ما أسباب تصاعد العداء للمسلمين في الهند ودور العلماء؟
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
وحول تاريخ الإسلام في الهند، يكشف صاحب عالم الأعظمي، وهو باحث أكاديمي في مركز حسن بن محمد للدارسات التاريخية بالدوحة -في حديثه لبرنامج "موازين"- أن علاقة الهند بالدول العربية تعود إلى التاريخ القديم، حيث كان التجار المسلمون والعرب يترددون إلى الموانئ والمناطق الساحلية خصوصا في جنوب الهند، مشيرا إلى أن الإسلام وصل للمناطق الجنوبية والغربية الساحلية في القرنين الأول والثاني.
ورغم انتشار الإسلام منذ قرون، فإن العداء للمسلمين في الهند تصاعد في السنوات الأخيرة، وأسهم في ذلك الحزب الحاكم حزب بهاراتيا جاناتا الذي يتبنى خطابات عنصرية وعمل على تغيير أسماء المئات من المعالم الإسلامية، ونزع الجنسية عن ملايين المسلمين.
ورغم أن المسلمين حكموا الهند ألف سنة وأكثر في بعض المناطق، فإنهم بقوا يشكلون أقلية، ويرجع عميد الشؤون التعليمية في كلية كامبريدج الإسلامية، محمد أكرم الندوي السبب في ذلك لعدم اهتمام المسلمين بالدعوة، وتركيز الحكام والملوك أكثر على تعزيز دعائم حكمهم.
ويقدر عدد المسلمين في الهند في الوقت الراهن بنحو 300 مليون مسلم، أي أنهم يشكلون أكثر من 20% من مجمل الشعب الهندي.
وحسب رئيس منتدى آسيا والشرق الأوسط، محمد مكرم بلعاوي، فإن التحول في السياسة الهندية الحالية إزاء المسلمين يرتبط بمجيء التيار اليميني الهندوسي إلى الحكم في الهند، والذي له علاقة تاريخية بالحركة الصهيونية.
إعلانوترافق التطرف الهندوسي – يتابع مكرم بلعاوي- مع تأسيس الدولة الهندية، حيث ارتكزت فكرة الحالة القومية الهندوسية بالأساس إلى تعزيز وتقوية الشخصية الهندوسية أمام أصحاب الديانة الإسلامية.
غير أن ما هو أخطر من العنف الذي يمارس ضد المسلمين في الهند -وفقا لـ بلعاوي- هو تآكل دور المسلمين في المجتمع، "فبعدما كانوا تاريخيا هم أصحاب الثقافة والمال والحكم، فإن تمثليهم في البرلمان لا يزيد عن 5%، وفي مؤسسات الدولة لا يزيد عن 2% ، كما أنهم من أدنى الأقليات امتلاكا للأراضي والعقارات.
الحالة الدينية والسياسيةوعن أبرز الجماعات الدينية في مجال الدعوة الإسلامية، يؤكد أكرم الندوي وجود جماعات دينية كثيرة جدا، لكن أبرزها وأكبرها هي "جماعة الدعوة والتبليغ" والتي أسسها الشيخ الراحل محمد إلياس قادري، وهي خاصة بعوام الناس.
كما تعد"الجماعة الإسلامية" التي أسسها الراحل أبو الأعلى المودودي، من الجماعات المهمة في الهند والتي كان لها تأثير كبير على المثقفين.
ويصف رئيس منتدى آسيا والشرق الأوسط تأثيره بالمميز، بالإضافة إلى "جمعية علماء الهند"، مشيرا إلى أنه بخلاف الحالة الدينية، فقد تلقت القيادات السياسية ضربة قاسية عند انفصال باكستان عن الهند.
ورغم أن المسلمين يعتبرون "هدفا سهلا للجماعات الهندوسية المتطرفة"، كما يؤكد رئيس منتدي آسيا والشرق الأوسط، فإن الدولة الهندية تتغاضى عن هذه الجماعات.
11/12/2024المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
النفط يصعد مع تغلب تصاعد التوتر في الشرق الأوسط على مخاوف الطلب
طوكيو
صعدت أسعار النفط في المعاملات اليوم الاثنين مع تصاعد التوتر في الشرق الأوسط في أعقاب إطاحة قوات المعارضة السورية بالرئيس بشار الأسد، مما طغى على مخاوف ناجمة عن ضعف الطلب في الصين.
وقالت شركة النفط السعودية العملاقة أرامكو أمس الأحد إنها خفضت أسعار البيع لمشترين آسيوين لشهر يناير كانون الثاني 2025 إلى أدنى مستوياتها منذ مطلع 2021، مع تأثر الأسواق سلبا بفعل ضعف الطلب من الصين، أكبر مستورد للخام في العالم.
وبحلول الساعة 0140 بتوقيت جرينتش، ارتفعت العقود الاجلة لخام برنت 22 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 71.34 دولار للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط 22 سنتا أو 0.3 بالمئة إلى 67.42 دولار للبرميل.
وفقد خام برنت أكثر من 2.5 بالمئة في الأسبوع الماضي، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط 1.2 بالمئة إذ توقع محللون فائضا في المعروض في العام المقبل بفعل ضعف الطلب، على الرغم من قرار مجموعة أوبك+ إرجاء زيادة الإنتاج ومددت بدلا من ذلك تخفيضات الإنتاج الكبيرة حتى نهاية 2026.
وأعلنت المعارضة السورية على التلفزيون الرسمي أمس الأحد إنها أطاحت بالرئيس بشار الأسد وأنهت حكم أسرته المستمر منذ أكثر من 50 عاما في هجوم خاطف أثار مخاوف من موجة جديدة من الاضطرابات في منطقة الشرق الأوسط.
وقال توموميتشي أكوتا، الخبير الاقتصادي البارز في شركة ميتسوبيشي يو.إف.جيه للأبحاث والاستشارات "التطورات في سوريا أضافت طبقة جديدة من الضبابية السياسية في الشرق الأوسط، مما قدم بعض الدعم للسوق".
وأضاف "تخفيضات الأسعار التي أجرتها السعودية وتمديد خفض إنتاج أوبك+ الأسبوع الماضي أكدا ضعف الطلب من الصين، مما يشير إلى أن السوق قد تضعف بحلول نهاية العام"، مشيرا إلى أن المستثمرين يراقبون عن كثب التأثير المحتمل لسياسات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب في مجال الطاقة والشرق الأوسط.
ويوم الخميس قررت مجموعة أوبك+، التي تضم منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجين مستقلين منهم روسيا، إرجاء البدء في زيادة إنتاج النفط ثلاثة أشهر حتى أبريل، ومددت الإلغاء الكامل لتخفيضات الإنتاج لمدة عام حتى نهاية 2026.