جامعات تركيا بين الـ10 الكبار عالميا في استقطاب الطلاب العرب والأجانب
تاريخ النشر: 11th, December 2024 GMT
أنقرة- في عالم يزداد فيه التنافس على استقطاب العقول الشابة، تبرز تركيا كواحدة من أهم الوجهات التعليمية على الساحة الدولية. فبمزيج فريد من الجودة الأكاديمية، والتنوع الثقافي، والتكاليف المناسبة، باتت تركيا الخيار الأمثل للطلاب الباحثين عن تعليم جامعي يجمع بين التميز والتجربة الحياتية الغنية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، قال يوم الجمعة الماضي، خلال "قمة إسطنبول التعليمية الرابعة" إن بلاده باتت ضمن الدول الـ10 الأولى عالميا في استقبال الطلاب الأجانب.
وأضاف أردوغان "من خلال تقديم التعليم الجامعي لـ338 ألفا و161 طالبا دوليا هذا العام، تحتل بلادنا التي تخصص 4.76% من طاقتها الاستيعابية في التعليم العالي لهذه الفئة، مكانة بين الدول الـ10 الأولى عالميا".
وأشار إلى أن وقف المعارف التركي الذي ينشط في 55 دولة يبذل جهودا لنقل التراث التعليمي الغني والعريق لتركيا إلى جميع أنحاء العالم.
من جانبه، أكد رئيس مجلس التعليم العالي التركي، إيرول أوزفار، في تصريحاته خلال نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، أن تركيا تستضيف اعتبارا من عام 2023 نحو 350 ألف طالب دولي من حوالي 200 دولة، أي ما يعادل 2.9% من إجمالي الطلاب الدوليين حول العالم وفقا لمعهد اليونسكو للإحصاء.
إعلانوأضاف، خلال كلمته في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر عمداء جامعات منطقة البحر الأسود الـ16 أن "تركيا اليوم ضمن قائمة الدول الـ10 الأولى عالميا من حيث عدد الطلاب الدوليين، ونسعى لرفع هذا العدد إلى 500 ألف في المستقبل القريب، مع طموح للوصول إلى مليون طالب دولي في المرحلة القادمة".
تحتل الجامعات التركية مراتب متقدمة ضمن أفضل 500 جامعة في التصنيفات الدولية (شترستوك) حضور عربيوشدد أوزفار على أهمية "التدويل" في نظام التعليم العالي التركي، مؤكدا أن التطور الذي حققته تركيا في هذا المجال "قوي للغاية وواعد للمستقبل"، لكنه أشار إلى أن الخطط الحالية لا تقتصر على الأرقام فقط، حيث تسعى تركيا إلى تعزيز الجودة والاعتماد في منظومة التعليم العالي.
وبحسب الاتحاد العالمي للمنظمات الطلابية، تصدرت الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكندا قائمة الدول الأكثر استضافة للطلبة الدوليين في العام الماضي.
وتعد الجامعات التركية وجهة رئيسة للطلاب العرب، الذين يشكلون نسبة كبيرة من إجمالي الطلبة الدوليين في تركيا.
ووفقا لبيانات مجلس التعليم العالي التركي للعام الحالي، بلغ عدد الطلاب العرب أكثر من 130 ألف طالب، أي ما يعادل حوالي 39% من إجمالي الطلاب الدوليين في تركيا، ما يبرز مكانة تركيا كخيار مفضل للطلاب من العالم العربي.
وتتصدر سوريا القائمة بـ60 ألفا و750 طالبا، تليها العراق بـ13 ألفا و153 طالبا، ثم مصر بـ10 آلاف و695 طالبا. كما تشهد دول عربية أخرى حضورا ملحوظا، أبرزها اليمن بـ7 آلاف و927 طالبا، والصومال بـ8 آلاف و872 طالبا، والسودان بـ5 آلاف و847 طالبا، في حين تتوزع بقية الأعداد بين دول المغرب العربي والخليج.
عوامل جذبتحتل الجامعات التركية مكانة بارزة في تصنيف التعليم العالي. ووفقا لتصنيف "يو آر إيه بي" المختصة بتصنيف الجامعات على أساس الأداء، فقد سجلت جامعات تركية مثل "الشرق الأوسط التقنية" و"جامعة إسطنبول" و"جامعة بوغازيتشي" مراكز متقدمة ضمن أفضل 500 جامعة لعام 2023.
إعلانوعلى سبيل المثال، حلت جامعة الشرق الأوسط التقنية في المرتبة 336 عالميا حسب تصنيف "كيو إس"، بينما احتلت جامعة إسطنبول المرتبة 450 في تصنيف "إيه آر دبلو يو"، وجامعة تشانكايا المرتبة 173 في تصنيف "يو إس نيوز"، لعام 2023.
كما يتميز النظام التعليمي في تركيا بالتنوع الكبير في البرامج الأكاديمية المتوفرة باللغتين التركية والإنجليزية، ما يجعلها خيارا مفضلا للطلاب الدوليين، خاصة من الدول العربية، إذ توفر هذه البرامج تخصصات تلبي احتياجات سوق العمل العالمي، إلى جانب سهولة القبول للطلاب الأجانب وبيئة جامعية تتيح لهم تجربة تعليمية وثقافية متكاملة.
علاوة على ذلك، تُعتبر تكاليف التعليم والمعيشة في تركيا أقل مقارنة بالدول الغربية، مما يمنح الطلاب فرصة للحصول على تعليم عالي الجودة بتكاليف معقولة. كما أن سهولة التنقل من الدول العربية وقرب تركيا جغرافيا يعززان من جاذبيتها كوجهة تعليمية، حيث تجمع بين التميز الأكاديمي والموقع الإستراتيجي الذي يربط الشرق بالغرب.
تدعم الحكومة التركية برامج لتقديم منح تعليمية تستقطب آلاف الطلاب الأجانب (رويترز) دعم حكوميتتبنى تركيا رؤية شاملة لتعزيز مكانتها كوجهة عالمية للتعليم، مستندة إلى سياسات حكومية تجمع بين الدعم الأكاديمي والترويج الثقافي. في هذا السياق، تأتي رئاسة شؤون أتراك المهجر والمجتمعات ذات القربى في طليعة الجهود عبر برنامج المنح الدراسية التركية، الذي أطلق في عام 2012 كواحد من أكثر البرامج الحكومية طموحا لجذب الطلاب الدوليين.
ويوفر البرنامج فرصا تعليمية للطلاب المتفوقين من جميع أنحاء العالم، حيث لا يقتصر على تقديم تعليم مجاني، بل يغطي أيضا تكاليف السكن والتأمين الصحي ودورات تعلم اللغة التركية، مع استقباله أكثر من 121 ألف طلب من 170 دولة في عام 2024، وتقديمه نحو 5 آلاف منحة سنويا.
إعلانوفي إطار دعم هذه الجهود، يلعب معهد يونس إمره دورا محوريا في نشر اللغة والثقافة التركية عالميا من خلال أكثر من 40 مركزا ثقافيا حول العالم، حيث يقدم المعهد دورات تعليم اللغة التركية وينظم فعاليات ثقافية تستهدف تعريف الشعوب الأخرى بتراث تركيا الغني وتعزيز الروابط الثقافية معها.
في السياق، أكد الباحث في وقف التعليم التركي، أكرم رضا أوغلو، أن تدويل التعليم العالي يمثل أولوية إستراتيجية لتركيا، حيث تسعى من خلال برامج مثل المنح الدراسية التركية إلى جذب آلاف الطلاب الدوليين سنويا، مما يساهم في تعزيز قوتها الناعمة وبناء جسور ثقافية ودبلوماسية مع مختلف دول العالم.
وأشار رضا أوغلو في حديثه للجزيرة نت، إلى أن استقطاب الطلاب الدوليين له فوائد متعددة، منها دعم الاقتصاد المحلي من خلال إنفاق الطلاب على التعليم والمعيشة، وتنشيط القطاعات الخدمية. كما يلعب هؤلاء الطلاب دورا مستقبليا كجسر يربط تركيا ببلدانهم الأصلية، حيث يصبحون سفراء ثقافيين يعززون العلاقات الثنائية، على حد قوله.
وشدد الباحث على أهمية تطوير سياسات التعليم العالي لتشمل تدويل المناهج الدراسية وإقامة فروع جامعية دولية، مع التركيز على ربط خريجي برامج الابتعاث بالقطاعات الحيوية مثل التكنولوجيا المتقدمة، بما يعزز التنمية المستدامة ويواكب احتياجات السوق المحلي.
وختم قائلا: "تركيا ترى في التعليم الدولي أداة إستراتيجية لتحقيق أهدافها التنموية وتعزيز مكانتها على الساحة العالمية".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات الطلاب الدولیین التعلیم العالی فی ترکیا من خلال
إقرأ أيضاً:
بحضور وزراء العمل والثقافة والتربية والتعليم..وزير التعليم العالي يشهد الحفل الختامي للمرحلة الأولى لمبادرة "تمكين" بمعبد حتشبسوت بالأقصر
شهد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي فعاليات الحفل الختامي للمرحلة الأولى لمبادرة " تمكين" التي أقيمت بالدير البحري ( معبد حتشبسوت) بمحافظة الأقصر بحضور الدكتور أحمد هنو وزير الثقافة، ومحمد جبران وزير العمل، ومحمد عبد اللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، والمهندس عبد المطلب عمارة محافظ الأقصر والدكتورة إيمان كريم المشرف العام على المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة، إلى جانب الشركاء من جامعة "إيست لندن" وجامعة " تكساس" وهيئة " أمديست مصر".
استهل الوزير كلمته بتوجيه الشكر لفخامة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية؛ لرعايته الكريمة لمبادرة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي " تمكين" لخدمة ورعاية الطلاب ذوي الهمم، والتي انطلقت أولى فعالياتها في أكتوبر الماضي لتجوب الأقاليم الجغرافية السبع التي وضعتها مبادرة "تحالف وتنمية" ضمن الإستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي.
وأوضح الدكتور أيمن عاشور أن وزارة التعليم العالي والبحث العلمي تعمل على تطوير منظومة التعليم الجامعي للطلاب من ذوي الهمم، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية، واستكمالًا لجهود الدولة المصرية نحو تحقيق العدالة الاجتماعية، وتنفيذًا للبرامج والسياسات المُرتبطة بدمج الطلاب من ذوي الهمم مُجتمعيًا، مشيرًا إلى أن النجاح الذي حققته المرحلة الأولى من مبادرة" تمكين" يجسد رؤية مصر والجمهورية الجديدة نحو بناء بيئة تعليمية أكثر شمولًا للتوعية بخدمات وحقوق وواجبات الطلاب من ذوي الهمم في جميع الجامعات المصرية.
وأكد الوزير استمرار خطط وبرامج دعم ورعاية الطلاب من ذوي الهمم في جميع الجامعات بالتنسيق والتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الهمم والمؤسسات ذات الصلة لتقديم كافة التيسيرات للطلاب من ذوي الهمم وضمان حصولهم على حقوقهم كاملة.
وأشار الدكتور أيمن عاشور إلى دور مراكز خدمة ورعاية الطلاب ذوي الهمم بالجامعات الحكومية في تقديم كافة وسائل الدعم اللوجيستي والنفسي والتعليمي والتأهيل التوظيفي، فضلًا عن دورها في توفير سبل الاستفادة من الوسائل التكنولوجية الحديثة وتطبيق معايير الإتاحة في المباني والحرم الجامعي ؛ لتيسير تنقلهم وممارستهم للأنشطة الأكاديمية ودمجهم في الفعاليات والأنشطة الطلابية المتنوعة بمختلف الجامعات الحكومية والخاصة والأهلية والتكنولوجية، لافتًا إلى توقيع سبعة بروتوكولات تعاون جديدة مع هيئة " أمديست مصر" لإنشاء وتجهيز مراكز للطلاب من ذوي الهمم بالجامعات الحكومية، وبذلك تصل مراكز خدمة ورعاية الطلاب ذوي الهمم إلى 27 مركزًا؛ بحيث يكون لكل جامعة حكومية مركزًا لرعاية الطلاب من ذوي الهمم.
وفي ختام كلمته، وجه الوزير رسالة لأبنائه الطلاب من ذوي الهمم بإظهار قدراتهم الإبداعية وإبراز مواهبهم الفريدة؛ ليكونوا أشخاصًا فاعلين في المجتمع نافعين للوطن.
ومن جانبه صرح الدكتور كريم همام مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة، أن ذوي الهمم جزء لا يتجزأ من المجتمع الجامعي، ويتمتعون بقدرات وخبرات ومهارات عالية نعمل على اكتشافها وتوظيفها للاستفادة منها بما يٌسهم في خدمة المجتمع ككل، لافتًا إلى أن مبادرة تمكين منذ إطلاقها في أكتوبر الماضي تنوعت فعالياتها بين ورش عمل ومحاضرات توعوية وتثقيفية وأنشطة رياضية، شارك فيها ذوو الهمم مع أقرانهم الأسوياء من كافة أعضاء المجتمع الجامعي من طلاب وأعضاء هيئة تدريس وإداريين، كما قدمت المبادرة فرص تدريبية بالشراكة بين المؤسسات الحكومية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
وأكدت الدكتورة شيرين يحيى مستشار وزير التعليم العالي للطلاب ذوي الإعاقة أن مبادرة " تمكين" تهدف إلى خلق بيئة أكثر شمولًا ووعيًا بواجبات وحقوق الطلاب ذوي الهمم في ظل توجهات الجمهورية الجديدة بضرورة دمجهم في شتى مناحي الحياة، مشيرة إلى الدور الذي تقوم به المبادرة في بناء مجتمع مرن وبيئة داعمة ومحفزة للطلاب من ذوي الهمم، مضيفًة أن هناك سعي نحو توسيع قاعدة التعاون مع هيئات ومؤسسات محلية ودولية.
جدير بالذكر أن الاحتفالية أقيمت بحضور لفيف من رؤساء الجامعات وممثلي وزارة التعليم العالي ومديري مراكز خدمة ورعاية الطلاب ذوي الإعاقة وعدد من ممثلي الهيئات والجهات المعنية.
كما تضمنت الاحتفالية فقرة فنية للسبرانو فرح الديباني وعدد من الفقرات الفنية الموسيقية والغنائية قدمها طلاب من ذوي الهمم، بالإضافة إلى فقرات استعراضية لفرقة رضا للفنون الشعبية، وفقرات من هيئة قصور الثقافة، كما تم عرض فيلم تسجيلي عن جهود وزارة التعليم العالي في ملف خدمة الطلاب ذوي الهمم، بالإضافة إلى رسائل قصيرة تشجيعية لهم.
IMG-20241210-WA0033(1) IMG-20241210-WA0039 IMG-20241210-WA0031(1) IMG-20241210-WA0036 IMG-20241210-WA0035 IMG-20241210-WA0032 IMG-20241210-WA0031 IMG-20241210-WA0030 IMG-20241210-WA0028 IMG-20241210-WA0026 IMG-20241210-WA0025