الولايات المتحدة تفرض عقوبات على سوريين
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
فرضت الولايات المتحدة عقوبات على فصيلين سوريين مسلحين، وهما لواء سليمان شاه، وفرقة حمزة، لارتكابهما انتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في شمال سوريا تتعلق الاختطاف والانتهاكات الجسدية الشديدة والاغتصاب.
وشملت العقوبات أيضا، محمد الجاسم، وشقيقه وليد الجاسم، وكلاهما من قادة لواء سليمان شاه، وسيف بولاد أبو بكر، قائد فرقة حمزة، لارتباطهما بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان.
وأوضح بيان صادر عن الخارجية الأميركية أنه بعد 12 عاما من المعاناة الهائلة لا يزال السوريون يواجهون انتهاكات حقوق الإنسان على أيدي العديد من أطراف النزاع.
وتُظهر إجراءات اليوم التزام الولايات المتحدة بتعزيز المساءلة لمرتكبي انتهاكات حقوق الإنسان في سوريا بغض النظر عن الفاعل وتعزيز العدالة للضحايا والناجين من هذه الانتهاكات.
وأكد البيان أن الولايات المتحدة ستواصل مع حلفائها وشركائها دعمها الثابت لتعزيز احترام كرامة وحقوق الإنسان لجميع السوريين.
المصدر: الحرة
كلمات دلالية: الولایات المتحدة
إقرأ أيضاً:
فزغلياد: لماذا تراجع نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط؟
يرى الكاتب الروسي سيرغي ليبيديف أن تراجع النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط يعود إلى تناقضات سياساتها التي تدّعي الليبرالية في حين تنحاز بشكل غير مشروط لإسرائيل، و"فشل مشاريعها" بدعم الربيع العربي والديمقراطية، وتوجهها المعلن لتقليص وجودها في المنطقة، مما أدى إلى التشكيك بمصداقيتها كحليف موثوق.
وقال ليبيديف -الأستاذ المحاضر بالجامعة المالية التابعة لحكومة الاتحاد الروسي- في مقال رأي نشرته صحيفة "فزغلياد"، إن الأنظار تحوّلت في عام 2024 نحو الشرق الأوسط وتراجع النفوذ الأميركي خصوصا، نظرا للأحداث المتسارعة التي تهز المنطقة.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2واشنطن بوست: أوروبا على حافة الهاوية وتواجه تهديدات في 2025list 2 of 2إعلام إسرائيلي: مهما دمرنا ستطلق الصواريخ وسيعود سكان شمال غزةend of list تناقضات أميركيةواعتبر الكاتب أن الولايات المتحدة التي تدّعي أن سياستها في الشرق الأوسط تستند إلى مبادئها الليبرالية، تتصرف على أرض الواقع بشكل يناقض تماما هذه الأيديولوجية، ومن ذلك دعمها غير المشروط لإسرائيل بغض النظر عن انتهاكاتها المتكررة للقانون الدولي.
وذكر الكاتب أنه خلال فترة الربيع العربي، دعمت إدارة الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الاحتجاجات في جميع أنحاء المنطقة وتخلت عن حلفائها، على غرار الرئيس المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي.
وأضاف أن هذا التوجه أثار مخاوف الأنظمة الأخرى في الشرق الأوسط، في حين اعتبر كثير من السياسيين في المنطقة أن الربيع العربي حدث مصطنع تقف وراءه أطراف خارجية.
إعلان الانسحاب من المنطقةوتزامنا مع فشل المشروع الأميركي -كما يرى كثيرون-، أصبح حكام دول الشرق الأوسط باستثناء إسرائيل، يتساءلون عن جدوى الاعتماد على الولايات المتحدة في أوقات الأزمات، وما إذا كانت مستعدة للتخلي عنهم وفق مصالحها، يتابع الكاتب.
وحسب رأيه، فإن رغبة واشنطن في تقليص وجودها في المنطقة -وهو الأمر الذي أعلنته منذ أكثر من عقد- يعدّ أيضا من العوامل التي دفعت الحكومات إلى التشكيك في الولايات المتحدة كحليف موثوق به.
وأكد الكاتب أن فكرة الانسحاب من الشرق الأوسط ظهرت خلال فترة رئاسة أوباما، الذي كان يعتقد أنه على الولايات المتحدة تقليص وجودها العسكري إلى الحد الأدنى وإدارة الأحداث في الشرق الأوسط دون التدخل المباشر، وهو ما يُعرف بـ"القيادة من الخلف".
وتابع أن إدارة بايدن اعتمدت رسميا السياسة ذاتها، وهو ما تؤكده الوثائق الرسمية، مثل إستراتيجية الأمن القومي التي تم اعتمادها في عام 2022، لكنه اعتبر أنه من المستبعد تفكير الولايات المتحدة في الانسحاب بشكل كامل من المنطقة.
وأوضح أنه بغض النظر عن مدى واقعية فكرة الانسحاب، فإن التصريحات الأميركية المتكررة في هذا الاتجاه تثير قلق حلفاء الولايات المتحدة التقليديين في المنطقة، التي بدأت تحاول تنويع شراكاتها الجيوسياسية حسب تعبيره.
الناتو العربيوأضاف الكاتب أن هذه النقاشات استمرت خلال رئاسة الرئيس المنتخب دونالد ترامب الأولى، حين حاولت الإدارة الأميركية تعزيز العلاقات مع دول المنطقة، وروّجت لاتفاقيات أبراهام، وطرحت مبادرة إنشاء تحالف الشرق الأوسط الإستراتيجي، المعروف بـ"الناتو العربي".
ولكن تلك المبادرة بقيت حبرا على الورق ومن المستبعد تنفيذها على أرض الواقع وفقا للمقال، وكان المشروع يتضمن تشكيل قوات شرق أوسطية تحمي المصالح الأميركية في المنطقة، أساسا ضد الطموحات الإيرانية.
إعلانوكان ذلك قبل أن يفاقم إعلان ترامب المتكرر احتمال سحب أنظمة الدفاع الجوي (باتريوت وثاد)، حالة التوتر في المنطقة.
دعم غير مشروط لإسرائيلكما اعتبر الكاتب أن الدعم الأميركي غير المشروط لإسرائيل على مدار عقود يهدد النفوذ الأميركي في الشرق الأوسط، وتقوم إستراتيجية الأمن القومي التي تعتمدها الولايات المتحدة حاليا على تعزيز العلاقات الدبلوماسية بين إسرائيل ودول المنطقة مع الحفاظ على التزامها الثابت بضمان أمن إسرائيل.
وفي كتابهما بعنوان "اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية الأميركية"، سلّط الكاتبان جون ميرشايمر أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيكاغو، وستيفن والت أستاذ العلاقات الدولية في جامعة هارفارد، الضوء على سبب دعم واشنطن غير المشروط لتل أبيب.
وحسب الكاتبين، فإن إسرائيل بذلت جهودا كبيرة لإنشاء لوبي إسرائيلي في واشنطن له تأثير قوي على السياسة الأميركية، إلى درجة أن أي سياسي أميركي أصبح يدرك أن معارضة إسرائيل بشكل علني يعني نهاية حياته السياسية.
وذكر الكاتب أنه وفقا لأكثر التقديرات تحفظا، ناهزت المساعدات التي خصصتها الولايات المتحدة لإسرائيل في الفترة الفاصلة بين أكتوبر/تشرين الأول 2023 وسبتمبر/أيلول 2024، أكثر من 22 مليار دولار، رغم غضب الرأي العام الأميركي من الجرائم التي ترتكبها إسرائيل في غزة.
واعتبر المقال أن إسرائيل تشكل تهديدا لمصالح الولايات المتحدة في المنطقة، لا سيما أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يعرقل جميع المبادرات السلمية، مراهنا على الدعم الأميركي المستمر لمواصلة عملية "التطهير العرقي" في القطاع.
وختم الكاتب أن كل هذه العوامل تؤثر سلبا على نفوذ الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، مما يشكل فرصة أمام لاعبين آخرين -على رأسهم روسيا والصين- لبسط نفوذهما في المنطقة، لا سيما وأنهما تعتمدان نهجا مختلفا تماما عن الولايات المتحدة.
إعلان