بوابة الوفد:
2025-04-16@15:59:33 GMT

الجولانى.. وسيناريوهات مستقبل سوريا

تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT

لم أراهن يومًا على نظام بشار الأسد فى تحقيق أى مكاسب إيجابية، لكننى لم أتمن سقوط سوريا عبر تدخل عسكرى مجهول الأهداف، فالانهيارات التى شهدتها دول أخرى فى المنطقة أظهرت أنها غالبًا تخدم مصالح القوى الكبرى، وعلى رأسها الولايات المتحدة وإسرائيل، دون النظر إلى حقوق الشعوب أو استقرارها.

قلبى يعتصر ألمًا على سوريا، ذلك الوطن العظيم الذى يسكن الروح قبل الجغرافيا.

لن أنحاز يومًا لحاكم، فإيمانى دائمًا للأوطان وولائى للشعوب، كل الحب والدعم للشعب السورى فى خياراته الحرة، بعيدًا عن ضجيج التحيز وألوان الإعلام. المجد لسوريا، والمجد لشعبها الصامد الذى يروى بصلابته حكاية وطن لا ينحنى.

فاليوم، وبنظرة واقعية، سوريا غارقة فى صراعات معقدة، حيث تنقسم البلاد بين أطراف متعددة، من النظام إلى المعارضة المسلحة والجماعات الإرهابية، فى ظل تدخلات إقليمية ودولية واسعة. هذه الانقسامات تسهم فى استنزاف الجميع، ما يؤدى إلى إضعاف سوريا كدولة محورية ويخدم أجندة القوى الكبرى الساعية لإعادة تشكيل المنطقة بما يتماشى مع مصالحها.

التطورات الأخيرة تشير إلى أن ما يحدث فى سوريا لا ينفصل عن لعبة المصالح الدولية.

فى اللحظة التى تقيم ميليشيات أنصار الشام الاحتفالات، وتتزين فيه مدن سوريا احتفالاً باسقاط نظام بشار، هناك مناطق سورية سقطت فى يد الكيان الصهيونى، بعدما توغلت فى عمق الأراضى السورية لتكون على مشارف دمشق، فماذا أنتم فاعلون يا ثوار، وبعد تدمير الأسطول البحرى وضرب البنية العسكرية والبحرية؟، فسوريا أصبحت مقسمة، تتحكم فيها أمريكا وإسرائيل، فالوضع يُدار بطريقة تحقيق مصالح القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة والكيان الصهيونى المحتل، فتعدد الفصائل المتحاربة، من الجيش السورى إلى المعارضة المسلحة، مرورًا بالجماعات الإرهابية، يجعل الجميع مستنزفًا دون حسم واضح، هذا الوضع يخدم أجندة تقسيم البلاد وإضعافها، فالتدخلات الإقليمية لدول عدة على رأسها تركيا وإيران اللذان يلعبان أدوارًا متناقضة، حيث تسعى كل دولة لتحقيق نفوذها فى سوريا، ويؤدى هذا إلى المزيد من الفوضى وإضعاف الدولة المركزية وكل من تلك الدول تدور فى فلك الكيان الصهيونى وأمريكا.

وبحسب المعلومات التى تؤكد وجود اتفاق قد تم بين الرئيس الأمريكى دونالد ترامب والرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى، برعاية الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون، فى باريس والذى تم قبل سقوط نظام الأسد بـ ٢٤ ساعة، صفقة قذرة، تهدف إلى تسوية النزاع بين روسيا وأوكرانيا. يتضمن تنازلات استراتيجية، أبرزها تخلى روسيا عن دعم نظام بشار الأسد والموافقة على إسقاطه، بالإضافة إلى تقسيم سوريا بشكل يضمن لإسرائيل السيطرة الكاملة على هضبة الجولان، وبقاء القوات الروسية داخل سوريا، فإن تلك المعلومات، تعكس أبعادًا خطيرة فى لعبة المصالح الدولية، حيث يتم استخدام الأزمات الإقليمية المفتعلة كورقة ضغط لتحقيق مكاسب استراتيجية على حساب سيادة الدول وشعوبها.

وسط هذه الفوضى، يظهر أبو محمد الجولانى، زعيم هيئة تحرير الشام، كشخصية مثيرة للجدل ومحور رئيسي فى مستقبل سوريا. تحركاته العسكرية والسياسية أثارت تساؤلات حول أهدافه وولاءاته، ما يطرح ثلاثة سيناريوهات محتملة بشأن دوره:

1-هل الجولانى عميل لأمريكا؟

يعتقد بعض المحللين أن الجولانى يتعاون ضمنيًا مع واشنطن. هذا الاعتقاد يستند إلى تحوّله من زعيم تنظيم متطرف مرتبط بالقاعدة إلى قيادة تسعى لتقديم نفسها كطرف سياسى براغماتى فى المشهد السورى، إضافة إلى ذلك، لم تستهدفه الولايات المتحدة بنفس القوة التى استهدفت بها قادة داعش، ما أثار الشكوك حول وجود تفاهمات خفية بين الطرفين، قد تكون هذه التفاهمات جزءًا من خطة أمريكية لتقويض القوى المدعومة من روسيا وإيران، فى إطار إعادة ترتيب النفوذ داخل سوريا.

2-علاقة الجولانى بالفصائل الإسلامية؟

نشأة الجولانى داخل التيارات الجهادية وانفصاله لاحقًا عن القاعدة أثار عداء العديد من الفصائل الإسلامية المتشددة، التى ترى فى خطواته خيانة للمشروع الجهادى، وتصادمه مع تنظيمات مثل «حراس الدين» يظهر أنه يسعى لتبنى مسار مستقل، بعيدًا عن الأهداف التقليدية للجماعات الجهادية العالمية، ما يضعه فى موقع صراع مستمر مع القوى الإسلامية الأخرى.

3-هل يخدع الجولانى الجميع؟

من المحتمل أن الجولانى يسعى للحفاظ على موقعه، من خلال مناورة الأطراف الدولية والإقليمية. تحركاته تُظهر براعة سياسية فى استغلال الفوضى لتحقيق مصالح تنظيمه، سواء عبر تحييد الفصائل الأخرى أو تقديم نفسه كقوة يمكن التفاوض معها، هذه البراغماتية قد تكون جزءًا من خطة شخصية للبقاء على رأس السلطة، مع تقديم تنازلات تُظهره بمظهر الطرف المقبول دوليًا.

تحليل المشهد

هل مخطط للجولانى أن يظهر كلاعب سياسى ماهر يحاول تحقيق مصالحه التنظيمية والشخصية، لكنه فى الوقت ذاته قد يكون أداة فى يد القوى الكبرى، فنجاحه فى السيطرة على إدلب وحلب وحماة ودمشق وسط هذه الفوضى قد يشير إلى دعم خارجى مباشر أو غير مباشر يضمن استمراره كجزء من معادلة تحقيق المصالح الدولية والإقليمية.

على الجانب الآخر، التدخلات التركية والإيرانية فى سوريا تعقد المشهد أكثر، فتركيا ترى فى هيئة تحرير الشام أداة لتحقيق أهدافها الحدودية، فيما تسعى إيران لتثبيت نفوذها الإقليمى. هذا التنافس الإقليمى يؤدى إلى المزيد من الفوضى، ما يضعف فرص سوريا فى استعادة استقرارها أو الحفاظ على وحدة أراضيها.

ماذا بعد إسقاط نظام بشار؟

من المؤكد أن الوضع فى سوريا لا يُدار وفقًا لمصالح شعبها، بل بما يخدم القوى الكبرى. استمرار هذا المشهد المضطرب يحقق أهدافًا استراتيجية طويلة المدى لإسرائيل والولايات المتحدة، أبرزها ضمان إضعاف سوريا كدولة محورية فى المنطقة ومنع استقرارها لسنوات قادمة، فى هذا السياق، يبقى السؤال الرئيسي: هل الجولانى ينفذ أجندة أجنبية مرسومة، أم أنه يُخادع الجميع لتحقيق مصالحه الخاصة؟ الإجابة ليست بسيطة، لكنها ترتبط بتحليل أفعاله المستقبلية وما إذا كان سيواصل التحرك كطرف مستقل أم أداة لتحقيق مصالح خارجية؟.

ختامًا

الأيام القادمة ستكون مليئة بالتطورات التى ستكشف المزيد من خفايا هذا المشهد المعقد. لكن الواضح أن الوضع الحالى يخدم مصالح القوى الكبرى، ويهدد مستقبل سوريا كدولة موحدة ومستقرة. الأمر يتطلب وعيًا عربيًا وشعبيًا لمواجهة هذه المخططات التى تهدف لإبقاء المنطقة رهينة للصراعات والتحكم الخارجى.

[email protected]

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: رادار نظام بشار الأسد تدخل عسكري على رأسها القوى الکبرى تحقیق مصالح نظام بشار فى سوریا

إقرأ أيضاً:

رئيس لجنة القوى العاملة بـالنواب: قانون العمل حظي بموافقة كل الأطراف

كتبت - داليا الظنيني:

أوضح النائب عادل عبد الفضيل، رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب، أن قانون العمل الجديد حظي بموافقة الأطراف المعنية من الشركاء الاجتماعيين قبل تقديمه إلى مجلس الوزراء.

وأكد عبد الفضيل، في مداخلة هاتفية لبرنامج "حضرة المواطن" على قناة "الحدث اليوم"، أنه تم عقد جلسات استماع مع ممثلي قطاع الأعمال في مصر، والاستماع إلى وجهة نظر الحكومة، قبل عرض مشروع القانون على الجلسة العامة.

وأشار إلى أنه تم وضع تعريف واضح للأجر وربطه بالإنتاج، بحيث يكون الراتب الذي يحصل عليه العامل مرتبطًا بمستوى إنتاجه.

ولفت رئيس لجنة القوى العاملة بمجلس النواب إلى أن قانون العمل الجديد سيراعي المعايير والاتفاقيات الدولية التي وقعت عليها مصر مع منظمات العمل الدولية.

وشهدت الجلسة العامة لمجلس النواب، برئاسة المستشار الدكتور حنفي جبالي، اليوم، الموافقة على تعديل المادة (132) من مشروع قانون العمل، والذي قدمته الحكومة، وينص على أن للجهة الطبية المختصة منع العامل المخالط لمريض بمرض معدٍ من أحد أفراد أسرته من مزاولة عمله لمدة مناسبة لا تتجاوز ثلاثة أشهر، ويلتزم صاحب العمل بصرف أجر العامل خلال هذه الفترة.

اقرأ أيضًا:

د. علي جمعة: برنامجي الرمضاني لا يغير ثوابت الدين.. وهذا موقفي من الجهاد المسلح ضد إسرائيل (حوار)

تحذير من الشبورة.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس الأربعاء (بيان بالدرجات)

ماذا قالت وزيرة التخطيط أمام البرلمان؟.. 20.4 تريليون جنيه قيمة الناتج المحلي الإجمالي للعام المقبل

لمعرفة حالة الطقس الآن اضغط هنا

لمعرفة أسعار العملات لحظة بلحظة اضغط هنا

عادل عبد الفضيل مجلس النواب قانون العمل الجديد مجلس الوزراء برنامج حضرة المواطن

تابع صفحتنا على أخبار جوجل

تابع صفحتنا على فيسبوك

تابع صفحتنا على يوتيوب

فيديو قد يعجبك:

الأخبار المتعلقة رئيس "شباب النواب" يثمن جهود إعادة بناء استاد النادي المصري أخبار طلب إحاطة بشأن الإجازات الرسمية للمسيحيين أخبار استجابة لـ"العمل الدولية".. البرلمان يوافق على التعديلات النهائية لمشروع أخبار ماذا قالت وزيرة التخطيط أمام البرلمان؟.. 20.4 تريليون جنيه قيمة الناتج أخبار

إعلان

إعلان

أخبار

رئيس لجنة القوى العاملة بـ"النواب": قانون العمل حظي بموافقة كل الأطراف

روابط سريعة

أخبار اقتصاد رياضة لايف ستايل أخبار البنوك فنون سيارات إسلاميات

عن مصراوي

اتصل بنا احجز اعلانك سياسة الخصوصية

مواقعنا الأخرى

©جميع الحقوق محفوظة لدى شركة جيميناي ميديا

أكبر طرح للوحدات السكنية.. ننشر أسعار شقق جنة والإسكان الحر (150 ألفًا مقدم حجز) دعم مشترك بمختلف الأصعدة.. نص البيان المصري الكويتي المشترك بعد زيارة الرئيس السيسي 27

القاهرة - مصر

27 14 الرطوبة: 17% الرياح: شمال شرق المزيد أخبار أخبار الرئيسية أخبار مصر أخبار العرب والعالم حوادث المحافظات أخبار التعليم مقالات فيديوهات إخبارية أخبار BBC وظائف اقتصاد أسعار الذهب أخبار التعليم فيديوهات تعليمية رياضة رياضة الرئيسية مواعيد ونتائج المباريات رياضة محلية كرة نسائية مصراوي ستوري رياضة عربية وعالمية فانتازي لايف ستايل لايف ستايل الرئيسية علاقات الموضة و الجمال مطبخ مصراوي نصائح طبية الحمل والأمومة الرجل سفر وسياحة أخبار البنوك فنون وثقافة فنون الرئيسية فيديوهات فنية موسيقى مسرح وتليفزيون سينما زووم أجنبي حكايات الناس ملفات Cross Media مؤشر مصراوي منوعات عقارات فيديوهات صور وفيديوهات الرئيسية مصراوي TV صور وألبومات فيديوهات إخبارية صور وفيديوهات سيارات صور وفيديوهات فنية صور وفيديوهات رياضية صور وفيديوهات منوعات صور وفيديوهات إسلامية صور وفيديوهات وصفات سيارات سيارات رئيسية أخبار السيارات ألبوم صور فيديوهات سيارات سباقات نصائح علوم وتكنولوجيا تبرعات إسلاميات إسلاميات رئيسية ليطمئن قلبك فتاوى مقالات السيرة النبوية القرآن الكريم أخرى قصص وعبر فيديوهات إسلامية مواقيت الصلاة أرشيف مصراوي إتصل بنا سياسة الخصوصية إحجز إعلانك خدمة الإشعارات تلقى آخر الأخبار والمستجدات من موقع مصراوي لاحقا اشترك

مقالات مشابهة

  • لرغيف العيش المدعم.. إجراءات عاجلة لتحقيق الاكتفاء الذاتى من القمح المحلي
  • إنجاز سعودي في افتتاح البطولة الآسيوية لألعاب القوى بالقطيف
  • رئيس لجنة القوى العاملة بـالنواب: قانون العمل حظي بموافقة كل الأطراف
  • جلالةُ السُّلطان المعظم يلتقي برؤساء الشركات الهولندية الكبرى
  • جلالة السلطان يلتقي بعددٍ من رؤساء الشركات الكبرى ورجال الأعمال الهولنديين
  • نادي متحدي الإعاقة بدمنهور يُتوّج بـ30 ميدالية في بطولة الجمهورية لألعاب القوى
  • «مصارف الإمارات»: الامتثال ضمانة لتحقيق أهداف التنمية المستدامة
  • سوريا تقبل القسمة على أربعة
  • ترقبوا التطورات الكبرى: وزير الدفاع التركي يكشف عن موقف تركيا الحازم في سوريا
  • في الذكرى الثانية للحرب.. إلى أين يتجه المشهد السوداني؟