ماذا يحدث في سوريا.. أسرار وخفايا
تاريخ النشر: 12th, December 2024 GMT
حين تفتقد لقيم المبادئ وقيم الرجولة في آن معاً ستخسر ماضيك وحاضرك ومستقبلك لأنك فقدت التوازن الحقيقي وأصبحت مسيرا لا مخيرا وراء دوافعك الانتقامية لا تدري موقعك وأين أنت من جهاتك الأربعة وأيها الأقرب منك إليك.. ينطبق عليك قول الشاعر إيليا أبو ماضي:
لست ادري من أين ولكني أتيت .. ولقد أبصرت قدامي طريقاً فمشيت.
هذا لسان حال الجماعات المدفوعة للانتقام من كل ما يحيط بها في سوريا..
وهكذا أريد لها تنفيذ المهمة لإنقاذ كيان العدو الإسرائيلي وإشغال العالم الذي كان قد بدأ يفيق من حجم المجازر وجرائم الحرب التي ارتكبها ومازال يرتكبها العدو الصهيوني بحق أبناء الشعب الفلسطيني.. ليطالب بتنفيذ مذكرة اعتقال بحق مجرمي الحرب الصهاينة نتنياهو ووزير دفاعه المقال غالانت..
كان لا بد من هذا التوقيت الزمني واختيار اللحظة المناسبة لتوجيه الطعنة الغادرة لسوريا لإشغال العالم من جهة وفرض واقع جديد من التطبيع والتمدد للتمهيد لتحقيق حلم إسرائيل الكبرى (من النيل إلى الفرات)..
ما يحدث في سوريا ليس الديمقراطية الوردية التي يروج لها الإعلام الصهيوني وجوقة الذباب الإلكتروني المتصهين، ما يحدث شيء مفزع في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب..
وما يخطط له تحت مبرر وهم التسوية التي تروج لها الجماعات الإرهابية يتم يوميًا تحت جنح الظلام أثناء فترات حظر التجوال تصفية العشرات من الكوادر من قبل مجموعات تابعة للموساد، في حالة مشابهة لما حدث في العراق، حيث دخلت فرق الموت الصهيونية بمهمة تصفية حوالي ٥٠٠ شخص ما بين ضباط وعلماء أكاديميين وخبراء وقيادات إدارية ومهندسين وتقنيين في البرنامج الصاروخي، طيارين، وخبراء ومدربين..
هكذا يروج إعلام العدو وبكل صفاقة.. كل ذلك يحدث بالتزامن مع تعمد، الجيش الإسرائيلي تدمير معظم الطائرات الحربية والصواريخ البالستية السورية، وحسب مصادر عبرية “قصفنا سوريا بـ 400 غارة”.
استهداف ممنهج لمقر إدارة الحرب الإلكترونية بالقرب من البهدلية المحاذية للسيدة زينب، وغارات إسرائيلية أخرى قرب مدينة درعا جنوب سوريا.
إضافة لتدمير مخازن الدبابات وصيانة المدرعات، وتدمير مخازن الطائرات وحظائرها، وبما في ذلك تدمير الدفاعات الجوية ومراكز الرادار، فضلاً عن تدمير مقرات الألوية الدفاعية، وتدمير أسطول بحري…وصولاً لاستهداف وتدمير مراكز البحوث والأبحاث العسكرية، وكل مقرات الاستخبارات والمراقبة..
تدمير ممنهج لقدرات الجيش العربي السوري.. فهل نستطيع القول: إن سوريا لم ولن تعود إلى سابق عهدها، وانتهى كل شيء وإلى الأبد.
اختلف مع النظام وبشار الأسد وحزب البعث ومع من تشاء وكيفما يحلو لك، ولكن لا تنسى المحاسن في مساندته واحتضانه ودعمه لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان ضد العدو الإسرائيلي، فهي مواقف تفرد بها عن سائر الأنظمة العربية الأخرى كلها.!
وإضافة إلى رفضه الدخول في اتفاقية سلام مع إسرائيل والتطبيع معها مقابل انسحاب إسرائيل من الجولان، كما هو حال كل من مصر، والأردن والحديث اليوم يجب أن ينحصر حول ماذا بعد وما هي الأجندة التي ستكشفها الأيام القادمة، فأمريكا بأدواتها سبق وعاثت في العراق الفساد..
هذا جبل الشيخ الذي استولت عليه إسرائيل مؤخراً يقع في منطقة استراتيجية تمتد حدوده عبر ثلاث دول هي سوريا الجزء الأكبر من الجبل، والذي يمتد ضمن محافظتي ريف دمشق والقنيطرة، كما يمتد على لبنان، ليشمل الجزء الغربي من الجبل، ضمن محافظة البقاع، فيما القسم الثالث يطل على الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث يشمل الأجزاء الجنوبية من الجبل، وخاصة في المناطق المرتفعة من هضبة الجولان المحتلة.
ويتميز الجبل “بقممه العالية التي تصل إلى حوالي 2814 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وهو غني بالثلوج التي تغطيه معظم أشهر السنة، مما يجعله مصدرًا مهمًا للمياه وللسياحة الشتوية، إضافة لموقعه الهام والحيوي بل والاستراتيجي”..
أما مدينة القنيطرة التي تقع جنوب سوريا هي الأخرى فقد سقطت بيد إسرائيل بدخول رتل من الدبابات بالتزامن مع دخول حلفائها العاصمة دمشق.
لقد ظلت إسرائيل تحلم لسنوات باستعادة القنيطرة والمناطق المجاورة التي انسحبت منها حسب اتفاقية فصل القوات لعام 1974 التي تلت حرب أكتوبر 73م..
وها هي وسائل الإعلام الصهيونية تعلن عن عملياتها اليومية في لحظات سكر المهووسين بالسلطة من القطعان التي دفعت بهم تركيا ومن ورائها أمريكا وإسرائيل نعم تعلن وبكل وقاحة استهداف مخازن السلاح وكل الوسائل القتالية، ومنظومة الدفاع الجوي، واصفة العملية بأنها أكبر عملية تحققها دون أي مقاومة تذكر..
لقد تم تدمير مئات الأهداف داخل سوريا، والصهاينة مستمرون في تعميق الهجمات ضد أهداف استراتيجية في الأراضي السورية، ويقولون أيضًا “إنه لم يتقرر بعد بالضبط ما هي الأراضي التي ستسيطر عليها إسرائيل على الحدود السورية..
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
العدو يواصل عدوانه على مخيم الفارعة وسط تدمير البنية التحتية وممتلكات الفلسطينيين
الثورة نت/
واصلت قوات العدو الصهيوني، اليوم الاثنين، عدوانها على مخيم الفارعة جنوب طوباس، لليوم التاسع على التوالي.
وأفادت وكالة الانباء الفلسطينية ، بأن قوات الاحتلال ما زالت تدفع بمزيد من التعزيزات العسكرية من حاجز الحمرا باتجاه المخيم، فيما تواصل تدمير البنية التحتية وممتلكات المواطنين فيه.
وأضافت أن قوات الاحتلال تواصل مداهمة العديد من منازل المواطنين وتدمير محتوياتها، فضلا عن التحقيق ميدانيا مع عشرات المواطنين، واعتقال آخرين.
كذلك ما زالت قوات الاحتلال تجبر العائلات على النزوح قسرا من منازلها، في الوقت الذي نزح فيه المئات بشكل جماعي إلى خارجه، في ظروف صعبة للغاية وتحت التهديد والتنكيل.
وما زال المواطنون داخل المخيم يعيشون ظروفا إنسانية في غاية الصعوبة، بسبب استمرار انقطاع المياه عن المخيم، وعرقلة الاحتلال إدخال المواد التموينية والأساسية، بما فيها أدوية المرضى وحليب الأطفال.