روسيا ترفض تسليم «الأسد» وتتمسك بقواعدها في سوريا
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
170 خبيرًا وطائرة مسيرة من أوكرانيا للمعارضة.. و«خامئنى» يكشف عن المؤامرة
أعلن نائب وزير الخارجية الروسى سيرجى ريابكوف أمس، أن بلاده نقلت الرئيس السورى السابق بشار الأسد إلى روسيا بطريقة آمنة للغاية عقب الانهيار السريع لنظامه، مشيرا إلى أن بلاده ستستمر بدعمه ضد الاتهامات التى يواجهها.
وأضاف ريابكوف فى مقابلة مع شبكة NBC News الأمريكية: «لقد تم تأمينه، وهذا يُظهر أن روسيا تتصرف كما هو مطلوب فى مثل هذه الحالات الاستثنائية».
ويعد ذلك هذا أول تأكيد رسمى من مسئول روسى على استقبال «الأسد»، وذلك بعدما نقلت وكالات أنباء روسية عن مصدر فى الكرملين الأحد الماضى، قوله إن الرئيس السورى السابق موجود فى العاصمة موسكو، وحصل على حق اللجوء الإنسانى.
وأشار ريابكوف إلى أن روسيا ستستمر فى دعم الرئيس السورى السابق، الذى اتهمت المعارضة ومنظمات حقوقية ومعتقلون سابقون بشن هجمات بأسلحة كيميائية، والبراميل المتفجرة، وجرائم حرب أخرى، بالإضافة إلى القتل والتعذيب المنهجى، وإخفاء عشرات الآلاف من الأشخاص منذ بداية الحرب فى عام 2011.
ورداً على سؤال حول ما إذا كان الكرملين سيقوم بتسليم الأسد للمحاكمة، قال ريابكوف إن «روسيا ليست طرفاً فى الاتفاقية التى أنشأتها المحكمة الجنائية الدولية».
وأضاف ريابكوف: «لقد تم اتهام الأسد من قبل نفس المجموعة من الدول والحكومات» التى اتهمها بالتسبب فى الأزمات التى تعيشها بعض الدول على غرار العراق ولبيبا.
وأكد ريابكوف أنه بغض النظر عمن ينتهى به الأمر بحكم سوريا، سواء كان ذلك «هيئة فتح الشام» أو أى جهة أخرى، فإن روسيا تؤمن بقوة ووضوح بأن سوريا يجب أن تكون ذات سيادة، موحدة ومتكاملة وأضاف: «نأمل ألا نواجه وضعاً هناك يؤدى إلى فصل أجزاء سوريا عن بعضها البعض». وتواصل القوات الروسية تمركزها بقوعدها البحرية والجوية الرئيسية فى سوريا والتى تستخدمها كنقاط انطلاق إلى البحر الأبيض المتوسط وإفريقيا، رغم انسحابها من مواقع أصغر بعد الإطاحة بحليفها الرئيس بشار الأسد.
وأظهرت صور ملتقطة بالأقمار الاصطناعية، عدم وجود أى مؤشرات على انسحاب روسى من القاعدة البحرية فى طرطوس أو قاعدة حميميم الجوية قرب اللاذقية، على الساحل الغربى لسوريا.
وكشفت مصادر مطلعة على النشاطات العسكرية الأوكرانية بالخارج، إن فصائل المعارضة المسلحة السورية تلقت مسيرات ومساعدات من عملاء استخبارات أوكرانيين سعوا إلى تقويض روسيا وحلفائها فى المنطقة.
وأكد الكاتب الأمريكى «ديفيد إجنايشس» فى مقال بصيحفة «واشنطن بوست» أن الاستخبارات الأوكرانية أرسلت نحو 20 خبيراً فى تشغيل المسيرات ونحو 150 مسيرة إلى معقل الفصائل فى أدلب، قبل 4 إلى 5 أسابيع، لمساعدة «هيئة تحرير الشام»، التى قادت اجتياح فصائل المعارضة المسلحة، للأراضى التى كان يسيطر عليها نظام الأسد.
وأكد المرشد الأعلى الإيرانى «على خامنئى» أن ما حدث فى سوريا هو بلا شك نتيجة خطة مشتركة أمريكية - صهيونية، معلنا أن لديه وثائق تدل على ذلك.
وأكد أنه «يجب عدم التردد فى أن ما حدث فى سوريا، هو نتيجة خطة أمريكية - صهيونية مشتركة»، مشيرا إلى أن هناك دورا واضحا لإحدى الدول الجارة لسوريا وهى لعبته وتلعبه الآن أيضا، وهذا ما يراه الجميع، لكن أولئك هم العامل الأساسى.
وشدد على أن المتآمر الأساسى والمخطط الأساسى وغرفة التحكم الأساسية تقع فى أمريكا والكيان الصهيونى، مؤكدا «لدينا قرائن على ذلك، وهذه القرائن لا تبقى للمرء أى مجال للشك والتردد».
وكانت إسرائيل قد أعلنت بدء إقامة جدار عازل على الحدود السورية والأولوية للمناطق القريبة من المستوطنات، وزعمت أن الجدار مع سوريا يهدف إلى إحباط أى محاولة توغل مسلح باستخدام مركبات لمستوطنات الجولان. وأكد رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى «بنيامين نتنياهو» أن تل أبيب مستعدة لإقامة علاقات مع النظام الجديد فى دمشق، لكنها لن تتردد فى التحرك إذا هدد أمنها.
وحذر وزير الحرب الإسرائيلى، «يسرائيل كاتس»، الفصائل المسلحة السورية» قائلا إن أى كيان يشكل تهديدا لإسرائيل سيكون هدفا لقواته. قائلا «سنفعل كل ما يلزم لإزالة التهديد».
وأعلن الاحتلال تدمير 70% من القدرات العسكرية الاستراتيجية لنظام الأسد السابق. كما توغلت قواته حتى قرية بقاعسم، على بعد نحو 25 كيلومترًا من العاصمة السورية وعدة كيلومترات خارج الجانب السورى من المنطقة العازلة تزامنًا مع حملة القصف المكثف على مواقع الأسلحة.
وعززت تركيا وجودها فى الشمال السورى، بدعم التنظيمات المسلحة الموالية لها كما نجحت فى تأمين مناطق نفوذ واسعة تجاوزت 8000 كيلومتر مربع، مستفيدة من انهيار النظام وتوسع سيطرة المعارضة. وكشف مراقبون ومحللون دوليون عن أن أنقرة تعمل على استغلال هذا الوضع مع تجنب تهديدات محتملة من القوات الكردية فى الشمال.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
أساتذة علوم سياسية: ما يحدث في «دمشق» ليس مجرد أزمة داخلية بل قضية إقليمية ودولية
أكد أساتذة علوم سياسية أن الأوضاع الراهنة فى سوريا تمثل تهديداً للأمن القومى العربى، وقال اللواء الدكتور رضا فرحات إنّ الأوضاع الراهنة فى سوريا تمثل تصعيداً خطيراً على جميع المستويات، بدايةً من احتلال إسرائيل لجبل الشيخ وانتهاءً بالفوضى التى أعقبت الأحداث الأخيرة فى الداخل السورى، مشيراً إلى أن سيطرة الاحتلال الإسرائيلى على جبل الشيخ تعد انتهاكاً صارخاً للسيادة السورية وتهديداً للأمن القومى العربى بأسره، حيث يمثل هذا الجبل موقعاً استراتيجياً بالغ الأهمية، ما يعكس نوايا الاحتلال فى توسيع نفوذه والسيطرة على المزيد من الأراضى السورية.
رضا فرحات: على المجتمع الدولى التحرك العاجل لوقف حالة الفوضىوأوضح أستاذ العلوم السياسية أن هذه الخطوة من قبَل إسرائيل تأتى فى سياق استغلالها لحالة الضعف والانقسام، ما يستدعى موقفاً عربياً ودولياً حاسماً لدعم سوريا واستعادة أراضيها المحتلة، والتصدى لمحاولات فرض أمر واقع جديد فى المنطقة لأن استمرار الاحتلال فى فرض سيطرته على مناطق جديدة لن يؤدى إلا إلى مزيد من زعزعة الاستقرار وإطالة أمد الأزمة السورية.
وأشار «فرحات» إلى أن حالة الفوضى التى شهدتها سوريا مؤخراً تعيد إلى الأذهان سيناريوهات خطيرة سبق أن حدثت فى بلدان أخرى شهدت صراعات داخلية، مثل فتح السجون وهروب الجنائيين، الأمر الذى يمثل خطراً مباشراً على الأمن الداخلى السورى والإقليمى، بالإضافة إلى أن التقارير حول سرقة البنك المركزى السورى توضح أن هناك استهدافاً ممنهجاً لمقومات الدولة السورية، فى محاولة لتدمير الاقتصاد الوطنى وإضعاف المؤسسات التى تمثل العمود الفقرى لأى جهود لإعادة الإعمار أو استعادة الاستقرار.
وأكد «فرحات» أن هذه التطورات تتطلب تحركاً عاجلاً من المجتمع الدولى لوقف حالة الفوضى فى سوريا، ومحاسبة الجهات التى تسعى لتأجيج الصراع على حساب الشعب السورى، كما دعا إلى ضرورة دعم المؤسسات الوطنية السورية لاستعادة دورها فى الحفاظ على الأمن الداخلى وإعادة بناء الدولة، لافتاً إلى أن ما يحدث فى سوريا ليس مجرد أزمة داخلية، بل قضية إقليمية ودولية تتطلب تضامناً عربياً ودعماً دولياً من أجل تحقيق حل سياسى شامل يحافظ على وحدة الأراضى السورية واستقلالها، ويضع حداً للأطماع الخارجية التى تهدد أمن واستقرار المنطقة بأكملها.
وتابع أن مستقبل سوريا يعتمد بشكل كبير على تضافر الجهود الإقليمية والدولية، لتحقيق تسوية شاملة تعيد بناء الدولة السورية على أسس الاستقرار والتنمية، مشيراً إلى أن الصراع الطويل الذى شهدته سوريا منذ عام 2011 تسبب فى تدمير البنية التحتية وتفكيك النسيج الاجتماعى، ما يجعل المرحلة المقبلة تحدياً يتطلب تكاتف الجميع لإعادة البناء.
طارق فهمى: الفترة المقبلة ستشهد تغيرات فى الخريطة الجيوسياسية لسورياوأكد الدكتور طارق فهمى، أستاذ العلوم السياسية، أن التطورات الحاسمة التى تشهدها سوريا ستؤثر أيضاً على البيئة المستقبلية فى المنطقة، فما حدث فى لبنان كان تمهيداً لما يحدث فى سوريا، مضيفاً أن سوريا كانت مقسمة إلى 4 قطاعات رئيسية تسيطر عليها فصائل وتنظيمات مختلفة ولكل منها توجهاتها وانتماءاتها، لذلك كان من المتوقع أن يتم التعامل مع الوضع السورى وفقاً لهذا الوضع القائم.
الدول المجاورة ستتأثر بالأحداث وهناك تخوفات من اتساع التطرف والإرهاب وعدم الاستقراروأشار «فهمى» إلى أن هناك مخاوف بشأن الاستقرار فى سوريا والمناطق المجاورة، فضلاً عن الحسابات التى ستؤثر على تحركات الأطراف الإقليمية والدولية، ليس فقط نتيجة دعم هذه الأطراف الداخلية وتقويتها بدول إقليمية وخارجية، بل لأن سوريا الآن فى مرحلة انتقالية، ويمكن قياس الأوضاع من منظور كيفية التعامل مع الأطراف الإقليمية، خاصة تركيا، التى سيكون لها موقف، فضلاً عن إسرائيل وإيران، تجاه ما يحدث، مع الأخذ فى الاعتبار أن هذه المرحلة هى مرحلة ترقب وانتظار لرصد التوجهات الإقليمية المطروحة.
وأكد أن الفترة المقبلة قد تشهد تغيرات فى الخريطة الجيوسياسية لسوريا، حيث تستهدف إسرائيل التوسع فى الجولان المحتلة بدعم من البيت الأبيض، والتخوفات المقبلة على العراق ولبنان من تداعيات التغير للخريطة الجيوسياسية، لافتاً إلى أن هروب قادة الجيش السورى إلى الحدود العراقية تم باتفاق، ولن تعود وحدة سوريا كما كانت سابقاً.
حسن سلامة: التنظيمات المسلحة والمأجورة تلعب دوراً كبيراً فى نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدول فى الشرق الأوسط كلهمن جانبه، قال الدكتور حسن سلامة إن التنظيمات المسلحة والمأجورة تلعب دوراً كبيراً فى نشر الفوضى وهدم مؤسسات الدول فى الشرق الأوسط كله، وأوضح أن غياب الدولة يعنى أن الأنظمة تتغير، وعندما تغيب الدولة فإن مؤسساتها لا تعود، مما يؤدى إلى دوامة من الفوضى، وهذا يثير مخاوف كبيرة من التطرف والإرهاب وعدم الاستقرار، إضافة إلى عدم التنمية، مشيراً إلى أن الأحداث الجارية فى دولة ما قد تؤثر على دول أخرى فى المنطقة، وهو ما يعرف باسم العدوى الدولية، والأمثلة واضحة، مثل ليبيا والسودان وسوريا، ونماذج كثيرة أخرى.