تفاصيل خطة إسرائيل في سوريا بعد السيطرة الكاملة على الجولان
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
وجه الدكتور محمد عبود أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، التحية لـ وزارة الخارجية المصرية، بعد بيان أدانت فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد تدميرها للقواعد العسكرية والبنية التحتية السورية.
وأضاف الدكتور محمد عبود، خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامي أحمد موسى ببرنامج “على مسئوليتي” المذاع على قناة "صدى البلد"، أن ما يحدث في سوريا هو انتهاك صارخ لكافة القوانين الدولية، موضحاً أن سوريا تعيش أسوأ من نكسة 1967.
وتابع أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن جيش مصر وسوريا هما من دمرا الجيش الإسرائيلي في حرب 1973، بينما يحتفل الآن نتنياهو بحرب سوريا وتدميرها.
وأكد أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، إلى أن الجيش الإسرائيلي يطلق عليه مصطلح "لصوص المقابر"، حيث استغلت قوات الاحتلال الإسرائيلي سوء الأوضاع في سوريا بعد الانقلاب على بشار الأسد، لتتوغل في البلاد السورية.
وأشار إلى أن هناك تحركات خطيرة لاحتلال المنطقة العازلة بين حدود إسرائيل وسوريا، في أعلى جبل الشيخ، وهو موقع استراتيجي أمني، من خلال القصف والإنذار المبكر.
وأردف:" إسرائيل تدعي أنها فوجئت بانقلاب عسكري في دمشق.. توسعت و توغلت .. إسرائيل تعلم أن سوريا ستكون في طاولة المفاوضات .. سيكون التفاوض .. لتكون هضبة الجولان ضمن البلاد الإسرائيلية".
وأوضح أستاذ الدراسات الإسرائيلية بجامعة عين شمس، أن إسرائيل ستتبع مواصلة السيطرة على الأراضي السورية، أو ضمان بقاء الجولان في قبضة إسرائيل.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: وزارة الخارجية المصرية قوات الاحتلال الإسرائيلي
إقرأ أيضاً:
إسرائيل ومستنقع سوريا
تتعلم السياسة من دورس التاريخ لكنها لا تعيش فيه، فمن يعش في الماضي يتعثر في الحاضر ويخاطر بالمستقبل. وإسرائيل لا تزال تعيش في حقبة سوريا الأسد؛ لا ترى فيما جرى هناك سوى تغيير ثانوي يحدث في أي دولة عربية، ولهذا تتعامل مع الأمر وكأن شيئا لم يكن. والغريب أن معظم ردود الفعل من التحليلات العربية على الخروقات الإسرائيلية منذ تحرير دمشق في الثامن من كانون الأول/ ديسمبر 2024؛ لا يرى في طرفي المعادلة سوى سوريا وإسرائيل، والحقيقة أن هناك طرفا مهما جدا هو تركيا.
الحقيقة السياسية والجغرافية والعسكرية تقول إن المساس بسوريا إسرائيليا الآن هو مساس بتركيا. وهي أمور يصعب أن يبوح بها أحد دبلوماسيا بشكل علني، عدا السياسيين الذين لا يضعون حدودا في السياسة بينما هو عام وما هو خاص مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. فهذا الأخير نصح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن يحل مشاكله مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بعقلانية. وليس للأمر علاقة بالحديث الطويل عن قصة النفوذ التركي الحالي في سوريا؛ بقدر ما له علاقة بمظلة الحماية التي أعلنت صراحة تركيا أنها توفرها لسوريا في العهد الجديد.
الحقيقة السياسية والجغرافية والعسكرية تقول إن المساس بسوريا إسرائيليا الآن هو مساس بتركيا. وهي أمور يصعب أن يبوح بها أحد دبلوماسيا بشكل علني، عدا السياسيين الذين لا يضعون حدودا في السياسة بينما هو عام وما هو خاص مثل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب
بشكل عام من حق الدول ذات السيادة أن تبرم اتفاقيات دفاع مشترك مع الدول الأخرى. مضمون هذه الاتفاقيات يقتضي أن توفر دولة ما الحماية العسكرية لهذه الدولة أو تلك بسبب مصالح مشتركة أو جوار جغرافي، إلى غير ذلك من الأسباب، لكن التماهي الرسمي والشعبي بين دمشق وأنقرة يقلق تل أبيب بشدة، وهو ما دفعها إلى تكرر الخروقات الإسرائيلية المتكررة في سوريا.
ظاهريا، فإن سوريا وإسرائيل في حالة عداء، وعمليا فإن إسرائيل هي التي كررت الاعتداء على سوريا منذ 1967 وحتى الآن من دون رد عسكري واضح من دمشق، عدا الدعم السابق لحزب الله اللبناني وحركات المقاومة الفلسطينية، وهو الدعم الذي تقلص حتى اختفى تماما. فما وجه العداء الذي تشكله سوريا لإسرائيل حاليا؟ لا يملك نتنياهو إجابة على هذا السؤال، لهذا تبدو حججه في المحافل الدولية وخاصة لدى الولايات المتحدة ضعيفة ومهلهلة.
يحاول نتنياهو أن يفتح جبهة جديدة في سوريا للهروب من واقعه الأليم في قطاع غزة، لكن المحاولات متعثرة. فسوريا فعلا منهكة، نظاما وشعبا، وجروح السنين الماضية أثخنت في البشر والحجر. ورب ضرة نافعة، إذ استفز الأمر الأتراك فبدأوا في الحديث عن إقامة قواعد عسكرية تركية في سوريا. كان الأمر سيحدث عن عاجلا أو آجلا بحكم ملء تركيا للفراغ الاستراتيجي والعسكري الذي تركته كل من روسيا وإيران، لكن نتنياهو بغبائه المعهود سرع من وتيرة هذا المستوى من التعاون العسكري.
أنقرة تتعامل عسكريا بحساسية بالغة مع الوضع السوري، فلا تملك من الجرأة التي كانت تتعامل بها إيران وروسيا مع هذا الملف. جزء من هذه الحساسية تتعلق بالقرب الجغرافي وجزء آخر يتعلق بالروابط الدينية والتاريخية بين البلدين، فهي ليست مستعدة لتحمل نتيجة قرارات عسكرية حاسمة قد تفضي لتكلفة بشرية تطال السوريين يسقطون من دون قصد. وهي حساسية تشبه تلك التي تتعامل بها روسيا مع الملف الأوكراني مثلا، فلم تمارس روسيا في أوكرانيا البشاعة ذاتها التي مارستها في سوريا؛ لسبب بسيط، أنها تشعر قيادة وشعبا وجيشا أن الأوكرانيين هم أهلهم في نهاية الأمر تربط بينهم أواصر الدين والعرق واللغة والتاريخ المشترك.
ولهذا فإن الفيتو التركي على العدوان الإسرائيلي المتكرر على الأراضي السورية لن يقف عند الحدود الدبلوماسية، وسيتمخض عن دور دعم عسكري لسوريا في مواجهة إسرائيل سواء بشكل مباشر أو غير مباشر حين تسمح الظروف بذلك.
x.com/HanyBeshr