا اللقاء يشير إلى أن المعارضة السورية تسعى للاستفادة من الفراغ السياسي الذي أعقب سقوط النظام لتوسيع نفوذها في مناطق كانت تدين بالولاء لعائلة الأسد.

إزالة تمثال حافظ الأسد: خطوة رمزية للتغيير


في خطوة أخرى، أفاد سكان محليون في القرداحة أن تمثال حافظ الأسد، الذي كان يُعد أحد الرموز البارزة للعائلة الحاكمة، قد تم إزالته قبل وصول وفد المعارضة. هذه الخطوة تمثل تغييرًا جذريًا في الوعي الشعبي تجاه رموز النظام السابق، وهي مؤشر واضح على بداية مرحلة جديدة قد تسعى فيها الفصائل المعارضة إلى بناء سوريا جديدة تتخلص من إرث حكم الأسد.

الحادثة وتأثيراتها السياسية


رسالة إلى المؤيدين والنظام
يشير حرق قبر حافظ الأسد إلى رسالة رمزية قوية من الفصائل المسلحة، التي ترفض أي رمزية تتعلق بحكم عائلة الأسد. هذه الحادثة، بالإضافة إلى إزالة التماثيل، تساهم في تعزيز فكرة سقوط النظام ودعوة لتغيير جذري في شكل السلطة في سوريا. يظهر أن الفصائل المعارضة تستغل الفراغ السياسي الذي نشأ بعد انهيار النظام لتوسيع نفوذها، وتوجيه ضربات رمزية لمؤيدي النظام في مناطق مختلفة.

تأثيرات مستقبلية على الوضع السياسي
من المتوقع أن يكون لهذه الحادثة تبعات كبيرة على المستقبل السياسي لسوريا. فمن جهة، قد تؤدي هذه الأفعال إلى تصعيد العنف والصراع بين الفصائل المسلحة وبين القوات الموالية للنظام، بينما من جهة أخرى، قد تشهد مناطق أخرى مثل المنطقة العلوية تحولًا في ولاء بعض العشائر التي كانت تعتبر نفسها حليفًا للنظام. هذه التحولات قد تؤدي إلى خلق توازنات جديدة على الأرض، وقد تزيد من تعقيد جهود الوصول إلى تسوية سياسية في المستقبل.


حرق قبر حافظ الأسد في القرداحة وإزالة تمثال الرئيس الراحل تمثل بداية مرحلة جديدة في سوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد. هذه الحوادث تساهم في تغيير المشهد السياسي والعسكري في البلاد، وتسلط الضوء على التحديات المستقبلية التي ستواجهها سوريا في ظل انقسامها بين القوى المتصارعة. قد يكون هذا التحول بداية لمرحلة مليئة بالتوترات والاحتكاك، وقد تؤثر بشكل كبير على شكل سوريا المستقبل.

 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: سوريا حافظ الاسد بشار الأسد المعارضة السورية اللاذقية القرداحة حرق قبر حافظ الأسد الفصائل المسلحة النظام السوري الحرب السورية التغيير السياسي التسوية السياسية قبر حافظ الأسد

إقرأ أيضاً:

مفوضية اللاجئين: عودة 270 ألف لاجئ سوري منذ سقوط الأسد

#سواليف

أعلنت #المفوضية_السامية للأمم المتحدة لشؤون #اللاجئين (UNHCR) عن عودة أكثر من 630,847 لاجئًا سوريًا إلى بلادهم منذ بداية عام 2024 وحتى السادس من شباط 2025، منهم 270,010 عادوا منذ #سقوط #نظام_بشار_الأسد.

وأوضحت أن معظم #العائدين دخلوا عبر نقاط العبور الحدودية في جديدة يابوس والدبوسية وجوسيه، خاصة أولئك القادمين من لبنان تحت ضغوط الظروف الأمنية.

وأظهرت البيانات، أن نسبة الذكور بين العائدين بلغت 51% (ما يعادل 321,732 شخصًا)، في حين شكّلت الإناث 49% (309,115 شخصًا).

مقالات ذات صلة عدنان الروسان يكتب .. المشهد برد الروح 2025/02/08

كما أظهرت الأرقام أن الفئة العمرية بين 18 و59 عامًا كانت الأكبر بين العائدين بنسبة 24% للرجال و25% للنساء، تليها الفئة العمرية من 5 إلى 11 عامًا بنسبة إجمالية بلغت 17%.

وتصدّرت محافظة حلب قائمة المحافظات التي استقبلت العائدين بنسبة 22% (140,711 شخصًا)، تليها الرقة بنسبة 18% (112,506 شخصًا)، ثم درعا بنسبة 11%، وحمص بنسبة 10%. فيما سجلت محافظات دير الزور وريف دمشق وإدلب أعدادًا كبيرة من العائدين، تراوحت بين 7% و9% من إجمالي العائدين.

وكانت المفوضية قد أعلنت في نهاية كانون الثاني الفائت أن نحو 20,100 #لاجئ_سوري مسجلين لديها في #الأردن قد عادوا إلى بلادهم منذ سقوط النظام السابق.

وبحسب المفوضية، ما زال نحو 600 ألف لاجئ سوري مسجلين لديها يقيمون في الأردن.

ويستضيف الأردن قرابة 61 ألف لاجئ عراقي مسجل لدى المفوضية، وأكثر من 1.3 مليون سوري منذ بداية الأزمة السورية في 2011، بينهم 660 ألف لاجئ سوري مسجل لدى المفوضية.

مقالات مشابهة

  • مختص يوضح ما يحدث لمريض الصرع عند تعرضه لنوبة صرعية ..فيديو
  • تحذير عاجل من إنستاباي للمستخدمين: حافظ على بياناتك
  • فصائل تعقب على قرار الرئيس وقف مخصصات الشهداء والأسرى والجرحى
  • من ضمنها لبنان.. إليكم عدد النازحين العائدين إلى سوريا بعد سقوط الأسد
  • بعد سقوط الأسد.. الألغام إرث الموت يهدد حياة السوريين (خاص بشفق نيوز)
  • كيف تبدو أسعار العقارات في سوريا بعد سقوط نظام الأسد؟
  • زعيم المعارضة التركية يتهم أردوغان بالتخلي عن فلسطين.. ما علاقة سوريا؟
  • عودة 270 ألف سوري بعد الإطاحة بنظام الأسد
  • مفوضية اللاجئين: عودة 270 ألف لاجئ سوري منذ سقوط الأسد
  • موقع إيطالي: ما الذي تخفيه المفاوضات حول مستقبل القواعد الروسية بسوريا؟