عاجل - الفصائل المسلحة تحرق قبر الرئيس السوري السابق حافظ الأسد بمدينة القرداحة في محافظة اللاذقية
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
في تطور لافت، تداول ناشطون سوريون على مواقع التواصل الاجتماعي، يوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، مقطع فيديو يُظهر قيام عناصر مسلحة بإشعال النيران في قبر الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، في محافظة اللاذقية شمال غربي البلاد. هذه الحادثة تأتي بعد أيام قليلة من سقوط نظام بشار الأسد، وإعلان السيطرة على دمشق من قبل الفصائل المعارضة.
قبر حافظ الأسد، الذي يقع في مسقط رأسه في بلدة القرداحة في محافظة اللاذقية، كان هدفًا لعملية حرق من قبل المسلحين. الضريح العائلي الذي يضم قبر الرئيس الراحل حافظ الأسد، بالإضافة إلى قبور أفراد آخرين من العائلة، من بينهم باسل الأسد، ابن حافظ، يعد واحدًا من أبرز المواقع الرمزية لعائلة الأسد. يُعتبر هذا الضريح مركزًا لزيارة مؤيدي النظام السوري الذين يضعون إكليلًا من الزهور تقديرًا لإرث العائلة الحاكمة.
في الفيديو المتداول، تظهر النيران التي أُشعلت حول القبر، في خطوة وصفها البعض بأنها تعبير رمزي عن سقوط النظام ورفض لهيمنة عائلة الأسد على البلاد لعقود. وُصفت الحادثة في بعض التعليقات بأنها "نار الأرض ونار جهنم"، في إشارة إلى الانتقام من النظام الذي حكم سوريا بقبضة من حديد.
التحولات الميدانية والسياسيةجاءت هذه الحادثة بعد أربعة أيام من سقوط نظام بشار الأسد، في وقت حساس ومفصلي في تاريخ سوريا. وفي وقتٍ مشابه، التقى وفد من قوات المعارضة في المنطقة العلوية، وهي معقل النظام السوري، مع شيوخ العشائر في القرداحة، حيث حصلوا على دعمهم للمضي قدمًا في تغيير السلطة الحاكمة. هذا اللقاء يشير إلى أن المعارضة تسعى لاستغلال الفوضى السياسية التي تلت سقوط النظام لتوطيد علاقاتها مع فئات واسعة من الشعب السوري، خاصة من مناطق كانت تدين بالولاء لعائلة الأسد.
إزالة تمثال حافظ الأسدفي خطوة أخرى، كشف السكان المحليون في القرداحة عن إزالة تمثال حافظ الأسد، والد بشار، قبل وصول وفد قوات المعارضة. هذا العمل يُعد من أبرز الرموز التي تشير إلى تحول مفصلي في الوعي الشعبي، حيث يُعتبر التمثال رمزًا لسلطة عائلة الأسد التي حكمت سوريا لأكثر من خمسة عقود. من خلال هذه الإجراءات، يحاول السكان المحليون والفصائل المعارضة إرسال رسالة قوية مفادها أنهم يتجهون نحو بناء سوريا جديدة خالية من رموز النظام السابق.
الحادثة وتأثيراتهارسالة للمتابعين: النهاية الحتمية للنظامإن حرق قبر حافظ الأسد وإزالة تمثال والفعاليات السياسية الأخرى تعكس تبدل المزاج العام في سوريا بعد سقوط النظام. فهي تمثل خطوة رمزية قوية من الفصائل المعارضة التي تهدف إلى القضاء على كل ما يرمز إلى عائلة الأسد، بما في ذلك الرموز الثقافية والسياسية التي تمثل حكمها الاستبدادي. كما يظهر أن الفصائل المسلحة تستغل حالة الضعف في سوريا بعد تفكك السلطة المركزية لتوسيع نفوذها السياسي.
آثار على المستقبل السياسيالحادثة قد تكون بداية لموجة جديدة من العنف والصراع، حيث يسعى كل طرف إلى فرض سيطرته على الأرض. فمن جهة، الفصائل المعارضة تسعى إلى تعزيز مكانتها على حساب النظام البائد، ومن جهة أخرى، قد يُشكل دعم العشائر في مناطق القرداحة دافعًا لبقية المناطق العلوية لاتباع نهج مماثل.
إن هذا التغيير في المشهد السوري يعكس المدى الذي وصلت إليه الخصومات الطائفية والميدانية، وهو ما سيزيد من تعقيد الحلول السياسية والتوصل إلى تسوية سلمية في المستقبل.
خاتمةحرق قبر حافظ الأسد في القرداحة وإزالة تمثاله يشيران إلى بداية مرحلة جديدة في سوريا بعد سقوط النظام. هذه الحادثة تمثل تحولًا عميقًا في الصراع السوري الذي استمر لسنوات، وتركز الضوء على المستقبل المجهول للبلاد في ظل انقسامها بين مختلف القوى الفاعلة على الأرض.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: سوريا حافظ الاسد بشار الأسد الفصائل المسلحة اللاذقية القرداحة تمثال حافظ الأسد المعارضة السورية سقوط النظام شيوخ العشائر التحول السياسي الحرب السورية الفصائل المعارضة سقوط النظام حافظ الأسد
إقرأ أيضاً:
خطر ترامب المبالغ فيه: هل يحاول الإعلام إشاعة القلق في العراق؟
9 فبراير، 2025
بغداد/المسلة: تصاعدت التوترات بشأن مصير الفصائل العراقية المسلحة مع التحركات الأخيرة داخل الكونغرس الأمريكي، حيث لم يعد الحديث عن إدراج بعض هذه الفصائل على “لائحة الإرهاب” مجرد تكهنات إعلامية، بل تحول إلى خطوة رسمية من جانب أعضاء في الكونغرس، في خطوة تعكس تحولات أوسع في الموقف الأمريكي من المشهد السياسي والأمني العراقي.
و يبدو أن الإجراءات المرتقبة من قبل إدارة ترامب تجاه العراق تشهد تضخيمًا إعلاميًا متزايدًا، حيث يتم تسليط الضوء على تصنيف الفصائل المسلحة العراقية كـ”منظمات إرهابية”، مما يعزز الشعور بالقلق داخل الأوساط السياسية العراقية.
بعض التحليلات ترى في هذه التصريحات محاولات لنسج قصص تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلي وزيادة التوترات السياسية في العراق. في حين أن هذه التحركات قد تكون جزءًا من أجندة أمريكية أكبر تتعلق بالملف الإيراني، فإنها تعكس أيضًا توجيهًا واضحًا لتأجيج المخاوف داخل الحكومة والشعب العراقي. من المتوقع أن تستمر هذه السياسات في خلق جو من عدم اليقين ويزيد من الضغوط على النظام السياسي في بغداد.
و قال خبراء إن هذه المبادرة تعيد إلى الأذهان محاولات سابقة في العام 2022، لكنها هذه المرة تأتي ضمن سياق أكثر تعقيداً، حيث لم تعد العقوبات تقتصر على الأفراد أو الكيانات، بل تستهدف منظومة كاملة تمتد من الزعامات إلى الأصول المالية، مروراً بالشبكات الاقتصادية والإعلامية التابعة لها.
أوضح مراقبون أن الحكومة العراقية، بقيادة محمد شياع السوداني، تجد نفسها في وضع حساس، حيث تُعد الفصائل المسلحة جزءاً أساسياً من القاعدة التي تدعمها، كما أن الفصائل نفسها سبق أن وصفت حكومة السوداني بأنها “حكومة المقاومة”، مما يعكس الارتباط الوثيق بين الجانبين.
وأكدت الحكومة أنها ترى في هذه القرارات شأناً سيادياً عراقياً، رافضةً أي حديث عن التخلي عن الفصائل المسلحة أو حتى إعادة النظر في وضع الحشد الشعبي.
أشار مختصون إلى أن رئيس الحكومة لا يمتلك النفوذ السياسي الكافي داخل البرلمان لتمرير قرارات كبرى مثل تفكيك الفصائل أو دمجها ضمن المؤسسة الأمنية، إذ أن هذه الخطوة تلقى معارضة واسعة من القوى السياسية المهيمنة على المجلس، وخاصة القوى الشيعية التي ترى في الفصائل جزءاً من المنظومة الأمنية التي لا يمكن المساس بها.
لكن مصادر ترى أن الحكومة العراقية تمتلك الأدوات السياسية التي تتيح لها تقديم حلول مقبولة لدى واشنطن،
واعتبر بعض المختصين أن القائمة الأمريكية التي تتضمن تصنيف الفصائل ليست قانونية، لأنها تخضع لاعتبارات سياسية أكثر من كونها تستند إلى معايير قانونية واضحة. وأكدوا أن هذه القوائم تشهد تغييرات مستمرة وفقاً للظروف والمصالح الأمريكية، حيث يتم حذف وإضافة أسماء بناءً على اعتبارات سياسية بحتة، وليس بناءً على وقائع قانونية ثابتة.
وازدواجية المعايير في السياسة الأمريكية واضحة، حيث يتم تصنيف شخصيات وفصائل عراقية على أنها إرهابية، في حين تُغضّ الطرف عن جهات أخرى تمتلك سجلاً واضحاً في دعم الإرهاب، مما يعكس انتقائية في استخدام هذه التصنيفات لأغراض سياسية.
و نشر النائب الأمريكي جو ويلسون تغريدة عبر حسابه في منصة “إكس”، أعلن فيها أنه تقدم بطلب إلى وزير الخارجية لتصنيف منظمة بدر ضمن لائحة الإرهاب إلى جانب باقي الفصائل المدعومة من إيران. واختتم تغريدته بالقول إن “ترامب سيصلح الأمر”، في إشارة إلى أن هذه السياسات قد تكون جزءاً من نهج الجمهوريين في حال عودتهم إلى السلطة.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post Author زينSee author's posts