قراءة واقعية: مخطّطاتُ العدوّ الإسرائيلي وسيناريو الهيمنة
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
عدنان الشامي
المرحلة الأولى: السيطرة على سوريا
“إسرائيل” تسعى لتحويل سوريا إلى قاعدة متقدمة لمشروعها التوسعي في المنطقة، أدواتها التكفيرية، كداعش والنصرة والجماعات الممولة خليجيًّا، مهدت الطريق لتدمير سوريا واستنزافها، ولم يعد العدوّ الإسرائيلي بحاجة إلى العمل في الظل أَو تمرير أوامره عبر أوراق خفية، السيناريو القادم هو وجود إسرائيلي علني داخل سوريا:
1- سيطرة عسكرية مباشرة: فوق كُـلّ كتيبة من كتائب الجماعات التكفيرية، سنجد ضابطًا إسرائيليًّا يعطي الأوامر بشكل مباشر.
2- اختراق شامل للمؤسّسات: المؤسّسات العسكرية، المدنية، وحتى الهياكل الإدارية ستكون تحت إدارة إسرائيلية فعلية، سواء عبر وكلاء محليين أَو عبر وجود مباشر للجنود والضباط الإسرائيليين.
3- تفتيت مفاصل الدولة: السيطرة على كُـلّ جوانب الحياة في سوريا، من الاقتصاد إلى الأمن؛ لضمان بقاء البلاد في حالة ضعف دائم.
المخاطر والتبعات
ما يحدث ليس مُجَـرّد احتلال عسكري، بل مشروع لتغيير هوية سوريا بالكامل:
تحويل البلاد إلى قاعدة إسرائيلية: موقع استراتيجي يخدم أهداف الاحتلال في المنطقة.
تدمير النسيج الاجتماعي: تعزيز الفتن والانقسامات بين مكونات الشعب السوري.
تحويل سوريا إلى ساحة لتصفية الحسابات: بين القوى الكبرى على حساب الشعب السوري.
العدوّ الإسرائيلي لا يعتمد على أدواته إلا كجسر للعبور، وحين ينتهي هذا الجسر، سيظهر هو بنفسه بوضوح ليحكم السيطرة على سوريا كليًّا، المعركة القادمة لن تكون فقط مع جماعات تكفيرية أَو أنظمة عميلة، بل مع عدو مكشوف يتقدم بجيشه وسيطرته على كُـلّ مفاصل الدولة، سوريا تواجه خطرًا وجوديًّا لا يترك مجالًا للتهاون أَو التغاضي.
الهدف الأكبر: حزب الله
“إسرائيل” تدرك أن حزب الله هو التحدي الأكبر والعقبة أمام مشروعها للهيمنة على الشرق الأوسط، فهو القوة التي وقفت في وجهها وأفشلت خططها رغم استهدافه العسكري والاقتصادي، في حروبها المباشرة، لم تحقّق سوى الهزيمة، بينما خرج حزب الله أقوى وأكثر عزيمة على مواجهة الاحتلال، لذلك لجأت إلى استراتيجية جديدة:
1- استنزاف حزب الله من الداخل والخارج:
بعد السيطرة على سوريا، ستعمل “إسرائيل” وأدواتها التكفيرية على:
قطع الإمدَادات: تحويل سوريا إلى منطقة معادية لحزب الله، لعرقلة تدفق الدعم.
الجماعات التكفيرية في لبنان: إعادة توجيه أدواتها التكفيرية من سوريا إلى لبنان لاستهداف بيئة حزب الله.
إضعاف البيئة الحاضنة: استهداف الشعب اللبناني بالضغوط الاقتصادية والسياسية لإضعاف دعمهم للمقاومة.
2- الضغط على الدولة اللبنانية: ممارسة الضغط الدولي والإقليمي على الحكومة اللبنانية لتجريد حزب الله من سلاحه تحت ذريعة “السلام والاستقرار”.
3- التصعيد العسكري: بعد محاولات العزل السياسي والاقتصادي، ستعود “إسرائيل” إلى خيار الحرب المباشرة، مستهدفة جنوب لبنان مجدّدًا، محاولة لإضعاف حزب الله عسكريًّا، مع الحفاظ على أدواتها التكفيرية كخطوط أمامية في الصراع.
المقاومة الصامدة: حزب الله في وجه الطغيان
رغم الحصار والضغوط، سيبقى حزب الله القوة المحورية في وجه المشروع الصهيوني:
ثبات الإرادَة: حزب الله يعتمد على قوة إيمانية وصلابة تنظيمية تجعله يتجاوز أعاصير الطغيان والعمالة.
مواجهة الأدوات والاحتلال معًا: حزب الله يقاتل أدوات “إسرائيل” التكفيرية، وفي الوقت ذاته، يواجه الاحتلال الإسرائيلي المباشر، مستعينًا بعقيدته وإرادَة الله التي لا تُهزم.
اليمن: سيف الأُمَّــة الباسل
اليمن يُمثل تهديدًا وجوديًّا لـ “إسرائيل” بفضل قيادته المباركة وقوته العسكرية المتصاعدة وإرادته الراسخة في مواجهة الطغيان:
1- تحريك المرتزِقة: “إسرائيل” ستضغط على أدواتها في اليمن لتشتيت قوة الجيش اليمني واللجان الشعبيّة، مما يسمح لـ “إسرائيل” بتخفيف الضغط على موانئها ومياهها الإقليمية.
2- استهداف فلسطين المحتلّة: الجيش اليمني أثبت قدرته على استهداف “إسرائيل” في عمقها، مما يجعل تحَرّكات المرتزِقة محاولة يائسة لكبح جماحه.
3- نهاية المرتزِقة: الشعب اليمني العظيم سيواجه هذه الأدوات بأشد أنواع الصلابة، وسيطهر أرضه منهم، ليبقى شوكة في حلق المشروع الصهيوني.
السيناريو النهائي الإسرائيلي: نحو “إقامة “إسرائيل” الكبرى”
“إسرائيل” لا تخفي نواياها في تحقيق حلم “إسرائيل الكبرى”، التي تشمل السيطرة على كُـلّ شعوب المنطقة:
1- إسقاط القوى المقاومة: القضاء على حزب الله في لبنان، ومحاصرة اليمن عسكريًّا واقتصاديًّا.
2- السيطرة الكاملة: تحويل المنطقة إلى بيئة خاضعة بالكامل للمشروع الصهيوني، سياسيًّا واقتصاديًّا وعسكريًّا.
3- التوسع الجغرافي: بعد السيطرة على سوريا ولبنان، ستتجه “إسرائيل” لتحقيق السيطرة على بقية الشعوب العربية والإسلامية.
رغم ذكاء الخطط الإسرائيلية، فَــإنَّ نهايتها الحتمية هي الفشل:
1- حزب الله: درع الأُمَّــة
سيبقى حزب الله القوة التي تمنع المشروع الصهيوني من التقدم، بما يمثله من إرادَة صُلبة وعقيدة لا تُهزم.
“إسرائيل” ستواجه أعنف مقاومة في التاريخ، وستتكبد خسائر لا يمكنها تحملها.
2- اليمن: المطرقة القاضية
اليمنيون أثبتوا أنهم قادرون على كسر أعتى قوى الطغيان، وسيستمرون في استهداف “إسرائيل” عبر فلسطين المحتلّة، مما يعجل بزوالها.
المرتزِقة وأدوات “إسرائيل” في اليمن ستُسحق تمامًا، ولن يبقى لـ”إسرائيل” موطئ قدم في المنطقة.
النهاية الحتمية زوال إسرائيل:
مهما بلغت خطط العدوّ من ذكاء، فَــإنَّها تقوده في النهاية إلى الهلاك؛ لأَنَّ مشاريعه تقوم على الظلم والطغيان، وهي إلى زوال بقوة الله وإرادَة المقاومين.
المشروع الصهيوني لن يصمد أمام إرادَة الشعوب الحرة، وسيكون مصيره الزوال.
فلسطين ستتحرّر بإرادَة الله، وبسواعد المقاومة في لبنان واليمن وباقي الشعوب العربية والإسلامية.
النهاية ستكون لصالح الحق، وسيشهد العالم زوال الطغيان وعودة الأُمَّــة الإسلامية إلى عزها ومجدها.
الختام:
“إسرائيل” تضع خططًا تعتمد على استغلال أدواتها من الجماعات التكفيرية والأنظمة العميلة، لكنها لا تدرك أن المقاومة تستمد قوتها من الله وإرادَة الشعوب الحرة، هذه المعركة ليست مُجَـرّد مواجهة عسكرية، بل هي صراع وجودي ستنتصر فيه الأُمَّــة، مهما طال الزمن؛ لأَنَّ الحق أقوى من الباطل، والله لا يخذل عباده المؤمنين، والنصر قريب بإذن الله تعالى.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: السیطرة على سوریا المشروع الصهیونی سوریا إلى حزب الله
إقرأ أيضاً:
دلالات وأبعادُ العدوان الإسرائيلي على سوريا
يمانيون../
في خِضَمِ الأحداثِ والتحولات المفاجِئَة التي حصلت في سوريا، وبعد إحكام الجماعات المسلحة قبضتَها وسيطرتَها على مناطق سوريا وعاصمتها دمشق، بادر كيان العدوّ الصهيوني على شَنِّ عدوانٍ شاملٍ على كامِلِ سوريا.
وبدأ العدوُّ الإسرائيلي بتنفيذ مخطّطه في احتلال المناطق العازلة، ومناطقَ بالعمق في الشمال السوري، بالتوازي مع شن عمليات قصف مركَّزة لتدمير كامل للقدرات الاستراتيجية العسكرية للجيش والقوات المسلحة السورية، وتدمير البنى التحتية لسوريا، وسط صمت مطبق من تلك الجماعات، وصمت مشابه من المجتمع الدولي الذي يقف متفرجًا دون أي تحَرّك أَو استنكار.
وفي هذا الشأن يؤكّـد الخبير العسكري زين العابدين عثمان أن العدوّ الإسرائيلي يسعى من خلال تدمير أهم المواقع العسكرية والأسلحة والقدرات التكتيكية والاستراتيجية السورية، بما في ذلك أسراب المقاتلات الهجومية والقواعد الجوية والأنظمة الدفاعية، والمطارات وشبكات الرادارات الرئيسية وبطاريات الدفاع الجوي ومستودعات تخزين الأسلحة والذخائر والمجمعات الصناعية ومراكز البحوث العلمية، وكذلك الموانئ ومجموعة من السفن والزوارق الحربية والأسطول السوري في ميناء اللاذقية، إلى “تحويل سوريا لجمهورية منزوعة السلاح تشبه في ضعفها الجيش اللبناني والسلطة الفلسطينية الممنوعين من التسلح، وتكون ضمن مناطق خارطة الاحتلال وتحت وصايته“.
ومن حَيثُ نتائج عدوان كيان العدوّ الهادف إلى إضعاف سوريا عسكريًّا لعدة عقود، واستباحة الأرض السورية دون أدنى مقاومة أَو اعتراض، يوضح عثمان في تصريح خاص لـ “المسيرة”، أن “العدوّ الإسرائيلي قد تمكّن وَللأسف الشديد من تدمير نحو 90 % من قدرات الجيش السوري، وذلك من خلال تنفيذ ما يقارب 400 غارة جوية”.
أما على مستوى عدوانه البري في شمالي سوريا، ووفق عثمان، فقد احتل العدوّ الإسرائيلي مناطق حساسة كـ “جبل الشيخ” الاستراتيجي الحاكم للحدود السورية اللبنانية، ومدن أُخرى في القنيطرة وما جاورها ضمن مساحة تقدر بضعف مساحة قطاع غزة، فيما لايزال مُستمرًّا في التوغل باتّجاه نقاط خطيرة تبعد فقط 30 -20 كيلومترًا من العاصمة دمشق، متوقعًا أن يصل توغل العدوّ إلى تخوم دمشق.
وعلى الرغم من خطورة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على سوريا والمنطقة، والذي لم يلاقِ أية ردة فعل من قبل الجماعات المسلحة، لا على المستوى العملي ولا حتى على المستوى الرسمي، الذي كان يفترض به، أن يندّد بهذا العدوان الغاشم والإجرامي، يؤكّـد الخبير العسكري عثمان أن ذلك الصمت يشير إلى “مؤامرة غير مسبوقة لتدمير سوريا ومقدراتها الدفاعية وتمزيق وحدة أراضيها، وكذلك إلى موقف وحقيقة الجماعات المسلحة وقائدها الجولاني، المتواطئ إن لم يكن موقفًا تم الاتّفاق عليه مع كيان العدوّ، لتحييد قدرات سوريا وإخراجها من قائمة التهديدات التي كانت تؤرِّقُ الكيان“.
وبحسب عثمان فَــإنَّه من المؤسف جِـدًّا أن نرى سوريا في هذا الظرف تحكمها الجماعات المسلحة الخطيرة التي تتحكم بها تركيا وأمريكا والكيان الإسرائيلي نفسه، ومن المؤسف أَيْـضًا أن يتم تدمير كُـلّ قواها العسكرية الخَاصَّة للدفاع عن نفسها، وعن الشعب السوري، فسوريا “حوَّلها عدوانُ كيان العدوّ إلى دولة مستباحة منزوعة السلاح تمامًا، فخلال أقل من 48 ساعة انهارت جهودُ عشرات السنوات من الاستثمار والبناء وتطوير قدرات الجيش السوري ومعها تعرضت سوريا لخسائر بعشرات المليارات الدولارات“.
ويؤكّـد الخبير العسكري عثمان، أن “أحداث سوريا تشير إلى حقيقة واحدة هي أن أمريكا مثلما صنعت أسامة بن لادن، وَمسرحية أحداث 11 سبتمبر ليكون مبرّرها لغزو وتدمير أفغانستان وقتل مئات الآلاف من الشعب الأفغاني ونهب ثرواته، هي اليوم تصنع الجولاني، وَمسرحية “تحرير الشام” كمبرّر لغزو سوريا، وتدميرها، وتقسيمها إلى دويلات وكانتونات متناحرة، وهذه المرة خدمة مباشرة لمشروع الشرق الأوسط الجديد الذي يسعى له كيان العدوّ الصهيوني، والواقع والأحداث الجارية تشهد بهذا الأمر حرفيًّا، وهذا هو الجزء الأسوأ في هذه المهزلة الخطيرة التي ينفذها الجولاني بدعم تركي أمريكي بامتيَاز، ويصفِّقُ لها حمقى القوم، وتيار النفاق في العالم الإسلامي، ومنهم الإخوان المسلمون“.
أدوات مجندة لخدمة المشروع الصهيوني:
وعن الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على سوريا، يقول الكاتب والإعلامي سند الصيادي: “صحيح أن العدوان الإسرائيلي على سوريا كان يحدث بين الحين والآخر في عهد النظام السابق، لكن بعد سقوطه اتخذ العدوّ الإسرائيلي بُعدًا أوسعَ، وطال أهدافًا ومنشآت عسكرية ومدنية حيوية وحساسة، وزاد من اتساع رقعة احتلاله في الجولان، وهذا يكشف إلى حَــدّ كبير مدى الدور الإسرائيلي في سقوط نظام الأسد، وكيف أصبح اليوم يسرح ويمرح في الأجواء والأراضي السورية، وهو في مأمن من العقاب.
ويضيف: “لقد خرج كيان العدوّ الإسرائيلي منهزمًا في جنوب لبنان، وذهب ليعوض خسائره في سوريا ويدمّـر قدراتها العسكرية، إلى جانب البنى التحتية المدمّـرة، واحتلال مساحات جديدة داخل الأراضي السورية”.
وفي ظل الواقع الجديد الذي باتت عليه سوريا، يؤكّـد الصيادي أن “كيان العدوّ الإسرائيلي يتوغل في الأراضي السورية، ويقصف المواقع والمقدرات العسكرية، بتوجيه من أمريكا وبضوءٍ أخضرَ تركي؛ بهَدفِ تقويضِ هذا البلد من كُـلّ السلاح الاستراتيجي الذي يمكن أن يمثّل خطرًا على الاحتلال إذَا ما وقع مستقبلًا في يد قوى مناوئة، واحتلالِه بسهولة ويُسْرٍ”.
ويؤكّـد أن العدوان الإسرائيلي الذي يوصف بأنه الأعنف على سوريا، أثبت أن الجماعات المسلحة التي تسيطر على الحكم السوري، تلزم الصمت أمام ذلك العدوان الوحشي؛ إذ لم تكن سوى مُجَـرّد أدوات مجندة ومطية لخدمة المشروع الصهيوني، وضرب مفاصل محور المقاومة، وقطع خطوط الإمدَاد لجبهتَي لبنان وفلسطين، ودورها ينحصر في الفوضى التي تمكّن أمريكا و”إسرائيل” من التوغل أكثرَ في الأراضي السورية والتحكم في المشهد السوري العام.
ويوضح أن مؤشرات أحداث وتطورات المشهد العام السوري، تشير نحو تقسيم سوريا وإثارة النزاعات البينية في الداخل السوري، وهذا السلوك ليس بجديد أَو مستغرَبٍ؛ فقد تكرّر كَثيرًا في أكثر من بلد عربي من قبل الإدارة الأمريكية والكيان وحلفائهم في المنطقة.
وبحسب الكاتب والإعلامي سند الصيادي، فَــإنَّ لهذه الاعتداءات الإسرائيلية، وللمستقبل السوري المفتوح على كُـلّ الاحتمالات، ثمة تطلُّعًا أن يتمكّن أحرار الشعب السوري من إفشال المؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التركية، والحفاظ على الوحدة الداخلية وإعادة لمّ شتات هذا البلد الذي أثخنته المؤامرات الخبيثة، ولا تزال تحدق به من كُـلّ جانب، والرهان الأكبر لهذا الشعب هو كيف يمكن أن يبقيَ لسوريا مكانتَها كجبهة عربية مقاومة، بوَحدتها وحريتها واستقلالها بدون أي تدخلات غربية أَو إقليمية.
تدمير وإضعاف:
ولهذا فَــإنَّ ما يدمّـره الاحتلال الإسرائيلي في سوريا اليوم، يصعُبُ تعويضُه أَو الحصول على مثله مستقبلًا، حَيثُ ستكون هناك قيودٌ أمريكية إسرائيلية مفروضة حتى للحصول على أبسط الأسلحة، وتصبح سوريا دولةً وفق الشروط الإسرائيلية الأمريكية بلا سلاح ثقيل وبلا طيران أَو دفاعات أَو صواريخ، وهذه خطورة خطيرة تؤكّـدُ بَدءَ تحقيق المشروع الصهيوني المتمثل في إقامة ما تسمى “إسرائيل الكبرى”.
ولتوضيح أكثر فَــإنَّ الفكرة العامة لما يحدث اليوم في سوريا، هي أن “إسرائيل” لا يروقُ لها وجودُ دول عربية قوية بجوارها؛ ولذلك تعمل الصهيونية الدولية على إضعاف ليس فقط خصومِ “إسرائيل” بل كُـلّ دول المحيط العربي التي توصف في الأدبيات الغربية بدول الطوق، منها جمهورية مصر التي جعلها الرئيسُ المصري حسني مبارك رغم خطاياه قوةً عسكرية متساوية مع القوة الإسرائيلية، حَيثُ كان حريصًا على تساوي القوتين المصرية والإسرائيلية منذ توليه الحكم سنة 1981 فقط لضمان الردع وتوازن القوى لأجل دوام اتّفاقية السلام، كما يرى محللون سياسيون مصريون.
المسيرة – عباس القاعدي