لوباريزيان: سجن 3 طلاب أرادوا إنشاء دولة إسلامية بفرنسا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
قالت صحيفة "لوباريزيان" الفرنسية إن مكتب المدعي العام الوطني لمكافحة "الإرهاب" في باريس أمر بحبس 3 طلاب من نانت ونيم بعد فتح تحقيق أولي، وتوجيه الاتهام لهم بالتخطيط للقيام بأعمال عنف بالمتفجرات ضد هدف رمزي، وخصوصا مجلس مدينة بواتييه، للانتقام لمعركة جرت عام 114هـ/732م.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير حصري بقلم جيريمي فام لي- أن الطلاب الثلاثة أنيس ت، وأنس ف، وحسن أ، أرادوا "تفجير شيء ما في فرنسا"، و"إثارة التمرد والحرب الأهلية"، و"إقامة دولة إسلامية" على الأراضي الفرنسية، وقد بدؤوا في صنع متفجرات انطلاقا من معرفة أحدهم بالكيمياء، ولكن ضباط الشرطة اعترضوهم أثناء الاستعداد لهجومهم الذي كان في مرحلة متقدمة.
ووجّه المدعي العام للطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 19 و20 عاما -حسب الصحيفة- الاتهام يوم السبت 7 ديسمبر/كانون الأول، "بإنشاء جمعية إرهابية إجرامية" و"التصنيع غير المصرح به للمتفجرات فيما يتعلق بمشروع إرهابي".
معدات كيميائيةواكتشف عملاء المديرية العامة للأمن، في إطار المراقبة الإدارية المرتبطة بمكافحة الإرهاب، طالبا في قسم علوم الحاسوب بجامعة نانت يدعى أنيس ت. (19 عاما)، وهو فرنسي من أصل جزائري، لديه اتصالات هاتفية مع العديد من الأشخاص الموجودين في ملفات "إس" الأمنية الذين تتابعهم أجهزة المخابرات.
إعلانوتبين أن أنيس ت. الذي يطلق على نفسه "أبو النصر الحسني"، ابن إمام مسجد سان بريوك وداعية سابق في مركز الحبس الاحتياطي بنفس المدينة، وهو يدير قناة على موقع يوتيوب يقدم فيها دروسا إسلامية لنحو 200 مشترك.
غير أن بعض محادثات أنيس ت. الهاتفية أقلقت إدارة الأمن، حيث ذكر أثناء حديث مع طالب آخر من نانت يدعى أنس ف.، طردا سيتم وضعه في خزانة، لاستخدامه -على حد تعبيرهم- في "تنفيذ العمليات"، وهو ما فسّرته الشرطة بأنه خطة للقيام بأعمال عنف باسم "الجهاد".
وخلال الفترة نفسها، قدم أنيس ت. طلبا عبر الإنترنت للحصول على معدات كيميائية تضم حاوية وماصات بلاستيكية وأقنعة وغيرها، وقد حدد مع صديقه موعدا لإجراء "الاختبارات" في نانت، مما دعا الشرطة لتعقب الصديقين عندما حاولا استلام الطرد يوم 20 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي.
بحسب التحقيقات، كان الثلاثة يفكرون في عدة مشاريع جهادية يقودها ابن الإمام، ولكن خططهم تبدو مشوشة أحيانا، إذ في البداية كان أنيس ت. يقترح الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى "تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة"، دون أن يتمكن من الاختيار بينهما، ولكنه عدل إلى أعمال العنف على الأراضي الفرنسية باستخدام المتفجرات
خطط مرتبكةوتباهى الشريكان عبر الهاتف بأنهما نجحا في تصنيع مادة (تي إيه تي بي) "TATP"، وهي مادة متفجرة تحظى بشعبية كبيرة لدى التنظيمات المتشددة، ويُزعم أنهما اختبرا قنبلة محلية الصنع في مكان مهجور وما زالا يحتفظان بـ3 غرامات من تلك المادة جاهزة للاستخدام.
كذلك كُشف عن مشتبه به ثالث، هو حسان أ. (19 عاما)، وهو طالب لعلم النفس في نيم، وقد التقى أنس ت. وحسن أ. عدة مرات خلال دورات مخصصة للدين ومشروع افتتاح مكتبة للمجتمع الإسلامي.
وبحسب التحقيقات، كان الثلاثة يفكرون في عدة مشاريع جهادية يقودها ابن الإمام، ولكن خططهم تبدو مشوشة أحيانا، إذ في البداية كان أنيس ت. يقترح الذهاب إلى سوريا والانضمام إلى "تنظيم الدولة الإسلامية أو القاعدة"، دون أن يتمكن من الاختيار بينهما، ولكنه عدل إلى أعمال العنف على الأراضي الفرنسية باستخدام المتفجرات.
رمزية معركة بواتييهوفي مناقشاتهم، يبدو أن الثلاثة فكروا في العديد من المدن، مثل باريس ونانت وتولوز وليون وغيرها، قبل أن يظهروا اهتماما خاصا بمدينة بواتييه بسبب رمزية معركة عام 732 ميلادي -المعروفة ببلاط الشهداء في رمضان عام 114 هجري- التي انتصر فيها شارل مارتل على الجيش الإسلامي، مع أنهم لم يسافروا إليها حسب التحقيقات.
إعلانكما ذكر المشتبه بهم أيضا فكرة تفجير "إدارة"، كمقر المديرية العامة للأمن الوطني أو جهاز مكافحة الإرهاب الفرنسي الرئيسي، بطريقة خيالية "كالذهاب عبر المجاري أو جعل الحراس ينامون أو حتى القضاء عليهم بمسدس"، مقتنعين بأن الهجوم سيخلق فوضى، بل إن أنس ت. تخيل فكرة بتكوين جيش وإحداث حرب أهلية في فرنسا، يكون الهدف النهائي منها -حسب كتاباته- "إقامة الإمامة في فرنسا"، أي نظام إسلامي جديد ودولة إقليمية جديدة على نموذج خلافة تنظيم الدولة السابقة.
وقد تم اعتقال الطلاب بشكل متسرع بسبب الإعدادات المتقدمة للمتفجرات، وعبر أنس ت. أثناء وجوده في حجز الشرطة، عن أسفه لهذه الرحلة المجنونة، وأكد محاميه مي سيبان أوهانيانز أنه "يجب أن تستمر التحقيقات لتحديد حقيقة نوايا موكله".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات أنیس ت
إقرأ أيضاً:
حافظت على الهوية الوطنية| وزير التعليم يشيد بالمدارس الفرنسية في مصر
قام محمد عبد اللطيف، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، بحضور السفير إيريك شوفالييه، سفير فرنسا بالقاهرة، بزيارة مدرسة العائلة المقدسة لتفقد سير العملية التعليمية بها.
ورافق وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى، خلال زيارتهما، دانييل ريجنو، ملحق التعاون التربوي بسفارة فرنسا، وفرانك توريس، ملحق تعاون اللغة الفرنسية بالمعهد الفرنسي، ومنال جندي، مساعدة قطاع التعليم بالمعهد الفرنسي، والأب رومان أمين، مدير مدرسة العائلة المقدسة “الجزويت”.
وحضر وزير التربية والتعليم والتعليم الفني والسفير الفرنسى طابور الصباح، وتحية العلم، كما ألقى الوزير محمد عبد اللطيف كلمة عبر فيها عن سعادته بتواجده بمدرسة العائلة المقدسة بالقاهرة، التي تمثل صرحًا تعليميًا عريقًا، ترجع جذوره إلى قرن ونصف من الزمن، حتى أصبح علامة فارقة في تاريخ التعليم، ورمزًا للتعليم الهادف الذي يمزج بين الأصالة والمعاصرة.
وأكد وزير التربية والتعليم والتعليم الفني عمق العلاقات المصرية الفرنسية؛ حيث يرتبط البلدان الصديقان بروابط جغرافية، وتاريخية وحضارية وثقافية، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات المتميزة شهدت تطورًا ملموسًا، منذ تولي الرئيس عبد الفتاح السيسي، انطلاقًا من إرادة سياسية مشتركة من الجانبين.
وقال وزير التربية والتعليم والتعليم الفني إن العلاقات الثقافية بين مصر وفرنسا تتميز بتاريخ طويل من التعاون والتفاعل الإيجابي الذي ساهم في تعزيز التفاهم المشترك بين البلدين والشعبين الصديقين، وساهمت الثقافة بدور محوري في بناء جسور التواصل بينهما، وتتواصل هذه العلاقات اليوم، من خلال المبادرات الثقافية المشتركة مثل، برامج تعليم اللغة الفرنسية، والتبادلات الطلابية، وإقامة المعارض الفنية، إلى جانب مشاركة المؤسسات الثقافية المصرية في الفعاليات الثقافية الفرنسية، حيث تعكس تلك الشراكات الناجحة بين البلدين التزامهما بتعزيز الحوار الحضاري، والحفاظ على التراث الثقافي.
وأضاف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني محمد عبد اللطيف: "لقد ساهمت المدارس الفرنسية، منذ نشأتها بمصر، بدور بارز في تعزيز الثقافة، ونشر التعليم باللغة الفرنسية، مع الحفاظ على الهوية الوطنية، والاهتمام بالقيم الثقافية والإنسانية التي تعكس التنوع والانفتاح، والتفاعل العميق بين الثقافتين، وتخرجت منها أجيال تمتلك رؤية عالمية، وتمثل نموذجًا ناجحًا للتعاون التربوي، والتعليمي، والثقافي المثمر، مما ساهم في إيجاد بيئة تعليمية تثري الطلاب بتجارب حضارية متعددة، وتشحذ الفكر النقدي البناء".
وأوضح أن مدارس العائلة المقدسة تُعد نموذجًا بارزًا للمدارس الفرنسية في مصر، حيث تسهم بشكل ملموس في تعزيز الثقافة ونشر اللغة الفرنسية، بالإضافة إلى إسهامات تعليمية رائدة، ما يتيح الجمع بين جودة التعليم وتنمية الهوية الوطنية، وتعزيز التواصل الثقافي، وقيم روح التسامح والتفاهم بين الطلاب، وتشجيعهم على التفكير النقدي والإبداع وجعلهم أكثر احترامًا وقبولًا لثقافة الآخر، مشيدًا بخريجي هذه المدارس ونجاحاتهم في حياتهم العملية على مدار 145 عامًا، داعيًا الطلاب إلى مواصلة مسيرة التعلم، والاجتهاد، والتفوق، واحترام معلميهم، واستثمار فرص جديدة للاطلاع، والمعرفة، والإبداع، واكتشاف الذات.
وفي ختام كلمته، تقدم وزير التربية والتعليم والتعليم الفني بالشكر والتقدير للسفارة الفرنسية، وكل من ساهم في وضع لبنة في هذا الصرح التعليمي العريق، ولإدارة المدرسة المتميزة، وأعضاء هيئة التدريس الأكفاء الذين قدموا نموذجًا مشرفًا في التفاني والإخلاص، متمنيًا لهم المزيد من التوفيق والنجاح.
من جانبه، أعرب إيريك شوفالييه سفير فرنسا بالقاهرة عن سعادته بهذه الزيارة، مؤكدًا أنها فرصة لتعزيز العلاقات بين السفارة ووزارة التربية والتعليم، وتعزيز أواصر التعاون القائم بينهما.
وأكد السفير الفرنسى أن مدرسة العائلة المقدسة تعد من أعرق المدارس الفرنسية في مصر فقد نشأت منذ 145 عامًا، وتقدم تعليمًا متميزًا يؤهل الطلاب لدراسة ثلاث لغات بشكل عالي الجودة، مشيرًا إلى أن الطلاب يتقنون لدى تخرجهم اللغات العربية والفرنسية والانجليزية، وأحيانًا لغات أخرى مثل الأسبانية، وغيرها.
كما أكد السفير الفرنسى مواصلة تقديم الدعم لجميع المدارس الفرنسية فى مصر، والتى يحرص على زيارتها بشكل دائم، والعمل على دعم المبادرات التعليمية وبرامج التبادل الثقافي، بما يعود بالنفع على المجتمع المدرسي.
من جهته، رحب الأب رومانى أمين مدير المدرسة بالحضور، مشيرًا إلى أن مدرسة العائلة المقدسة المعروفة أيضًا باسم مدرسة "الجزويت" تهدف لتنشئة أبنائها تنشئة متكاملة تمكنهم من خدمة مجتمعهم وانفتاحهم على العالم المحيط بهم ثقافيًا وعلميًا وإنسانيًا، مشيرًا إلى أن المدرسة تعد واحدة من بين 3730 مدرسة يدرس فيها مليونان ونصف مليون طالب من مختلف أنحاء العالم، فضلًا عن 189 جامعة ومعهد متخصص عالميًا.
وأضاف مدير المدرسة أن مدرسة العائلة المقدسة تقدم رسالتها التي تندرج في إطار سياسة مصر التي تضع ضمن أولوياتها التربوية والوطنية الإنسان قبل أي اعتبار آخر، وتعد هذه تحديدًا رسالة المدرسة الأولى، وهي تكوين عناصر فعالة في المجتمع، تتسم بالكفاءة الدراسية، ونزاهة الضمير، وأمانة الالتزام.
وأوض أن هذه المبادئ التربوية، التي تضع الشخص محور التربية والتعليم، يتم ترجمتها على أصعدة متعددة في إطار اليوم الدراسي منها استخدام الطرق والأدوات والأساليب والوسائل التربوية المتجددة في العصر الرقمي الذي نعيشه ويعيشه أبناؤنا، كما يهدف إلى اكتشاف القدرات العقلية للطلاب ليكونوا قادرين على التحليل والفهم والنقد واتخاذ القرار والابتكار.
وخلال زيارة وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى للمدرسة، استعرض عدد من طلاب المدرسة الأنشطة الدراسية الصفية واللاصفية، من رحلات ثقافية، ومعسكرات تكوينية، ورحلة الدراجات السنوية، بجانب الرحلات العلمية، كما تم استعراض الأعمال الخيرية التى يقوم بها طلاب المدرسة فى خدمة المجتمع.
وقد أشاد الوزير بعرض الطلاب، وبالأنشطة التى يقومون بها، كما أثنى على أدائهم في العرض، كما تحدث معهم عن تطلعاتهم فى المستقبل، وقال لهم: “أنتم وجه مشرف للطلاب وعليكم مسئولية كبيرة فى بناء الوطن”.
وخلال الزيارة، تفقد وزير التربية والتعليم والسفير الفرنسى، مكتبة المدرسة التى تحتوى على كتب عريقة، ومنها كتاب "وصف مصر" وبعض الاحجار التى تعود تاريخها إلى العصور المختلفة.
كما تفقد الوزير والسفير الفرنسى عددًا من فصول المدرسة للمرحلة الثانوية والإعدادية، وتابعا شرح المعلمين أثناء حصص التاريخ، والعلوم، والرياضيات، كما تفقدا معرضًا يحتوى على أعمال الطلاب الفنية، والرسومات، وكتب فنون الخط العربى، وأعمال من الصلصال، وفن طى الورق، والرسم على الزجاج والنحاس.