سوريا اليوم.. 6 تطورات بينها استئناف الحياة الطبيعية ورسائل للخارج وتحديد الأولويات
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
في اليوم الرابع من استيلاء المعارضة المسلحة على مقاليد الحكم في سوريا، تتالت التطورات على الصعد الأمنية والسياسية والاجتماعية والحقوقية.
وبعد تعيين الحكام الجدد حكومة لتصريف الأعمال لمدة 3 أشهر، صدرت تعليمات بعودة أجهزة الدولة للعمل بشكل طبيعي لخدمة المواطنين.
وفيما يلي أبرز تطورات اليوم الأربعاء:
حرق ضريح الأسد الأبتناقلت وسائل التواصل الاجتماعي وبعض الوكالات الغربية أنباء عن إحراق ضريح الرئيس السوري الراحل حافظ الأسد الذي حكم البلاد.
ويوجد ضريح حافظ في مسقط رأسه بمدينة القرداحة، الواقعة في محافظة اللاذقية.
وخلال الأيام الماضية، حطم مسلحون ومواطنون تماثيل في مختلف المدن للأسد الأب وابنه الرئيس الهارب بشار الأسد.
أعلنت الإدارة السياسية الجديدة بدمشق أن ضبط الأمن يأتي على رأس الأولويات. وأصدرت توجيهات للمسلحين باحترام المؤسسات العامة والأحياء السكنية في مختلف أرجاء البلاد.
وقال المتحدث باسم إدارة الشؤون السياسية إن مطار دمشق الدولي سيستأنف عمله في غضون أيام.
وأضاف "سنؤسس دولة جديدة هي دولة المؤسسات والقانون. أمامنا تحديات كبيرة لإعادة السلم الأهلي في البلاد". وشدد على أن الأولويات هي الآن ضبط الأمن وتشغيل الخدمات التي تمس المواطن.
إعلانوقال إن هيئة تحرير الشام مجرد "مرحلة من المراحل، وندعم ما يختاره الشعب".
وفي سياق متصل، شدد على ضرورة انخراط قوى الثورة السورية في المؤسسة العسكرية.
رسائل للخارج
قال رئيس الإدارة السياسية لسوريا الجديدة أحمد الشرع إن على الحكومات الأجنبية ألا تقلق بشأن الوضع في سوريا.
وأضاف "الناس منهكون من الحرب، وبالتالي فإن البلاد غير مستعدة للدخول في حرب أخرى. الخوف كان من وجود نظام الأسد وهو الآن سقط والبلاد تتجه نحو التنمية وإعادة الإعمار والاستقرار".
وقال إن مصدر المخاوف كان من المليشيات الإيرانية وحزب الله والنظام الذي ارتكب المجازر التي نراها اليوم.
بدء عودة اللاجئينرصدت الجزيرة حركة عودة اللاجئين السوريين من لبنان إلى بلدهم عبر معبر المصنع الحدودي.
ويشهد المعبر عودة كثيفة عقب سقوط نظام بشار الأسد منذ الأحد الماضي.
كذلك بدأت عودة النازحين من المخيمات على الحدود مع تركيا إلى سوريا.
قالت حكومة تصريف الأعمال إن الحياة بدأت تعود تدريجيا إلى معظم المحافظات والمدن مع عودة الخدمات الأساسية.
وتعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال محمد البشير بضمان حقوق جميع الطوائف في سوريا، وإعادة الأمن والاستقرار للبلاد وإعادة ملايين اللاجئين السوريين.
وأوضح أن حكومته ورثت من نظام الأسد تركة إدارية ضخمة فاسدة "ونحن في وضع سيئ للغاية ماليا. لا يوجد لدينا سوى الليرة السورية التي لا تساوي شيئا ولا عملة أجنبية لدينا".
وقد أعلنت إدارة العمليات العسكرية في سوريا إلغاء حظر التجوال بالعاصمة دمشق وريفها.
لا عفو عن المجرمينقال القائد العام للإدارة السورية الجديدة أحمد الشرع الأربعاء إن كل من تورط في تعذيب وقتل المعتقلين في السجون السورية لن ينال العفو.
وذكر -في بيان نشر على قناة تليغرام التابعة للتلفزيون السوري الرسمي- "لن نعفو عمن تورط بتعذيب المعتقلين وتصفيتهم وكان سببا في ذلك".
إعلانوأضاف "سنلاحقهم في بلدنا، ونطالب الدول بتسليمنا من فر إليهم من هؤلاء المجرمين لتحقيق العدالة بحقهم".
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
سوريا.. 7 تطورات اقتصادية متوقعة في ظل رئاسة الشرع
يمهد ملء الفراغ السياسي في سوريا على مستوى رئاسة الجمهورية والتشريع والعمل الدستوري لكسب الإدارة الجديدة للشرعية الدولية، مما قد يولد انعكاسات إيجابية على مؤشرات اقتصاد البلاد.
1- اعتراف دوليتحظى الحكومات المعترف بها رسميًّا بفرص لإبرام الاتفاقيات التجارية والاستثمارية، والوصول إلى الأسواق العالمية، وتعزيز الثقة في التعامل مع المؤسسات الاقتصادية الدولية والدول، كما تحظى بفرص لزيادة الاستثمارات وتحفيز النمو الاقتصادي.
وفي هذا السياق، يشير الدكتور يحيى السيد عمر الخبير الاقتصادي إلى أن زيارة الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر إلى سوريا عززت من قيمة الليرة السورية أمام الدولار.
فقد ارتفع سعر صرف الليرة من 11 ألفا مقابل الدولار الواحد إلى 10 آلاف وأقل من ذلك، وأرجع السيد عمر ذلك إلى أن هذه الزيارة للشيخ تميم كانت بمنزلة اعتراف بأحمد الشرع رئيسا للمرحلة الانتقالية في سوريا.
ويربط السيد عمر تحسن مؤشرات اقتصاد سوريا بالاعتراف الدولي بالشرع والحكومة الانتقالية القادمة، لكنه يؤكد أهمية اقتران ذلك بتطوير البنية التحتية ودعم الإنتاج والتصدير.
2- زيارات خارجيةيقول الخبير الاقتصادي السوري يونس الكريم للجزيرة نت إن قدرة الرئيس أحمد الشرع على القيام بزيارات خارجية رسمية للدول ستفتح المجال لتحقيق مكاسب اقتصادية.
إعلانويضيف الكريم أن زيارة الشرع إلى السعودية تندرج في سياق البحث غن تحقيق مكاسب تتعلق بدعم عملية إعادة الإعمار، وتشجيع الاستثمار في سوريا، والحصول على قروض أو منح مالية، بما يحقق عوائد إيجابية على اقتصاد البلاد.
وفي 2 فبراير/شباط الحالي استقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في العاصمة الرياض أحمد الشرع. وتناول اللقاء، بحسب الشرع، خططا مستقبلية موسعة، في مجالات الطاقة والتقنية، والتعليم والصحة. وبحث اللقاء مستجدات الأحداث في سوريا والسبل الرامية إلى دعم أمن سوريا الشقيقة واستقرارها.
كذلك زار أحمد الشرع تركيا بتاريخ 4 فبراير/شباط 2025، والتقى خلال الزيارة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الذي أكد أن العقوبات الدولية على سوريا تعوق نمو البلاد موضحا أن أنقرة تبذل جهودا لرفعها، في حين أكد الشرع تحويل العلاقة مع تركيا إلى شراكة إستراتيجية عميقة في المجالات كافة.
ويشير الكريم إلى احتمال توسع زيارات الرئيس الشرع لتشمل دولًا متوجسة من التطورات التي حدثت في سوريا، لتشجيع تلك الدول على التعاون مع سوريا في جميع المجالات وخاصة المتعلقة بالاقتصاد، لا سيما بعد تخفيف الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي للعقوبات المفروضة على سوريا.
وفي هذا الصدد، توقع الباحث الاقتصادي السوري إياد الحجي ارتفاع قيمة التبادل التجاري مع تركيا بعد زيارة الشرع، وقال إن هذه الزيارة ستعزز من مستوى التنسيق التجاري والأمني بين البلدين.
من جانبه، يؤكد الخبير الاقتصادي يونس الكريم أن تحرك الرئيس الشرع دوليا قد يسهم بتدفق المساعدات الدولية الإنسانية للبلاد، لبناء البنية التحتية ودعم الاقتصاد.
3- تحسين بيئة الاستثماربملء الفراغ السياسي والتشريعي والقانوني في سوريا تستطيع الحكومة سنّ القوانين والإجراءات والإصلاحات التي تشجع الاستثمارات الأجنبية والمحلية في قطاعات مثل البنية التحتية، والزراعة، والطاقة والصناعات التحويلية.
إعلانويقول مناف كومان الباحث الاقتصادي في مركز عمران للدراسات للجزيرة نت "يمكن أن تعمل الحكومة بعد ملء الفراغ التشريعي في سوريا على سنّ الإجراءات والقوانين التي تشجع على الاستثمار وجذب المستثمرين السوريين والأجانب".
ويتحدث كومان عن أهمية الاستثمار في القطاعات الصناعية التحويلية، مثل صناعة النسيج والبناء والكيماويات والصناعات الورقية والخشبية وغيرها.
ويشير إلى أهمية تحفيز القطاع الخاص من خلال تمكين الشركات الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال لدعم الاقتصاد الوطني وتوطين الصناعات وتنويع الاقتصاد وخلق فرص عمل.
وبحسب تقرير منشور على موقع الجزيرة نت، من المحتمل أن تكون دول الخليج العربي أبرز الدول المساهمة في الاستثمار بسوريا لا سيما دولة قطر والسعودية والكويت، وقد تحدث الرئيس السوري الشرع سابقًا عن أولوية دول الخليج العربي بالاستثمار في سوريا.
4- تخفيف العقوباتمن العوامل الحاسمة في تحسن مؤشرات اقتصاد سوريا موقف الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي من الحكومة الجديدة، وتعليق أو رفع العقوبات، وهو ما قد ينعكس إيجابًا على تحسن الاقتصاد تدريجيا.
وفي هذا السياق، يقول الخبير يونس الكريم إن تسلّم الشرع لرئاسة البلاد يمنحه القدرة على التحرك خارجيا، ويسمح له بعقد لقاءات دولية لإقناع بعض الأطراف لدفع الولايات المتحدة الأميركية ودول الاتحاد الأوروبي إلى تعليق العقوبات بشكل أوسع ولفترة طويلة.
وفي وقت سابق أكّد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان من دمشق وقوف بلاده إلى جانب الإدارة السورية الجديدة ودعمها في مسألة رفع العقوبات الغربية، بحسب ما نشرته الجزيرة نت.
5- إبرام اتفاقيات اقتصاديةإن التحركات الدبلوماسية التي من المحتمل أن ينفذها الرئيس الشرع سوف تمنحه القدرة على إبرام اتفاقيات اقتصادية مع عدد من الدول.
وفي هذا الصدد، يقول الباحث الاقتصادي إياد الحجي للجزيرة نت إن الشرع قد يكثف زياراته الخارجية لإبرام اتفاقيات في قطاعات تدعم الخدمات التي تسهم في توفير البنية اللازمة لدعم عملية الإنتاج والتصنيع في البلاد.
إعلانويؤكد الحجي أن ملء فراغ منصب رئاسة الجمهورية وتفويض الرئيس أحمد الشرع يؤدي إلى انفراج وارتياح من جانب زعماء والرؤساء في الدول العربية والإقليمية والمجتمع الدولي أيضًا.
وبحسب المتحدث، فإن هذا سيسرع بشكل مباشر من إمكانية إبرام اتفاقيات اقتصادية مع دول وشركات، وخاصة في الملفات العاجلة التي تحتاجها سورية اليوم كمشاريع ترميم قطاع الطاقة والاتصالات والبنى التحتية.
ويشير الحجي إلى إمكانية توقيع اتفاقيات شراكة إستراتيجية اقتصادية مع تركيا ودول الخليج العربي بما يفيد سوريا الجديدة.
من جهته، يشير الاقتصادي يونس الكريم إلى أن الرئيس الشرع قادر على عقد اتفاقيات في مجال إنتاج الطاقة المتجددة الشمسية التي لا تشملها العقوبات المفروضة على سوريا، لأن قطاع الكهرباء هو قطاع خدمي وغير مشمول بالعقوبات.
ويؤكد الكريم قدرة الرئيس الشرع قانونيا على إبرام عقود لبناء محطات توليد الطاقة الكهربائية، مشيرا إلى أن تحرك الشرع نحو الدول الحليفة قد يسهل استيراد مشتقات النفط كالديزل والبنزين.
6- تعزيز التبادل التجارييؤكد إياد الحجي أن ملء الفراغ الرئاسي والرسمي في سوريا يخلق مناخًا ملائمًا لدول الجوار لتأمين خطوط التبادل التجاري وتأمين طريق للمنتجات الزراعية والصناعية من لبنان وتركيا نحو الأردن ودول الخليج، ويفسح المجال أمام المنتجات السورية نحو التصدير.
ويشير الباحث كومان إلى أن سوريا أمام فرصة كبيرة لتعزيز صادراتها مع الدول العربية والإقليمية والدولية، والتي ستسهم في تقليل العجز التجاري ورفع قيمة الصادرات، وزيادة الإنتاجية وضمان الأمن الغذائي وتوفير القطع الأجنبي.
7- الانضمام إلى التكتلات الاقتصاديةيؤكد إياد الحجي أن الوضع القانوني والشرعية الحالية التي اكتسبها الشرع والحكومة يمنح الإدارة الجديدة القدرة على الانضمام إلى التكتلات الاقتصادية.
ويشير إلى المزايا التي قد تجنيها سوريا من الانضمام لمجموعة اقتصادية، مثل تخفيض الرسوم الجمركية، والاستفادة من خبرات الدول الأعضاء، وجذب الاستثمار، واستجرار القروض المالية المنخفضة الفوائد، ورفع قيمة التبادل التجاري مع دول المجموعة، ولكل هذه الأمور انعكاسات إيجابية على البلاد.
إعلان