مترجمون يثمنون دور جائزة الشيخ حمد للترجمة في حوار الثقافات
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
أكد عدد من المترجمين على الدور الحضاري الدولي الذي تلعبه جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في تعزيز الحوار بين الثقافات، بينما اعتبر الأمين العام للجائزة حسن النعمة أنها تغرس في دروب الإنسانية سنابل مثقلة بالسلام ولغة الحوار العالمي لتعزيز الترجمة بين العربية ومختلف اللغات.
وقال المترجمون، في ندوة عقدتها الجائزة أمس الثلاثاء تحت عنوان "من العربية إلى البشرية: عقد من الترجمة وحوار الحضارات"، إن الجائزة خلال عقد من الزمان كانت قادرة على الوصول إلى المترجمين في مختلف أنحاء العالم ومن مختلف اللغات بما يعزز الحوار بين الثقافة العربية وغيرها من الثقافات.
واعتبر مدير منتدى العلاقات العربية والدولية الدكتور محمد حامد الأحمري، في كلمته بافتتاح الندوة، أن الجائزة التي تحتفي بمرور 10 سنوات على إطلاقها، أصبحت من أكبر الجوائز في العالم في مجال الترجمة، لافتا إلى أن نجاحها على مدى السنين الماضية جاء نتيجة جهود دؤوبة من مجلس الأمناء واللجان المختلفة، التي حرصت جميعها على أن تتميز بالمهنية والمصداقية والشفافية، كاشفا عن مراحل عمل الجائزة منذ تسلم الأعمال المرشحة وتدقيقها وعرضها على لجان التحكيم ومراجعتها وصولا إلى المرحلة الأخيرة للتحكيم.
إعلانوأشار في كلمته إلى رسالة الجائزة في الارتقاء بالترجمة كونها فرصة لتعزيز التفاهم بين الأمم، منوها بأهمية الترجمات على مر التاريخ في إيجاد حالة من التثاقف بين الشعوب والحضارات المختلفة.
وتضمنت الندوة جلستين عقدت الأولى تحت عنوان الترجمة من اللغة العربية وإليها: واقع وآفاق، شارك فيها كل من المترجم والأكاديمي المغربي الدكتور حسن حلمي، الدكتورة ربا رياض خمم أستاذة مشاركة في اللغة العربية واللغويات والترجمة في جامعة ليدز، المملكة المتحدة، والدكتور سلفادور بينيا مارتين أستاذ في قسم الترجمة في جامعة مالقة الإسبانية، والدكتورة نبيلة يون أون كيونغ أستاذة ورئيسة قسم اللغة العربية في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية بكوريا الجنوبية، وأداراها الدكتور يوسف بن عثمان أستاذ الفلسفة وتاريخ العلوم الحديثة بجامعة تونس المنار.
في حين بحثت الجلسة الثانية دور جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في الارتقاء بمعايير جودة الترجمة، وكيفية تطوير هذا الدور. وشارك فيها كل من الدكتور والمترجم التركي أرشد هورموزلو رئيس المنتدى الدولي للحوار التركي – العربي، والدكتور الزواوي بغورة أستاذ ورئيس قسم الفلسفة جامعة الكويت، والمترجم الدكتور شكري مجاهد أستاذ الأدب الإنجليزي المتفرغ بجامعة عين شمس المصرية، والدكتور علي حاكم صالح أستاذ الفلسفة بجامعة ذي قار بالعراق، وأدارها الدكتور خالد أرن مدير مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في تركيا.
منارات الثقافةوأكد الأمين العام لجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي حسن النعمة، أن الجائزة تواصل جهودها لنقل منارات الثقافة العربية وإسهاماتها في الحضارة الإنسانية، مشيرا إلى أنها تشكل عبر مسيرتها جسرا للعبور إلى عوالم جديدة، نستلهم منها التقدم والفكر الإنساني الملهم.
وأعرب النعمة خلال الحفل الختامي لتكريم الفائزين بجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي في دورتها العاشرة، عن سعادته بوصول الجائزة إلى عقدها الأول ونجاحها في إبراز دور قطر الريادي في توثيق التفاهم الدولي وتعزيز السلام، استنادا إلى إسهاماتها الثقافية المتناغمة مع الجهود الإنسانية في مجالات الفكر.
إعلانوقدم النعمة شكره للأمير الوالد الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني على دعمه ورعايته للجائزة التي تسهم في تعزيز التقدم والتفاهم الدولي، وأضاف: "نحتفل اليوم بمرور 10 سنوات على هذه الجائزة، وهو يوم مشهود في تاريخ قطر المعاصر، وتأكيد لدورها في مد جسور المعرفة من الدوحة إلى العالم. تسير الجائزة في استكمال جهود الحضارة الإسلامية عبر العصور، وإسهامات الأمة العربية في إثراء التراث الإنساني"، معربا عن أمله في استمرار نجاح الجائزة لتحقيق "أهدافها السامية التي تتجاوز تكريم المترجمين لتصل إلى تعزيز رسالة ثقافية وفكرية عالمية".
وفي كلمة ألقتها ستيفاني دوجول، نيابةً عن الضيوف وممثلي المترجمين، أعربت عن شكرها لدولة قطر وجائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي على تكريم المترجمين من أنحاء العالم، مؤكدةً أن الجائزة رمز لتقدير جهودهم والاحتفاء برسالتهم النبيلة.
وقالت: "الترجمة ليست مجرد نقل للكلمات، بل هي فن نبيل يتطلب فهما عميقا للثقافات، وتقديما دقيقا للمعنى. إنها جسر بين الشعوب يعزز الحوار والتعاون. وبين اللغة العربية واللغات العالمية، نجد فضاء غنيا بالإبداع والتاريخ المشترك".
وأضافت: "كمترجمة فرنسية، كان العمل مع النصوص العربية تجربة استثنائية. شعرت بثقل الأمانة وجمال الرسالة في كل نص قمت بترجمته. اللغة العربية بثرائها تحمل تراثا وقيما إنسانية تتجاوز الحدود. من خلال الترجمة، نساهم في تقديم هذا التراث إلى العالم ونفتح للقارئ العربي نافذة جديدة على الإنتاج الأدبي والفكري العالمي".
وأكدت دوجول أن جائزة الشيخ حمد تؤدي دورا محوريا في دعم المترجمين، مشيرة إلى أنها ليست مجرد اعتراف بجهودهم، بل رسالة تقدير وتشجيع على مواصلة العطاء.
وأهدت دوجول التكريم إلى المترجمين العاملين بصمت، مؤكدة أهمية دورهم في تقارب الشعوب.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات جائزة الشیخ حمد للترجمة والتفاهم الدولی اللغة العربیة
إقرأ أيضاً:
ترجمة 4 أعمال أدبية سعودية إلى اللغة السويدية
ترجمت حديثاً إلى اللغة السويدية أربعة أعمالٍ أدبية سعودية، وتأتي هذه المبادرة ضمن مشروع «مبادرة ترجم»، التي أطلقتها «هيئة الأدب والنشر والترجمة» في وزارة الثقافة السعودية، «سعياً لتعزيز الحراك الترجمي ونقل محتوى عربي ذي قيمة أدبية وفكرية إلى لغاتٍ عالمية أخرى».
ووفقاً لـ “الشرق الأوسط” يشمل هذا المشروع ترجمة أعمالٍ متنوعة بين الشعر والرواية والقصة القصيرة؛ من بينها رواية «في ديسمبر تنتهي كل الأحلام» للروائية أثير عبد الله النشمي، وكتاب «ومضات سيرية» و«سيرة ذاتية نسائية لكاتبات سعوديات» بإشراف الدكتورة نوال السويلم، وديوان «مقام النسيان» للشاعر محمد إبراهيم يعقوب، وكتاب «في الميزان» للشاعر والأديب حاتم الشهري الحاصل على جائزة ابن عربي للشعر في إسبانيا.
حوار عابر للحدود
أخبار قد تهمك هيئة الأدب والنشر والترجمة تختتم مشاركة المملكة في معرض نيودلهي الدولي للكتاب2025 9 فبراير 2025 - 8:23 مساءً بهدف إبراز الإرث الثقافي لمنطقة جازان.. هيئة الأدب والنشر والترجمة تستعد لتنظيم معرض جازان للكتاب 2025 9 فبراير 2025 - 11:03 صباحًايقول المترجم والصحافي السوري عبد اللطيف حاج محمد، عن مبادرة «ترجم»، وتجربته في الترجمة من العربية للسويدية: «لا تقتصر أهمية هذه المبادرة على مجرد نقل نصٍ من لغة إلى أخرى؛ فالترجمة فعلٌ ثقافي يتيح إمكانات جديدة للنص ويُعيد صياغته ضمن إيقاع مختلف… فالترجمة ليست مجرد جسر لغوي عابر للثقافات، بل إعادة تشكيل للنص في سياق جديد، حيث تتلاقى الأصوات المتباينة لتُشكّل رؤية أدبية أكثر شمولاً وتنوُّعاً، وبالنسبة لي، كمترجم ومهاجر، فإن هذا المشروع يمثل أكثر من مجرد تجربة ترجمة، بل هو جزء من رحلتي الشخصية في العبور بين ثقافتين، ومحاولة مستمرة لإعادة تعريف الذات من خلال اللغة».
ويروي عبد اللطيف حاج محمد أنه عندما غادر بلده الأصلي سوريا جراء استمرار الحرب للعيش في مملكة السويد لاجئاً قبل سنوات؛ لم يحمل معه شيئاً أكثر من مجرد حقيبة كانت مليئة بالكتب آنذاك، ولم يعلم بأن هذه الحقيبة ستأخذه لعالم الترجمة. يقول: «حملت لغتي العربية بأكملها، ثقافة معقدة، وأصواتاً تحاول أن تجد صدى آخر في سياق جديد، فالترجمة بالنسبة لي لم تكن يوماً مجرد عملية نقل للكلمات، بل كانت عملية ترجمة ذاتيَّة؛ إعادة تشكيل للهوية عبر إعادة تشكيل النصوص بين العربية والسويدية، إني أجد نفسي في منطقة حدودية، حيث تتقاطع اللغة بالانتماء، والكلمات بالهوية».
وعن أسباب اختياره هذه الأعمال بالذات، يقول: «اخترت (في ديسمبر تنتهي كل الأحلام) للروائية أثير عبد الله النشمي، لأن هذه الروائية تمتلك قدرة نادرة على تجسيد نبض العالم الحالي بأسلوبٍ يجمع بين العمق والإمتاع».
أما بالنسبة لاختياره «في الميزان» للشاعر حاتم الشهري، فيذكر أن جميع الأعمال التي تحمل توقيع حاتم الشهري تمتاز بالفرادة و«كتاب في الميزان» ليس استثناءً لأنه يأسر القارئ منذ بداية الصفحة الأولى، وسبق لي ترجمة ديوانه «أعرف وجه اليأس جيداً». ويقول عن ترجمة ديوان «مقام النسيان» للشاعر محمد إبراهيم يعقوب: «لقد أعاد إلي هذا الديوان إحساسي بالغربة من زاوية مختلفة، حيث تتحول الذاكرة إلى وطن بديل، فكانت ترجمته ليست مجرد مهمة لغوية، بل كانت رحلة شخصية لفهم الحنين، والفقد، والتوق إلى الوطن».
جسورٌ إنسانية
وتُمَثِّل هذه الترجمات محاولة لسد الفجوة بين «الآخر» و«الأنا» بالنسبة للمترجمين المهاجرين بحسب عبد اللطيف، منوهاً بأنها معركة ضد النسيان، كنسيان اللغة الأولى والذكريات والجذور وبالنسبة للقرّاء السويديين، «هي فرصة للتعرّف على عوالم أدبية جديدة ومجتمعٍ يعيش مرحلة تحولاتٍ متسارعة في الزمن الحاضر»، حيث تصبح الترجمة حواراً متبادلاً يثري الجميع، ويُظهر أنَّ الأدبَ قادرٌ على هدم الجدران وبناء الجسور؛ «سواء أكان ذلك عبر قصة ترويها سيدة سعودية في سيرتها الذاتية، أو قصيدة تجوب دهاليز الذاكرة باحثة عن مرفأ للنسيان».
بهذا المعنى، لا تُعدُّ الترجمة مجرَّد جهدٍ لغوي، بل هي عمل إنساني وسياسي واجتماعي في آنٍ واحد؛ إذ تُعيد تشكيل نصوصٍ كانت محدودة الانتشار لتصبح قوة قادرة على تحريك المياه الراكدة، يقول عبد اللطيف حاج ويزيد: «لتحرير الخيال من قيود الحدود اللغوية والثقافية.، وبمثابة دعوة إلى اكتشاف عوالم أدبية جديد، وأنَّ الكلمة حين تُنقل بصدقٍ واحترافية، بإمكانها أن تتجاوز كل القيود وتصنع مساحاتٍ أكبر للتفاهم والتكامل. من هنا. تتجاوز الترجمة بُعدها اللغوي لتغدو حواراً بين ثقافتين».