5 قوى دولية فى حلبة الصراع السورية
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
واشنطن تطالب بتشكيل حكومة شاملة وتعتزم رفع «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب
كشفت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أمس عن «خريطة النفوذ» داخل سوريا، التى قالت إنها كانت بمثابة «جائزة» على مدار قرون لقوى حاربت من أجل السيطرة على أراضيها، نظراً لموقعها الاستراتيجى الممتد من البحر الأبيض المتوسط إلى نهر الفرات وما بعده، وهو الواقع القائم حتى اليوم.
أوضحت الصحيفة الأمريكية أنه على مدار الحرب الأهلية السورية التى استمرت نحو 13 عاماً دعمت إيران وروسيا وجماعة «حزب الله» اللبنانية نظام الرئيس السورى بشار الأسد، بينما دعمت الولايات المتحدة وتركيا ودول أخرى مجموعات من فصائل المعارضة المسلحة، وتبدو تركيا الآن القوة الأجنبية الأكثر نفوذاً على الفصائل المسلحة المسيطرة، ما يتيح لها تحقيق أهدافها، مثل شن مزيد من الهجمات ضد الأكراد السوريين، وإعادة اللاجئين إلى سوريا، وفق «نيويورك تايمز».
وحركت إسرائيل قواتها إلى الجولان، فى غضون ساعات من سقوط نظام الأسد، وهى أراضٍ سورية ضمتها، رغم عدم اعتراف الأمم المتحدة والعديد من الدول بذلك. وتجاوزت إسرائيل المنطقة منزوعة السلاح لأول مرة منذ حرب أكتوبر عام 1973. كما استهدفت مخازن قالت إنها تحوى أسلحة كيميائية ومواقع دفاع جوى وصواريخ داخل سوريا. وخاضت إسرائيل 3 حروب مع سوريا، وشهدت مواجهات مسلحة كثيرة معها. وتسيطر على معظم مرتفعات الجولان.
وأشارت «نيويورك تايمز» إلى وجود مصدرين رئيسيين للقلق فى تركيا، هما قضية اللاجئين والأكراد الذين يعيش عدد كبير منهم فى شمال شرق سوريا، حيث تقول أنقرة إنهم مرتبطون بجماعات انفصالية كردية فى تركيا.
وتستضيف تركيا نحو 4 ملايين لاجئ سورى فروا من اضطهاد حكومة الأسد، ويرغب الرئيس التركى، رجب طيب أردوغان، فى إعادتهم إلى بلادهم.
ودعمت تركيا، التى كانت ذات يوم مقر الإمبراطورية العثمانية، التى شملت جزءاً كبيراً من سوريا، مجموعة من الفصائل المسلحة التى تسيطر على مناطق على طول الحدود السورية-التركية. واستفاد أحد هذه الفصائل، وهى «هيئة تحرير الشام»، التى قادت الهجوم الذى أطاح بالأسد، من التواجد العسكرى التركى فى المنطقة.
وأكدت الصحيفة أن أنقرة تربطها علاقات وثيقة مع «الجيش الوطنى السورى» (الجيش السورى الحر)، الذى عمل كقوة بالوكالة لصالح تركيا. وصرح قادة المجموعة فى الماضى، بأنهم «تلقوا تمويلاً وأسلحة» مقابل إبعاد الأكراد السوريين، الذين تعتبر أنقرة أنهم يشكلون «تهديداً أمنياً»، بعيداً عن الحدود.
ومع سيطرة «هيئة تحرير الشام» على دمشق فى الأيام الأخيرة، اندلع قتال بين «الجيش الوطنى السورى»، والأكراد فى شمال شرق سوريا، خاصة حول مدينة منبج، وهى مدينة يسيطر عليها الأكراد بالقرب من الحدود مع تركيا. ولم يتضح بعد ما إذا كانت تركيا وافقت على الهجوم الحاسم، الذى شنته المجموعة أم لا.
وتوقعت الصحيفة الأمريكية أن إيران ستفقد جزءاً كبيراً من نفوذها العسكرى فى لبنان وسوريا، وأن آمالها فى تشكيل «محور مقاومة» يمتد إلى البحر الأبيض المتوسط تلاشت، على الأقل فى الوقت الحاضر.
وتعود علاقة إيران بسوريا إلى نحو 50 عاماً، عندما دعم الرئيس السورى آنذاك، حافظ الأسد، إيران خلال حربها مع العراق. ومع بناء إيران شبكة من الجماعات ذات التفكير المماثل فى مختلف أنحاء الشرق الأوسط كقوة موازنة ضد الولايات المتحدة وإسرائيل، كانت سوريا الدولة الوحيدة التى أصبحت جزءاً مما أطلقت عليه إيران «محور المقاومة».
كما رجحت «نيويورك تايمز» أيضاً أن تفقد روسيا ربما جزءاً كبيراً من نفوذها فى سوريا مع انهيار نظام الأسد. ومع ذلك، يرى محللون أنها ستحاول على الأرجح الحفاظ على قاعدتها فى طرطوس، التى تمثل الميناء الوحيد لأسطولها فى البحر الأسود على البحر الأبيض المتوسط.
وباعت روسيا الأسلحة لحكومة الأسد، ونشرت مقاتلين من مجموعة «فاجنر» العسكرية الخاصة الروسية، ووسعت قاعدتها البحرية فى طرطوس بسوريا، كما افتتحت قاعدة جوية بالقرب من دمشق.
ووفقاً للصحيفة، لم تكن العلاقات الأمريكية-السورية ودية أبداً، إذ قطعت الولايات المتحدة علاقاتها الدبلوماسية مع سوريا فى عام 1967 إبان الحرب العربية-الإسرائيلية، وأدرجت سوريا على قائمة الدول الراعية للإرهاب فى عام 1979.
ويكمن الاهتمام الرئيسى للولايات المتحدة فى دمشق حالياً فى القضاء على «داعش»، الذى لا يزال يحتفظ بوجوده فى أجزاء من شمال شرق، ووسط سوريا
وسحبت الولايات المتحدة معظم قواتها من سوريا، فى عام 2019، خلال الولاية الأولى للرئيس المنتخب دونالد ترمب، فيما يزال نحو 1000 جندى من القوات الخاصة الأمريكية متمركزين هناك حيث يعملون بشكل وثيق مع القوات الكردية السورية التى دربتها الولايات المتحدة.
وكشفت مصادر امريكية عن اعتزام إدارة الرئيس «جو بايدن» رفع «هيئة تحرير الشام» من قوائم الإرهاب، بعد أن قادت فصائل المعارضة المسلحة للإطاحة بالرئيس السورى السابق بشار الأسد، وتشكيل حكومة تصريف أعمال.
وأضافت أن رفع التصنيف عن «هيئة تحرير الشام»، التى كانت مرتبطة فى السابق بتنظيم «القاعدة»، سيشمل إلغاء مكافأة 10 ملايين دولار التى تم رصدها لمن يدلى بمعلومات عن زعيم الجماعة أحمد الشرع، المعروف بـ»أبو محمد الجولانى».
وقال منسق الاتصالات الاستراتيجية بمجلس الأمن القومى الأمريكى فى البيت الأبيض جون كيربى، إنه «لا توجد مناقشات حالياً بشأن تغيير السياسة المتعلقة بهيئة تحرير الشام، ولكننا نتابع ما تفعله».
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: هيئة تحرير الشام قوائم الإرهاب واشنطن نيويورك تايمز الولایات المتحدة هیئة تحریر الشام نیویورک تایمز
إقرأ أيضاً:
جهود دولية مكثفة للتوصل إلى اتفاق ينهي الحرب في غزة| تفاصيل
أكد زهير الشاعر، الكاتب والباحث السياسي، في تصريحات له أن هناك أملًا كبيرًا في التوصل إلى اتفاق قريب ينهي الحرب المستمرة في قطاع غزة، مشيرًا إلى أن جميع الأطراف المعنية تبذل جهودًا مكثفة لإنجاح المفاوضات وتجنب انهيارها.
وأوضح أن ممثل الرئيس المنتخب دونالد ترامب قد أعرب عن رضاه عن سير المفاوضات الجارية في العاصمة القطرية الدوحة، حيث تم التوصل إلى تطبيق فعلي لوقف إطلاق النار، مما يعكس تحسنًا ملحوظًا في الوضع الميداني.
دور الإدارة الأمريكية في دفع المفاوضات إلى الأماموفي مداخلة له على قناة "القاهرة الإخبارية"، أضاف الشاعر أن إدارة الرئيس المنتهية ولايته، جو بايدن، تتبنى مواقف متفائلة بشأن سير المفاوضات الجارية، خاصة وأنها تدرك تمامًا أهمية هذه المفاوضات التي تهدف إلى معالجة القضايا الفنية المعقدة التي تشكل حجر الزاوية للوصول إلى اتفاق دائم.
وأكد أن المفاوضات الجارية هي بمثابة خطوة أولى نحو حل الأزمة بشكل نهائي، في وقت أصبح فيه الصراع مصدر قلق كبير في المجتمع الدولي.
التداعيات الإقليمية والدولية للصراعوأشار الشاعر إلى أن الصراع في غزة لم يعد مقتصرًا على الفلسطينيين والإسرائيليين فقط، بل أصبح يشكل محط اهتمام عالمي، مما استدعى تدخلات وتنسيقات مع الدول العربية والدول الكبرى. إذ تعمل الأطراف العربية على دفع المفاوضات قدماً، وتبذل ضغوطًا كبيرة على الطرفين لإيقاف القتال والوصول إلى اتفاق شامل. هذا التحرك يبرز تأثير الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على استقرار المنطقة برمتها، حيث يتعاظم القلق الدولي من تداعيات استمرار الحرب.
تصريحات ترامب.. رسائل ضمنية إلى الأطراف المعنيةوفيما يتعلق بتصريحات الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب بشأن "جحيم الشرق الأوسط"، والتي تم تفسيرها من قبل البعض على أنها تهديد للطرف الفلسطيني، أوضح الشاعر أن هذه التصريحات قد تكون موجهة أيضًا إلى إسرائيل.
واعتبر الشاعر أن ترامب قد يكون استخدم هذه التصريحات للضغط على إسرائيل من أجل التوصل إلى اتفاق يوقف التصعيد العسكري ويحل الأزمة القائمة، الأمر الذي يعكس الدور الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في تسوية الصراع عبر مواقف دبلوماسية مرنة.