كيف يستخدم تاكاشي موراكامي الذكاء الاصطناعي لإعادة تصور تاريخ الفن الياباني؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
على الرغم من أن الفنانين اليابانيين، إيواسا ماتابي (1578-1650) وتاكاشي موراكامي يفصل بينهما قرون، إلا أنهما يلتقيان في لحظة فريدة وغريبة في أحدث معرض لغاغوسيان: "تاريخ الفن الياباني على طريقة تاكاشي موراكامي"، والذي يُعرض في مساحة غروسفينور هيل، في لندن، حتى 8 مارس (آذار) 2025.
وفي قلب المعرض، يمكن مشاهدة عمل ماتابي "راكوتشو-راكوجاي-زو بيوبو" (مشاهد في كيوتو وما حولها) (نسخة فوناكي)، وهو تحفة فنية من متحف طوكيو الوطني، وقد أعيد تفسيرها من خلال عدسة موراكامي المعاصرة، وفق موقع "آرت نت".
وما يقدمه موراكامي ليس مجرد تكريم، بل إعادة بناء، وإعادة سرد لتاريخ الفن الياباني، مشبعاً باستكشافه المستمر للوقت والهوية والاستمرارية.
ويقول موراكامي: "في حين كان تاريخ الفن الياباني لفترة طويلة نقطة مرجعية في ممارستي، فإن هذه المرة الأولى التي أعيد فيها تصور عمل من الماضي بشكل مباشر، وأصبح من الواضح أن الأمر لا يتعلق ببساطة بإعادة إنشاء أو نسخ الأعمال الأيقونية، كان الأمر يتعلق بمواجهة تاريخ كيوتو الأعمق والأكثر تعقيداً، كان تحدياً للتفكير في تجارب الحرب والصراع السياسي ولحظات الانتصار والهزيمة، دفعني هذا التحدي إلى منطقة إبداعية جديدة".
ويتحدث موراكامي عن كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في عمليته، فيقول: " أولاً، اشترى الاستوديو الخاص بي بصورة عالية الدقة من متحف طوكيو الوطني، ثم مسحها ضوئياً، وتحويلها إلى رسم خطي، فاللوحات الأصلية ليست واضحة تماماً ولم تنج بعض التفاصيل، لذا لم يتمكن الذكاء الاصطناعي من استخراج العناصر الرسومية المطلوبة بشكل كافٍ، ولم يكن لدينا خيار سوى إعادة رسم كل شيء يدوياً، ولذلك، عمل تسعة أشخاص على الرسم ليلاً ونهاراً، ونتيجة لذلك، فإن ملامح الوجه للشخصيات ليست مقتبسة من عمل ماتابي، لكنها نسخة أصلية لموراكامي".
ويتعمق المعرض في تراث كيوتو المتعدد الطبقات، وهي مدينة غارقة في التاريخ وتنبض بالخيالات الأسطورية، وبالنسبة لموراكامي، فإن المعرض شخصي للغاية أيضاً، حيث يثو: "تمثل هذه الموضوعات موتي وحقيقة أنني سأموت حتمًا".
وهذا التفاعل المشحون بين التقاليد والابتكار، يظهر فن موراكامي كاستكشاف متعدد الطبقات للتراث التاريخي والشخصي، حيث تتجاوز زخارفه الأيقونية التوقيع البصري، وتعمل كعلامات لعلاقته بالتاريخ الذي ورثه والمستقبل الذي يؤثر فيه.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: سقوط الأسد حصاد 2024 الحرب في سوريا عودة ترامب عام على حرب غزة إيران وإسرائيل إسرائيل وحزب الله غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية الذكاء الاصطناعي الذكاء الاصطناعي ثقافة وفنون الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
ماكرون: فرنسا ستستثمر 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن استثمارات تقدر ب 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات القادمة، وذلك عشية انطلاق "قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي"، والتي تستضيفها العاصمة الفرنسية باريس على مدار يومين، بمشاركة رؤساء دول وحكومات وقادة منظمات دولية وكبرى الشركات الفاعلة في هذا المجال وممثلين عن المجتمع المدني من جميع أنحاء العالم.
وفي حديث مع قناة "فرانس 2" التلفزيونية، استعرض ماكرون استراتيجيته فيما يتعلق بالذكاء الاصطناعي، وأعلن عن عدة مبادرات واستثمارات من بينها استثمار 109 مليارات يورو في مجال الذكاء الاصطناعي وقارن بشكل خاص هذا الاستثمار باستثمارات الولايات المتحدة في مشروع "ستارجيت" للذكاء الاصطناعي، والذي أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن استثمار قدره 500 مليار دولار فيه.
وفي بداية حديثه، قال ماكرون إنه مع الذكاء الاصطناعي "نشهد ثورة تكنولوجية وعلمية"، متحدثا عن "فرصة للإنسانية"، معربا عن أمله في أن تستغل فرنسا هذا العصر الجديد من التقدم، معتقدا أن الذكاء الاصطناعي سيسمح لنا "بالعيش بشكل أفضل، والتعلم بشكل أفضل، وتوفير رعاية أفضل.. ويتعين علينا أن نضع هذا الذكاء الاصطناعي في خدمة الإنسانية".
وسلط الضوء أولا على التطورات الممكنة في مجال الطب، قائلا: "اليوم، باستخدام صور الأشعة المقطعية أو الرنين المغناطيسي، يستغرق كشف الخلايا السرطانية عدة ساعات، ولكن مع الذكاء الاصطناعي، لأننا نجمع الكثير من البيانات معا، فهناك قدرة حسابية، وسنرى الورم السرطاني بسرعة أكبر ويمكننا استهداف المنطقة المصابة بدقة أكبر" والتي يجب علاجها.
وفيما يتعلق بمسألة العمل، أعرب ماكرون عن قناعته بأن هذه التكنولوجيا "لن تحل محل الإنسان أبدا، أنا لا أؤمن بذلك على الإطلاق". ويرى أن الذكاء الاصطناعي بمثابة "مساعد" مؤكدا أهمية التدريب على ذلك،
وأضاف أن 40 ألف شاب يتدربون سنويا في هذا القطاع في فرنسا، "وسيرتفع هذا العدد إلى 100 ألف شاب سنويا"، متابعا "نريد أن نتحرك بشكل أسرع وأقوى بكثير في مجال الذكاء الاصطناعي، نحن القوة العالمية الخامسة في هذا المجال".
وتعهد الرئيس الفرنسي باستثمار 109 مليارات يورو في الذكاء الاصطناعي على مدى السنوات القادمة"، وأشار إلى أن من بينها استثمارات الإمارات العربية المتحدة لإنشاء مركز بيانات عملاق في فرنسا، واستثمار صناديق استثمارية أمريكية وكندية كبرى في البلاد أيضا، فضلا عن استثمار "شركات فرنسية"، وذلك لتطوير هذه التكنولوجيا المهمة.
كما أشار إلى التشريعات في هذا المجال، داعيا إلى "تنظيم عالمي" وشراكات بين القطاعين العام والخاص، بحيث تظهر السلوكيات الجيدة في هذا المجال، مؤكدا أن هذا العمل يجب أن يتم على نطاق عالمي، قائلا " نحن بحاجة إلى أن نعرف متى يكون الأمر متعلقا بالذكاء الاصطناعي ومتى لا يكون كذلك".
وستعقد "قمة العمل بشأن الذكاء الاصطناعي" اليوم الاثنين، في العاصمة الفرنسية بمشاركة رؤساء دول وحكومات ورؤساء منظمات دولية ومسؤولين تنفيذيين لشركات صغيرة وكبيرة وممثلي مؤسسات أكاديمية ومنظمات غير حكومية وممثلين عن المجتمع المدني.
وتهدف القمة إلى تعزيز استراتيجية فرنسية وأوروبية طموحة في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث يسلط هذا الحدث الدولي الضوء على خبرات الأطراف الفاعلة في مجال الذكاء الاصطناعي في أوروبا وجمع شركائها الدوليين حول هذه الرؤية المشتركة.
ومن خلال هذه القمة، تأمل فرنسا في تأكيد مكانتها على الخريطة العالمية للذكاء الاصطناعي والتأثير على الاتجاه الذي سيتخذه تطوير هذه التكنولوجيا في المستقبل.