بكين تعزز انتشارها العسكري بـ 53 طائرة عسكرية و19 سفينة.. وتايوان تدعو إلى وقف جميع الأعمال الاستفزازية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
عواصم " وكالات": اقترح مشرعون أمريكيون تخصيص مواد عسكرية وتدريبات، بقيمة تصل إلى 300 مليون دولار أمريكي لدعم تايوان، في "قانون تفويض الدفاع الوطني للعام المالي 2025 ".
وفي مؤتمر صحفي، عقد أمس، قال مايك جونسون، رئيس مجلس النواب إن مشروع القانون، الذي لم يتم التصديق عليه بعد، بعد من شأنه أن يزيد التمويل للمبادرات الدفاعية الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، بما في ذلك تايوان، حسب وكالة الأنباء المركزية التايوانية(سي.
ويقترح قانون الدفاع الوطني لعام 2025 تفويض وزارة الدفاع الأمريكية لتقديم "مساعدة مناسبة"، بموجب مبادرة التعاون الأمني لتايوان.
في هذه الاثناء، عزّزت الصين انتشارها العسكري حول تايوان خلال الساعات الـ24 الماضية مع إرسالها 53 طائرة عسكرية و19 سفينة، وفق ما أفادت اليوم الأربعاء سلطات الجزيرة واصفة بكين بأنها "مثيرة مشاكل".
وتعتبر الصين تايوان جزءا من أراضيها وتؤكد عزمها على إعادة ضمها مستقبلا حتى ولو بالقوة.
وتعود جذور النزاع بين تايوان والصين إلى العام 1949 عندما فرّت القوى القومية بقيادة تشانغ كاي تشيك إلى الجزيرة إثر هزيمتها في برّ الصين الرئيسي أمام القوى الشيوعية بقيادة ماو تسي تونغ.
وقالت تايوان اليوم إنها رصدت خلال الـ24 ساعة الماضية 53 طائرة عسكرية صينية و19 سفينة حول الجزيرة، في إطار تنفيذ الجيش الصيني أكبر انتشار بحري له منذ سنوات.
وقالت وزارة الخارجية التايوانية في بيان "تولد هذه التصرفات حالة من عدم اليقين وأخطارا في المنطقة وتتسبب في اضطرابات للدول المجاورة وتؤكد أن الصين مثيرة مشاكل تهدد السلام والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادئ".
من جهته، قال وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن إن الولايات المتحدة تراقب الوضع وستضمن "ألا يقوم أحد بأي شيء لتغيير الوضع القائم في مضيق تايوان".
وأضاف اليوم لصحافيين في قاعدة أمريكية في اليابان "نقولها مجددا، سياستنا لم تتغير. سنواصل بذل كل ما في وسعنا لمساعدة تايوان في الحصول على وسائل للدفاع عن نفسها".
من جانبه، قال مكتب شؤون تايوان في الصين اليوم الأربعاء إن بكين لن تسمح بتواطؤ قوات تايوان "الانفصالية" مع قوات خارجية سعيا للاستقلال دون ردع، وذلك ردا على سؤال حول النشاطات العسكرية الصينية بالقرب من تايوان. وقالت المتحدثة باسم المكتب تشو فنغ ليان، خلال إفادة صحفية دورية في بكين، إن الصين تتخذ التدابير اللازمة للدفاع بقوة عن سيادة البلاد والسلامة الإقليمية ولحماية السلام والاستقرار في مضيق تايوان.
وقالت وزارة الدفاع التايوانية في بيان إن الطائرات والسفن، وبينها 11 سفينة حربية، رصدت خلال فترة 24 ساعة انتهت في الساعة السادسة صباحا بتوقيت تايبه.
وهذا أعلى عدد من الطائرات والسفن الصينية التي ترصدها تايوان منذ المناورات العسكرية التي نظمتها بكين في أكتوبر ردا على خطاب الرئيس لاي تشينغ-تي في العيد الوطني لتايوان قبل أيام من ذلك. وعند انتهاء تلك المناورات، رصد عدد قياسي بلغ 153 طائرة صينية في يوم واحد قرب الجزيرة، إضافة إلى رصد 14 سفينة صينية.
وامس، أعلنت تايوان أنها رصدت حول الجزيرة خلال الساعات الـ24 الماضية 47 طائرة عسكرية و12 سفينة حربية صينية، وذلك بعيد أيام من انتهاء جولة خارجية قام بها الرئيس التايواني لاي تشينغ تي وأدانتها بكين بشدّة.
وفي المجموع، نشرت بكين حوالى 90 سفينة على مساحة أوسع، في مياه بحر الصين الشرقي والجنوبي، وكذلك في مضيق تايوان الذي يفصل الجزيرة عن البر الرئيسي للصين حيث تجري بكين أكبر تعبئة بحرية لها منذ سنوات..
وقامت هذه السفن، بمحاكاة مهاجمة سفن أجنبية وتعطيل طرق شحن في المياه المحيطة بتايوان "لرسم خط أحمر" قبل تنصيب دونالد ترامب رئيسا للولايات المتحدة، وفق ما أوضح مسؤول أمني تايواني.
ولم يعلن الجيش الصيني ووسائل الإعلام الحكومية الصينية علنا زيادة النشاط في هذه المناطق.
وتأتي هذه المناورات بعد أيام من انتهاء جولة قام بها الرئيس التايواني وشملت منطقتين أمريكيتين هما هاواي وغوام وأثارت غضبا صينيا عارما وتكهّنات بشأن ردّ محتمل من جانب بكين.
وكانت جولة لاي في المحيط الهادئ أول رحلة خارجية له منذ تولّيه منصبه في مايو.
وخلال جولته، أجرى لاي مكالمة هاتفية مع رئيس مجلس النواب الأمريكي مايك جونسون، ما أثار غضب بكين.
وتتهم الصين لاي، مثل الرئيسة السابقة تساي إنغ وين، بالرغبة في تعميق الانفصال الثقافي مع القارة، منددة بالتصرفات "الانفصالية".
وتايوان التي تحظى بحكم ذاتي تعتبرها الصين جزءا لا يتجزأ من أراضيها وتعارض أي اعتراف دولي بالجزيرة واعتبارها دولة ذات سيادة.
وبكين التي تعارض أيّ اتصال رسمي بين تايبيه ودول أجنبية دانت "بشدة" جولة لاي وحضّت الولايات المتحدة على "التوقف عن التدخل في شؤون تايوان".
كذلك، حذرت بكين تايوان من أي محاولة "تهدف إلى الاستقلال بمساعدة الولايات المتحدة"، مؤكدة أنها "ستفشل".
من جهتها، طالبت تايوان الصين اليوم الأربعاء إلى وقف جميع "الأعمال الاستفزازية"، وقالت إن النشاط العسكري الصيني المستمر يمثل "اختلالا صارخا" للوضع الراهن للأمن والاستقرار في منطقة المحيطين الهندي والهادي، بإنهاء نشاطها العسكري المستمر في المياه القريبة، حيث قالت إنه يقوض السلام والاستقرار بصورة أحادية في مضيق تايوان، ويعرقل الشحن والتجارة الدوليين.
وقالت وزارة الخارجية في بيان على موقعها الإلكتروني إن ذلك رد من ناحية على أنشطة " عدد كبير" من السفن البحرية والتابعة لخفر السواحل الصيني في سلسلة الجزر الأولى، الأرخبيل الواقع قبالة البر الرئيسي القاري الآسيوي الذي يضم اليابان وتايوان وجزء من الفلبين.
وجاء في البيان " وزارة الخارجية تطالب رسميا بأن توقف سلطات بكين على الفور الترهيب العسكري وجميع الأنشطة غير العقلانية التي تعرض السلام والاستقرار الإقليميين للخطر".
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: السلام والاستقرار الیوم الأربعاء فی مضیق تایوان طائرة عسکریة
إقرأ أيضاً:
الرسوم الأمريكية تعزز القطاع الزراعي في البرازيل بطلب كبير من الصين وأوروبا
أدّت الرسوم الجمركية المتبادلة بين الولايات المتحدة والصين إلى تعزيز القطاع الزراعي في البرازيل على حساب المزارعين الأمريكيين، إذ اتجهت بكين لزيادة وارداتها من السلع البرازيلية مثل فول الصويا ولحوم البقر.
وخلال الربع الأول من 2025، ارتفعت صادرات لحوم البقر البرازيلية إلى الصين بنسبة 33% والدواجن بنسبة 19%، بينما تراجعت الشحنات الزراعية الأمريكية بنسبة 54% في كانون الثاني/ يناير، وسط توقعات بأن تصل صادرات الحبوب إلى الصين إلى الصفر بحلول أيار/ مايو.
وتستفيد البرازيل من هذا التحول، حيث ارتفعت أسعار صادراتها، وازدادت الاستثمارات في قطاعها الزراعي، ما مكّنها من تجاوز الولايات المتحدة كمورد رئيسي للصين.
كما تستعد أوروبا لفرض رسوم جمركية على السلع الزراعية الأمريكية، ما يضاعف الطلب على المنتجات البرازيلية ويثير مخاوف من نقص الإمدادات وارتفاع أسعار الأعلاف والغذاء عالميًا، خاصة إذا ركزت الصين والاتحاد الأوروبي وارداتهما على البرازيل فقط.
وبحسب صحيفة "فاينناشال تايمز" فقد كانت البرازيل من أكبر الرابحين في الحرب التجارية الأولى للرئيس دونالد ترامب مع الصين، حيث عززت بشكل كبير تقدمها الضيق آنذاك على الولايات المتحدة كأكبر مورد غذائي لبكين. ويبدو الآن أنها ستتقدم أكثر.
وقال إيشان بهانو، كبير محللي الزراعة في شركة كبلر لبيانات السلع: "إنها نعمة للمزارعين في البرازيل والأرجنتين، وستساعد صناعتهم كثيرا (...) ستكون تداعيات هذا أطول أمدا من الإجراءات الفعلية - ففي آسيا، ستبني الدول علاقات أفضل مع أمريكا الجنوبية".
وصرح رودريغو ألفيم، المدير الدولي لمجموعة ميناس بورت البرازيلية، قائلاً: "تتحرك الصين بسرعة لتأمين إمدادات ليس فقط من فول الصويا، بل من سلع أخرى أيضًا. سيؤدي ذلك إلى انخفاض الطلب على الحبوب الأمريكية".
وقال كالب راغلاند، مزارع فول الصويا من كنتاكي، والذي صوت لترامب ثلاث مرات، يوم إن المزارعين الأمريكيين "ما زالوا يعانون" من آثار الحرب التجارية الأولى التي شنها ترامب، و"بالتأكيد ليسوا متحمسين لحرب ثانية مطولة".
وفي رسالة مفتوحة، ناشد راغلاند، رئيس الجمعية الأمريكية لفول الصويا، ترامب عقد صفقة مع الصين.
وكتب: "من الضروري التوصل إلى صفقة. فالاقتصاد الزراعي أضعف بكثير الآن مما كان عليه في ولايته الأولى. بعد الحرب التجارية الأولى، خسرنا ما يقرب من 10% من حصة السوق لصالح الصين، وهي حصة لم نستعدها أبدًا".
كما منعت الصين الشهر الماضي فعليًا حصة كبيرة من دخول صادرات لحوم البقر الأمريكية إلى البلاد، والتي قُدرت قيمتها العام الماضي بـ 1.6 مليار دولار، وذلك من خلال عدم تجديد التسجيلات التي تسمح لمئات منشآت اللحوم الأمريكية بالتصدير إلى هناك.
وقال مصدر مطلع على الصادرات الزراعية الأمريكية للصحيفة، إن شحنات فول الصويا والقمح والذرة والذرة الرفيعة هذا العام كانت محدودة أيضًا.
وأضاف المصدر أن العديد من شركات طحن الحبوب الصينية أوقفت وارداتها من الولايات المتحدة، بعد أن أدت الرسوم الجمركية إلى تقليص هوامش ربحها.
وقال أوريليو بافيناتو، الرئيس التنفيذي لشركة SLC Agrícola، إحدى أكبر شركات إنتاج الحبوب في البرازيل، إن البرازيل في وضع قوي للاستفادة من هذا التحول. وأضاف: "مع سعي الصين إلى تنويع مورديها، ونظرة أوروبا المتزايدة إلى البرازيل كخيار مستقر، نشهد زيادة في الطلب الأجنبي وارتفاعًا ملحوظًا في الأسعار".
ولا تزال البنية التحتية اللوجستية في البرازيل متأخرة عن الولايات المتحدة، حيث غالبًا ما تعيق الاختناقات في الموانئ الصادرات. لكن الحرب التجارية الأخيرة قد تجلب مرة أخرى زيادة في رأس المال.
ومع اعتزام الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية انتقامية بنسبة 25% على فول الصويا ولحوم الأبقار والدواجن الأمريكية تتزايد المخاوف من عدم امتلاك الدولة الواقعة في أمريكا الجنوبية ما يكفي من المنتجات لتلبية الطلب.
وعلى الرغم من أن البرازيل قد حققت محصولًا وفيرًا، إلا أن سوتر قال إن إمداداتها الكبيرة "ستُمتص بسرعة" إذا ركزت كل من الصين والاتحاد الأوروبي "جميع مصادرهما على البرازيل".