ركين سعد تتمرد على الواقع في "سفاح الجيزة"
تاريخ النشر: 17th, August 2023 GMT
تنتظر الفنانة ركين سعد، موعد طرح مسلسلها الجديد “سفاح الجيزة”، والذي مقرر أن يعرض يوم 25 أغسطس الجاري، عبر إحدى المنصات الإلكترونية الشهيرة.
قالت الفنانة ركين سعد، أن العمل شدّها منذ القراءة الأولى فهو شيّق وعاطفي ومليء بالمفاجآت، وتضيف: "تعاطفتُ مع الشخصية التي أقدمها، وأعجبتني حكاية المسلسل التي تبدو مختلفة عن المألوف ومليئة بالغموض".
أحمد فهمي يكشف دوره في سفاح الجيزة .. "يجسد شخصية مجرم" ركين سعد تتحدث عن شخصيتها في سفاح الجيزة
وتحدثت "ركين" عن الشخصية التي تقدمها، قائلة: "ألعب دور زينة وهي فتاة موهوبة تحمل حلماً كبيراً وتتمرّد على الواقع لتحقيق ذلك الحلم، ولكن الظروف تعاندها مما يحوّل حلمها إلى كابوس.
ركين سعدوأضافت:" أتوقع أن يتعاطف المشاهدون مع زينة فهي مزيج ما بين الضحية والجلاّد، فليس هناك من أبيض وأسود في شخصية زينة، إذ أنها مليئة بالتحوّلات والانعطافات".
تطرقت “ركين” إلى ورشات العمل التحضيرية التي جمعتها بكل من أحمد فهمي والمخرج هادي الباجوري والتي توقّفوا خلالها مطوّلاً عند طبيعة الشخصية وخلفيتها الاجتماعية وأبعادها السلوكية وتعليمها وطريقة كلامها إلى جانب المبررات الدرامية لكل ما تقوم به من أفعال، وإحساسها الدائم بأنها موجودة في وسط لا تنتمي إليه".
ركين سعد وأحمد فهميتفاصيل مسلسل سفاح الجيزة
مسلسل سفاح الجيزة قصة بوليسية مشوّقة مقتبسة في بعض جوانبها عن أحداث حقيقية، تدور حول مطاردة الأمن الجنائي لرجل من أخطر المجرمين وأكثرهم دهاءً وقسوةً وعنفًا، وذلك خلال مسيرته الإجرامية التي يتخللها مزيج من أعمال النصب والاحتيال والسرقة وانتحال الشخصيات والقتل المتسلسل بدم بارد.
يضم مسلسل “سفاح الجيزة” مجموعة من النجوم، وهم:"أحمد فهمي، باسم سمرة، ركين سعد، ميمي جمال، حنان يوسف، صلاح عبد الله، وآخرين.. تأليف انجي أبو السعود وعماد مطر، وإخراج هادي الباجوري.
معلومات عن ركين سعد
ممثلة أردنية، بدأت التمثيل في عمر 10 سنوات على المسرح عندما كانت طالبة في مركز الفنون الأدائية، وعلى مسرح المدرسة.
ركين سعدحصلت على شهادة البكالوريوس بالدراما من جامعة اكستر البريطانية، وشاركت بالعديد من ورشات العمل وكورسات التمثيل في السينما والتلفزيون في مونتريال.
وبعد الجامعة عادت إلى عمّان، وكانت أول مشاركة لها في تجربة تمثيل في التلفزيون من خلال مسلسل (بوابة القدس) بعد أن تم ترشيحها من قبل المخرج ألبير حداد، ومن هناك انطلقت بالتعرف على علاقات في الوسط الفني.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ركين سعد سفاح الجيزة مسلسل سفاح الجيزة ركين سعد سفاح الجيزة أحمد فهمى الفنان احمد فهمي الفن شخصية ركين سعد سفاح الجيزة سفاح الجیزة رکین سعد
إقرأ أيضاً:
الهروب من الواقع
د. إبراهيم بن سالم السيابي
الهروب، في معناه الأعمق، لا يقتصر على الفرار من سجنٍ أو الهروب من مكانٍ معين إلى مكان آخر؛ بل هو فعل نفسي وروحي يلجأ إليه الإنسان عندما يشعر أن واقعه أصبح عبئًا لا يُحتمل، أو ما يسمى بالهروب من الواقع و هو محاولة لا إرادية للابتعاد عن حياةٍ لا ترضيه، أو ضغوطٍ تفوق قدرته على الاحتمال، أو حتى عن مشاعر تؤلمه ولا يجد لها حلًا؛ فهو ليس مجرد فعل مادي؛ بل حالة ذهنية معقدة، يختار فيها الإنسان- بوعي أو بدون وعي- أن يُغلق عينيه عن بعض الأمور التي هي في الحقيقة أمر واقع، بحثًا عن عالم بديل لربما أكثر اطمئنانا لروحه ونفسه أو لربما أكثر رحمة لراحة باله، لكن الإنسان في كثير من الأحيان، لا يدرك أن هذا الهروب قد يتحول إلى سجن جديد، أكثر قسوة مما هرب منه في البداية.
وتتعدد أشكال الهروب وتتنوع بين الظاهر والخفي، فهناك من يهرب بالانعزال، يبتعد عن الناس ويغرق في وحدته، كأنما يحاول الاختباء داخل قوقعته بعيدًا عن ضجيج العالم والناس أو ما يزعجه، وهناك من يهرب إلى الخيال، يخلق قصصًا داخل رأسه يعيشها وكأنها واقع، ينسج حكايات عن حياةٍ لم يعشها، أو يستعيد ذكريات ماضٍ جميل ليهرب من حاضرٍ مؤلم يعيشه، والبعض يختبئ خلف انشغاله المستمر، يغرق في العمل بلا هوادة، ليس حبًا في العمل بحد ذاته أو الإنتاج، بل خوفًا من لحظة فراغ تجبره على مواجهة ما يزعجه ويقض مضجعه، وآخرون قد يجدون مهربهم في السفر، يظنون أن الأماكن البديلة ستمنحهم الراحة المطلوبة، لكنهم سرعان ما يكتشفون أنَّ ما يهربون منه يسافر معهم، يسكن داخلهم ولا يمكن التخلص منه بمجرد تغيير الجغرافيا أو البلدان.
وهناك مع الأسف من يهرب إلى الإدمان، سواء كان إدمان المخدرات، الكحول، أو وسائل التواصل الاجتماعي، أو حتى النوم لساعات طويلة، بحثًا عن لحظات من النسيان، دون أن يدركوا أنَّ هذا النسيان مؤقت، وأن الألم سيعود أقوى كلما انتهى تأثير الهروب.
لكن، لماذا يهرب الإنسان؟ ما الذي يدفعه إلى الانفصال عن واقعه؟
الأسباب كثيرة ومتنوعة، لكنها جميعها تنبع من إحساس عميق بالعجز أو الألم، فقد يكون السبب حبًا لم يكتمل، علاقة انتهت قبل أوانها، أو مشاعر لم تجد طريقها إلى النور، وقد يكون ضغطًا ماليًا يُثقل كاهله، يجعله يشعر بأنه محاصر في دائرة لا مخرج منها، أو وظيفة مرهقة لا تمنحه أي شعور بالإنجاز أو الطموح، وربما قد يكون السبب بيئة أسرية غير ملائمة، أو مجتمعًا يضع أمامه معايير لا تتناسب مع طبيعته وأحلامه وهناك أسباب أخرى عديدة لا يُمكن حصرها؛ فيصبح الهروب خيارًا مغريًا، كأنما هو طوق نجاة من بحرٍ هائج، لكنه في الحقيقة قد يكون مجرد وهم يُغرق صاحبه أكثر.
لكن السؤال الأهم هو: هل الهروب حل؟ هل يمكن للإنسان أن يهرب من مما يؤرقه حقًا، أم أنه يؤجل المواجهة فقط؟ الواقع أن الهروب لا يمحو المشكلة، بل يجعلها تكبر في الظل، فتكبر وتتحول إلى شيء أكبر يصعب السيطرة عليه لاحقًا، فالمشاكل لا تزول بالتجاهل، بل بالمواجهة، والهروب المستمر يجعل الإنسان أضعف أمامها كلما عاد لمواجهتها من جديد، إنه يمنح راحة مؤقتة، لكنه في الوقت نفسه يسرق من الإنسان قدرته على التكيف، على إيجاد حلول حقيقية، لاستعادة السيطرة على حياته.
لكن، هل يمكن أن يكون الهروب إيجابيًا؟ ربما، إذا كان هروبًا مؤقتًا بهدف إعادة ترتيب النفس والتفكير بهدوء فأحيانًا يحتاج الإنسان إلى خطوة للخلف، إلى مساحة من العُزلة ليُعيد تقييم الأمور، ليجد طريقة أفضل للتعامل مع أزماته، لكن الفرق بين الهروب المؤقت والهروب المزمن هو أن الأول يمنح الإنسان فرصة للعودة أقوى، بينما الثاني يسلبه قدرته على العودة تمامًا.
وحتى نكون منصفين الهروب ليس دائمًا فعلًا سلبيًا، لكنه ليس حلًا أيضًا، فالمواجهة رغم صعوبتها، هي الطريق الوحيد للخروج من الأزمات، والتغيير الحقيقي لا يحدث بالفرار، بل بالقدرة على الصمود وإعادة تشكيل الواقع بوعي وإصرار فقد يكون الواقع مؤلمًا، لكن مواجهته هي السبيل الوحيد، بينما الهروب قد يبدو راحة، لكنه في النهاية مجرد وهم جديد يطارد صاحبه أينما ذهب فهو إغراءً مؤقتًا يشبه السراب الذي يمنحك الوهم دون أن يروي عطشك فكلما هربت وجدت أن المشكلات ما زالت تلاحقك، وربما أصبحت أكبر مما كانت عليه فالحياة لا تنتظر الفارين، بل تكافئ من يواجهونها بشجاعة.
ختاما.. المواجهة ليست مسؤولية فردية فقط؛ بل هي مسؤولية مشتركة علينا كأسرة أو مجتمع أن نمدّ يد العون والمساعدة قدر ما نستطيع لمن يشعرون أنهم عالقون في أي أمر يدفعهم للهروب منه، وأن نصنع لهم بيئة داعمة تساعدهم على الوقوف من جديد، فالحياة تصبح أيسر حين نواجهها معًا، لا حين نترك بعضنا يغرق في وهم الهروب!