الألعاب البارالمبية العربية.. الحلم الغائب
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
2-1
معتصم عبدالله (أبوظبي)
مقارنة بعراقة «دورات الألعاب العربية» التي تخطت حاجز «السبعة عقود»، منذ أول نسخة عام 1953 في مصر، يحكي التاريخ عن إقامة نسخة وحيدة موجهة بصورة خاصة، لأصحاب الهمم عام 1999، ممثلة في «الدورة الرياضية العربية الأولى لذوي الإعاقة»، والتي حملت مسمى «دورة الوفاء للحسين».
قبل أن تتواصل مشاركة «أصحاب الهمم»، إلى جانب أقرانهم في «دورات الألعاب العربية الرياضية» بداية من النسخة الثانية عشرة «قطر 2011»، وصولاً إلى النسخة الأخيرة في الجزائر 2023.
طرقت «الاتحاد» الملف العربي المهم، بالتزامن مع احتفال العالم في 3 ديسمبر من كل عام بـ «اليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة»، ومع تجاوز الأعداد حاجز الـ 1.3 مليار شخص - حسب التقديرات الرسمية لمنظمة الأمم المتحدة- تتضاعف التحديات أمام «أصحاب الهمم»، في الدول العربية.
وتراوحت معدّلات انتشار الإعاقة في الدول العربية، ما بين 0.19% في قطر، و5 % في المغرب، وهو معدل أقل من المتوسط العالمي البالغ 15%، وذلك حسب تقرير «الإسكوا»، لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا، لعام 2018 عن الإعاقة في المنطقة العربية.
ويُلقي عدم الاستقرار في عدد من دول المنطقة العربية، بظلاله السلبية على واقع «أصحاب الهمم»، حيث ترتفع أعداد ذوي الإعاقة وتتضاعف مشاكلهم يوماً بعد يوم، خلافاً لافتقار غالبية المدن العربية للبنية التحتية المهيأة والمواصلات، لتيسير ممارسة المعوقين حياتهم اليومية، حيث يتعذر على 60% من ذوي الإعاقة في العالم العربي تحمّل تكاليف حياتهم الشهرية «من غير الظروف الحالية».
في مواجهة كل هذه التحديات الجُسام، حمل «أبطال الرياضات البارالمبية» في أغلب الدول العربية، الراية، حينما كانت الظروف مهيأة للفشل، فكانوا مثاراً للفخر، قبل أن يصبحوا مشاعل للأمل، ومنارات للإلهام لكل من أبصر طريقهم للنجاح كيف كان صعباً ومليئاً بالمطبات.
وعادة ما لا تجد إنجازات «أصحاب الهمم» في «دورات الألعاب البارالمبية»، الاهتمام المستحق من الإعلام والجماهير، مقارنة بإنجازات أقرانهم في «الألعاب الأولمبية»، والدليل على ذلك وصول مجموع ميداليات الإنجازات العربية في «الألعاب البارالمبية» إلى 591 ميدالية.
وتفصيلاً، كشفت «إحصائية رقمية» لصحيفة «الاتحاد»، عن سجل المشاركات العربية في دورات الألعاب البارالمبية الصيفية، والتي بدأت منذ أول ظهور رسمي في بارالمبياد تورنتو بكندا عام 1976، وصولاً إلى باريس 2024، إلى 591 ميدالية حققتها 17 دولية عربية، وهو ما يوازي 5 أضعاف إنجازات أقرانهم الأسوياء في دورات الألعاب الأولمبية منذ أول ظهور رسمي في ستوكهولم 1912.
وشملت الإنجازات العربية في «دورات الألعاب البارالمبية» في 13 دورة من أصل 17 أقيمت حتى الآن، 185 ميدالية ذهبية، و203 فضيات، مقابل 212 برونزية، حيث تصدرت مصر سجل الإنجازات العربية بإجمالي 190 ميدالية، من بينها 51 ذهبية، وحلت تونس في المركز الثاني «114 ميدالية»، من بينها «48 ذهبية»، والجزائر في المركز الثالث «96 ميدالية»، مقابل «53 ميدالية» للمغرب، و«45 ميدالية» للكويت.
وتساوت الإمارات والأردن برصيد 22 ميدالية في «الألعاب البارالمبية»، في الوقت الذي شملت فيه قائمة أصحاب الإنجازات، العراق «21 ميدالية»، والبحرين «10 ميداليات»، السعودية «6 ميداليات»، قطر وفلسطين «3 ميداليات»، لبنان «ميداليتين»، مقابل ميدالية واحدة للسودان، وسوريا، وعُمان، وليبيا، فيما اكتفت دول عربية أخرى، مثل اليمن وموريتانيا بشرف المشاركة البارالمبية.
«كندا 1976».. بداية الغيث
بدأت ميداليات العرب في بارالمبياد تورنتو بكندا عام 1976، بإحراز مصر 8 ميداليات، من بينها 5 ذهبيات، وفي الدورة التالية «آرنم الهولندية» عام 1980 زادت حصيلة مصر إلى 14 ميدالية، منها 4 ذهبيات، ولكن المتميز أن الكويت والسودان انضمتا إلى مصر في جدول الميداليات، الكويت بـ5 ميداليات بينها ذهبيتان، أما السودان فقد حصلت على ذهبية واحدة.
نشأة الألعاب البارالمبية
نظم السير لودفيج جوتمان عام 1948، مسابقة رياضية شارك فيها 16 من قدامى المحاربين في الحرب العالمية الثانية كانوا يعانون إصابات في النخاع الشوكي في ستوك ماندفيل بإنجلترا، وانضم بعدها بأربع سنوات، متنافسون من هولندا، ليكون ميلاد الحركة الدولية، المعروفة اليوم باسم الحركة البارالمبية.
وأقيمت الألعاب الأولمبية للرياضيين ذوي الاحتياجات الخاصة للمرة الأولى في روما عام 1960، فور انتهاء الألعاب الأولمبية، جذبت الألعاب الأولمبية للرياضيين ذوي الإعاقة 400 مشارك من 23 دولة، تنافسوا في ثماني رياضات.
منذ ذلك الحين، أصبحت دورة الألعاب البارالمبية، التي تقام كل 4 سنوات مع الألعاب الأولمبية، واحدة من أكبر الفعاليات الرياضية في العالم التي تعزز الإدماج الاجتماعي.
37 عاماً على ميلاد «الاتحاد العربي»
تأسس الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، عام 1987 بالعاصمة العراقية بغداد، وانتقل إلى الأردن، المغرب، تونس، وصولاً إلى مقره الحالي في مصر، وتعاقب على رئاسة الاتحاد الدكتور راجي عباس التكريتي «العراق»، الشريفة الشاذلية رشيد «المغرب»، الدكتور محمد الصقور «الأردن»، علي حرز الله «تونس»، وإيهاب حسنين الذي يعد أول معاق وأول مصري يترأس الاتحاد.
أهداف استراتيجية
يسعى الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة لتوفير بيئة رياضية شاملة، تعزز من مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الرياضة، وتساعدهم على حصد الإنجازات في مختلف المجالات الرياضية، من خلال أهداف متنوعة تشمل زيادة الوعي حول حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، ودورهم في المجتمع من خلال الرياضة.
ويمثل تنظيم البطولات والمسابقات الرياضية على المستوى العربي، أحد أهداف الاتحاد الأمر الذي يسهم في تشجيع المشاركين وتطوير مهاراتهم، إضافة إلى تعزيز التعاون مع الاتحادات الدولية والمحلية المعنية بالرياضة للأشخاص ذوي الإعاقة، ودعم تطوير الأنشطة الرياضية المختلفة، بما يتناسب مع احتياجات وقدرات الأشخاص ذوي الإعاقة.
إيهاب حسنين: «العربية البارالمبية» التحدي الأبرز
قطع المصري إيهاب حسنين، رئيس الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة، بأن عودة وتنظيم «دورة للألعاب العربية البارالمبية»، يمثل التحدي الأبرز الذي ينتظر الاتحاد الحالي، لتكون متزامنة مع دورات الألعاب العربية، وعلى غرار الدورات البارالمبية الدولية.
واستهل إيهاب حسنين، حديثه لـ «الاتحاد» بتوضيح حول المسمى الرسمي الحالي «الاتحاد العربي لرياضة الأشخاص ذوي الإعاقة»، والذي تغير من مسمى» الاتحاد العربي لرياضة الفئات الخاصة في عام 2022، وقال: «اعتمدنا مصطلح الأشخاص ذوي الإعاقة، على نهج الأمم المتحدة في التسمية»، لافتاً إلى أن العضوية الحالية تضم 19 دولة.
وشدد حسنين على أن الإنجازات الكبيرة لأبطال الرياضات البارالمبية العربية، يجب ألا تحجب الظروف الصعبة التي يواجهونها، رغم نجاح «الرياضات البارالمبية» في لعب دور مهم وحيوي في دمج ذوي الإعاقة في المجتمع.
وحول أبرز التحديات التي تواجه «أبطال الهمم»، قال رئيس الاتحاد العربي قائلاً: «الاهتمام والمعسكرات الدائمة، وزيادة الحوافز المالية، فضلاً تطوير الإمكانيات المتواضعة لأبطال الرياضات البارالمبية في العديد من الدول العربية، وعدم توافر الأجهزة المساعدة مثل الكراسي المتحركة، والأطراف الصناعية وغيرها، والتي تتعدى قيمتها آلاف الدولارات، تمثل جزءاً من تحديات الواقع الحالي»، لافتاً إلى التباين الكبير في الاهتمام، وثقافة دمج «أصحاب الهمم» بين الدول العربية.
وتطرق حسنين إلى النشاطات الحالية للاتحاد، والمتعلقة بتنظيم البطولات بالتنسيق مع اللجان البارالمبية الوطنية، ومن بينها البطولة الأفروعربية للأندية للكرة الطائرة الجلوس بمصر، وبطولة تنس الطاولة والريشة الطائرة لذوي الإعاقة الحركية في البحرين، فيما يستعد الاتحاد الحالي لتنظيم بطولة عربية للسباحة، بجانب استضافة السعودية بطولتين للبوتشيا للمكفوفين عام 2025.
وأضاف: «جرى في أكتوبر 2023، إطلاق الاتحاد جائزة سنوية للرياضيين البارالمبيين العرب، وذلك تقديراً لإنجازاتهم ومساهمتهم في النهضة الرياضية العربية، وتحمل الجائزة مسمى (الاتحاد العربي لرياضة ذوي الإعاقة)، برعاية من الشيخ الدكتور خالد بن ثاني بن عبدالله آل ثاني، الرئيس الفخري للاتحاد العربي»، لافتاً إلى تكريم الاتحاد في نوفمبر 2023 الأبطال الرياضين العرب الذين حققوا إنجازات بارالمبية، بجائزة مقدمة الرئيس الفخري للاتحاد شملت 16 لاعباً ولاعبة مثلوا 7 دول عربية.
أبوقصيصة: تركت «الذهبية» على الحائط مجبراً!
«مع تصاعد حدة الاشتباكات، وصعوبة ظروف الإقامة في وسط الخرطوم، اضطررنا إلى المغادرة السريعة، بجانب زوجتي المُقعدة، وبعض من أفراد عائلتي، من دون أن تتاح لنا الفرصة في حزم أمتعتنا، بما فيها الصور والشهادات، والميدالية الذهبية الوحيدة في تاريخ السودان في الألعاب البارالمبية».
بهذه العبارات المؤثرة، تحدث محمد بشير أبوقصيصة، صاحب الـ 80 عاماً، والبطل العربي البارالمبي الأكبر سناً، عن ذكريات الإنجاز الوحيد في تاريخ السودان في الألعاب البارالمبية في نسخة هولندا 1980، وقال لـ «الاتحاد»: «لحظة اندلاع الحرب الحالية في السودان بتاريخ 15 أبريل 2023، كنت مع عائلتي في منزلنا بحي العمارات وسط الخرطوم، ومع تصاعد الاشتباكات آثرنا النجاة بأنفسنا بعد أسبوع من تصاعد أعمال القتال».
وأضاف: «قرار الخروج من المنزل كان صعباً للغاية، لم نجد الوقت الكافي لحزم أمتعتنا وأغراضنا الضرورية، بما فيها الميدالية الذهبية الوحيدة في تاريخ السودان في الألعاب البارالمبية، والتي تركتها معلقة على حائط جدران المنزل، ولا أعلم مصيرها ولا مصير المنزل حتى الآن».
وحول ذكرياته، مع ظروف الإعاقة ومشوار التحدي الذي تكلل بالإنجاز البارالمبي الأبرز، قال أبوقصيصة: «بعد عامين من تاريخ ميلادي بمدينة بورتسودان في شرق السودان في عام 1944، تم تشخيصي بالإصابة بشلل الأطفال»، لافتاً إلى أن ظروف الإعاقة الحركية للجزء الأسفل من الجسم، لم تفت من عضده، بفضل الدعم الأسري، وتشجيع المجتمع، بعد أن حملته أسرته على الأيادي في بداية مشواره الدراسي.
وأضاف: «قبل التركيز على الرياضة، انشغلت أكاديمياً، وصولاً إلى الالتحاق بالمعهد الفني لدراسة الفنون الجميلة والتطبيقية في المرحلة الثانوية والعليا 1960 وحتى 1968، والذي صاحبته نجاحات جيدة في تنظيم أكثر من معرض للوحات الزيتية، أبرزها في ديسمبر 1968، وشرفته بالحضور سيدة الغناء العربي أم كلثوم لدى زيارتها الخرطوم أنذاك».
وقال أبوقصيصة: «شهد عام 1976 تأسيس الاتحاد السوداني للمعاقين حركياً في الخرطوم، وجرى في العام نفسه تسجيل أول فريق رياضي، أعقبته أول مشاركة دولية باسم السودان، وعلى مدار ثلاث سنوات متتالية في الألعاب العالمية للشباب ذوي الإعاقة الحركية والبتر (ستوك ماندفيل) بلندن، خلافاً لمشاركات عربية متنوعة في العراق ومصر».
ولفت أبو قصيصة، إلى أن الحضور الدولي المتميز والبطولات العربية، أسهمت في إعداد جيل من اللاعبين العرب والسودانيين، ليتكلل كل ذلك بحصد أول ميدالية ذهبية للسودان في منافسات «رمي الجُلة» ضمن الألعاب البارالمبية في هولندا 1980.
وختم أبو قصيصة الذي يفخر بكونه «الأكبر سناً»، من بين أبطال العرب في الألعاب البارالمبية، حديثه لـ«الاتحاد» معبراً عن أمله في أن تشهد الأعوام المقبلة، عودة الحياة إلى «دورات الألعاب البارالمبية العربية»، من أجل توفير أرضية جيدة تسهم في تهيئة الأبطال بالشكل المناسب، وتدعم تبادل الخبرات الفنية.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الألعاب البارالمبية اليوم العالمي لأصحاب الهمم أصحاب الهمم الدول العربیة دورات الألعاب أصحاب الهمم ذوی الإعاقة الإعاقة فی
إقرأ أيضاً:
الجامعة العربية: الوطن العربي يتمتع بمقومات سياحية تجعله يتربع على عرش القطاع عالمياً
أكد السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي، الأمين العام المساعد ورئيس قطاع الشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، أن الوطن العربي يمتلك مقومات سياحية تاريخية وأثرية تؤهله ليكون في مقدمة القطاع السياحي على مستوى العالم.
الجامعة العربية تناقش العمليات العسكرية والتداعيات الإنسانية في عصر التكنولوجيا الحديثة أبوالغيط يصل بورسودان ويؤكد حرص الجامعة العربية على مواكبة الدولة السودانية في جهود استعادة السلام والاستقرارجاء ذلك خلال كلمته في افتتاح الدورة (27) للمجلس الوزاري العربي للسياحة، التي ترأسها سلطنة عمان سالم بن محمد المحروقي خلفا لدولة قطر، وبحضور السفير الدكتور علي بن إبراهيم المالكي الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية بجامعة الدول العربية، ووزير السياحة والآثار شريف فتحي رئيس المكتب التنفيذي للمجلس الوزاري العربي للسياحة، وبمشاركة رؤساء وفود تمثل الدول الأعضاء، بالإضافة إلى عدد من رؤساء المنظمات العربية والدولية المعنية بالسياحة.
وأشار المالكي إلى أهمية العمل الجماعي الدؤوب لتعزيز مكانة المنطقة سياحياً، في ظل التطورات الإيجابية التي تشهدها الدول العربية. وأكد على ضرورة تنمية القطاع السياحي بما يسهم في التنمية المستدامة الشاملة، من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية.
وفي سياق متصل، أعرب المالكي عن خالص تعازيه للشعبين الفلسطيني واللبناني، مشدداً على موقف الجامعة الثابت إزاء ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من انتهاكات.
وأكد على ضرورة رفع الحصار عن قطاع غزة والسماح بدخول المساعدات الإنسانية.
وأوضح أن العالم يشهد تغيرات غير مسبوقة تستلزم إعادة ترتيب الأولويات العربية، مشيراً إلى أن الاجتماع يهدف إلى النهوض بقطاع السياحة في الدول العربية.
ولفت إلى الجهود التي تبذلها الجامعة لتحقيق الارتقاء بواقع السياحة، بما يضمن وضع استراتيجيات فعالة للتعاون والتنسيق بين الدول.
وكشف المالكي عن أن اللجان داخل الجامعة تعمل على تنفيذ الاستراتيجية العربية للسياحة التي اعتمدتها قمة جدة في مايو 2023، مشيراً إلى أهمية دمج بروتوكول التعاون بين الدول العربية في مجال السياحة ضمن اتفاقية التعاون العربي.
كما أكد على أهمية تحقيق التنمية المستدامة من خلال برامج تهدف إلى تعزيز التكامل السياحي العربي، وتنمية الحركة السياحية بين الدول، مع التركيز على المناطق الأكثر احتياجاً.
وشدد على ضرورة توفير مناخ ملائم للاستثمار السياحي، مما يسهم في تحريك الموارد الاقتصادية، وتسهيل الإجراءات المتعلقة بالاستثمار السياحي في الدول العربية، مما يعزز مستوى معيشة المواطنين ويدعم مستثمري السياحة.
من جانبه قال شريف فتحي وزير السياحة، في تصريحات خاصة لـ"الوفد" على أهمية تطوير خطة استراتيجية عربية تهدف إلى الترويج للسياحة العربية في الأسواق الغربية. وبيّن أن جزءاً من هذه الاستراتيجية يتطلب خطوات عملية يمكن قياس تقدمها، مشيراً إلى أهمية التعاون بين الدول العربية في مجالات الترويج السياحي والحفاظ على البيئة والتراث.
وتحدث فتحي دور الذكاء الاصطناعي كأداة فعالة في الترويج السياحي، مشيراً إلى ضرورة استخدام تقنيات مثل الميتافيرس ووسائل التواصل الاجتماعي لجذب السياح الغربيين إلى المواقع الأثرية في العالم العربي.
وعلى الرغم من التحديات الجيوسياسية في المنطقة، بما في ذلك الأوضاع في فلسطين وسوريا والعراق، أبدى رئي المكتب التنفيذي لمجلس الوزراء العربي السياحي تفاؤله بشأن مستقبل السياحة في مصر. حيث توقع تحقيق نمو بنسبة خمسة بالمئة في عدد السياح، مع زيادة في متوسط فترات الإقامة والإنفاق.
وناقش المجلس سبل دعم الاقتصاد الفلسطيني في مجال السياحة، وإنشاء أكاديمية سياحية / معهد عالي للعلوم السياحية في محافظة دمشق أو محافظة حلب بالجمهورية العربية السورية، وتطوير منتج سياحي إقليمي مشترك كإقليم عربي سياحي.
كما يناقش موضوعا حول الابتكار السياحي والسياحة الذكية، والعمل السياحي المشترك بين الدول العربية، وشمولية المقاصد السياحية العربية المعاصرة.
وتم اختيار بغداد كعاصمة للسياحة العربية لعام 2025.
ومن جانبه أوضح سالم بن محمد المحروقي انه تم مناقشة التكامل بين السياحة والتراث الحضاري والثقافي في الدول العربية، ومنتدى الاحصاءات السياحية بالدول العربية؛ وتنظيم ملتقى للشباب العربي للسياحة، والاستراتيجية العربية للسياحة، والحساب الموحد للمجالس الوزارية المتخصصة، وموعد ومكان عقد الدورة (28) للمجلس الوزاري العربي للسياحة والدورة (37) لمكتبه التنفيذي لعام 2025.
وأكد وزير التراث والسياحة العماني في كلمته خلال الاجتماع أهمية دفع عجلة التنمية السياحية بما يعود بالخير والازدهار على كل الشعوب العربية.. وقال :" نجتمع اليوم في الوقت الذي يتضاعف فيه التهديد للأمن القومي العربي من جراء استمرار العدوان الإسرائيلي الممنهج الذي يجد من الدعم والتمكين المتواصل سبيلا لمواصلة الجرائم على مختلف المستويات والذي يترتب عليه آثارا سلبية على قطاعات مختلفة منها قطاع السياحة بعدما شهد تعافيا متسارعا في مواجهة آثار جائحة كورونا خلال السنوات الماضية.
وأضاف أن هناك حاجة لإنشاء آليات تواصل ومبادرات لتحقيق التكامل العربي في المجال السياحي وتشكيل وجهة سياحية تتميز بالتنوع والغنى بالمقومات المختلفة لتكون رائدة ومنافسة لبقية الوجهات التقليدية في العالم.
وشدد على ضرورة الوضع في الاعتبار تنامي قطاع السياحة العالمي واختلاف طبيعة السائح الذي أصبح يبحث عن تجارب متميزة تشبع الشغف والمعرفة والفضول والرغبة في الاستكشاف لديه، لذلك فإن أمام هذا الاجتماع عددا من المقترحات الهامه التي من شأنها تعزيز وتطوير سبل التعاون في القطاع السياحي.
وفي تصريحات خاصة ل"الوفد" أكد وزير السياحة العماني أن التمويل المستدام يعد من أهم الركائز الأساسية لنمو قطاع السياحة وهو العامل الذي يمكن أن يحدث فارقا في التنمية الاقتصادية.
ورأى الوزير العماني أن هناك أولوية في هذه المرحلة للعمل على معالجة التحديات التي تواجه قطاع السلاحه لإيجاد حلول تكاملية مستدامة تخدم تطلعات سبل تعزيز السياحة لانها المحرك للتنمية وتعزيز مكانة المنطقة العربية في خريطة السياحة العالمية.
واشار سالم بن محمد أن هناك حاجة ملحة لاستكمال جهود دعم مسيره العمل العربي المشترك، وتطوير قطاع السياحة من خلال تبني الشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات المالية الوطنية والإقليمية والدولية.