هل تسقط الديون بعد الوفاة؟.. أمين الفتوى يوضح الحكم الشرعي
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أوضح الشيخ علي قشطة، أمين الفتوى بدار الإفتاء ، الحكم الشرعي المتعلق بالديون التي تسقط عن الشخص بعد وفاته، ردًا على استفسار من سيدة تُدعى "شيماء".
وتساءلت السيدة عن موقف الدين الذي حصل عليه زوجها المتوفى نتيجة قرض بنكي، وهل يقع عليه أو عليها أي ذنب بعد أن أسقط البنك هذا الدين إثر وفاته؟
وخلال ظهوره في برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، طمأن الشيخ علي السيدة قائلًا: “لا وزر على زوجكِ بإذن الله، ولا يكون عليه أي مؤاخذة شرعية بشأن القرض الذي أسقطه البنك بعد وفاته.
فالدين الذي يُعفى عنه بعد الوفاة هو أمر يُقرره الله سبحانه وتعالى وفقًا للظروف، ولا يُحاسب الشخص عليه، إن شاء الله.”
وأضاف الشيخ علي أن إسقاط الديون من قِبل البنك بعد وفاة المقترض يدخل في نطاق الترتيبات القانونية والبنكية، ولا يرتب أي ذنب على المتوفى أو ورثته.
وتابع: "القروض البنكية التي تُسقط بعد الوفاة لا تُعتبر ديونًا شرعية يجب تحملها من قِبل الورثة، بل هي جزء من سياسات البنوك التي تأخذ في الاعتبار ظروف العملاء بعد وفاتهم."
وأشار إلى أهمية التفريق بين الدين الشرعي الذي يترتب على ذمة الشخص، والذي يجب سداده إذا كان ممكنًا، وبين الدين البنكي الذي يُعفى عنه وفقًا لتعاقدات محددة.
واستشهد الشيخ علي بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لأن يمشي أحدكم مع أخيه في قضاء حاجته، أفضل له من أن يعتكف في المسجد شهرين."
وعلّق قائلًا: "إذا كان الزوج قد سعى في حياته لقضاء حاجات أسرته أو من حوله، فإن نيته الصالحة وأعماله الطيبة ستُحسب له أجرًا عند الله، وربما يكون هذا القرض قد ساعده على تحقيق الخير لأسرته، مما يزيد من حسناته في الآخرة."
وفي ختام حديثه، شدد الشيخ علي قشطة على ضرورة الالتزام بالإجراءات البنكية والقانونية لضمان عدم ضياع الحقوق، سواء للعميل أو للمؤسسة البنكية.
وأكد أن التعامل السليم مع الأمور المالية يضمن تجنب أي مشكلات قد تقع بعد الوفاة، مشيرًا إلى أهمية توعية الأفراد حول مسؤولياتهم المالية في الحياة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: دار الإفتاء قرض بنكي المزيد بعد الوفاة الشیخ علی الذی ی
إقرأ أيضاً:
أمين الإفتاء يوضح المفهوم الصحيح للولاء والبراء بعيدا عن التشدد
أكد الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن هناك مفاهيم دينية قد تعرضت للتحريف والتفخيخ، أبرزها مفهوم الولاء والبراء، مشددًا على ضرورة تحرير هذه المفاهيم بما يتماشى مع القيم الإنسانية والإسلامية الحقيقية.
وأوضح الدكتور عمرو الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن مفهوم الولاء والبراء قد تحول إلى أداة للرفض والإقصاء، ما أدى إلى نظرة مغلوطة تجاه المخالفين في الدين أو الفكر.
وقال إن بعض الناس يعتبرون أن الشخص الذي لا يتفق معهم في الرأي أو في الطريقه الدينية لا يستحق التعامل معه بالاحترام أو أن يتم الحفاظ على عرضه، وهو ما يتناقض تمامًا مع تعاليم الإسلام، مضيفا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم علمنا أن نتجنب المعاصي ولكن لا نتبرأ من العصاة، مؤكدًا أن الإسلام يعلي من مقام التوبة ويعزز من كرامة الإنسان حتى وإن كان عاصيًا، شريطة أن يعود إلى الله بالتوبة.
وأشار إلى أن مفهوما الولاء والبراء في الإسلام لا يعني البحث عن الشرك في الآخرين، بل يعني أن الولاء يجب أن يكون قائمًا على الحب لله ورسوله، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "لا يؤمن أحدكم حتى يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما"، وأنه في ظل هذا الفهم، لا يجوز تحويل الولاء إلى أداة للتفرقة والنبذ بين الناس.
كما تحدث الورداني عن كيفية تعامل النبي صلى الله عليه وسلم مع العصاة والمخالفين، مستشهدًا بحادثة "الغامدية" التي تاب الله عليها، وشرح كيف رفع النبي صلى الله عليه وسلم مقام العصاة التائبين إلى مرتبة عالية، مما يمنحهم كرامة حتى في أوقات معاصيهم، مؤكدا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل المخالفين بالرحمة والاحتواء، ويحث على ستر عيوب الآخرين بدلًا من فضحها.