غزة .. أرقامٌ مفجعة وأصواتٌ لا تُسمع
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
يمانيون../
تتفاقم المأساة الإنسانية في غزة لتبلغ حدوداً يصعب وصفها، نداءاتُ الاستغاثة التي يكررها مسؤولو السلطة في غزة لا يبدو أنها تحرك سكون ما يُسمى المجتمع الدولي، بقدر ماهي تستعرض جوانب المأساة وتُحَدّث أرقامها، ففي اليوم الـ432 للعدوان على غزة -وبينما يصل عدد الشهداء إلى أربعةٍ وأربعين ألفاً وسبعمائةٍ وستةٍ وثمانين شهيداً ومائةٍ وستةِ آلافٍ ومائةٍ وثمانيةٍ وثمانين جريحا- يجدّدُ المكتب الإعلامي الحكومي دق ناقوس الخطر في مؤتمره الصحفي الذي عقده اليوم، حيث وصف الوضع بأنه وصل إلى مرحلة كارثية بعد انتهاج العدو الإسرائيلي سياسة التجويع بحق سكان غزة منذ بدء العدوان.
مدير المكتب الإعلامي الحكومي إسماعيل الثوابتة -في مؤتمر صحفي- أكد أن الوضع وصل مرحلة كارثية من الجوع والمعاناة المتفاقمة، وأوضح أن العدو يمارس سياسة التجويع في حق الشعب الفلسطيني، خاصة شمال القطاع، مؤكدا أن العدو يواصلُ إغلاق جميع المعابر والمنافذ، ويمنع إدخال المواد الغذائية؛ سعياً لتطبيق خطة “الجنرالات”.
وحمّل الثوابتة العدو المسؤولية الكاملة عن الجريمة الكارثية المركّبة التي يرتكبها في قطاع غزة، داعيا العالم إلى إدانة العدو الإسرائيلي وانتهاكه القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني واتفاقيات جنيف”.
أصوات مجتمعية وأممية ومناشدات دولية
قالت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية وإعادة الإعمار سيغريد كاغ: إن أهم مقياس للمنظمة هو وصول المساعدات الإنسانية للمحتاجين في غزة وليس فقط مرورها عبر المعابر للقطاع. وأفادت كاغ في إحاطة قدمتها لأعضاء مجلس الأمن الدولي بأن هناك أطرافا تتحمل مسؤولية عدم وصول المساعدات للناس في غزة.
من جانبه، دعا مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية “أوتشا” إلى إدارة أزمة الغذاء الخطيرة بشكل فوري وسريع، وناشد المجتمع الدولي ضرورة استدراك الواقع الإنساني الصعب بشكل فوري لتجاوز أزمة الغذاء الحالية بغزة.
في شأن إنساني آخر لا يقل كارثية أكّد مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أمجد الشوا إن 25 ألف مريض وجريح يحتاجون لإجلاء طبي فوري من قطاع غزة. يشار إلى أن غالبية الجرحى في غزة تشهد حالاتهم تدهوراً خطير اً مع مرور الوقت، ويصنف بعضهم -مع الأيام- في عداد الموتى في ظل انعدام البيئة الصحية والخدمات والكوادر.
وكان مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أشار إلى أن المستشفيات في غزة تتعرض لحصار متواصل من قبل قوات العدو، مطالبا المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته تجاه الكارثة الإنسانية في غزة.
كارثية الوضع الصحي
تشهد المنظومة الصحية في القطاع -لا سيما في الشمال- واقعاً مأساوياً جراء استهداف العدو الإسرائيلي للمستشفيات وإخراجها عن الخدمة، وحصاره المفروض على القطاع ومنعه دخول الأدوية ومستلزمات الصحة، وإيقافه حركة خروج المرضى والجرحى للعلاج خارج القطاع.
وقال مسؤول صحي فلسطيني اليوم: “إن عمليات النسف التي نفذها جيش العدو الإسرائيلي -فجرا- فاقمت تدهور الأوضاع في مستشفى كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأدت إلى تضرر شبكة المياه والأكسجين داخله”.
نسف المربعات السكنية؛ رعب يومي
قال شهود عيان من أهالي محافظة شمال قطاع غزة إن العدو نفذ عمليات نسف واسعة وغير مسبوقة لأحياء سكنية كبيرة في مناطق مختلفة من بلدة بيت لاهيا ومخيم جباليا شمال القطاع، كما أوضح مدير مستشفى كمال عدوان حسام أبو صفية في تصريح أن جيش العدو الإسرائيلي استخدم روبوتات مفخخة لتفجير المنازل. وقال: إن ليلة سيئة مرت على محافظة الشمال شهدتها كل زوايا وشوارع بيت لاهيا إثر عملية التفجير الأكبر التي تشهدها غزة. مضيفاً أن تلك الانفجارات أحدثت رعبا في صفوف المرضى والمصابين داخل مستشفى كمال عدوان. واصفاً الوضع بأنه ما زال سيئا، فإطلاق النيران العشوائية متواصل حتى اللحظة. وأوضح مدير مستشفى كمال عدوان أن المنظومة الصحية ما زالت تعاني بسبب قلة الإمكانات المتوفرة، لافتاً إلى مواصلة تقديمها الخدمة بالحد الأدنى.
وأشار أبو صفية إلى حاجة مصابين ومرضى داخل مستشفى كمال عدوان لخدمة طبية متقدمة، مُعَقِّباً: “لكن للأسف لا أحد يساعدنا بإدخال الوقود والمستلزمات”.
وقبل أيام نشرت «وكالة الصحافة الفرنسية» إحصائية للدمار الذي تسبب فيه العدوان الإسرائيلي على غزة. أبرز الأرقام فيها أشارت الى تدمير 169 ألف مبنى. يُشار إلى أنّ الكثافة السكانية في غزة هي من الأعلى في العالم. وقبل اندلاع الحرب، كان سكان القطاع البالغ عددهم 2.4 مليون نسمة يتوزعون على مساحة 365 كلم، ووفقاً للوكالة فإنه حتى 13 سبتمبر 2024 كان نحو 59% من مباني القطاع الفلسطيني المحاصر دُمِّر بالكامل أو تضرّر، وذلك استناداً إلى تحليل صور أقمار اصطناعية. وتعادل هذه النسبة نحو 169 ألف مبنى. أشار التقرير إلى أن الجزء الأكبر من هذا الدمار وقع خلال الشهرين أو الأشهر الثلاثة الأولى من العدوان.
موقع أنصار الله – يحيى الشامي
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: مستشفى کمال عدوان العدو الإسرائیلی قطاع غزة فی غزة إلى أن
إقرأ أيضاً:
3 شهداء في قصف إسرائيلي لمواطنين أمام مستشفى كمال عدوان
استشهد 3 مواطنين وأصيب آخرون بجروح، اليوم الأربعاء 11 ديسمبر 2024، في قصف الاحتلال مواطنين في بيت لاهيا شمال قطاع غزة .
وأفادت مصادر محلية، باستشهاد 3 مواطنين وإصابة آخرين بجروح، إثر قصف الاحتلال مجموعة مواطنين أمام بوابة مستشفى كمال عدوان ببيت لاهيا شمال قطاع غزة.
وأشارت إلى أن مدفعية الاحتلال أطلقت قذائفها نحو المناطق الجنوبية من مخيم البريج وسط قطاع غزة، فيما أطلقت مروحية الاحتلال نيرانها الثقيلة تجاه جباليا شمال قطاع غزة.
وفي سياق متصل، أفادت مصادر طبية، بأن الاحتلال استهدف المستشفى الاندونيسي عدة مرات بالرغم من وجود المرضى والكادر الطبي بداخله، ما أدى لإصابة 6 مرضى، كما استهدف الاحتلال مولدات الوقود والطاقم الذي حاول إصلاحها.
وتابعت المصادر، أن الأدوية والمواد الغذائية والمياه قليلة في المستشفى، وأن حصار الاحتلال يمنع من إدخال هذه المواد الضرورية للمرضى والكادر الطبي، إضافة إلى وجود إمرأة حامل جريحة مصابة برقبتها ولا تستطيع الطواقم تقديم العناية الكافية لها.
وناشدت المصادر الطبية، المنظمات العالمية لتوفير الحماية للمرضى والطاقم الطبي، غير أن حكومة الاحتلال لا تستجيب لأحد.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي عدوانها على قطاع غزة براً وبحراً وجواً، منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ما أسفر عن استشهاد 44,786 مواطناً، أغلبيتهم من النساء والأطفال، وإصابة 106,188 آخرين، في حصيلة غير نهائية، إذ لا يزال آلاف الضحايا تحت الأنقاض وفي الطرقات، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والإنقاذ الوصول إليهم.
المصدر : وكالة سوا