حمزة حسين الديلمي
النظر للمشهد السياسي ببراءة هو مُجَـرّد سذاجة لا أكثر، المشهد السياسي ليس بتلك البساطة التي يتم تصديرها للجماهير عبر الإعلام الموجَّه، بل هو معقَّد ومتشابك ومتناقضٌ لتلك الدرجة التي يصعُبُ تخيُّلُها حتى..
في نقاشاتنا الداخلية والخارجية من أكبر المشكلات التي نقع بها دون قصد هي ميلنا للبحث عن المعلومات والبراهين التي تؤكّـد وجهات نظرنا وآرائنا المسبقة وتجاهل ما يعارضها حتى لو كان صحيحًا وبدون تحديد هذا الخلل ومحاولة التخلص منه لن نتمكّن من تنقية وعينا وإدراكنا.
تحدث نتنياهو مرارًا عن ضرورة قطع الممر الخاص بسلاح حزب الله، وتحدث ترامب عن توسيع مساحة “إسرائيل” وذهب رون دريمر لموسكو وواشنطن ليضمن منع إعادة تسلح حزب الله قبل أن يتم توقيع اتّفاق التسوية في لبنان بالإضافة للحديث عن كسر الطوق الإيراني الذي يحيط بـ “إسرائيل”، والشرق الأوسط الجديد، افقاد الدول العربية جيوشها النظامية واستبدالها بدويلات على مدار العقدين الأخيرين، حديث غانتس عن ضرورة تخلي إيران عن تغذية حلفائها بالسلاح كشرط للاتّفاق النووي، التوافق الروسي الإيراني التركي المصري الخليجي على الأحداث الأخيرة في سوريا.
كل ذلك يجب أن يتبادر إلى الذهن لنفهم ما الذي جرى وفي نفس الوقت لا يجب أن يغير من حقيقة أن النظام السوري وقف متفرجًا أمام الضربات الإسرائيلية على مناطق سورية عدة منذ السابع من أُكتوبر، وتقاربه الأخير مع النظام الإماراتي والسعوديّ.
الحكام الجدد لسوريا أمام اختبار مفصلي اليوم وغدًا بشأن ما يقوم به الكيان اليوم فقد قصف كفر سوسة وأصدر بيانات تطالب أهل جنوب سورية بالبقاء في بيوتهم واحتل جبل الشيخ، فهل سيسارعون إلى مواجهته والدفاع عن سوريا وتحرير الجولان أم سيحتفظون بحق الرد وإعلان السلام معه؟ هذا ما ستكشفه الأيّام القادمة.
وهنا لا أنسى أن أبارك للشعب السوري على طيِّ صفحة الماضي دون اقتتال، ونسأل الله تعالى لهم التوفيقَ في بناء وطنهم دون تدخلات أَو إملاءات خارجية.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
سرايا: تيار الإسلام السياسي سيأخذ فرصة لحكم سوريا خلال الفترة المقبلة
قال الكاتب الصحفي أسامة سرايا، إن حزب الله لم يعد أمامه إلا العودة تحت المظلة اللبنانية، مشيرًا إلى أن النظام الحاكم في سوريا سيكون تحت رقابة شديدة من دولة الاحتلال، خاصة بعد تدمير البنية العسكرية بشكل كبير من قبل إسرائيل.
وأضاف "سرايا"، خلال حواره مع الإعلامي نشأت الديهي ، ببرنامج "المشهد"، المذاع على القناة العاشرة المصرية “ten”، أن الرئيس بشار الأسد حصل على الكثير من الفُرص لحل الأزمة في سوريا، ولكنه لم يتجاوب مع هذه الفرص على الإطلاق، مشيرًا إلى أن الأسد جرب كل الحلول، إلا الحل السياسي والتفاوض مع المعارضة والفصائل السورية.
وتابع أن سوريا بعد سقوط الرئيس بشار الأسد ستكون بدون نفوذ إيراني أو حزب الله، مشيرًا إلى أن تيار الإسلام السياسي سيأخذ فرصة لحكم سوريا خلال الفترة المقبلة بدعم تركي أمريكي إسرائيلي.